ترجمة

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

درجة الصائم القائم!!!!

أحبائى ..
ونحن فى شهر رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن وفعل الخيرات قد يتسائل أحدنا من منا ومتى وكيف يستطيع الحصول على درجة العابد فى شهر رمضان فى غير رمضان وهل هذا ممكن؟؟؟ قطعا أكيد وفى هذا البيان والشرح...!!
جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم" إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً "ومن حسن الخلق قوله صلى الله عليه وسلم " أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن يمشي أحدكم مع أخيه المسلم في حاجة أحب إلي الل من أن يعتكف في المسجد شهراً " [رواه الطبراني].
إن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]. وحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر. وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام" أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق " [رواه الترمذي والحاكم].
ومن حُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى. وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال" يا أبا هريرة عليك بحسن الخلق !!! قال أبو هريرة رضي اللّه عنه وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قالصلى الله عليه وسلم تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك" [رواه البيهقي].
وتأمل أخي الكريم الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " [رواه أحمد]. وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً " [رواه أحمد وأبوداود]. والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام" والكلمة الطيبة صدقة " [متفق عليه]. بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجرفقال صلى الله عليه وسلم " وتبسمك في وجه أخيك صدقة " [رواه الترمذي ] وهذا لايكون إلا بعد المحبة الناتجة عن إفشاء السلام الذى هو من حسن الخلق وفضله قال اللَّه تعالى (النور 27){يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}.وقال تعالى (النور 61) {فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند اللَّه مباركة طيبة}.وقال تعالى (النساء 86) {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}.وقال تعالى (الذاريات 24، 25) {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمينإذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام}.848 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا،أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم"رواه مُسلِمٌ.[ 1726 ] .. والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم بل وحتى مع الكافر !!
ومن حسن الخلق العدل حتى مع الأعداء قال تعالى(وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [المائدة:8].
وقد جُُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفها أخي المسلم وتمسَّك بها. !!
وهي إجمالاً: أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى،
كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل،
قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً،
شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً،
ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً،
بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.
وكما أن أصل الأخلاق المذمومة كلها: الكبر والمهانة والدناءة، فإن أصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة. !!
فالفخر والبطر والأشَر والعجب والحسد والبغي والخيلاء، والظلم والقسوة والتجبر، والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار، وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة، وأن يُحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك، كلها ناشئة من الكبر.
وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير اللّه واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس.
أخي المسلم ونفسى قبلك إنها مناسبة كريمة أن نحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، ونقود أنفسنا إلى الأخذ بها ونجاهد في ذلك، ولنحذر أن ندعها تجبل على الحقد والكراهة، وبذاءة اللسان، وعدم العدل والغيبة والنميمة والشح وقطع الأرحام.!!
وقد عجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولايغسل قلبه مرة في السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!
فلنحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولنا مِن والدين، وزوجة وأبناء، وأصدقاء، ومعارف من كل البشر ، بطيب العشرة ، وحلو حديث، وبشاشة وجه، واحتساب الأجر في كل ذلك عند الله .
وعليك وعلى أخي المسلم بوصية النبي صلى اللّه عليه وسلم الجامعة، فقد قال عليه الصلاة والسلام" اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن " [رواه الترمذي].
وكما بدأنا ننهى جعلنى اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم" إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً " !!
***************