ترجمة

الجمعة، 30 مايو 2008

فلاش باك من وحى الهجرة....


أحبائى..

يقينا أن كل منا لايبغى أن يترك وطنه ويهاجر إلى مكان آخر ولكن ظروف الحياة والتضيق فى العيش والحرية يجعل الكثيرين يفكرون فى هذا وقد يكون لدى البعض هذا التفكير كفرا بالواقع ولكن يكون لدى الآخرين تيمنا واقتداءا بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذى قال مخاطبا مكة" والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب البلاد إلى قلبى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت أبدا "وأيضا عملا بقول الله تعالى" ألم تكن أرضى واسعة فتهاجروا فيها "وهذا ما دفعنى لكتابة هذه المقالة....

بلغةالسينمائيين والفنانين إسمحوا لى بعمل فلاش باك على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال إسقاطات من الواقع الأليم وهجرة الشباب إلى إيطاليا واليونان...من حيث الظروف والمعطيات والدلائل:-

*-الظروف:-بمقارنة الظروف المعيشية والإجتماعية والسياسية بين الفترتين الماضى والحاضر نجدهما متشابهتين ومتماثلتين إلى حدكبيربما يدعوا كل إنسان إلى التفكير بالهجرةوترك المكان ولايكون هذا معبرا بحال من الأحوال عن فقدالإنتماءأو الجشع والطمع ....

مما يؤدى إلى شرعية الهجرة وإستحبابها ...

*-المعطيات :-معطيات أى عمل ومسألة تكون هى مجموعة الظروف المحيطة والرغبة فى الوصول إلى نتيجةسليمة وصحيحة تتماشى مع النظريات والفروض الموضوعة لحل المسألةوإجادةالعمل فى توافق تام مع العقل والنقل والمنطق ...لذلك كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين إيجابية ومنطقية وعمل سليم نتج عنه تكوين الدولة الإسلامية وعليه كان التأريخ لهذه الأمة من هذه الهجرة.....

أما الهجرة الحالية وإن تشابهت الظروف وتماثلت فى بعض الموضوعات لم ينتج عنها نتيجةملموسة أو عمل سليم وهذا يرجع إلى وجود بعض المعطيات الناقصةوتتمثل فى الرغبة الشخصية للأفراد بالثراء والدول بالتحجيم والمنع....

وهى معطيات محترمة شرعا حيث أن الأفرادقديما أخلصوا النية (إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرىء مانوى)فى الفراربدينهم ورغبتهم فى عمل للجميع وليس الأنانية(إن يعلم الله فى قلوبكم خيرايؤتكم خيرامماأخذمنكم)..كم أن الدول بما يحكمها من إتفاقات وحدود ومصالح وعهود ومواثيق ترفض هذه الهجرات ...وإن كانت بذلك تنقض حق أصيل من الحقوق الإنسانية إلاأنهالابدوأن تحترم للصالح العام والخاص واحترام السيادة..

على عكس ماكان فى الماضى حيث أن مجتمع المدينةهو الذى رغب وطلب هذه الهجرة.

*-الدلائل:-مما سبق يتضح لنا أن الهجرة قديما وحديثا مطلوبة ومستحبة بالنسبةللمستضعفين فى الأرض(قال فيماكنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قال ألم تكن أرضى واسعة فتهاجروافيها)ولكن يلزم مع ذلك النية الخالصةوالتفكيرالجاد والرغبةالصادقة من اللأفرادوالمجتمعات والدول بإحقاق الحقوق ومعرفة الواجبات لتتعايش الإنسانية فى وئام وإتفاق يحقق آدمية وعيشةكريمةوهذالن يكون إلابتفعيل مبادىء حقوق الإنسان دون تفاضل إلا بالتقوى والعمل الصالح (ياأيهاالناس إناخلقناكم من ذكروأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفواإن أكرمكم عندالله أتقاكم) .....

وتبقى كلمة بعد هذاالعرض وهى خاصة بالمسلمين الذين يؤمنون بالله ورسوله الذى قال (لاهجرة بعدالفتح وإنما جهاد ونية)وهو مايعنى أن كل مسلم مطالب بالجهادالأكبر"جهاد النفس والهوى والشيطان إنس وجن"والجهادالأصغر"محاربة الأعداء"بكل ماتحمله الكلمة من معان وماتشمله من فئات وطوائف ومذاهب فكرية وعقائدية وسياسية إن خالفت شرعا وأفسدت فى الأرض التى جعلنا الله فيهاخلفاء له(إنى جاعل فى الأرض خليفة)..

ومطالب أيضا بإخلاص نيته للإصلاح والسعى وكما قال(إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرامماأخذ منكم) صدق الله العظيم.

...........................

ليست هناك تعليقات: