ترجمة

الاثنين، 28 أبريل 2008

إنما يأ كل بعضنا بعضا..!!!


أحبائى..

كثيرا ما يدور بخلدى وعقلى أحاديث لا أستطيع التعبير عنها كما يعبر عنها أناس آخرون...

وقد كتبت قبلا موضوع " حرّمت يا بوجى "عن إعلان توبة إسراء ولكن لم أستطع التعبيركليا عن كل ما أريد..

واليوم وأنا أطالع المصرى اليوم وجدت هذا المقال الذى يعزز رأيى ويقول كل مالم أستطيع التعبير عنه...

فأضعه اليوم على مدونتى لإستكمال الصورة وتمام التعبير...

كلام شُعَرا...!
بقلم فاطمة ناعوت ٢٨/٤/٢٠٠٨ على هذا الرابطhttp://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=103020
الحمدُ لله، أعلنتْ إسراءُ التوبةَ. قررتْ أن تكون بنتًا مهذبةً لا تتدخل فيما لا يعنيها. ما لها هي ومال الجوع والفقر وطابور الخبز والموت علي جانبيه؟ بعد حبسها ستغدو البنتُ «مواطنا صالحا» لا يتكلم في السياسة ويترك البيتَ لربِّ البيتِ. فللبيتِ ربٌّ يحميه. ستترك «العِيش» لخبّازه، والسياسةَ لأهلها من رجال الحكومة الذين يسهرون علي أمننا وراحتنا. يجوعون حتي نشبع، ويأْرقون حتي ننام. فلِمَ نَدُسُّ أنوفنا في أعمالهم فنزعجهم؟ بدلا من أن نساندهم وندعو لهم بالسداد وطول البقاء، أو علي الأقل نتركهم يؤدون أعمالهم في هدوء.
إسراءُ تعلّمتِ الدرسَ وتركت ما لقيصرَ لقيصرَ. عرفتْ أن كُلاًّ «مُيسّرٌ لما خُلقَ له». فمثلما خُلقتِ الوردةُ لتضوع بالعطر، والنحلةُ لتجودَ بالعسل، والعصفورُ ليصدحَ ويهبَ الكونَ جمالا، ومثلما خُلقَ العلماءُ ليخترعوا ما يفيد البشرَ، والطغاةُ ليقطفوا رءوسَ أولئك البشر، فإن الساسةَ خُلقوا لكي يسوسوا الشعوبَ ويفكروا لها، وأما الشعوبُ، العربية حصريا، فقد خُلقت لكي تسمعَ الكلامَ وتطيع اللهَ ورسولَه وأولي الأمر منهم.
في الثمانينات قالوا لنا: ممنوع الكلام في السياسة! وقلنا طيب، بس هوّ رغيف ده العيش مش سياسة؟ منتكلمش عن رغيف العيش؟ ولم يقتنعوا أن الرغيفَ صلبُ السياسة. ولم نقتنع أن الرغيف مش سياسة. لكن سكتنا. لأن «قانون العيب» علّمنا ألا نناقش، بل نُصيخُ السمعَ ونقول حاضر.
لكن عصرا من الحريات قد أشرق. فغدا في مقدرونا أن نتكلم وأن نكتب في الصحف آراءنا دون خوف. حتي إنني أكتبُ الآن هذا الكلام العبثي «اللي لا يجيب ولا يودي» دون أن أجهّز حقيبتي للاعتقال. قلْ ما تريد وقتما تريد.
لكن السياسةَ شيء آخر غير ما يكتبه الناسُ وغير ما يريده الناسُ، وما يحلم به الناسُ. السياسةُ هي «فنُّ الممكن»، لا فنَّ المفترضِ والصحيحِ والجميلِ. الصحيحُ والجميلُ هذا كلام الشعراء الحالمين.
الشعراءُ يحلمون ألا يجوعَ أحدٌ، لكن الساسة يقولون إن مُدخلات الدولة قليلةٌ والأفواهَ كثيرة. ونحن نصدقهم لأنهم لا يكذبون. وبالتالي لابد أن تجوعَ هذه الأفواه الكثيرةُ حتي تشبعَ أفواهٌ قليلةٌ معدودة، هي علي الأرجح أفواهُ أولئك الساسة. لأنهم لابد أن يشبعوا حتي يقدروا علي التفكير في صالح هذا البلد الآمن وهذا الشعب الطيب.
الشعبُ المصري الذكي يعرف كيف يحلُّ أزمة الغلاء الطاحنة. ليس بالإضراب ولا بالثورة. الشعبُ يخلِّصُ نفسَه بنفسِه (من نفسِه). سائقُ التاكسي يضاعف أجرته علي الموطن، والمواطنُ يفعل الشيء ذاته مع كل مواطن. الطبيب أيضا، والمهندس والإسكافي، والجزار.. الزوجُ يقتّر علي زوجته، والأم تحرم أطفالها، والأطفالُ المحرومون يغارون من زملائهم الموسرين. والموسرون يعطفون علي المحرومين، أو لا يعطفون، هم أحرار! الناسُ يتجهمون ويتعاركون ويقتلون، فينفثون غضبهم. تخرج طاقةُ الحنق، منهم، إليهم.
أحد الكائنات الحية حين يداهمه الخطرُ يبدأ في أكل أعضائه حتي يتلاشي. ظاهرة يسميها البيولوجيون Self-destruction ، أو «التدمير الذاتي». هكذا شعبُنا يفعل. يحلُّ مشكلة جوعه بالقضم من أول كتفٍ مجاورة. حتي يفني الشعبُ وتنتهي أزمةُ الحكومة فترتاح وتنام. فنحن نزعجها ونقضُّ مرقدها بصراخنا. لذا سنهتفُ يوم ٤ مايو:

«مولاي وروحي في يدِه، قد ضيعَها سَلِمتْ يدُه».
fatma_naoot@hotmail.com
وإذا لم تكن قد شبعت عزيزى القارىء من هذا الطبق أقصد المقال..يمكنك تناول الكمالة على هذا الرابط..
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=103022
......................................

ليست هناك تعليقات: