ترجمة

الجمعة، 30 مايو 2008

"وخسر هنالك المبطلون"..صدق الله العظيم


أحبائى....

كثير ما يقف العقل البشرى عاجزا أمام القضاء والقدر ولا يستطيع مهما بلغ ذكاؤه أن يفسر النواميس الكونية والإرادة الإلا هية ولا يستطيع أى مؤمن موحد بالله إلا أن يقول ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن .. وصدق الله إذ يقول" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "ولكن عبر التاريخ ومنذ لحظة خلق آدم عليه السلام وأمر الله بالسجود له.. وجد المبطلون من لدن إبليس وحتى يوم نبعثون..وهم قوم يعملون العقل ويعنادون فى أوامر الله والشرع الحكيم..

وفى محاولة للشرح أكتب هذه المقالة...

إقتضت حكمة الله تعالى أن يخلق آدم من طين ونفخ فيه من روحه ليكون خليفةله فى أرضه. وأمرالملائكة أن يقعوا له ساجدين وهم قد خلقوا من نوروخلق إبليس من نار...ونظرا لتمايز خلقته عليهم وهوالوحيدبينهم شجعه هذالأن يكون سراجا وهاجا بينهم .ودفعه هذا لأن يكون مميزا بينهم كما أنه كان يأتمرمعهم بأمر الله ويتفانى فى العبادة مثلهم..

وقرأ فى اللوح المحفوظ قول الله تعالى(إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين)وكان مما علمه أيضا أن فرداملعوناسوف يعصى الأمر ولن يسجدودفعه فضوله ووسوست له نفسه أن يتباطأليرى هذاالعاصى ومن يكون وعندما حانت اللحظة وأمر الله الملائكة بالسجود لآدم نظر إبليس من حوله فلم يجد غير نفسه الذى عصى الأمروهوالملعون المقصود...

وكان يمكنه ساعتهاالإعتذار والسجود ولكن غرّّه علمه واستحكم عناده ونهج نهج المكابرين وتحجج بحجج المبطلين فقال (أنا خيرمنه خلقتنى من نار وخلقته من طين)ظنا منه أن النارخير من الطين ونسى أوتناسى ماقرأه فى اللوح المحفوظ(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)وظنا منه أن علته سوف تبررخطأه ويغفرله أويسمح له بإبداءرأى مخالف لأمرالله ولكن مايبدل القول لديه وما هوبظلام للعبيد...أمره بالسجودلآدم ليدرك الأمر والمغفرةولكنه ظل على عاده وفى غيه فاستحق اللعن والطرد من رحمةالله..

غير أنه طلب إنظاره وتركه حتى يوم البعث وأقسم أن يضل الناس أجمعين ويحعلهم ينهجون منهجه ويسلكون مسلكه ويعملون عقولهم القاصرة فى أوامرالله ويتحججون بحجج المبطلين....

ونظرا لوجود الجنّة والناروالثواب والعقاب ولابدمن وجودأهل لهما...كى لايكون الأمر عبثاويصبح للحساب ويوم القيامة موعدامصداقالقول الله(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون)..

أمهل الله إبليس إلى يوم البعث ....غيرأنه جلّ شأنه رحمة بالخلق أرسل الرسل وأنزل الكتب (ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حى عن بينة)وأخبرإبليس أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا(إنماسلطانه على الذين يتولونه)....كماأقسم قسمايضاد قسم إبليس ويدحضه فقال وعزتى وجلالى لأغفرن للمستغفروأقبل توبته مالم يغرغرأوتقوم الساعة...

ومع ذلك أبى الكثير من الناس إلا الضلال ونهج منهج الخاسرون (وخسر هنالك المبطلون)فكان منهم النمرودالذى حاج إبراهيم فى ربه ومن على شاكلته .وكان ولدنوح الى قال (سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء)وكان قوم لوط وقوم هود وقوم صالح ..ثم كان فرعون وهامان وقارون والسامرى واليهودالذين حرفوا الكلم عن مواضعه وبدلوا نعمة الله كفرا(وأحلو قومهم دار البوار)..وتبعهم خلق كثير(فكثيرهدى وكثير حق عليه الضلال)..

الغريب والعجيب أن من ينهج هذا النهج الخاطىء ويتبع سبيل الشيطان يلزم حجج المبطلون ظنا منه أن علمه وعقله القاصر يستطيع أن يبرر الفكر والعمل السىء طبقا لمعاييروتحت ظل الحرية والإبداع ناسيا أو متناسيا قول الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراأن يكون لهم الخيرة من أمرهم)والأنكى أن يكونوا مسلمين يدعون حب الله ورسوله وأنهم ينتهجون منهج القرآن ويفسرونه حسب أهواء وغواية الشيطان لهم الذى يصورويزين لهم الباطل... ولايدركون أنهم خاسرون....

ومن الأمثلةالحية بينناالآن الأستاذ/ جمال البنا..الذى مايلبس يخرج من نقرة حتى يوقعنا فى حفرة عميقة وهو يتحجج بحجج المبطلين وينهج نهج الخاسرون..فنجده ينكرأحاديث صحيحة وينقد تفاسيرومذاهب ويفتى بغير علم ويجتهد فى المنصوص عليه والعجيب أن يكون له مريدون ومدافعون ومتمثلون منهجة..

ربنالاتؤاخذنا بمافعل السفهاءمنا ولا تجعلنا نسلك مسلكهم..........

..........................

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أحييك على المقالة الرائعة
والقويمة

وجدتك من على العيون

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

"وجدتك من على العيون"
رجوتك أن تظل تضعنى فيها..
وشكرا على مرورك الكريم.

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

ذكر المفسرون أوجها في بيان قوله تعالى: ( وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) [البقرة: 30].
الوجه الأول: أن الملائكة قالت ذلك بعد إعلام الله تعالى لهم بطبيعة ذرية آدم عليه السلام، وأنهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، وهذا مروي عن ابن عباس وابن مسعود وقتادة وابن جريج وابن زيد وغيرهم كما نقل ذلك القرطبي وابن كثير، فعن ابن عباس وابن مسعود أن الله تعالى قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضاً.
وقال قتادة: كان الله أعلمهم أنه إذا كان في الأرض خلق أفسدوا فيها وسفكوا الدماء، فلذلك قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها.
الوجه الثاني: أنهم لما سمعوا لفظ :خلفية، فهموا أن في بني آدم من يفسد إذ الخليفة المقصود منه الإصلاح وترك الفساد، والفصل بين الناس فيما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم.
الوجه الثالث: ما نقله القرطبي رحمه الله وغيره أن الملائكة قد رأت وعلمت ما كان من إفساد الجن وسفكهم الدماء، وذلك لأن الأرض كان فيها الجن قبل خلق آدم فأفسدوا وسفكوا الدماء.
فبعث الله إليهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال، ثم خلق الله آدم فأسكنه إياها. وهذا مروي عن ابن عباس وأبي العالية.
وما ذكرمن أن الجن ليس لها دماء تسفك ليس صحيحاً فإن الجن تأكل وتشرب وتنكح وفيها الرطوبة والبرودة، كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد في المسند: قال صلى الله عليه وسلم: " مر علي الشيطان فأخذته فخنقته حتى إني لأجد برد لسانه في يدي فقال أوجعتني أوجعتني ". وكون الجن خلقت من نار لا يمنع ذلك، فإن الإنسان خلق من تراب وفيه اللحم والدم والرطوبة وغيرها.
فهذه أشهر الأوجه التي ذكر المفسرون في هذه الآية الكريمة.
وليعلم أن قول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله، وإنما هو كما قال ابن كثير رحمه الله: سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، يقولون: ياربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك، أي: نصلي لك، ولا يصدر منا شيء من ذلك، وهلا وقع الاقتصار علينا؟
قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال: ( إني أعلم ما لا تعلمون ) أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم، فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون له والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم. انتهى كلام ابن كثير.
ثانياً: كون الأرضين سبعاً ثابت بالقرآن والسنة، قال الله تعالى: ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ) [الطلاق:12].
والأحاديث في بيان ذلك مشهورة.
وأما كون هذه الأراضين الست يسكنها الجن أو توجد فيها كائنات حية فهذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولا ينبغي للمسلم أن يشتغل بالبحث عن ذلك، وحسبه أن يعلم أن في الكون من الملائكة والجن والدواب ما لا يحصيه إلا الله، كما قال الله تعالى: ( ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) [الشورى:29].
وربما ظهر الجن لبعض الناس، كما أنه قد يرى الملك على صورة نور أو نحوه، كما رأى أسيد بن حضير مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر عنهم " رواه أحمد والنسائي في فضائل الصحابة.
وكثير من المشتغلين بالعلوم الكونية الحديثة ربما فسر حدوث مثل هذا بأنه أطباق طائرة أو غزو من الفضاء الخارجي، لعدم إيمان كثير منهم بالملائكة وعدم معرفتهم بوظائفهم وأعمالهم.
والله أعلم.