ترجمة

الأربعاء، 27 فبراير 2008

وفوق كل ذى علم عليم !!!


بسم الله الرحمن الرحيم

(وفوق كل ذى علم عليم)

صدق الله العظيم!!

**********

روى فى الأثر أن الله قسّم الأرزاق بين عباده فلم يرضى أحد عن رزقه إلا من رحم وقسم العقول بينهم فأعجب كل بعقله إلا من رحم....فى ضوء هذه المروية أتوجه بالحديث إلى نفسى قبل من يقرأهذه السطورمذكرانفسى وإياكم بقول الله(وفوق كل ذى علم عليم)حتى نسير فى حواراتنا حول حق كل منا فى إبداءرأيه دون أن يحجر على أحد ولا يحجر عليه أحدوفى ظل أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم لالشىء إلا لكونه(ماينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى)وفى الحديث الشريف الذى يرويه البخارى ومسلم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم(إن أخوف ما أخاف عليه من أمتى شح مطاع ..وهوى متبع ....وإعجاب المرء بنفسه)وفى ظل قبول كل مناللآخر والإستماع لقوله ومناقشة الرأى حت نصل لقناعة من حوار جدى وليس سفسطة وجدال ومراء وتسفيه أحلام وتحقير آراء ورؤية لالشىء إلا لكون أحدنا يدعى إمتلاك المعرفة ويحتكر الصواب ناسين أو متناسين أن الله (يؤتى الحكمة من يشاء)والفهم أيضا لمن يشاء...وفى قصة سيدنا داوود وابنه سليمان نجد العبرة والعظة فى حادثة الحكم فى الحرث(وداوودوسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنّا لحكمهما شاهدين*ففهمناها سليمان وكل آتينا حكما وعلما وكنّا لحكمهما عالمين)والقصة لمن لايعرفها أن رجلين إختصما لدى نبيين من أنبياء الله داوود وسليمان حيث تعدت أغنام أحدهما على زرع للآخر وأكلت بعضه وأتلفت البعض ....فقضى سيدنا داوود بأن يأخذ صاحب الحقل الغنم مقابل الزرع ...ولكن هذا الحكم الذى شهده الله لم يكن فيه العدل المنشود ففهم سليمان لحكمة يعلمها وقضى سليمان الإبن بحكم آخر وهو أن يأخذ صاحب الحرث الغنم لفترة يرعاها ويستفيد منها على أن يقوم صاحب الغنم بحرث الأرض وزراعتها من جديد حتى إذا وصلت للمرحلة التى كانت عليها قبل أن تنفش فيها الغنم فتأكل ماأكلت وتتلف ما أتلفت ....عاد كل شىء لأصله فأخذ صاحب الأرض أرضه وتعود الغنم لصاحبها ...غير أن الله عبر أن كل منهما آتاه الله حكما وعلما ....فلا ينتقد أحد حكم أحدهما وإن كان الله فضل بعض الرسل على بعض لكن يبقى لكل منهما شخصيته وإعتباره وقدسيته...وهذا يؤدى بنا لمعرفة أن العلم والفهم من الله يؤتيه من يشاء.. ويؤدى بنا للتعلم من القصص القرآنى وأخذ القدوة والمثل فى الإمتثال لحكم الله ومعرفة أن درجة العقول متفاوته والفهم منّة منه جلّ شأنه....فيجب علينا إدراك المعرفة وتحصيل العلم قدر المستطاع ولا يحقر بعضنا بعضا ويقبل كل منا الآخر ويسمع له وفى الحديث الشريف يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم(رحم الله رجلا سمع مقالتى فأداها فربّ مبلغ أوعى من سامع)...كما أن العلم لايجب أن يطلب بمعصية الله لأنه نور يستضاء به وهدية من الخالق وقد روى أن الإمام الشافعى رضى الله عنه قال:-

شكوت إلى وكيع سوء حفظى

فأرشدنى إلى ترك المعاصى

وأخبرنى أن العلم نورونور

الله لايهدى لعاصى

ويجب علينا أن لاندعى إحتكار العلم والمعرفة لأنه(و فوق كل ذى علم عليم)والعليم إسم من أسماء الله الحسنى ..وقد روى أن موسى عليه السلام وهو كليم الله سئل هل يوجد على ظهر الأرض من هو أعلم منك ؟؟؟قال لا!!!ظنا منه أن العلم التام والكامل يحتكره الأنبياء والمرسلين ....فأوحى الله إليه أن ياموسى يوجد من هو أعلم من وهو ليس بنبى ولكنه(عبدا صالحا من عبادنا آتيناه حكما وعلما)وكانت حكاية الخضر المذكورة فى سورة الكهف ونعلمها جميعا..

خلاصة القول أن العلم والمعرفة منّة وهدية وهبة من الله العلى القدير ..لذا يجب علينا تحصيلها والسعى إلى إدراكها بطاعة الله على أن لا يحقر بعضنا بعضا ولانسفّه أحلامنا ونتحاور ونتناقش بهدف الوصول إلى قناعة تجمعنا وتدفعنا إلى العمل من أجل أنفسنا وأوطاننا دون جدال عقيم ومراء سقيم وسفسطة لاتسمن ولا تغنى من جوع وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول(أنا كفيل بيت بأعلى الجنّة لمن ترك المراء وهومحق)فما بالنا بمن هو ليس محق وليكن لنا فى قول الشافعى نصيب (قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غير ى خطأيحتمل الصواب )وهو على عكس مايفهمه الكثير فهو يعنى كما أورده تلاميذه أن لاينتصر لرأيه ويعتز به لأنه قد يحتمل الخطأ ولا يحقر رأى الغير ويسفهه لأنه قد يحتمل الصواب....

هدانا الله وإياكم ورزقنا جميعا الحكمة والعلم والفهم ومحبة بعضنا إنه على مايشاءقدير.

...................

ليست هناك تعليقات: