ترجمة

الأحد، 16 مارس 2008

مابين الإثنين ؟؟؟!!!


أحبائى..

بعد ما حدث فى إنتخابات المحليات من قمع وبتر لكل صنوف المعارضة حاولت أن أكتب توصيفا وتدوينا لما حدث ما بين الإثنين الإخوان وحكومة الحزب أو حزب الحكومة....ففى الوقت الذى إنكشف فيه زيف ومغالطات الإخوان عن الديموقراطية وقبول الآخر وبات الناس فى غالب ظنونهم وأحوالهم متشككون فى جدية الإخوان وكونهم بديلا فى الحكم لجأالحزب الوطنى حزب الحكومة مع حكومة الحزب إلى قطع كل طريق وسد الثغرات ومعالجة المغالطات الإخوانية بسياسة البتر والقطع والمنع من المنبع فى حماقة سياسية يجب أن يحاسبوا عليها لأنهم أضروا بمصالح الوطن من حيث أرادوا الإصلاح وكأنى بالشاعر الذى يقول:-

فارغب بنفسك أن تصادق أحمقا

إن الصديق على الصديق مصدق

المهم وأنا أبحث فى داخل نفسى عن هذا التوصيف إذا بمقالتين فى المصرى اليوم بتاريخ 16/3/2008 وجدت بينهما ما أريد قوله بعيدا عن إختلافى أو توافقى مع الكاتبين..وجدت ضالتى فى البحث لهذا أضع المقالتين بين أيديكم وكلى رجاء القراءة بعيدا عن أى مواقف من الكاتبين..لأننا بالفعل ما بين الإثنين الإخوان والحكومة لاندرى من يحاول تفجير عقولنا.

الأولى:-
موقعة بدر بقلم حمدى رزق ١٦/٣/٢٠٠٨
كم من فئة قليلة، تجوز في الحروب ليست في الانتخابات، الانتخابات بعدد المقاعد، عدد المرشحين الاخوان فقط أربعة آلاف مرشح، عدد المقاعد المتاحة ٥٢ ألف مقعد، الإخوان لايغطون مقاعد محافظة واحدة.. لماذا كل هذا الخوف من الإخوان؟
أكبر خدمة يقدمها النظام لتلك الجماعة «المحظورة». هذا الحزب «الجبان» يرتعد خوفا كلما ألمت بالبلاد انتخابات، كلما تشتتت ريح الإخوان، وانكشف فكرهم، وتتالت أخطاؤهم، بعد أن صارت فضائحهم المالية والأخلاقية تروي في الفضائيات، ويتهامسون بها في الأسر والشعب والكتايب.. يعملها الحزب؟
بعد أن امتلأت المواقع والمدونات بآراء شجاعة لا تخرسها قواعد السمع والطاعة، بعد أن صارت الأرض ممهدة لبروز جيل جديد من الإخوان يؤمنون بالتعددية، والتسامي عن الشيفونية، والميل للتعايش السلمي مع الآخرين، يقبلون بفكرة الوطن، ويرفضون حكم الماليزي.. يعملها الحزب؟
بعد أن تخارج نفسيا وتنظيميا نفر معتبر من الإخوان، الذين اعتصموا بعقولهم، وزدناهم هدي، بعد التصدي الناجع من جانب طائفة من الكُتَّاب آمنوا بوطنهم، وفضحوا عبر مبادرات شجاعة غير هيابة تهافت الجماعة، ونسفوا أفكارها نسفا، وكسّروا عظام قادتها في المنتديات والندوات وعلي الهواء مباشرة، كشفوا عوراتها، وأماطوا اللثام عن وثائقها وأفكارها وأطماع قادتها.. يعملها الحزب؟
بعد كل هذا المشوار في زلزلة الفكرة الإخوانية، التي تعرضت لأول مرة في تاريخها الطويل (٨٠ عاما من المنعة المصطنعة) لعملية اختراق مباشر من قوي مدنية حقيقية، قارعتهم وقرعتهم، وناقشتهم وجندلتهم، وحاجَّتهم وكشفت حجتهم، الجماعة رُكبها كانت بتخبط من الانكشاف التنظيمي والفكري.. كم عدد مفكري الإخوان الآن؟ واحدة قايمة وواحدة نايمة.. تحديدا عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح، باعتبار المرشد ليس مفكرا، بل صاحب رسالة، ويقال له في الأثر «أبورسالة» بعد كل هذا النجاح في حصر الإخوان في مقرهم بالملك الصالح يعملها الحزب؟
لعمري، هذا الحزب بيشتغل مع الإخوان، الأهلي لا يستغني عن الزمالك، وماذا لو ترشح الآلاف الأربعة ونجحوا، ٤ آلاف من ٥٢ الفا، ألا يشبع نهم الحزب ٤٨ ألف مقعد، وحتي لو صل إخواني ضال إلي مجلس محافظة، فلن يؤثر في الترشيحات الرئاسية، الترشيح للرئاسة يحتاج إلي١٤٠ تزكية من ١٤ محافظة، أتعرفون أن الإخوان لايؤمنون بالتزكية.. لا نزكي علي الله احدا، يعمدون إلي الاستخارة، يستخيرون ويختارون مرشد الثورة الإخوانية.
سياسة المنع من المنبع تدل علي عدم ثقة الحزب في نفسه وفي مرشحيه، لا يعقل أن يدخل الحزب الانتخابات وحده، لا يعقل أن يلعب الأهلي وحده، الأهلي يفوز بكل المباريات، الحزب يفوز بكل المقاعد، الحزب كالأهلي يفوز بالانتخابات قبل الانتخابات.. مرشحو الحزب وزعوا شربات الفوز الأحمر ليلة الخميس.
أربعة آلاف إخواني يرهبون الحزب، كل هذه الجيوش الجرارة (عدد عضوية الحزب تربو علي ٢.٩ مليون عضو) كل هذه الحيل المصطنعة لمنعهم من الترشيح، كانت فرصة لوضعهم في حجمهم.. الإخوان ظاهرة صوتية، جعلتموهم ضحية، صناعة الأبطال الوهميين صارت مهنة الحزب.
أن تصل «فوبيا الإخوان» لتدمير قواعد الحزب، سادت الإخوانية في الحزب كما سادت المكارثية في الستينيات.. تم ذبح حزبيين صالحين لصالح عسس فاسدين بتهمة الإخوانية، ألصقوها بالمصلين والملتحين والملتزمين، يقال إن جده السادس عشر كان متأخوناً يسير في ركاب الإمام الشهيد.

الثانية:-


حماس والإخوان المسلمون! بقلم د.عبد المنعم سعيد ١٦/٣/٢٠٠٨
سألتني إذاعةBBC البريطانية، وغيرها من وسائل الإعلام العالمية، عما رأته من مفارقة بين قدرة الدولة المصرية علي التعامل والتواصل مع حركة حماس الفلسطينية، خلال عملية البحث عن التهدئة ووقف إطلاق النار، وما قبلهما من دخول وخروج إلي الأراضي المصرية، وبين موقفها القطعي من رفض الاعتراف بجماعة الإخوان المسلمين «المحظورة»، التي لا يجوز لها اجتماع أو تنظيم. وكان ردي هو أن دولاً كثيرة من دول العالم، كانت لها علاقات متشعبة ومتعددة مع الاتحاد السوفيتي السابق، ومع ذلك كانت تحظر إنشاء أحزاب شيوعية، ورغم الصلات الوثيقة مع موسكو خلال الستينيات، فقد كان الشيوعيون المصريون من الضيوف الدائمين علي السجون المصرية، ولا يختلف الأمر الآن في العلاقات مع الصين، التي قد تعطيها العلاقات الطيبة مكانة الدولة «الشقيقة»، ولكن ذلك لا يعطي شيوعيا مصريا مزايا إضافية، أكثر من أن يكون عضواً مرموقاً في حزب التجمع.
العلاقات الدولية تختلف، إذن، عن السياسات الداخلية، فالأولي تجري لاعتبارات جيو- سياسية، وجيو- استراتيجية، أما الثانية فإنها لابد أن تجري علي أسس من توافق مبدئي علي طبيعة الدولة.
ومنذ فجر الدولة المصرية الحديثة، فقد قام التوافق الوطني علي إنشائها علي أساس أن تكون دولة مدنية، يحكمها بشر منتخبون، يقعون في الخطأ والصواب، ويحق عليهم القول والرأي، ولا يحل أحد منهم ممثلا لله أو لطبقة بعينها لها السيادة والتاريخ. ولذلك، ومنذ قيام الدولة عام ١٩٢٢ وعبر دساتيرها المختلفة، فإنها أبقت من يريدون دولة دينية أو دولة الطبقة العاملة خارج الشرعية السياسية.
مثل هذا الوضع علي أي حال، لم يكن وضعا سعيدا بالمرة، لا للدولة التي كان عليها أن ترفض جماعات، مهما كانت الخلافات معها، فقد كانت تعبر عن تيارات أصيلة في المجتمع، وكان ذلك بالتأكيد وضعا تعيسا لجماعة الإخوان، ليس فقط بسبب السجون، وإنما أيضا لأن الجماعة واصلت تحجرها ومحافظتها، حتي كشف برنامجها المقترح عن دولة دينية صافية تكون الكلمة الأخيرة فيها للفقهاء وتحركها جماعة شمولية الأيديولوجية. وكان الضرر الأكبر واقعا علي المجتمع كله الذي بدت له الديمقراطية سرابا مستمرا، حتي باتت كل انتخابات نوعا من ممارسة العبث، فلا الدولة تستطيع إقناع أحد بنزاهتها، ولا الإخوان يستطيعون إقناع أحد بأنهم يريدون العمل من خلال الأوضاع الشرعية، حيث الخطاب السياسي، والبرنامج غير المعلن يصب في دولة مختلفة تقع في مكان ما بين الدولة الإيرانية والدولة الأفغانية الطالبانية.
انتخابات المحليات الجارية تكشف هذه المعضلة، وسوف تدفع مصر كلها ثمن ما يجري حاليا، لأنه بغض النظر عمن ينجح ومن يخسر، فإن جراح المعركة، سوف تكون من العمق بحيث تأخذ من صحة الجسد السياسي المصري كله. وللحق فقد كان بمقدور الجميع انتهاز الفرصة للانتقال لما هو أفضل، وليس سرا علي الدولة أن دخول الإخوان إلي الانتخابات - رغم كل الحواجز - لم يكن بهدف الفوز، بقدر ما هو لاستغلال المعركة السياسية التي تنزع الشرعية عن النظام وطبيعة الحكم.
وكان بمقدور الحزب الوطني الديمقراطي أن يستغل الفرصة بنفس القدر، بحيث يخوض معركة سياسية، أيضا تدفع الإخوان في اتجاه القبول بالدولة المدنية، ليس علي الطريقة الإخوانية، ولكن كما استقرت في التقاليد المصرية. وربما كان تخلي الإخوان - كما جاء في التقارير المختلفة - عن شعار «الإسلام هو الحل» أولي الخطوات علي الطريق، وربما كان حديثهم عن محاربة الفساد، جادا، فيكون هناك سباق حول ما الذي يعنيه ذلك علي وجه التحديد في إطار القوانين والمؤسسات القائمة.
فإذا كانت للعلاقات الدولية ضروراتها ومتطلباتها التي جعلت الحوار مع حماس ممكنا، فإن للسياسة الداخلية ضروراتها ومتطلباتها التي تجعل التعامل - وليس الحوار بالضرورة - مع الإخوان مختلفا عما كان عليه الأمر في السابق. وإذا كان هذا مطلوباً من الحزب الوطني الديمقراطي، فربما آن الأوان للإخوان أن يعلنوا عن برنامجهم، الذي طالت فترة دراسته عن كل الأحزاب في التاريخ، فربما يكون فيه التزام حق بدولة مدنية حقة!..

...........................