ترجمة

الجمعة، 7 مارس 2008

اللحية والزى الشرعى والختان !!!



.................................
قضاياثلاث أخذت قدرا من محيط الحوارات والمجادلات السائدة الآن قدرا كبير من الإهتمام حتى أنها فى كثير من الأحيان تطغى على قضايا أخرى جوهرية وشائكة بل وفى بعض الأحيان ومع بعض الناس تأخذ كل تفكيرهم وتستنفذ جهودهم وكأنهم بذلك يقيمون الدين فى حين أن هذه القضيايا الثلاث لو نظرنا لها بحيادية وموضوعية فنجدها كالآتى:-


1-اللحية :-وهى على أرجح الأقوال وأشهرها سنة مؤكدة وتتراوح مابين الفرض والسنة والنافلة فى بعض الآراء الأخرى ..ولكننا إذا نظرنا للمتجادلين حولها سواءا من المتشددين أو الرافضين نجد الطرفان حادا عن الموضوعية وأسرفا فى النقاش وكأنها قضية الدين ومركزه الذى لايقوم إلا به...وبعيدا عن حال أولاء وهؤلاء من واقع لايسر بال مهتم ولا يقوم معوج ولايسمن أو يغنى من جوع إذا نظرنا للقضية فى طور الحريات والإلتزام المفروض على كل شخص وامتثاله لأوامر الشرع الحكيم نجدها بسيطة إذا تركت للعمل بها من خلال هذا المنظور بمعنى آخر أن نتعامل معها على أنها من المباحات التى تجد أرضية ونصوص من الدين تؤيدها يفعلها من يبغى الكمال ويتركها من يجدها تمنعه من فعل أمر بمعروف أو نهى عن منكر ..كما أننا سنجدها بسيطة أيضا لو تركت من النظام والحكومات بمعنى أن تصبح اللحية شأنا خاصا للأفراد كل حسب فهمه والتزامه بالدين.


2- اللباس الشرعى:- من القضايا المتجادل فيها الآن ونجد بونا وتباينا بين الناس فيها سواء كان الأمر فى لباس الرجل الشرعى أو فى لباس المرأةوهنا تفصيل:-
أولا :- لباس الرجل لم يرد فيه نص سوى أن يستر العورة وأن لايتشابه مع المتعارف عليه من لباس النساء ومع ذلك نجد متشددين يعمدون إلى الجلباب والعمامة مع التقصير ويقيمون حججا على فرضية ذلك بل وينظرون لمن لا يشابههم على أنه مقصر وعاصى مع أنهم لو علموا الفارق بين الحكم والحكمة وبين العرف فى زمن مضى وعرف فى زمن حال وأيقنوا أن الإسلام دين يحترم العرف مالم يحل حراما أو يحرم حلالالأيقنوا أنهم هنا هم المقصرون والعاصون حيث يبغضون دين الله لخلق الله ...كما أن التقصير للثوب له حكمة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم (من جر ثوبه خيلاء)أى كبرا وهنا يمكن أن يكون مقصر الثوب هو الآخر متكبرا ويدخل فى حكم التحريم أى أن الحكمة من الحكم هى النهى عن التكبر والتعاظم على خلق الله وقد قيل رب معصية أورثت ذلا وانكسار خير من طاعة أورثت تكبرا وافتخارا ..وعلى الجانب الآخر نجد الرافضين أو المتحررين الذين يشابهون لباسهم بلباس النساء ولا يراعون إلتزاما لأدب الرجولة قبل الإسلام هم أيضا عاصون ومقصرون.
ثانيا:-لباس المرأة وهنا فارق جوهرى حيث وردت نصوص قرآنية وأحاديث نبوية توضح اللباس الشرعى للمرأة حيث قال المولى الكريم (يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)ويقول(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)ويقول (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن)ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم(إذا بلغت المرأة المحيض فلا يظهر منها إلا هذا وذاك)وأشار إلى وجهه الشرف ورجليه..ومع هذا لم يحدد الشرع شكلا معينا أو قماشا وألوانامحددة بل ترك الأمر للحريات والعرف مادام الإلتزام بما ورد مضمون ومصون بمعنى أن يستر الثوب جسد المرأة ولا يصف أو يشف ماتحته وأن لايكون ثوب شهرة بمعنى أن يلفت النظر لمفاتن المرأة..وهنا نجد أن الطرفان المتشددين والرافضين أسرفا فى النقاش وبعدا عن الحكم والحكمة ..أما مسألة النقاب فحالها كحال اللحية.


3-الختان وهو قضية بالنسبة للرجال منتهية ولا شك أو مراء أو جدال فيها حتى لو بدا من بعض دعاة الإباحية عكس ذلك وهنا أود الإعتذار عن لفظ الإباحية ولكن البعض يفرض على قوله حيث أن الفارق بين الحرية والإباحية شعرة الإلتزام والتدين وهذا يفرض عدم مخالفة النصوص الشرعية وقد ورد فى ختان الرجل مايفيد ذلك ويثبته..أما ختان الإناث والذى تجيش الجيوش وتعقد المؤتمرات والندوات وتقام الدعوات لمنعه ما يحتاج منا لبعض التفسيرحيث يعمد من يريدون منعه لإقامة الحجة الشرعية ويستدلون على ذلك أنه لم يرد به نص وينسون أو يتناسون أن الأصل فى الأشياء الإباحة مالم يرد نص بتحريمها وليس العكس كما نصت القواعد الفقهية والشرعية ويعمل بذلك فى جميع حنبات الحياة مادام لم يرد نص بالتحريم فكل شىء مباح...وأيضا مايستدلون به من أنه لم يرد أن الرسول قد ختن بناته إستدلال ناقص حيث أنه لم يرد أيضا أنه لم يختنهن كما أن الأصل فى مثل هذه الأمور الستر وخاصة فيما يتعلق بالأنثى غير أن ماورد فى حديث أم عطية الأنصارية من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها أشمى "بفتح أوله وتسكين الثانى وكسر الثالث وهو ما يفيد القطع أى إقطعى" ولا تنهكى وفى رواية أخرى لاتجورى وفى ثالثة لاتظلمى ماورد فى هذا الحديث بعيدا عن أنه يثبت أن الختان ورد فى عهد الرسول وبعيدا عن كون ما ورد يثبت أنه عادة موروثة فى الفراعين وغيرهم إلا أن الرواية تثبث أن الختان ساعتها كان يتم لمحرمة وقريبة من الرسول إذ لايمكن لمن وصف بأنه كان أكثر حياءا من البكر فى خدرها يشهد هذا المشهد حتى ولو من بعيد لأجنبية عنه...وكان ينبغى على المتشددين والرافضين أن يقفوا عند قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تنهكى--لاتجورى --لاتظلمى)لا أن يتسابقوا ويجيشوا الجيوش ليمنعوا أو يفرضوا..وكان فى هذا الغنى والكفاية خاصة فى ظل التطور الطبى الذى يمكن أن يقوّم هذا الظلم والجوروالإنتهاك بل ويمنعه...
اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد..
......................

ليست هناك تعليقات: