ترجمة

الأحد، 24 فبراير 2008

مجموعة أولى لنشرى على المصرى اليوم.....



آخر رسالة قبل الاستقالة٦/٧/٢٠٠٧
السادة أعضاء الأمانة العامة للحزب الوطني الديمقراطي.. أعلم يقيناً ومعي العشرات ممن هم مثلي أقصد ممن هم ليسوا بقادة بارزين أو أعضاء عاملين أو حتي كوادر يتم إعدادها لتحمل المسؤولية.. أننا غثاء وزبد لا يسمن ولا يغني من جوع وما دفعني لكتابة هذه الرسالة إلا المعذرة أمام الله عز وجل «يوم تبيض وجوه وتسود وجوه» وخوفاً أن أقع تحت طائلة قول الله جل وعلا «لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون»، لذا أرجو الإنصات والسماع لنصيحتي وهي:
«أيها الحزب الوطني لا يغرنك أغلبية حصلت عليها إما بتزوير في الصناديق أو بطلان لإجراءات.. أو مغالطة في رصد نتائج حسب ما يشاع ونشاهد من قضايا قمة الحكم فيها، وإما بتحايل وخداع يضم أعضاء نجحوا كمستقلين بحجة أنهم أبناء للحزب ترشحوا خارج عباءته لأنهم بذلك يكونون قد فقدوا الشرعية وأسباب النجاح لأنه يلزم لتعديل صفاتهم الاستفتاء من قبل الناخبين هل يقبلون انضمامهم للحزب أم لا؟ كما لا يغرنك عوار معارضة وضعف أحزاب انقسموا علي أنفسهم وشغل كل بما لديه، كما لا يستقويك سكوت الأغلبية وعزوفهم عن المشاركة، فقد يتبدل الحال وتتغير الأمور ولا يسعفنك الإصلاح الذي بات وهماً وسراباً بعد كل تلك المفاسد والإهمال والعجز، حتي طال الفساد صحة الناس والإهمال أرواحهم والعجز أرزاقهم، لذا أنصح وأكرر أيها الحزب الوطني كثر شاكوك وقل شاكروك فإما اعتدلت وإما اعتزلت!
د.محمد عبدالغني حسن حجر

.............................
بناء الساجد أولي من المساجد٩/٨/٢٠٠٧
هناك قاعدة فقهية أصيلة تنص علي «أن بناء الساجد أولي من بناء المساجد» وهي تعني أنه علي الرغم من أهمية بناء المساجد التي هي بيوت الله في الأرض، فإن الاهتمام بالإنسان الذي سيرتاد هذه المساجد ويصلي فيها أولي وأهم..
وعليه نصيحتي إلي أثرياء البلد الذين يتبارون في بناء وزخرفة المساجد ويتفاخرون بذلك، أن يوجهوا هذه الأموال إلي إصلاح شأن الإنسان الذي يقتله الفقر والجهل وعدم اهتمام الحكومة به حتي وصل الأمر إلي درجة قتل النفس ووأد الأولاد ذكورًا وإناثًا وأصبحنا نعيش في ظل إحتقان وسُخْرة وامتهان من أجل لقمة العيش وشربة الماء.
أيضًا.. في كل عام يحدث شكوي وموت بين الحجيج الذين يذهبون إلي بيت الله الحرام من الازدحام والتدافع، ولكي تحل هذه المشكلة بعيدًا عن فلسفة الحكومة المصرية أو الحكومة السعودية، ينبغي علي أثرياء البلد الذين يتنافسون لنيل الألقاب وتحطيم الأرقام القياسية في عدد مرات الحج، أن يتأسوا بعبد الله بن المبارك.. هذا الذي انتوي الحج في عام ما وعندما همّ بالرحيل وجد أسرة فقيرة تأكل الميتة لشد الجوع فدفع إليها كل أموال الحج وعاد إلي بيته
وقال في نفسه: «لقد أديت الفريضة مرة وهؤلاء أولي بالمال بدلاً من صرفه في حجة نافلة فكان جزاؤه أن وكل الله ملكًا من السماء السابعة وأرسله علي هيئة ابن المبارك فأدي مناسك الحج بدلاً منه وقاد المشاعر والمناسك وعندما عاد الحجيج إلي بلادهم، زاره أصدقاؤه الذين ذهبوا للحج وأثنوا علي أدائه وعجب من ذلك وعندما تركوه ونام رأي في نومه رسول الله يخبره بحقيقة الأمر، وكيف أن الله أثابه علي إطعام الجياع وستر العورت خير الجزاء فحمد الله علي ذلك.
د. محمد عبد الغني حسن حجر

بسيون/غربية

.....................
أسلوب عفريت العلبة لا يصلح للكتابة في الدين٢٤/٨/٢٠٠٧
عفريت العلبة فخ يستخدم كلعبة القصد منها الإضحاك ومعرفة صلابة من تستخدم معه هذه الحيلة وقوة تحمله، ولكن حال الناس مع هذه اللعبة أنواع فنوع يصاب بصدمة قد يبكي بعدها أو يضحك، ونوع قد لا يتحرك له جفن، ونوع قد يكسرها فوق رأس صاحبها، ونوع قد يموت من هول المفاجأة. العجيب أن مقالات وكتابات الأستاذ جمال البنا الملقب بالمفكر الإسلامي، تتشابه إلي حد كبير مع هذه اللعبة،
وتفاعل الناس معها يشبه حالهم في تفاعلهم مع عفريت العلبة، وأقرب مثال مقالته عن تفاسير القرآن الكريم حيث عبر عنها بأنها تأويلات لقول الله عز وجل ونسي أو تناسي قول الحق تبارك وتعالي: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر» وقوله تعالي «وما يعلمها إلا العالمون» وقوله «إنما يخشي الله من عباده العلماء» كما أن استشهاده بكثرة حجم الأوراق التي فسر بها بعض العلماء سورة الفاتحة ينم عن جهل بقيمة وعظم السبع المثاني.
والآيات التي تحدثت عن ذلك بالتفصيل داخل القرآن العظيم، وأحاديث المصطفي صلي الله عليه وسلم التي أقرت هذا المعني «وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي علمه شديد القوي» أما أعذاره للمفسرين العظام نسبة إلي تفسيرهم القرآن العظيم لأنهم اجتهدوا في ذلك من باب الترزق وعدم الانضمام إلي طابور العاطلين».
فقول فيه تنطع «هلك المتنطعون» ومن يتصور أنه أعقل منهم فهو أحمق.. أو أعلم منهم فهو في قمة الجهل.. نصيحتي للأستاذ جمال يجدها في قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: «امسك لسانك وليسعك بيتك وابك علي خطيئتك».
د. محمد عبدالغني حسن حجر
بسيون - غربية

............
أسود بالنفط وفي الحروب نعامة٨/٩/٢٠٠٧
تعليقا علي كتابات بعض الكتاب الكويتيين بخصوص حادثة التعذيب للشابين المصريين لا تعايرني ولا أعايرك دا العار طايلني وطايلك! العجب أننا كعرب لا نستأسد إلا علي بعضنا ولا تأخذنا الحمية والعزة إلا علي أنفسنا بينما نكون فريسة ضعيفة ولقمة سائغة في فم اليهود والأمريكان تحت دعوي التعايش وقبول الآخر حالنا كحال الشاعر إذ يقول:
أسد علي وفي الحروب نعامة
إذا اشتد وطيسها تهرب
وأقرب مثال علي ذلك ما حدا ببعض الكتاب الكويتيين في نقدنا وإلهاب ظهورنا كمصريين تماديا في الخطأ والغلط بصورة فجة وانكارا للحق وتجاهلا للمعروف الذي أسدي إليه وإن كان حقاً وواجباً بين الإخوة إلا أنه يبقي جميل وصلة يجب أن تقابل بما يصونها ويقويها وليس بالصلف والغرور والتجريح حقيقة لا ننكر الانتهاكات التي تحدث داخل وطننا وبأيدي إخواننا من ضباط الشرطة ولكننا لا نسكت
ولا نغض الطرف عن تلك المآخذ والانتهاكات كما أننا لا نقبل أبدا أن تمتد تلك الإهانات إلي أن تقع في الغربة وبأيدي أشقائنا وأبناء عروبتنا ليجمعوا علينا قسوة الغربة وقسوة المعاملة بالتباهي بالأموال التي لولا جهود المصريين وعرقهم ودمائهم لما بقي منها شيء. أيها الكتاب الكويتيون يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم «يري أحدكم القذي في عين أخيه ولا يري الخشبة في عين نفسه».
فقبل أن توجهوا سهام تعاليكم وغروركم وصلفكم وقبل أن تقذفونا بحجارة التباهي وتستأسدوا علينا بنفطكم اعلموا أننا أبناء دين واحد وتجمعنا قومية عربية واحدة وإننا المصريين قدمنا فداء لهذه القومية وهذه الأخوة كل غال ونفيس وأريقت دماؤنا في سبيل تحرركم واستقبلناكم في مصر ليس كضيوف أو لاجئين فارين بل إخوة وأصحاب بيت فسكنتم ديارنا وشاركتمونا هواءنا وقتل أولادنا بدلا منكم وكان العابثون منكم يلهون في الملاهي ويقولون استأجرناكم بأموالنا فكم دفعتم لنا؟ وكم دفعتم للأمريكان الذين يستبيحون أرضكم وسماءكم وتعاملونهم معاملة الفاتحين وحماة الحمي؟
بينما نجد منكم تعاملا كأجراء وخدم فلا نستحق هذه المعاملة ولا نرضي بها أبدا ولا يرضي عنها الله ولا رسوله إن كنتم تؤمنون بالله ورسوله فلا تلبسكم العنترية وتحتمون بسلاح ذهبكم الأسود فما أتانا الله خيراً مما أتاكم ويكفينا أننا في رباط ليوم القيامة كما أخبر بذلك المصطفي صلي الله عليه وسلم «استوصوا بأهل مصر خيرا فإنهم في رباط ليوم القيامة».
د. محمد عبدالغني حسن حجر

...........................
لاتعبدوا رمضان.. وأقيموا موائد الرحمن من أطهر أموالكم١٥/٩/٢٠٠٧
من فضل الله علي الإنسانية أن وهبها شهر رمضان الكريم، شهر تغسل فيه النفس البشرية وتطهر من رجس الشيطان والطمع الدنيوي، ومن فضائل هذا الشهر الكريم ازدياد أعمال الخير والاستعداد إلي البذل والعطاء ومن مظاهر هذا ما يسمي بموائد الرحمن لإطعام الصائمين في شهر رمضان طمعاً في ثواب ثابت بالسنة النبوية المطهرة «من فطر صائماً كان له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء» وهذا أمر محمود ومرغوب غير أن ارتباط أعمال الخير وانتشار الموائد في رمضان فقط دون اعتبار لجائع في غير رمضان أو مراعاة للفقراء في غير هذا الشهر الكريم يعد من قبيل عبادة هذا الشهر وليس عبادة الله الذي أمر بالإحسان للفقراء طول العام.
كما أن تنافس جميع الفئات الصالح والطالح في إعداد هذه الموائد ووضع أفخر الأطعمة عليها دون مراعاة للحلال والحرام يذكرني بقصة ذلك الرجل الذي ذهب إلي الإمام زين العابدين بن علي رضي الله عنهما وطلب منه مباركة بناء مسجد سوف يقوم ببنايته وهذا الرجل اشتهر عنه جمع المال من الحلال والحرام دون تقوي أو خوف من الله.
فقال له الإمام إذا أردت أن تبني مسجداً لله فتخير مالك الحلال وابنه منه فلم يعبأ الرجل بقول الإمام وذهب وبني المسجد وبعد فترة دخل هذا الرجل إلي المسجد فوجد الإمام زين العابدين يصلي فيه فاستقبله من أمامه وسلم عليه وسأله عن رأيه في المسجد! فقال الإمام ما أراك إلا كمطعمة زهاد من كد فرجها فلا هي أطعمت «أي لم تنل ثواب الإطعام» ولا هي تابت إلي ربها، فنصيحتي إلي كل من يرغب أو يود صنع مائدة في رمضان أن يراعي ويتخير ماله الحلال وأن يفهم أن رب رمضان هو رب طوال العام.
أيضاً الإسراف والبذخ في إعداد هذه الموائد منافياً ومضاداً لصفات عباد الرحمن التي ذكرها الله عز وجل في آخر صورة الفرقان «وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هوناً..» ذكر من صفاتهم أيضاً «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً» لذلك الإسراف والبذخ يؤكد أن من يفعل ذلك هو من عباد رمضان وليس من عباد الرحمن.
د.محمد عبدالغني حسن حجر

...........................


الحذاء.. حفيد القبقاب!!٢/١٠/٢٠٠٧
يبدو أن النعال، وهي ما تنتعل في الأرجل بمختلف الأشكال والألوان، أصبحت سلاحاً وموروثاً اجتماعياً وسياسياً وكروياً في مصر المحروسة بداية من القبقاب والذي قتلت به شجرة الضر علي يد ضرتها، وعروجاً علي التمائم التي كانت تضعها الجدات علي باب المنزل لطرد الشياطين وصد العكوسات، وكان من مكوناتها فردة حذاء توضع بالمقلوب،
كما أن من عادات الجهل والفقر عند معاندة شخص أو جار غير مرغوب فيه، أن يرفع في وجهه حذاء بالمقلوب، كما يقوم بعض الدجالين بضرب الأشخاص الذين يدعون علاجهم بالأحذية لطرد الشيطان، ومروراً بحذاء نابليون الشهير وقصصه وحكاياته التي يتندر بها، كحذاء سندريلا في حكايات ألف ليلة وليلة وتلك الأحذية التي كان يضرب بها النمرود علي أم رأسه بعدما حاج إبراهيم في ربه فقال «أنا أحيي وأميت» فسلط الله عليه بعوضة دخلت من أنفه وسكنت في رأسه،
وكانت كلما تحركت لا تهدأ ولا يزول الصداع عنه إلا بعدما يضرب بالأحذية علي رأسه.. ووصولاً إلي حذاء مرشد الجماعة المحظورة الذي لوح به في وجه كل من يحاول النيل منه ومن إخوانه، وكذا حذاء طلعت السادات وأيضاً حذاء الأمن الذي داس هيبة القضاء عندما دهم أحد رجاله وجه قاض في إحدي المظاهرات أيام أزمة القضاة الأخيرة.
أيضاً حذاء مرتضي منصور الذي لوح به في وجه مجلس إدارة النادي الأهلي باستاد القاهرة أثناء مباراة الأهلي والزمالك، ويبدو أن استاد القاهرة أبي إلا أن يشهد واقعة حذاء أخري عندما رفع شيكابالا لاعب الزمالك حذاءه في وجه جماهير الأهلي في المباراة الأخيرة بين الفريقين.
اللافت للنظر عند النظر للحذاء كقيمة ومعني، نجد أنه يداس به علي الأوساخ والطين ويخوض به الإنسان مخاضه من الماء الراكد حماية لرجله وثيابه، غير أنه يبقي للحذاء مكانه في مصر المحروسة حيث يوضع في فاترينات زجاجية ويغلف بأغلفة جميلة وغالية وينظف كلما اتسخ، وقد تقاس أهمية بعض الرجال في نظر البعض بنظافة الحذاء ولمعانه وفخامته وارتفاع سعره وجودة خاماته.. ولا يسعني بعد هذا العرض إلا أن أصرخ بصوت عال «بالجزمة بالقبقاب حنكمل المشوار».
د. محمد عبدالغني حسن حجر
بسيون ـ غربية


ليست هناك تعليقات: