ترجمة

الثلاثاء، 18 مارس 2008

نيولوك الدعاة الجدد!!!!




أحبائى..
مما لاشك فيه أن الدعوة للتجديد والإجتهاد ليست بدعة مستحدثة بدليل قول الله عزوجل لرسوله(قل ماكنت بدعا من الرسل)وبما أن العلماؤ ورثة الأنبياء فهم بالأساس يصبحون ويمسون على نهج موروثهم ..كما أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه "بدأالإسلام غريبا وسيعود غريبا ..فطوبى للغرباء..فقالوا ومن هم الغرباءيارسول الله؟؟قال الذين يصلحون إذا فسد الناس وفى رواية أخرى الذين يصلحون ما أفسد الناس"وقد وصف الرسول هؤلاء بأنهم دعاة مجددين وفى الأثر روى أن الله يبعث على رأس كل حقبة من الزمان واحدا من هؤلاء...


من خلال المقدمة السابقة نجد أن كل داعية يتحقق فيه الوصف يجب عليه الإلتزام بثوابت الشرع والمعلوم من الدين بالضرورة ولايغير أو يبدل ولا يقول لما يصف لسانه هذا حلال وهذا حرام(ولاتقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون) لأن الحلال هو ما أحلّه الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله وبين الحلال والحرام تو جد المشتبهات ومن إتقى الشبهات كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله فى أرضه محارمه كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم..والله يقول (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)والرسول يقول"ما أمرتكم به فأتوا منه مااستطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه"بما يعنى أن الأوامر قدر المستطاع والنواهى تجتنب وقد روى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يجتنبون تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع فى العشر الحرام...


من خلال هذا التنويه يكون مدار الحديث عن أساليب الدعاة الجدد أو بالأحرى وبلغة العصر كما يفعلون هم يكون الحديث عن النيولوك الجديد...فما بين كل واحد منهم والآخر نجد التسهيل والتيسيرأو إن شئت فقل التساهل والتفريط بزعم وحجة إستخدام مفردات العصر والطريقة المثلى لمخاطبة المقصرين والعاصين ..مع أن المعصية أيضا والتقصير ليس بدعة جديدة أوذنوب مستحدثة لم ينزل فيها قرءان أو يقال فيها حديث فالله يقول(مافرطنا فى الكتاب من شىء)والرسول صلى الله عليه وسلم تركنا على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك..وشريعة الإسلام والأمة الإسلامية هى الوسطية بين التشدد والإنحلال فكيف يعقل أن يأتى علينا يوم يقول فيه واحد من هؤلاء الدعاة الجدد أنه يحاول أن يقف بالناس بين الحلال الخنيق والحرام المبهرويحسب نفسه بذلك مجددا ناسيا أو متناسيا قول الرسول الكريم"حفّت الجنّة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات"ومن قبل ينسى قول الله تعالى(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)..وفى حين نجده يقلل من الإجماع ومشهور المذاهب ويلجأ إلى الرأى المرجوح ويترك الراجح تحت زعم أنها إجتهادات واجبة الإحترام وهو قول حق يراد به باطل إذأن الله عزوجل واجب عبادته بالصحيح المنقول وليس بما تستحسنه العقول...وينسى أيضا أن التلفيق أو التوفيق بين المذاهب الفقهية مبدألايجب أن يترك للعامة بل يقول به المختصون دون غرض أو محاباة سلطان ونظام حاكم بل يكون ذلك لمصلحة الجماعة والشرع ...


بعد هذا الحديث يبقى الكلام عن المواضيع المطروحة للإجتهادومفردات الحديث:-
أولا..المواضيع..فى سياق قاعدة فقهية وشرعية محترمة <لااجتهاد مع وجود نص>يبقى القياس طريقة للإستدلال قبل الإجتهاد فيما يستجدمن أحداث..ودليل هذا حديث الصحابى الجليل الذى أرسله الرسول لأهل اليمن عندم سأله بما تحكم فيهم ؟؟قال بكتاب الله..قال فإن لم تجد قال بسنة رسوله..قال فإن لم تجد قال فبالقياس...قال فإن لم تجد قال أجتهدرأيى ولا آلوا أى لاأقصر.لكن المواضيع المطروحة الآن ورد فيها نصوص مثل الشذوذكاللواط والسحاق ومثل شهادة المرأة والزنى..وحتى ولاية المرأة التى يتجادل فيها الكثير الآن ورد فيها نصوص واجتهادات تغنينا عن السؤال ولكن الغرض والهوى (ومن أضل ممن إتبع هواه)والغاوون ممن يتشككون ويشككون فى سماحة الإسلام وعدله يلجأون للمرأة كما لجأإليها إبليس حين أغوى حواء وآدم..والأنكى أن الدعاة الجدد أصحاب النيولوك الحديث والعصرى ينساقون خلفهم بدعوى الحرص على الإسلام وحتى لايقال عنه أنه دين جمود وتخلف ويحسبون نفسهم بذلك يحسنون صنعا متجاهلين كل ما سبق وأوردناه عن وسطية الإسلام وقبوله واستيعابه لكل ما يستجد دون تفريط أو إفراط(مافرطنا فى الكتاب من شىء).
ثانيا..المفردات..حقيقة لكل قوم لهجة ولكل أمة لسان ولكن القرءان نزل بلسان عربى مبين وأنزل كتبا وشريعة لرسول أرسل رحمة للعالمين..وتبعه من قبل أناس أصحاب لسان عجم دون أن يقولوا لولا فصلت آياته لأن الله أغلق باب هذا القول بقوله(أأعجمى وعربى)..ولكن هؤلاء الدعاة الجدد أصحاب مفردات شباب ضلوا "نفض واحلق وكبر وخنيق ومبهر"تحت زعم مخاطبة هؤلاء بمفردات أحاديثهم ومخاطبتهم بأساليب ينكرها حتى غير المتدينين لأنها لغة مكسورة ومبتذلة تهدم كل قواعد الأدب مع الله ومع رسوله ومع القرءان الذى نزل بلسان عربى مبين وتهدم قواعد المجتمع....
أمثلة لهذه المفردات الحلال الخنيق وهو يقصد الحلال الحق وماذا بعد الحق إلا الضلال...والحرام المبهر وهو يقصد الحرام المهلك حمى الله فى أرضه كما جاء فى الحديث..والله يخزيك ياشوشووهو يقصد أعوز بالله من الشيطان الرجيم.....أوكيه ياجماعة وهو يقصد إستقيموا يرحمكم الله..وسبهللة وهو يقصد سيبها لله.....وكرمللة وهو يقصد كرم الله..


تبقى كلمة بعدهذا السرد المطول وهى أن المعصية بحق هى المكروهة وليس العاصى ولكن إذا أصر على المعصية يجب كرهه أيضا لأنه يبارز الله بالمعصية ويجاهر بها...وتحبيب الدين للناس غاية محمودة ولكن دون تفريط...والدعوة إلى الله والإجتهاد مكفول للدعاة ولكن دون بحث عن الغريب والشاذ والمرجوح إلا بما يحقق المصلحة العامة وصالح الجماعة وليس المفرطون أو الأنظمة...وذلك حتى لانقع تحت طائلة الآية الكريمة(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)صدق الله العظيم وبلّغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين..
..........................