ترجمة

الأحد، 9 مارس 2008

طرطشة كلام وليس حوار أو نقاش !!!


أحبائى بعد مشاهدتى لبرنامج البيت بيتك فى حلقة السبت 8/3/2008والتى إستضاف فيها الأستاذ/محمودسعد ثلاث صحفيين وداعية لمناقشة تقرير يفيد تغالى الدعاة الجدد فى الأجور حيث رصد التقرير حصول أحدهم على مليونى دولار فى السنة...وبعيدا عن الأجور ورأييى فى تسميةالدعاة الجدد أو إن شئتم قولوا مشايخ التوك شو لأنه فى نظرى هذا هو الإسم الواجب إطلاقه على مثل هؤلاء وقد أوردت رأييى فى تدوين سابق على هذه المدونة تحت نفس العنوان "مشايخ التوك شو وفتاوى تحت الطلب "المهم بعيدا عن هذا أكتب اليوم عن طرطشات كلام حدثت أثناء الحلقة أزعم أنها تخالف الحق وتحيد عن الصواب أذكرها فيما يلى:-

الطرطشة الأولى:-

حدثت من الأستاذ/صلاح عيسى..وهى بخصوص إدعائه أن البشرية كانت تملك قبل الديانات أخلاقا حميدة وصفات طيبة أتت الديانات لتقرها ولتقوّم غيرها واستدل بالوصايا العشرة لليهودية على أنها أولى الديانات وهذه الطرطشة الكلامية تخالف الحق وتحيد عن الصواب بدليل

قول الله(إن الدين عند الله الإسلام)منذ أن خلق آدم وحتى يرث الأرض وما عليها وهذا يفيد أن الدين موجود قبل خلق البشروعلى هذا كان قول الله (إنى جاعل فى الأرض خليفة)ومن هنا كان إعتراض الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)إعتراض يدلل على ذلك وإلا فليخبرنى أحد ماهى ديانة الملائكة؟؟؟؟كما أن قول الله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها)دليل آخر على وجود تعاليم إلاهية يستدل عليها أيضا بقول الله(فتلقى آدم كلمات من ربه)...وأيضا العلة التى ذكرها الله لخلق الإنسان فى قوله(وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )دليل لايقبل شك فى أن الدين موجود قبل الخليقة وقديم أزلى ...كما أن القول بأن اليهودية هى أولى الأديان السماوية قول مغلوط حيث ثبت وجود أنبياء سابقين قبل موسى عليه السلام ذكرهم الله فى قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم (منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك)وليس هناك أدل من ثبوت نبوءة ورسالة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام (ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما)ثم كانت نبوءة نوح وإسحاق ويعقوب (شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا)ثم كانت رسالة يوسف الذى بشر وتنبأ بموسى كما كانت نبؤة هود وصالح الذى تزوج موسى إحدى بناته قبل ما يبعث نبيا لفرعون.

الطرطشة الثانية أيضا كانت من الأستاذ/صلاح عيسى والأستاذ /سليمان جودة...حيث أنكرا وجود صحابة لرسولنا الكريم كانوا رجال أعمال وهذا أيضا قول يخالف الحق ويحيد عن الصواب بدليل

وجود سيدنا عبد الرحمن بن عوف وسيدنا عثمان بن عفان ذو النورين وثبات تجارتهم وثراؤهم ثم أيضا وصية الرسول لأصحابة بالعمل والسعى على الرزق ..كما أن الركون للقول بأن الصحابة لم يكونوا رجال أعمال يستدل به إستدلال سلبى على تواكلهم وكونهم عالة على الأثرياء وينتظرون الغنائم والفىء ليعيشوا ويقتادوا منه...صحابة النبى كانوا أصحاب أعمال وتجارة ولكن ليسوا رجال أموال كحال من عندنا اليوم وفى هذا الحديث القول الفصل.....روى البخارى ومسلم فيما معناه ذهب فقراء المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا ذهب أهل الدثور بالأجور يارسول الله!!!فهم يصلون كما نصلى ويصومون ويجاهدون كما نجاهد غير أنهم لديهم فضل مال يتصدقون به ويجاهدون به ويحجون !!فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يكفيكم أن الله جعل لكم فى كل تسبيحة صدقة وكل تكبيرةصدقة ؟؟؟قالوا بلى ولكنهم يفعلون كما نفعل !!!فقال هذا فضل الله يؤتيه من يشاء.

الطرطشة الثالثة وردت من الصحفيين الثلاث..حيث أنكروا على الدعاة إرتدائهم للبدل السينيه والكرافتات والقمصان الملونة وكان يمكن أن يكون لهذا القول موضعا لولا الإنكار للجلباب والعمامة وإصرار البعض لوصف من يلتزم به بالتخلف والرجعية ..جعل هذا الكلام يخالف الحق ويحيد عن الصواب بدليل

عدم النص فى القرءان أو السنة على زى معين للداعية أو الرجل بصفة عامة بل أكتفى بأن يكون يستر العورة ولا يشابه ثياب النساء كما أنه لايجب أن يكون مهلهلا حتى يضمن الوقار والإحترام وأيضا فى ظل أن يكون بقدر أن يرى الله أثر نعمته على عبدة ولكن دون إسراف وتبذير ومغالاة وهذا يوصلنا للطرطشة الرابعة.

الطرطشة الرابعة كانت من الداعية حيث أنكر إنكار الحضور للمغالاة والإنفاق ببذخ وهذا قول يخالف الحق ويحيد عن الصواب بدليل

قول الله تعالى وهو ما يعرف بالحسنة بين السيئتين(والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)كما أن المفروض على الداعية أن يكون قدوة فى الزهد ووالورع والخشية وأن يكون فى كل حاله وشئونه متمثلا النبى صلى الله عليه وسلم الذى أبى الثراء ودعا أن يحشر مع زمرة المساكين وتمثل به صحابته فهاهو عمر بن الخطاب يرى أحد أبنائه يرتدى خاتما غالى الثمن وهو إبن الخلبفة فأمره أن يبيعه ويتصدق بثمنه وليلتمس خاتما من حديد.

فى نهاية هذا السرد والعرض الذى لايمكننى فيه أبدا إدراك كل الكلام كما أن الطرطشات كانت كثيرة ومتشابكة يبقى لى القول أن الأجر مباح والدعوة إلى الله لاتقتصر على خريج الأزهر وفقط بدليل قول الله (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)وأيضا الدعوة لاتكون فقط بإلقاء الخطب والمواعظ بل أيضا تكون عامة للناس بإنتهاج المنهج السليم والقويم وضرب المثل فى الصدق والإلتزام التاجر فى متجره والطبيب فى عمله والصانع فى مصنعه بمعنى أن يلتزم كل مسلم بالصدق والحق والعدل والمساواة أما دعاة المؤسسة الدينية فهم المعنيون بقول الله(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير)(فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون بالبينات والزبر)وهذا لايعنى قصر الدعوة عليهم بل يكونوا أهل ذكر يلجأإليهم فى تبيان ماغمىّ على العامة وصدق الرسول إذ يقول "الدين النصيحة قلنا لمن يارسول الله؟؟قال للله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"وهنا كان إستفهام إذا كانت النصيحة واجبة لعامة المسلمين فكيف تجب عليهم ؟؟ورد من قبل العلماء يتناصحون فيما بينهم ويقبلون النصح من غيرهم..وهذا ما يعنى أننا جميعا دعاة إلى الله بالعمل والفعل قبل القول ورحم الله الحسن البصرى حيث كان لا يتحدث عن خلق إلا ويطبقه وعندما أراد ذات يوم أن يتحدث عن العتق إشترى جارية وأعتقها ثم ذهب لحلقة علمه ودرسه وتحدث فكان لكلامه صدى وتأثير.

ويبقى رجاء أن نتعامل مع الدين ليس على أنه كم مهمل نلجأ إليه لجوء المفلس بل يجب أن يكون شريعة ومنهجا وصراطا مستقيما كما أراده الله لنا.

............