ترجمة

الأربعاء، 27 فبراير 2008

فهم المرأة فى بداية الإسلام!!


****(خويلة بنت الصامت )******

............................

هذه السيدة الأنصارية التى جادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بداية تكوين الدولة الإسلاميةفى أمر لايوجد له حل ومشكلة صعبة يعجز أى عقل أمامها عن التفكير والوصول إلى نتيجة خاصة وأنها تمثل ثوابت فكرية وعقائدية وموروثا أخلاقيا وإجتماعيا يترتب عليه هدم أسرة وتشتيت أبنائها وضياعهم أو على الأقل فقرهم وجوعهم...حيث ظاهر منها زوجها بمعنى أنه قال لها أنتى على كظهر أمى بما يفيد حرمتها عليه كحرمة الأم من مفرق شعرها وحتى أخمص قدميها...هذه المرأة بفطرتها وعلى الرغم من علمها أنه لم ينزل وحى بشىء يخص قضيتها إلا أنها رأت أن الإسلام الذى هو دين الفطرة لابد وأن يوجد به حل لهذه المشكلةوأن الظهار منكرا من القول وزورا ..فذهبت إلى الرسول وقصة عليه حكايتهابدفاع يملك الحجة والمجادلة ..فعندما قال لها الرسول ما أرى إلا أنك قد حرمت عليه!!..قالت إنه إبن عمى كبير السن فقير ....فقال لها قد حرمت عليه!!فقالت إن لى منه أولادا إن ضممتهم إلى جاعوا وإن تركتهم إليه ضاعوا....قال لها قد حرمت عليه!!!...فقالت إذالم يوجد لديك حل فإنما أشكوإلى الله وأنا أؤمن أن الله الذى قال (فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)أ ن الله سيجد لى حلا...وعند هذا نزل الوحى من السماء (قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما)ونزلت سورة تقرأ إلى يوم القيامة وسميت بسورة المجادلة فيها الحل والإجابة الشافية وتأمين على فطرة المرأة المسلمة التى رفضت هذا القول"الظهار"ووصفه الله بنفس الصفات التى وصفته بها (منكرا من القول وزورا)....وفى هذا تعجبت السيدة عائشة رضى الله عنها وقالت لقد كنت معهم فى الحجرة أجلس فى ركن ليس بعيد عنهما ومع ذلك كنت لاأسمع كل الحوار الذى يدور بينهما وسمعه الله من فوق سبع سماوات وأنزل قرآنا يتلى إلى يوم القيامة...وروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يسير مع جمع من كبار الصحابة ذات يوم وقطعت عليه الطريق إمرأة عجوز على حمار ونادت عليه قف ياعمر واستمع إلى ..لقد كنت قبل الإسلام عميرا واليوم بعد أن أعزك الله بالإسلام أصبحت عمر...وصرت أميرا للمؤمنين...ياعمر إتق الله واعدل ولايغرنك ماأنت فيه ولاتعجب بنفسك وتزهوبهاوخالط العامة كما تخالط الخاصة واستمع إلي شكواهم ونصحهم وأتمر بأمرهم فهم رعيتك وأنت مسؤل عنها يوم القيامة...فهمّ بعض الحضور أن يصرفها وقال أحدهم ياأمير المؤمنين أتوقفنا وتحبسنا حتى تسمع لهذه العجوز الخرف...فقال عمر ويحكم أتعلمون من هذه؟؟؟إنها خويلة بنت الصامت التى سمع الله قولها من فوق سبع سماوات واستجاب لها أفلا يقف عمر ويستمع لها ويستجيب والله لو وقفت من الصباح حتى المساء تتحدث لوقفت أستمع إليها لايصرفنى عنها شىء إلا الصلاة فأذهب وأصلى ثم أعودواستمع إليها حتى تكف....خلاصة القول والشاهد فى سرد هذه الحكاية هوأمور عدة أذكر منها مايلى:-

1-نعم الإسلام هو الحل ..ولكن كيف ؟؟؟

كما كان فى بداية الأمرفوالله لن ينصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها(فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم )(واطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)(وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولاتتبع أهوائهم عما جاءك من الحق وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك).

2- الناس أمام الحكام سواء كما هم أمام الله سواءوالعامة منهم لهم حقوق تتساوى مع الخاصة وإن لم تكن تفوق لضعفهم وقلة حيلتهم.

3- الحكام أفراد من الرعية يسرى عليهم مايسرى على الرعية(يافاطمة إبنت محمد إعملى فإنى لاأغنى عنكى من الله شيئا).

4- الدين واحد وشريعته واحدة لاتفرق بين غنى وفقير ولاكبير وصغير ولا حاكم ولامحكوم"ذمة المسلمين واحدة يسير بها أدناهم".

5- من ينادى بالدين ويريد إعلاء شأنه وكلمته لابد وأن يتمثل أوامره وينتهى بنواهيه وأن يقيمه كاملا دون تفريط أو إفراط ودون فرقة وتشرذم(أن أقيمواالدين ولا تتفرقوا فيه)(من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون).

6- للمرأة فى الإسلام دور كبير ولها حقوق كثيروعليها واجبات تضاهى الحقوق التى لها.أخيرا إذا وصلت قناعتنا لكل ماورد من حديث إلى حد الكفاية يجب علينا العمل من أجل تعميق هذه المفاهيم وإيصالها للناس مع مراعاة أن الإسلام هو الحل وليس فكر جماعة ما أو قناعة ما لفصيل ما هو الحل... اللهم إلا من يجمع الشتات ولايفرق ويقيم الدين كله لله ولايقوم بعقد صفقات لحسابه الخاص وبما يخدم توجهاته الفكرية والعقائدية التى فى كثير من الأحيا وأن تماشت مع بعض النصوص إلا أنها تخاف الوسطية والشمولية والمساواة والعدل الذى جاء به الإسلام الحق وليكن لنا القدوة والمثل فى حكم رسول الله والخلفاء الراشدين المهديين من بعده....ويجب علينا أن لاننساق خلف دعوات تجذبنا نحو اليسار تارة وتشدنا نحو اليمين تارة مع العلم أن كل هذه الدعوات وكل تلك الأيدلوجيات السياسية والفكرية هى مجموعة شتات وشظايا أيدلوجية الإسلام الذى قاد سفينة العالم الحائرة فى خضم المحرمات وعصور الظلام والضلال فى الماضى ..وتحت ظل أن الله هو الذى خلق الإنسان ويعلم ما يصلحة ويفيده(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)صدق الله العظيم.

...........................

ليست هناك تعليقات: