ترجمة

الأحد، 2 مارس 2008

وقفات ورحيق من السيرة!!!







**(عظات مأثورة...وأسماء محفورة)**




.................................




إن من يقرأفى سير الصالحين والسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين يجدكثير من العظات والعبرالتى أثرت عنهم تصلح أن تكون منهجا ودستورا لحياة مقبولة يرضى عنها الله ورسوله وتوافق ما أنزل الله من شرع قويم وقرآن عظيم وهم بذلك حفروا أسمائهم فى التاريخ ونقشوهابأحرف من نوروفى هذه العجالة وتلك الرسالة أحاول أن أضع بين أيديكم بعضا مما قرأت... فربّ قارىء أوعى من كاتب ..............




1-الفرار من المناصب والإبتعاد عن السلطان:-




- يروى أن أبو حنيفة النعمان رضى الله عنه عندما رفض تولى القضاء وأمر به ليضرب ويجلد ورأته أمه وأشفقت عليه من الضرب قالت:أى بنى إن علما لم يغنك عن ماأنت فيه خير لك أن تتركه ...يابنى أجبهم وما يطلبون!!!فرد عليها والله يأماه إن مايفعلونه بى خير مما يدعوننى إليه ولن أجيبهم وما يطلبون ولو قتلت دونه فخير لى أن أقتل عن أن أتولى القضاء فأظلم برىء أو أعين ظالما.- وقد روى أن سفيان الثورى رضى الله عنه طلبه المعتصم ليكون قاضيا فأخذ يهرب ويفرمنه حتى أمسكوا به وعندما كتب له المعتصم كتاب توليه القضاء وأمره أن يذهب إلى دار القضاء غافل الحراس وفر هاربا ومزق الكتاب وألقاه فى النهروقال لئن أعيش مطاردا من قبل المعتصم خير لى من أتولى القضاء فأظلم بريئا أو أعين حاكما على ظلمه.- وقد روى أن إبن تيمة رضى الله عنه عندما كان فى محبسه يدعوا على الظالمين وأعوانهم سئله الحارس الذى يقف بالباب يا إمام هل أنا بعملى هذا أكون من أعوان الظالمين؟؟؟فأجابه الإمام بقوله بل أنت بعملك هذا من أعيانهم.




2-جزاء الطامعين وشهوة المال:-




-روى أن عيسى عليه السلام عندما كان فى إحدى جولاته التى يدعوا فيها إلى الله إصطحبه أحد مريديه وبينما هم فى الطريق شعرا بالجوع فطلب عيسى منه أن يذهب إلى القرية القريبة ويطلب منهم طعاما......وعندما ذهب الرجل وطرق بابا وسئل طعاما أعطوه ثلاثة أرغفة وفى الطريق أكل الرجل رغيفا وقال فى نفسه إنه لم يرى شيئا وسأخبره أنهما رغيفين ..ولكن الله أوحى لعيسى بذلك!!!وعندما أتى الرجل وسأله عيسى عن الرغيف الثالث أقسم أنهما لم يكونا غير رغيفين ..فاقتسمهما معه وانطلقا حتى مرا على ميت يبكى عليه أهله فاقترب منه عيسى ودعا الله أن يحييه فانتصب واقفا بإذن الله وسر أهله وتحول المأتم إلى فرح وهنا إستدار عيسى إلى صاحبه وقال له بحق من أراك هذه الآية أين الرغيف الثالث؟؟فقال الرجل عفوك لم يكوناغير رغيفين..وانطلقا حتى مرا على رجل به برص وجذام وينفرمنه الناس فاقترب منه عيسى ومسح عليه ودعا الله أن يشفيه فبرىءالرجل بإذن الله وعاد سليما معافا...وعندها سأل عيسى صاحبه بحق من أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث؟؟فقال الرجل حسبك لم يكونا غيررغيفين.....وانطلقا حتى مرا على غار إستظلا به من الحرّووجدا به ثلاثة أحجار من الذهب فقال عيسى عليه السلام واحدلى وواحد لك والثالث لمن أكل الرغيف الثالث...وهنا قال الرجل أنا من أكل الرغيف الثالث !!!!!فأعطاه عيسى الثلاثة وتركه وانصرف وقال له هذافراق بينى وبينك.....وبينما الرجل واقف لايقدر على حمل الأحجارالثلاثة مربه رجلان فطلب منهما أن يحملا معه هذا الكنز على أن يعطيهما منه ولكنهما رفضا إلا الإقتسام بالتساوى ووافق الرجل على مضض وأضمر فى نفسه أنه فى أقرب وقت يقضى عليهما ويأخذ الكنز وحده ..وهما أضمرا ذلك .....وفى الطريق شعروا بالجوع فطلبا منه أن يذهب إلى القرية القريبة ويحضرطعاما لثلاثتهم وهم سيحرسون الكنز ولكنه أبى إلا أن يأخذ نصيبه معه ...وعندهذا كان يمكن لكل منهم أن يغنم نصيبه ولكن الطمع أعماهم جميعا ..فذهب الرجل وأحضر طعاماولكنه وضع به السم ...والآخران عزما على التخلص منه فور حضوره....وعندما قدا إليهما إنهالا عليه بالطعنات حتى مات...ثم جلسا يأكلان الطعام الذى أحضره فماتا من السم بداخله...ومر عليهم عيسى عليه السلام وأوحى الله إليه ماكان من أمرهم ..فقال هذا جزاء الطامعين ......-وقد روى أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال(لوأن لإبن آدم واديا من ذهب لسأل إليه الثانى ولو أعطى الثانى لسأل الثالث ولايملأعين إبن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب)....




3-رد الحاكم والوقوف فى وجهه.....




وتحت هذا العنوان سأكتفى بواقعتين واحدة مع الفاروق عمر والثانية مع الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفى...-الواقعة الأولى:-




روى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما رأى المغالاة فى المهور وعزوف الشباب عن الزواج أراد التيسير ووضع حد أقصى للمهور لايتعداه أحد ويكون فى مقدور الشباب حتى يستطيع كل شاب باءة الزواج ويغلق الباب على الحرام ودوافعه...فوقفت إمرأة لاتحكى كتب السيرة عنها شىء إلا هذا الموقف ولا تذكر إسمهاوقالت إتقى الله ياعمر أتجتهد مع النص وتحاول أن تحد ماأطلقه الله بقوله(وإن آتيتم إحداهن قنطارا)فقال عمر أصابت المرأة وأخطأعمر وليغفر الله لى وصدق الله العظيم.




-الواقعة الثانية:-




روى أن الحجاج سول له طغيانه ووسوس له شيطانة وبلغ غروره أن منع الناس النظر إلى قصوره وحرّج عليهم ذلك وأمر أن من يخالف هذا الأمر يعاقب ويحاسب ولكن حدث أن غلام صغير لم يتجاوز عمره الخامسة عشر كما تحكى عنه كتب السيرةولا تذكر إسمه أيضاوقف ليشاهد القصور وكانت من الجمال بحيث تأخذبالأنظارفنهره الحراس وزجروه ولكنه لم يرتدع وقال لهم لن أكف حتى أملى عينى من هذا الجمال ...فاقتادوه إلى مجلس الحجاج وعندمارآه قال لهم ماجرم هذا ؟؟قالوا خالف أمرك ونظر إلى القصور وعندما نهرناه قال كذا وكذانفس ما قال الغلام ...فقال الحجاج أما وجدتم أكبر منه حتى تأتونى به؟؟؟فرد عليه الغلام القول وقال المرء بأصغريه قلبه ولسانه..وهنا إعتدل إليه الحجاج ونظر وقال من أنت ياغلام؟؟؟فقال عبدلله....فقال الحجاج من أبوك؟؟؟قال أبى الإسلام ليس لى أب سواه...فعجب الحجاج وسأله من أين أنت قادم ؟؟؟قال من عندالله...فقال الجاج وإلى أين أنت ذاهب؟؟؟قال ذاهب إلى ربى سيهدين....فقال الحجاج من هيئتك علمن أنك قادم من عند شيخك الذى يحفظك القرآن؟؟.فقال الغلام معاذالله أن أحفظه وقدتكفل ربى بحفظه حيث قال(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)..فقال الحجاج كم جمعيت من كتاب الله؟؟فقال الغلام معاذالله أن أجمعه وقد جمعه سيدى عمر بن الخطاب ...فقال الحجاج قاتلك الله كيف أسألك حتى تجيبنى؟؟؟فقال الغلام إن أردت فقل كم وعيت من القرآن؟؟؟فنزل الحجاج على قوله وسأله..فرد الغلام بعون الله كله...فقال الحجاج إقرأعلى ..فقرأالغلام قول الله تعالى(أتبنون بكل ريع آية تعبثون*وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون*وإذا بطشتم بطشتم جبارين*فاتقوا الله وأطيعون)وهنا إنتفض الحجاج وأمر بقتله فتدخل واحد من الحاشية وتشفع للغلام...فقال له الغلام لماذا تشفع لى ؟؟؟فقال الرجل لكى لايقال عن مولاى الحجاج أنه يقتل الغلمان!!!فقال الغلام بئسك من شفيع وبئسه من مشفع ألا تعلم قول الله(إذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون)....وهنا صرفه الحجاج وأمر بتركه لحال سبيله ...غير أن كتب السيرة ذكرت أن الحجاج بعد فترة أرسل للغلام من دس السم له فى الطعام ومات...وكتب فى أعلى عليين ...غلام صغير أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ووقف فى وجه الحجاج....فهل نجد بيننا مثل المرأة ومثل الغلام...ومثل عمر يقف عندقول الله.




...........................................

ليست هناك تعليقات: