مسطرة القياس والمنصب الحسا س!!!!!!!!!

أحبائى...

مرة ثانية أنقل إليكم رسالة من صديق يبدوا أنه آثر إعجابى بكلماته وفصاحته وأسلوبه وسيكون ضيفا دائما فى بيتى هذا وهذا شرف لى..

لذا أسعد اليوم إذ أقدم إليكم مقالته هذه...المتزنة والهادئة والهادفة ولن يكون لى مداخلة فيها أو تعليق عليها لأنها مكتملة الأركان وفى محلها...وفى الجوووووووون كما يقول معلقى كرة القدم!!!!!!!!!!!

....." مسطرة القياس والمنصب الحسا س".....
آلمني ما صرَّح به الأستاذ الدكتور نظيف رئيس الوزراء ، في إحدي اللقاءات مع الطلبة ، عندما سُئل سيادته عن تصدير الغاز للكيان الصهيوني ، تلك القضية التي لاقت اعتراضاً ، و استهجاناً شديداً من كافة قطاعات الشعب ، حيث بها وجيعتان :

الأولي تسليم الغاز لعدو يقاتِلُ به إخوتنا في فلسطين ،

و الثانية الثمن البخس ،

في الوقت الذي نرفع فيه أسعار الوقود ، و سائر السلع فيزداد الغلاء عندنا ، و كانت إجابة سيادته غايةً في الغرابة ، حيث قال : " تصدير الغاز لإسرائيل يجعلهم يعتمدون علينا وليس العكس وهذا مكسب استراتيجي " . وأضاف سيادته : " إسرائيل كانت تحتل سيناء بكل ثرواتها أي بما فيها من غاز و بترول" ، و بهذا حلَّ سيادتُه المشكلة بفكرٍ جديد ، و بأمرٍ في غاية البساطة ، و هو خفض مسطرة القياس !! ، فيا من انزعجتم من تصدير الغاز من سيناء لإسرائيل ، باعتبار الغاز ملكاً لنا ، و أن سيناء عادت لنا ، ما عليكم إلا أن تتصوروا أن سيناء لم تعد ، أو كأنَّها لم تعد ، و أن ما فيها من ثروات ، و ما تحويه من خيرات ، هي خاصة باليهود التي كانوا يحتلونها ، أو ربما ما زالوا يملكونها ، و قد ضحكنا عليهم ، و بِعنا لهم ما يملكون ، و بالتالي أي ثمن يأتي منهم مهما كان بخساً ، فهو أحسن من العدم ، و هو مكسبٌ بميزان مسطرة القياس الجديدة .
و بخفض مسطرة القياس ، و الهبوط بسقف الطموحات ، نجد أن كلَّ مشاكلِنا قد حُلَّت ، حتي طالب الثانوية الذي اجتهد في دراسته ، و كانت مسطرةُ القياس عنده أن يحقق نجاحاً كبيراً ، يؤهله لكليات القمة ، ثم جاءت نتيجته عكس ذلك ، ما عليه إلا خفض مسطرة القياس إلي مجرد النجاح ، فإذا حصل علي خمسين بالمائة ، فإنه يوزع الشربات ، و يقيم الحفلات ، لأنه قد حقق الطموحات ، فبدلاً من الحزن مع الطموح الكبير ، فالأسهل منه الفرح مع الطموح المتواضع جداً ، و ليتنا في أمر تصدير الغاز حققنا حتي الخمسين بالمائة التي حصل عليها هذا الطالب .
و رحم الله الشاعر الكبير محمود سامي البارودي ، الذي كان يتكلم عن الهمة العالية ، و ما تستلزمه من صاحبها من جهدٍ ، و كفاح ، فيقول :
ومن تكن العلياء همةَ نفسه ..

فكلُّ الذي يلقاه فيها محبب ،
و ربما لو حضر المنطق الجديد للقياس لقال :
ومن يكن التفريطُ همةَ نفسه ..

فكل الذي قد باع لا يُستغرب ،

أحمـــد بلال

ahmadbelals@yahoo.com

................

تبقى كلمة أخيرة أنه يمكن لنا ملاحظة وقياس تصريحات السيد الدكتور/رئيس الوزراء وحكومته نحومعدلات التنمية وحكاية مصنع أجريوم والخصخصة وهلم جره ( إلخ ... إلخ )بذات المقياس!! ولا تعليق