ترجمة

الثلاثاء، 4 مارس 2008

مرض النخبة والعامة!!!


أحبائى كثير ما نمرض بأمراض عضال يصعب العلاج منها ولكن كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم "تداووا عباد الله فإن الله ماخلق داءا إلا وجعل له دواءا"..

غير أن الحماقة أعيت من يداويها ..ومن الحماقة الآن أن يصر كل صاحب رأى وفكرة على إستنساخ أشباه له ولايقبل المعارضة والنقد ولايستطيع التعايش مع الآخرين والوصول إلى قناعة وقبول بالإختلاف لهذا كتبت...

الناظر لحا ل دعاة الإصلاح فى هذه الأيام يجدهم بلا إستثناء إلا من رحم ربك يصرون على الإستنساخ الفكرى والثقافى دون مراعاة لتفاوت العقول والثقافات والتوجهات الفكرية والمذهبية فى محاولة لخلق جيل يتشابه فى الفكر والعقيدة والتوجهات السياسية غير عابئين فى حكمة الله لخلق الناس مختلف ألوانها ومتفاوتة عقولها بل ومختلفة عقائدها (ولو شاء ربك لجمعهم على الهدى). ومن هنا نستطيع الفهم لعجز الدعاة على جميع الأصعدة دينيا وسياسيا واجتماعيا وفشلهم الزريع فى إحتواء العامة والنخبة قبلهم وإيصال مايبغون إليهم ويفهمونهم مايريدونه..ذلك أنهم يحرصون على إستنساخ بشر مثلهم يعتقدون مايعتقدون ويؤمنون بما يؤمنون به..بل الأنكى والغريب أن الجميع يلوك بلسانه جملة شعارات ويخوض حوارات ومجادلات وهو يتوشح بوشاح الحرية وقبول الآخر ويردد دوما أدب الحوار وثقافة الخلاف وهو أبعد ما يكون عن ذلك حيث أنه كما قلت يبغى أن يجمع الناس على قوله ويجعلهم يؤمنون به رغبة ورهبة...فى حين أن من سنة الله فى خلقه الإختلاف (سنة الله فى الذين خلو امن قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)(ولن تجدلسنة الله تحويلا).....

وليس هذا وفقط بل محاولة الإستنساخ الفكرى والعقلى والمذهبى سياسيا ودينيا واجتماعيا مخالفة أيضا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج صحابته الكرام وهذا نتيجة طبيعية لفهم أن الفهم والفكر حلالا مادام لايخالف شرعا ويحل حلالا أو يحرم حلالا...والسنة النبوية المطهرة مليئة بنماذج وأحداث تبين سعة الإختلاف وقبول الآخر والتعايش معه مسلما كان أو غير مسلم ...المهم أن الثوابت فى العقيدة لاتمس ولاننكر معلوما من الدين بالضرورة وعلى هذا كان قول الإمام على كرّم الله وجهه عن القرآن أنه حمّال أوجه بما يعنى أنه يسع الناس جميعا طالما يقعوا تحت ظل أو جه الدلالة فى الآيات..وكان قول سيد الخلق "إنما أنا قاسم والله عزوجلّ معطى"أى يعطى الفهم لمن يشاء(ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا)...

وبعد هذه الأدلة النقلية والشرعية يبقى لنا العقل البشرى الذى كرّم الله به الإنسان عن كل المخلوقات(ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البروالبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)..يبقى لنا فيه بعضا من حرية فى قبول لآراء الآخرين أورفضها ولكن دون تجريح أو إهانة وتسفيه أحلام وعقد مقارنات بينهم وبين من نكره أو نرفض رأيه وفكره مظنة الحياد عن الطريق المستقيم الذى نراه لسبب بسيط وهو حرية كل إنسان فيما يعتقد ولأنه قد يكون على صواب فنخسره وإلا نكون كفرعون حين قال لقومه(ما أوريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)وقدذم الله ذلك بقوله(فاستخف قومه فأطاعوه)..كما أننا بذلك نخالف ماننادى به ونسعى إليه....

والشىء المؤسف أن هؤلاء الدعاة لايرون أنهم بذلك الفهم وإصرارهم على عملية الإستنساخ هذه أصبح كل منهم يعزف فى جزر منعزلة ويستخدم نغمات شاذة ولايشعر أنهم لم يتقدمو خطوة واحدة وأوقعوا العامة فى تيه وشطط بسبب تنازعهم ومحاولة إستقطابهم كل يريدهم مثله وشبيهه..والأمثلة على ذلك كثيرة بدأمن أقصى اليمين حيث الإفراط والإرهاب والتطرف وإنتهاءا بأقصى اليسار حيث التفريط والإنحلال والإنكسار....كماأن عملية الإستنساخ هذه سوف ينتج عنها مسخ بين بين!!!!!ويصعب الشفاء منه....

ونصيحتى للجميع هى قول الله(وتعاونوا على البروالتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)

وقوله (فاتقواالله ماستطعتم واسمعوا وأطيعواخيرالأنفسكم)

وقوله(ولوشاء ربك لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين).كان هذا نداء لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم فما بالنا نحن؟؟؟!!!!!!!!!

....................................
تجد هذا المقال تعليق بالمصرى اليوم على مقال للأستاذ/سليمان جودة"اليونيفورم"

ليست هناك تعليقات: