ترجمة

الاثنين، 23 يونيو 2008

اليقين!!!!!!!!!!!!!


أحبائى..

كثير منا يغفل عن الحقيقة الثابته والنهاية المحتومة والتى كتبها الله على جميع مخلوقاته..فيغفل من يغفل ويتجاهل وينسى الإنسان هذه الحقيقة ويمنى نفسه بالأمانى وحياته كما بين الآذان والإقامة ...لذا أكتب اليوم عن اليقين الذى لامراء فيه....

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول تعالى
(واعبدربك حتى يأتيك اليقين)صدق الله العظيم..
........................................................
اليقين الذى لاشك فيه أو مراء هو الموت...ذلك الحدث الجلل الذى يزلزل أركان النفس الحائرة ويقودها إلى التردد والتشكك بل وأحيانا الجزع وعدم الصبروالتفوه بكلمات الكفروالإعتراض على قضاء الله عزوجل .. ولهذا كان قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما الصبرعندالصدمة الأولى"..كما أنه فى الغالب يهز النفس المطمئنة فيجعلها لاتصدق ويمنى الإنسان نفسه بأن العزيز الذى فقده مازال حيا..وقد حدث هذا للصحابة رضوان الله عليهم عندما مات الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا لا لم يمت بل رفعه الله إليه كما رفع عيسى بن مريم .وأشهر عمر بن الخطاب سيفه وتوعد كل من يقول إن محمد قدمات...ولكن الله ألقى بالسكينة فى قلب أبى بكر فوقف وأشار إلى الجميع وطالبهم بالسكوت ثم قال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لايموت وتلا قول الله عزوجل(إنك ميت وإنهم ميتون )وقوله (وما محمد إلا رسول قدخلت من قبله الرسل أفاإن مات أوقتل إنقلبتم على أعقابكم)فقال عمر والله كأنى أسمعها لأول مرة..المهم أن تلك الحقيقة التى أوجدها الله وخلقها دلالة على بقائه ووحدانيته وتفرده بالبقاء الأزلى وفرضها على كل خلقه(كل شىء هالك إلا وجهه)(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام)وقد روى فى الأثر أن آدم عليه السلام عندما رأى إبنه وقد مات عندما قتله أخوه أخذ يكلمه فلايرد عليه ويحركه فلا يحرك ساكنا حدّثه لسانك فى فمك وأعضائك فى مكانها فلماذا لاتتحرك أو تتكلم خاطبه رب العزة ياآدم هذا هو الموت كتبته على ذريتك وجميع خلقى فلا يعودون حتى يوم الوعيد....هذه الحقيقة وهذا اليقين يمر بنا يوما بعد يوم وساعة تلو ساعة وقد خلقه الله إمتحانا وابتلاءا لنا كما خلق الحياة(الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)ولله در القائل :-
ولدتك أمك يابن آدم باكيا
والناس من حولك يضحكون
فرحا وسرورا
فاعمل ليوم تكون فيه ضاحكا
وهم من حولك يبكون جزعا وثبورا
وأيضاليعلم الصابرين الذين يستحقون الثواب العظيم(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمةوأولئك هم المهتدون)..صلاة من الله كما يصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم(إن الله وملائكته يصلون على النبى) ورحمة نطلبها جميعا...تمر بنا لحظة الموت مفعول بنا وشاهدين (كلا إذابلغت الحلقوم وأنتم حين إذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لاتبصرون)...غطت أعيننا غشاوة الأمانى وغرّنا حلم الله بنا وإمهاله لنا وحتى تحين لحظتنا(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد)نحيد بالذهاب للأطباء ونحيد بالتسويف فى التوبة ونحيد عن الطريق المستقيم ولحظتها (فكشفنا عنك غطاؤك فبصرك اليوم حديد) تنجلى الغمامة ونرى اليقين ويشاهد كل منا مقعده فى الجنّة أو النارولكن بعد فوات الأوان حيث لاتوبة ولاعودة(رب ارجعون)(كلا كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)...أفلا يدعونا ذلك إلى العودة والتوبة الآن وليكن نداء كل منا لنفسه:-
يانفسى ويحك من الذنوب كفاكى
هذا نداءالحق قد ناداكى
كم قددعيتى إلى الرشادفتعرضى
وأجبت داعى الغىّ حين دعاكى
ولنعمل فى حياتنا ما قدّر لنا وخلقنا الله من أجله (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ماأريد منهم من رزق وماأريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)ولله درالقائل:-
أما والله لوعلم الأنام لماخلقوا
لماهجعواوناموا
لقدخلقوا لما لوأبصرته نور
عيونهم لتاهوا وهاموا
هذه الغاية وذلك الهدف من الحياة والموت تتساوى فيه العظة والعبرة ويتماثل فيه الحق واليقين وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذيقول"من أراد واعظافالقرآن يكفيه ومن لم يكفيه القرآن فالموت يكفيه ومن لم يكفيه الموت فالنار تكفيه"..وعلى هذا يجب أن تكون حياتنا وموتنا لله رب العالمين(قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)كان نداءا لسيد الأولين والآخرين وأمر له من قبل رب العالمين..فاستن به الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين واقتدى بهم من آمن ورضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن دستورا إلى يوم الدين...حتى وإن غاب عنهم الوضوح والتمثل بالآيات والأحاديث تبقى أفعالهم وأقوالهم مضاهية للنهج القويم ونياتهم خالصة لوجه الله الكريم"إنماالأعمال بالنيات وإنمالكل إمرىء مانوى"وعلى ذلك تقاس الأعمال وتوزن فى ميزان الحق لكن يلزم مع ذلك لمن أراد بلوغ اليقين بثبات والبعث بعد الممات على الحق وهوالإسلام أن يتوب ويؤب إلى الله توبة نصوحا ويفرإليه(ففروا إلى الله)وقدروى أن رجلا من بنى إسرائيل أحدث ذنوبا كثيرة وبالغ فى المعصية وجاهر بها ثم بعد ذلك أراد التوبة فذهب إلى عابد يستفتيه فقال له لاأرى لك من توبة ولكن خذ هذا العرجون وكان قطعة جريد من النخل وازرعه فإن إخضر قد يقبل الله توبتك!!ومن المعروف أن جريد النخل لايخضر أبداحتى وإن وضع فى التراب وروى بالماء وكان هذا الفعل من قبل العابد دليلا على اليأس من قبول التوبة من هذا العاصى ..ولكن الرجل أخذ العرجون بإخلاص كما انتوى التوبة ووضعه فى الأرض ورواه بالماء وظل يدعوالله ويستغفره حتى استقيظ من نومه ذات يوم ونظر فوجد العرجون قد اخضر...فذهب إلى العابدفرحا بذلك وأخبره فقال العابد وهو لايصدق أرنى إياه فلما ذهب وتأكد من الأمر أخذ بيد العاصى التائب وقال له أستحلفك بالله أن تدلنى كيف تبت إلى الله حتى أتوب إليه مثلك!!!!

الإخلاص واليقين والنية الصادقة عماد أعمالنا الصالحة وتوبتنا إلى الله وعدم اليأس من رحمة الله(قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاإنه هو الغفورالرحيم)صدقالله العظيم..
..........................................................

ليست هناك تعليقات: