ترجمة

الأربعاء، 30 يوليو 2008

قصيدة هجاء لأمير الشعراء....!!!!


أحبائى..

عندما كنت أجرى بحثا عن الخلافة الإسلامية كيف كانت ومتى وكيف انتهت على يد الخائن كمال أتا تورك ..وقعت يدى على قصيدة لأمير الشعراء/ أحمد شوقى ...يهجو هذا الخائن فيها وهى بغض النظر عن بلاغتها وقوة ألفاظها واتزان المعانى وروعة الأسلوب تحمل إيمانا فى قلب أمير الشعراء أغبطه عليه وغيرة تمنيت لو امتلكناها اليوم....علما بأنه قد مدحه قبلا بقصيدة عندما انتصر على القوات البريطانية التى غزت الدولة العثمانية...والتى كان من شروط تفاوضه معها على السلم والإستقلال إلغاء الخلافة الإسلامية ومحاربة كل مظاهر التدين!!!!!!

.... ( القصيدة )....

عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ

وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ

كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ

وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ

شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ

في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ

ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ

وَبَكَت عَلَيكَ مَمالِكٌ وَنَواحِ

الهِندُ والِهَةٌ وَمِصرُ حَزينَةٌ

تَبكي عَلَيكِ بِمَدمَعٍ سَحّاحِ

وَالشامُ تَسأَلُ وَالعِراقُ وَفارِسٌ

أَمَحا مِنَ الأَرضِ الخِلافَةَ ماحِ

وَأَتَت لَكِ الجُمَعُ الجَلائِلُ مَأتَمًا

فَقَعَدنَ فيهِ مَقاعِدَ الأَنواحِ

يا لَلرِجالِ لَحُرَّةٍ مَوؤودَةٍ

قُتِلَت بِغَيرِ جَريرَةٍ وَجُناحِ

إِنَّ الَّذينَ أَسَتْ جِراحَكِ حَربُهُمْ

قَتَلَتكِ سَلمُهُمُ بِغَيرِ جِراحِ

هَتَكوا بِأَيديهِمْ مُلاءَةَ فَخرِهِمْ

مَوشِيَّةً بِمَواهِبِ الفَتّاحِ

نَزَعوا عَنِ الأَعناقِ خَيرَ قِلادَةٍ

وَنَضَوا عَنِ الأَعطافِ خَيرَ وِشاحِ

حَسَبٌ أَتى طولُ اللَيالي دونَهُ

قَد طاحَ بَينَ عَشِيَّةٍ وَصَباحِ

وَعَلاقَةٌ فُصِمَت عُرى أَسبابِها

كانَت أَبَرَّ عَلائِقِ الأَرواحِ

جَمَعَتْ عَلى البِرِّ الحُضورَ وَرُبَّما

جَمَعَتْ عَلَيهِ سَرائِرَ النُزّاحِ

نَظَمَتْ صُفوفَ المُسلِمينَ وَخَطوَهُمْ

في كُلِّ غَدوَةِ جُمعَةٍ وَرَواحِ

بَكَتِ الصَلاةُ وَتِلكَ فِتنَةُ عابِثٍ

بِالشَرعِ عِربيدِ القَضاءِ وَقاحِ

أَفتى خُزَعبِلَةً وَقالَ ضَلالَةً

وَأَتى بِكُفرٍ في البِلادِ بَواحِ

إِنَّ الَّذينَ جَرى عَلَيهِمْ فِقهُهُ

خُلِقوا لِفِقهِ كَتيبَةٍ وَسِلاحِ

إِن حَدَّثوا نَطَقوا بِخُرسِ كَتائِبٍ

أَو خوطِبوا سَمِعوا بِصُمِّ رِماحِ

أَستَغفِرُ الأَخلاقَ لَستُ بِجاحِدٍ

مَن كُنتُ أَدفَعُ دونَهُ وَأُلاح

يمالي أُطَوِّقُهُ المَلامَ وَطالَما

قَلَّدتُهُ المَأثورَ مِن أَمداح

يهُوَ رُكنُ مَملَكَةٍ وَحائِطُ دَولَةٍ

وَقَريعُ شَهباءٍ وَكَبشُ نِطاحِ

أَأَقولُ مَن أَحيا الجَماعَةَ مُلحِدٌ

وَأَقولُ مَن رَدَّ الحُقوقَ إِباح

يالحَقُّ أَولى مِن وَلِيِّكَ حُرمَةً

وَأَحَقُّ مِنكَ بِنُصرَةٍ وَكِفاحِ

فَامدَح عَلى الحَقِّ الرِجالَ وَلُمهُمُ

أَو خَلِّ عَنكَ مَواقِفَ النُصّاحِ

وَمِنَ الرِجالِ إِذا انبَرَيتَ لِهَدمِهِمْ

هَرَمٌ غَليظُ مَناكِبِ الصُفّاحِ

فَإِذا قَذَفتَ الحَقَّ في أَجلادِهِ

تَرَكَ الصِراعَ مُضَعضَعَ الأَلواحِ

أَدُّوا إِلى الغازي النَصيحَةَ يَنتَصِحْ

إِنَّ الجَوادَ يَثوبُ بَعدَ جِماحِ

إِنَّ الغُرورَ سَقى الرَئيسَ بِراحِهِ

كَيفَ احتِيالُكَ في صَريعِ الراحِ

نَقَلَ الشَرائِعَ وَالعَقائِدَ وَالقُرى

وَالناسَ نَقْلَ كَتائِبٍ في الساحِ

تَرَكَتهُ كَالشَبَحِ المُؤَلَّهِ أُمَّةٌ

لَم تَسلُ بَعدُ عِبادَةَ الأَشباحِ

هُمْ أَطلَقوا يَدَهُ كَقَيصَرَ فيهُمُ

حَتّى تَناوَلَ كُلَّ غَيرِ مُباحِ

غَرَّتهُ طاعاتُ الجُموعِ وَدَولَةٌ

وَجَدَ السَوادُ لَها هَوى المُرتاحِ

وَإِذا أَخَذتَ المَجدَ مِن أُمِّيَّةٍ

لَم تُعطَ غَيرَ سَرابِهِ اللَمّاحِ

مَن قائِلٌ لِلمُسلِمينَ مَقالَةً

لَم يوحِها غَيرَ النَصيحَةِ واحِ

عَهدُ الخِلافَةِ فِيَّ أَوَّلُ ذائِدٍ

عَن حَوضِها بِبَراعَةٍ نَضّاحِ

حُبٌّ لِذاتِ اللهِ كانَ وَلَم يَزَلْ

وَهَوًى لِذاتِ الحَقِّ وَالإِصلاحِ

إِنّي أَنا المِصباحُ لَستُ بِضائِعٍ

حَتّى أَكونَ فَراشَةَ المِصباحِ

غَزَواتُ «أَدهَمَ» كُلِّلَت بَذَوابِلٍ

وَفُتوحُ «أَنوَرَ» فُصِّلَت بِصِفاحِ

وَلَّتْ سُيوفُهُما وَبانَ قَناهُما

وَشَبا يَراعي غَيرُ ذاتِ بَراحِ

لا تَبذُلوا بُرَدَ النَبِيِّ لِعاجِزٍ

عُزُلٍ يُدافِعُ دونَهُ بِالراحِ

بِالأَمسِ أَوهى المُسلِمينَ جِراحَةً

وَاليَومَ مَدَّ لَهُمْ يَدَ الجَرّاحِ

فَلتَسمَعُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ داعِيًا

يَدعو إِلى الكَذّابِ أَو لِسَجاحِ

وَلتَشهَدُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ فِتنَةً

فيها يُباعُ الدينُ بَيعَ سَماحِ

يُفتى عَلى ذَهَبِ المُعِزِّ وَسَيفِهِ

وَهَوى النُفوسِ وَحِقدِها المِلحاحِ

....................................

هناك تعليق واحد:

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

قصيدة المدح لن أذكرها كاملة لأن أمير الشعراء تبرأمنها وتراجع عنها بعد الفعل الخسيس من أتاتورك الذى هدم الخلافة وحارب كل مظاهر التدين حتى أنه هدم مساجد كثيرة ويكفى أنه حول المسجد الشهير فى أصفهان إلى متحف ..
الله أكبر كم في الفتح من عجب
يا خالد الترك جدد خالد العرب
حذوت حرب الصلاحيين في زمن
فيه القـتال بلا شـرع ولا أدب
يوم كبدر فخيل الحق راقصة على
الصعيد وخيل الله في السحب
تحـية أيهـا الغازي وتهـنئة بآية
الفتح تبقى آيـة الحقـب.
........................
ولكن أضع اليوم رائعته فى مدح ورثاء أسد العرب "عمر المختار"!!!!!



رَكَزُوا رُفاتَكَ فـي الرّمـال لِـواءَ
يَستنهضُ الوادي صبـاحَ مَسـاءَ
يا وَيْحَهم! نصبوا مَنـارًا مـن دمٍ
تُوحِي إِلى جيـل الغـدِ البَغْضـاءَ
ما ضرَّ لو جَعلوا العَلاقَة فـي غـدٍ
بيـن الشعـوب مَـوَدَّةً وإِخـاءَ?
جُرْحٌ يَصيحُ على المدَى,
وضَحِيَّةٌتتلـمَّـسُ الحـريَّـةَ الحـمـراءَ
يأَيُّهـا السيـفُ المجـرَّدُ بالفَـلا
يكسو السيوفَ على الزمان مَضاءَ
تلك الصحارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍأَ
بْلَى فأَحسـنَ فـي العـدوِّ بَـلاءَ
وقبورُ مَوْتَى مـن شبـابِ أُمَيَّـةٍ
وكهولِهـم لـم يبْرَحُـوا أَحـيـاءَ
لـو لاذَ بالجـوزاءِ منهـم معقِـل
دخلوا علـى أَبراجِهـا الجـوزاءَ
فتحوا الشَّمـالَ: سُهولَـهُ وجبالَـهُ
وتوغَّلوا, فاستعمـروا الخضـراءَ
وبَنَوْا حضارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا
(دَارَ السلامِ), و(جِلَّـقَ) الشَّمّـاءَ
خُيِّرْتَ فاخْتَرْتَ المبيتَ على الطَّوَى
لـم تَبْـنِ جاهًـا, أَو تَلُـمَّ ثَـراءَ
إِنَّ البطولةَ أَن تموتَ مـن الظَّمـا
ليـس البطولـةُ أَن تَعُـبَّ المـاءَ
إِفريقِيـا مَهْـدُ الأُسـودِ ولَحْدُهـا
ضجَّـتْ عليـكَ أَراجـلاً ونسـاءَ
والمسلمون على اختلافِ ديارِهـم
لا يملِكون مـعَ المُصَـابِ عَـزاءَ
والجاهليـةُ مـن وَراءِ قُبـورِهـم
يبكـون زَيْـدَ الخيـل والفَلْحـاءَ
فـي ذِمَّـة اللهِ الكريـمِ وحفظِـه
جَسَدٌ (ببرْقـة) وُسِّـدَ الصحـراءَ
لم تُبْقِ منه رَحَى الوقائِـع أَعظُمًـا
تَبْلَى, ولـم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ
كَرُفـاتِ نَسْـرٍ أَو بَقِيَّـةِ ضَيْغَـمٍ
باتـا وراءَ السَّافـيـاتِ هَـبـاءَ
بطلُ البَداوةِ لم يكن يَغْـزو علـى
"تَنْكٍ", ولم يَـكُ يركـبُ الأَجـواءَ
لكنْ أَخو خَيْـلٍ حَمَـى صَهَواتِهـا
وأَدَارَ مـن أَعرافهـا الهيـجـاءَ
لَبَّى قضاءَ الأَرضِ أَمِـس بمُهْجَـةٍ
لـم تخْـشَ إِلاَّ للسمـاءِ قَـضـاءَ
وافـاهُ مَرْفـوعَ الجبيـنِ كـأَنـه
سُقْراطُ جَـرَّ إِلـى القُضـاةِ رِداءَ
شَيْـخٌ تَمالَـكَ سِنَّـهُ لـم ينفجـرْ
كالطفل من خـوفِ العِقـابِ بُكـاءَ
وأَخو أُمورٍ عـاشَ فـي سَرَّائهـا
فتغـيَّـرَتْ, فتـوقَّـع الـضَّـراءَ
الأُسْدُ تزأَرُ في الحديدِ ولن تـرى
في السِّجنِ ضِرْغامًا بكى اسْتِخْذاءَ
وأَتى الأَسيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَديـدِهِ
أَسَـدٌ يُـجَـرِّرُ حَـيَّـةً رَقْـطـاءَ
عَضَّتْ بساقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ
ومَشَـتْ بهَيْكلـه السّنـون فنـاءَ
تِسْعُونَ لو رَكِبَتْ مَناكِـبَ شاهـقٍ
لترجَّـلَـتْ هَضَبـاتُـه إِعـيـاءَ
خَفِيَتْ عن القاضي, وفات نَصِيبُها
مـن رِفْـق جُنْـدٍ قـادةً نُـبَـلاءَ
والسِّنُّ تَعْصِفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّ
بٍعَـرَفَ الجُـدودَ, وأَدرَكَ الآبـاءَ
دفعوا إِلى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ ماجـدًا
يأْسُو الجِراحَ, ويُطلِـق الأُسَـراءَ
ويُشاطرُ الأَقـرانَ ذُخْـرَ سِلاحِـهِ
ويَصُفُّ حَـوْلَ خِوانِـه الأَعـداءَ
وتخيَّـروا الحبـلَ المَهيـنَ مَنيّـةً
للَّيْـثِ يلفِـظ حَوْلَـهُ الحَـوْبـاءَ
حَرموا المماتَ على الصَّوارِم والقَنا
مَنْ كان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـلاءَ
إِني رأَيتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْبا
لحـقِّ هَدْمـا تــارةً وبِـنـاءَ
شرَعَتْ حُقوقَ الناسِ في أَوطانِهم
إِلاَّ أُبـاةَ الضَّـيْـمِ والضُّعَـفـاءَ
يا أَيُّهَا الشعبُ القريـبُ, أَسامـعٌ
فأَصوغَ في عُمَرَ الشَّهِيـدِ رِثـاءَ?
أَم أَلْجَمَتْ فاكَ الخُطـوبُ وحَرَّمـت
أُذنَيْكَ حيـنَ تُخاطِـبُ الإِصْغـاءَ?
ذهب الزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خالـدٌ
فانقُد رِجالَـك, واخْتَـرِ الزُّعَمـاءَ
وأَرِحْ شيوخَكَ من تكاليفِ الوَغَـى
واحْمِـلْ علـى فِتْيانِـكَ الأَعْبـاءَ