ترجمة

السبت، 10 يناير 2009

هم بالليل ومذلة بالنهار!!!!!!

أحبائى...
منذ قرن ونصف أو يزيد ونحن نعيش حالة من الإنكسار والحصار ونقع تحت ظل حروب صليبية تتبعها حروب وغزوات إستعمارية وتليها حروب صهيونية مكملة بهدف محاربة الإسلام والثأر منه طمعا فى تقويض حضارته وهدم انتصاراته والتنكيل بأهله وأوطانه !!! ورغبة فى نيل مكانته العظيمة التى قادت الدنيا نحور النور فى عصور الجهالة والضلالة وحررت الأرض والبشر من ظلم وطغيان الحكام المستبدين والأباطرة الفاسدين والكهنة والقساوسة المحرّفين والمبدلين لكلام الله والمتألهين !!! فكان ما كان عبر تلك الأزمان من حروب وأزمات عاشتها أمة العرب والإسلام تتنقل بين النخوة والشجاعة ورد العدوان تارة والإنكسار والإنحسار والوقوع تحت طائلة الإستعمار وفى ظل الحصاريملأنا الذل والعار تارة أخرى!!!!وفى كل مرة تكون فلسطين بداية ونهاية القضية والمشكلة لما تملكه فى نفوسنا وتحتويه فى أرضها من مقدسات وتشمله من علو منزلة وشأن لدينا وما تمتاز به من روابط مشتركة بين الباغى والمعتدى عليه!!!يشهد التاريخ والزمان وبعض الأعداء المنصفين لنا بصونها واحترامها فى عهود ملكنا نحن العرب والمسلمين لها منذ فتحها عمر بن الخطاب وحتى حررها صلاح الدين الأيوبى!!!!
ولكن ومنذ نعومة أظفارنا وبحكاوى آباؤنا وأجدادنا ونحن نرى ونسمع ونشاهد ونعايش حالة من الهوان تجعلنا نضيق بالدين الذى هو فى أعناقنا نحو القضية الفلسطينية بتخاذلنا وتهاوننا فى واجبنا وحقها المشروع والمفروض من قبل كل الأعراف والشرائع السماوية التى تفرض علينا تحريرها وصونها بكل ما نملك من سبل الإستطاعة لذلك وبجهادنا الفريضة الغائبة وللدفاع عن أهلها إخواننا ومقدساتها مقدساتنا مسرى نبينا ومحل ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام وكل أراضيها التى هى ملك لنا وأمننا القومى وشرفنا المنتهك والمغتصب والمدنس من قبل ثلة من الكلاب والقردة الخاسئين الخنازيرقتلة الأنبياء و عبدة الإفك والطاغوت !!! حتى أصبح هذا الدين لنا هم بالليل ومذلة بالنهار نرفعه بكل أسى فوق أكتافنا التى رضخت بخضوع وخنوع واستسلام لرغبة الأعداء الصليبيين الحاقدين والصهاينة المحتللين!!!!
اللذين يعيثون فيها فسادا وإفسادا ودمارا وإهلاكا للحرث والزرع والنسل غير عابئين بنا ولا مقدرين للنداءات الإنسانية التى تطلق أحيانا إنصافا وأحيانا على استحياء لا لشىء إلا لأنهم عرفوا قدر أنظمتنا وحكامنا الذى جل جهدهم ومبغى سعيهم أن يكونوا نادلين وجرسونات يقدمون المأكل والمشرب ويستعطفون الأندال لإدخال الدواء أو فك الحصار جزئيا لقيموا ويطببوا أجساد أهل فلسطين وخاصة أهل غزة لتتحمل مزيدا من التنكيل والتعذيب والقتل إما بالموت البطء حصارا وغدرا واغتيالا و إما بالآلة العسكرية الغاشمة!!!كحال أطباء سلخانات التعذيب فى المعتقلات والسجون كما فى جوانتيناموا وسجن أبو غريب!!!أويكون منتهى أمانيهم أن يكوّنوا وطنا غير معلوم الملامح وسلطة منقوصة تحت الإحتلال تأتمر بأمره وتنفذ رغاباته وتحقق أمنياته أن يعيش فى أمن وسلام هانئا يجثوا ويسبح على أجساد وأرواح المقاومين وأرض المهجرين والمقتولين!!! ولأنهم أيضا علموا عن حكامنا وأنظمتنا عدم إعتدائهم بنبض شوارعهم وثورة شعوبهم التى لا تملك إلا التظاهر والتنديد والإستنكار أسوة بزعاماتهم ونخبتهم أو على حد أقصى تصرخ بشعارات جوفاء تلهب القلوب والحناجر بها وأيضا بالدعاء وبعضا من التبرعات التى تقدم ثم تمن بها تلك الزعامات والحكام والأنظمة وبعضا من النخب المثقفة وجانب من الشعوب المغيبة بها عليهم !!! فى وقت تصير فيها شلالات وبحيرات من الدم الفلسطيني والعربي والمسلم المقاوم والرافض لهذا الذل والهوان ويرغب فى التحرر وعودة الحقوق المسلوبة والأمة المنكوبة إلى سابق مجدها لتنهض من جديد أمة العرب والإسلام المهابة والمحترمة!!! لكن من ارتضوا الذل والهوان واستعذبوا الحسرة والإنكسار من يستدينون دون أن يرعوا هم الليل ومذلة النهار يبادرون إلى تقديم التنازلات ودفع فاتورة الحساب من عزتنا وكرامتنا راضين وفرحين بمواقفهم ووظائفهم الدنية فى خدمة المتنزهين فوق هذه الشلالات وعلى شواطىء نلك البحيرات من الدم الطاهر الذكى!!! ولست أملك إلا التذكرة بالتاريخ لعل الذكرى تنفع المؤمنين ولعل الغافل يفيق والجاهل يعلم والمضلل يسترشد ولكى يصمد المقاوم ويعلم أنه على الحق المبين فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حى عن بينة !!!!
ولا نامت أعين الجبناء الذين سوف يتساقط لحم وجوههم خجلا من الله يوم القيامة يوم السداد والحساب !!.، ولكن قبلا أدع بدعاء سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال!!
موقف الغرب من الإسلام
الحروب الصليبية مستمرة: يبنى الغرب علاقاته معنا على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بيننا وبينه:
1- فسياسة أمريكا معنا تخطط على هذا الأساس :
يقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967م يقول:"يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية". لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة، بصور مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي . ويتابع : إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها. إن روستو يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية.([1])!!!!
2- والحرب الصليبية الثامنة قادها اللنبى :
يقول باترسون سمث في كتابه "حياة المسيح الشعبية" باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك، حينما بعثت انكلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة، إن حملة اللنبى على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هي الحملة الصليبية الثامنة، والأخيرة. ([2]) لذلك نشرت الصحف البريطانية صور اللنبى وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس: اليوم انتهت الحروب الصليبية. !!!ونشرت هذه الصحف خبراً آخر يبين أن هذا الموقف ليس موقف اللنبى وحده بل موقف السياسة الإنكليزية كلها، قالت الصحف :هنأ لويد جورج وزير الخارجية البريطاني الجنرال اللنبى في البرلمان البريطاني، لإحرازه النصر في آخر حملة من الحروب الصليبية، التي سماها لويد جورج الحرب الصليبية الثامنة.
3- والفرنسيون أيضاً صليبيون:
فالجنرال غورو عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي، وركله بقدمه وقال له:"ها قد عدنا يا صلاح الدين".([3]) ويؤكد صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم: "إنها معركة بين الهلال والصليب".([4])
4- وحزب الكتائب وشمعون يعتبرون أن حرب لبنان هي حرب صليبية :صفحة من جريدة العمل في خدمة لبنان يشرف على سياستها بيير الجميل كما هو مكتوب في الصفحة .
5- وقالوا عام 1967م بعد سقوط القدس:
قال راندولف تشرشل: لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود. إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود. ([5]) !!!
6- والصهاينة أيضاً:
عندما دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967 تجمهر الجنود حول حائط المبكى، وأخذوا يهتفون مع موشى دايان:هذا يوم بيوم خيبريالثارات خيبر.وتابعوا هتافهم:حطوا المشمش عالتفاح، دين محمد ولى وراح .. وهتفوا أيضاً:محمد مات .. خلف بنات ..!!!
كل ذلك دعا الشاعر محمد الفيتورى إلى تنظيم قصيدته الرائعة مخاطباً نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم:
يا سيدي ..([6]).
(1)
قوافل يا سيدي
قلوبنا اليك تحج كل عام
هياكل مثقلة بالوجد والهيام
تسجد عند عتبات البيت والمقام
تقرئك السلام يا سيدي
عليك افضل السلام
(2)
على الرفات النبوي
كل ذرة عمود من ضياء
منتصب من قبة الضريح
حتى قبة المساء
على المهابة التي تخفض
دون قدرك الجباه
راسمة على مدار الافق افقا
عاليا من الاكف والشفاه
يموج باسم الله - الحمد لله
والشكر لله والمجد لك
والملك لك يا واهب النعمة
يا مليك كل من ملك
لبيك لا شريك لك لبيك لا شريك لك
(3)
يا سيدي
عليك افضل السلام
من أمة مضاعة
خاسرة البضاعة
تقذفها حضارة
الخراب والظلام
إليك كل عام
لعلها تجد الشفاعة
لشمسها العمياء في الزحام
(4)
يا سيدي
منذ ردمنا البحر بالسدود
وانتصبت بيننا وبينك الحدود
متنا وداست فوقنا ماشية اليهود
(5)
يا سيدي
تعلم ان كان لنا مجد وضيعناه
بنيته انت ، وهدمناه
واليوم ها نحن أجل يا سيدي
نرفل في سقطتنا العظيمة
كأننا شواهد قديمة تعيش
عمرها لكي تؤرخ الهزيمة
(6)
لا جمر في عظامنا
ولا رماد
لا ثلج لا سواد
لا الكفر كله ولا العبادة
الضعف والذلة عادة
يا سيدي علمتنا الحب
فعلمنا تمرد الإرادة
(7)
ابك لنا وادع لنا
فالعصر في داخنا
جدار ان لم نهدمه
فلن يغسلنا النهار
********
6- واستغلت إسرائيل صليبية الغرب :
خرج أعوانها بمظاهرات قبل حرب الـ 1967 تحمل لافتات في باريس، سار تحت هذه اللافتات جان بول سارتر، كتبت على هذه اللافتات، وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة من كلمتين، هما: "قاتلوا المسلمين" فالتهب الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط … كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدات كتبت عليها "هزيمة الهلال". بيعت بالملايين … لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوروبية في المنطقة، وهي محاربة الإسلام وتدمير المسلمين ([7]). !!
***
الفهارس ...
([1] ) معركة المصير – صفحات 87-94.
([2] ) مجلة الطليعة القاهرية، مقال وليم سليمان، عدد ديسمبر عام 1966 – صفحة 84.
([3] ) القومية والغزو الفكري – ص 84.
([4] ) مأساة مراكش – روم رولاند – ص 310.
([5] ) راندولف تشرشل، حرب الأيام الستة – ص 129 من الترجمة العربية.
([6] ) الشعب والأرض – ج1- ص 34 – ودرس من النكبة الثانية – ص 76.
([7] ) طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية – ص 20 -21.
************

ليست هناك تعليقات: