ترجمة

الاثنين، 12 مايو 2008

لن أبقى لاجىء وسأعود!!!


أحبائى..

أعتقد أن شعار كل فلسطينى حر غيور هو لن أبقى طوال عمرى لاجىء وسأعود..

وأزعم أن كل عربى ومسلم حر يدين لفلسطين بالكثير مهما أعطى حتى تعود حرّة.

ويقضى على إسرائيل...ولهذا أعجبنى مقالا أود طرحه عليكم اليوم...

وهو على هذا الرابطhttp://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=104906
في رثاء «سيدة العرب الأولي»..
بقلم محمود الكردوسي ١٢/٥/٢٠٠٨
أدرك الفارس الحزين أنه مشي في فضاء الأرض أكثر مما ينبغي.. وحيداً ومنبوذاً ومزعجاً أكثر مما ينبغي، فلفح البقجة علي ظهره وقرر أن يستريح. لكن شقاً عميقاً بين حجرين ناشئين في خريطتها القديمة.. قبض علي إحدي قدميه، فتركها، وراح يحجل مثل كلب مهزوم من صحراء الهرم إلي ميدان التحرير.
جلس في مقهي، في قلب الميدان، مختبئاً من نفسه، يراقب شاباً عفياً تطوع وحمل فتاة جامعية فائرة، تتصدر حشداً من المعزين، وتلف حول عنقها «علم القضية».. هي تهتف: «يسقط المطر شتاءً»، والمعزون يردون: «يعيش السمك في الماء»، بينما الشاب يرزح تحت حمله، ويتصبب عرقاً.. كأنه في جماع:
** يا الله.. ما كل هذا العبث والفوضي؟!
كانت عقارب الساعة تزحف رويداً رويداً إلي الوراء.. إلي ستين عاماً مضت ونحن حاضرون في «غيابها»، حتي أصبح الغياب سلماً لكل طاغية:
** أعرف جيداً هذه الساحة!.
قال الفارس الحزين متحسراً.. وأضاف:
** الأسفلت الذي يطرح بطيخاً، يصبغ الألسنة بحمرة الشعارات، التي أهدرناها وراء عربات الرش.. «بكرة هندخل تل أبيب».. الرقاب التي تكسرت، وتدلت علي أعناق أصحابها كبنادق الصيد.. الدم الذي يصعد من نافورة الميدان إلي فوهة العرش، فيرتد بركاً لاصطياد الأسماء.. الباعة الجائلون وهم يهللون في شماتة: «إسرائيل غلبت جمال».. يا الله!.
علقت العذراء رأس الحسين في مدخل الأقصي، وعادت - ودموعها علي خدها - إلي بيت لحم: «عم صرخ بالشوارع.. شوارع القدس العتيقة.. خلي الغنية تصير.. زوابع وهدير.. يا صوتي ضلك طاير.. زوبع بها الضماير.. خبرهن ع اللي صاير.. بلك بيوعي الضمير».
استلقي فرات العراق علي نيل مصر من شدة الأسي، وانكفأ الليل كتلاً علي نوافذ القدس العتيقة، واختلط الصهيل بالحشرجة، وشوهدت يد القتيل تخرج من زبالة القاتل وقد انتُزِعَ سلاحها.. لكنها ظلت قابضة عليه: «وأبي قال مرة.. الذي ما له وطن.. ما له في الثري ضريح.. ونهاني عن السفر».
فجأة، وبينما يقلب الفارس الحزين في «ديوان القضية»، انقض طابوران مدلهمان من عساكر الأمن علي حشود المعزين، فاندفعت الفتاة الجامعية إلي داخل المقهي وقد أصبح العلم الذي يلتف حول عنقها مزقاً وشرطاناً: هذا فتح وتلك حماس.. هذا «جهاد» وهذا «أبوه».. هذا منديل البكاء وتلك محرمة المصاري.. هذا قميص اللاجئ وتلك حمالة صدر الغائبة.. يا الله!.
عندما هدأت الفتاة واطمأنت تأملت الجالسين قليلاً، ثم اقتربت من الفارس الحزين وسألته محاذرة:
** لماذا تبدو حزيناً وكأنها لن تعود؟
بعد ستين عاماً من الانتظار يسأله الجميع: لماذا يبدو حزيناً هكذا.. ويؤكدون أنها ستعود:
** لم أعد أطمع من هذه الدنيا في أكثر من موت له معني.
فزعت الفتاة وتراجعت قليلاً:
** لا تكن فألاً سيئاً يا رجل. هي صحيح غائبة، لكنها والله أصبحت - بفعل المكائد والخيانات - أفق أطفالها ومدي حجارتهم.. ألم تسأل نفسك يوماً كيف يبطح الحجر دبابة؟!
هكذا.. اتفق الاثنان علي مجهول، واختلفا علي يقين:
** ما اسمك أيتها المتفائلة؟
ابتسمت الفتاة فطرحت برتقالاً:
** اسمي فلسطين.. وأنت؟
سكت وسرح وحلق عالياً ليري نفسه. كان الولد يؤتي من موضع واحد يسمونه في بلدهم «مربط الفرس». المعصمان في «الحجنتين» اللتين تقيدان البهيمة، وحول الوتد المدقوق إلي سابع أرض.. تدور الدائرة. عشرة.. قل عشرين ولداً يضربونه بقسوة، بينما يشب ويرفس الهواء بقدمه اليمني..
لعله يلمس أحدهم فيحل محله. لكن الجزء الأكثر شاعرية في هذا المخاض المؤلم أن يخفي أحدهم «حجراً» في «عقدة الملفحة»، ليدرك الولد مبكراً.. قوة الحجر الكامنة:
** اسمي.. «لا تصالح».

...........................

نعم لاتصالح على الدم المراق ...
وحق العودة المسلوب..........
والأقصى الأسير.......
ولا الأرض والعرض المستباح ..
وشرف الأمة المهان.....
................

ليست هناك تعليقات: