ترجمة

الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

شهوة الموت القاتلة........!!!!!!


أحبائى...

تحت عنوان الإدراج " شهوة الموت القاتلة "كتب الدكتور مراد وهبة مقالة بنظرة فلسفية كان يمكن أن تمر وتعد من نوعية الدعوة إلى التعقل والحرص على حياة الإنسان الذى هو بنيان الله فى أرضه لولا إستشهادة بنموذج الإستشهاد فى سبيل الله !!!! وحاول خلط الأوراق ووضع مقارنة بين نظرية لفرويد وتحليل شيعى لمعنى الشهادة واستخدام سىء لنموذج الإقتتال الذى حدث بين قابيل وهابيل !!!!!وكان أيضا يمكن أن يكون الكلام مقبولا لولا أنه تغافل عن الإستشهادية المسيحية!!وتعجب من حب الشهادة وحق الشهيد فى إزهاق أرواح الأبرياء العزل متناسيا حق بل حقوق أبرياء عزل تغتصب أراضيهم وتهتك أعراضهم وتسقط قذائف وصواريخ الحقد والغل والطمع والإحتلال عليهم !!!
ولهذا كان تعليقى عليه الأول....
لست أدرى لماذا تغافلت عن الإستشهاد المسيحى!!!!تعليق د/محمد عبد الغنى حسن حجر تـاريخ
26/٨/٢٠٠٨ ٥٦:١٥
إلى الأستاذالكاتب ....ذكرت مثالين بنيت عليهما مقالك وتركت الإستشهاد المسيحى مع أنه كشهوة وحب للموت مقابل الحياة يسبق فرويد والشيعة بأزمان عدة ولذا أضع بين يديك تلك المعلومات لعلك تشرح وتستنتج إجابة لسؤالك فى نهاية المقال....

إن أصل كلمة شهيد يعود إلى اللفظة الإغريقية martus التي أصبحت marturos، أي martures وتعني أساسا شاهد témoin. وقد استعملت العبارة في المحاكم الإغريقية. وإلى حدود القرن الثاني المسيحي، لم تعن بتاتا الموت لأجل قضية. ومع ظهور هذا المعنى الجديد، أصبح مفهوم "شاهد" في محكمة يعرف التلاشي تدريجيا تاركا المكان لهذا المعنى الجديد. لكن لا يعني هذا أن إرادة الموت كشهيد لم تكن موجودة عند المسيحيين قبل القرن الثاني. فهناك العديد من الأمثلة التي تشهد عن ذلك، كمثال Ignace d’antioche ]وهو من أصل سوري عاش على الأرجح بين 35 و 107 وكان الأسقف الثالث لأنطاكية بتركيا·[ في بداية القرن الثاني. فالاستشهادي المغرم بالموت، يواجه التعذيب الذي ينتظره بفرح )4( . فالمؤثر الاستشهادي وجد هنا حتى وإن غابت الإشارة إلى خصوصيته السيميائية. لقد ظهر الاستشهاد المسيحي مع الإمبراطورية الرومانية )5( ووجد، منذ الأصل، جد مرتبط بهذه الوضعية التاريخية والثقافية. وقد شكل ظهوره عند الرومان الذهول واللافهم. حيث كيف يمكن لكائن عاقل الارتماء في "انتحار لا عقلاني"، يتساءل Marc Aurèle ]إمبراطور روماني وفيلسوف رواقي عاش بين 121 و 180[ الإمبراطور القوي خصوصا حينما يتحمل الآخرون الضربة القاتلة ولا تتحملها الذات. لقد رأى الوثنيون في الاستشهاد الإرادي الذي سعى إليه الطامحون المسيحيون علامات عن الجنون. لقد اندهشوا لرؤية أشخاص يقدمون على الموت مثيرين وبشكل عمدي سخط الحاكم أو الإمبراطور. فهم يمررون أيضا بذلك رسالة عدم التضحية لفائدة هذا الأخير. غير أن التصرف بشكل تفاخري وتقليد أولئك الرافضين له بالتعرض عمدا للموت، يتجاوز العقل السليم )6(. لقد رفض الشهيد الأول Procope ]مؤرخ روماني عاش خلال القرن السادس[ حسب Eusèbe de Césarée )7(، في مرحلة Dioclécien ]حاكم روماني خلال القرن الثالث[، التقرب للآلهة أمام المحاكم. فقد قال بأنه لا يعرف سوى إلها واحدا إليه أراد التضحية بنفسه. فكان أن تم قطع رأسه لهذا السبب. لقد دفع الشهداء أحيانا ثمن مجازفتهم إلى الحد الذي يشكلون فيه حاجزا فيزيائيا أمام أفعال تقرب الحكام للآلهة. إنها حالة الشاب Apphianos. فقد تقدم نحو الحاكم Urbanus وهو يعمل على إراقة الخمر – إكراما للآلهة –فشده بيده اليمنى، ومنعه من تقديم القربان لها. ثم نصحه بالتراجع عن خطأه وترك القرابين للأصنام. فكان مصيره أن مزق كالحيوانات المفترسة، يقول Eusèbe، من طرف حاشية الحاكم. ففي منظور السلطات الرومانية، تضاعف البعد الدنيوي للاستشهاد بآخر، تفاخري، خصص لنشر المسيحية عن طريق التبشير. وقد أعطت المحاكمات الجماعية بدورها صدى كبيرا لهذه الأفعال الاستشهادية. إنها حالة Pamphile ]كان أب كنيسة بفلسطين[ الذي، في فبراير 310، استشهد مع إحدى عشر آخرين من مرافقيه حسب Eusèbe، جاعلين بالتالي هكذا من رقم 12 رقما مقدسا، رقم القديسين، حسب المسيحيين. لقد قضوا سنتين من السجن وقد اختاروا الموت برفقة مسيحيين مصريين. السمة الأخرى للاستشهاد المسيحي تتعلق بإمكانية ولوج النساء إليه. فهن يشكلن أقلية، لكن لا تنقصهن الجسارة لمعارضة مشروعية الآلهة الوثنية. إنها حالة Valentine )8( التي نصحت، أمام المحكمة الرومانية، بالتقرب إلى الآلهة لإنقاذ حياتها. لكنها رفضت ذلك، وتم جرها بقوة نحو المكان الذي توجد به الآلهة لكنها رفضت الإذعان والانصياع. فعذبت وقتلت. وهناك معجزات ترافق أحيانا الاستشهاد المسيحي. ففي حالة معينة وأمام الرفض الذي يواجه جنازة بعض المسيحيين، - يتم تشتيت جثتهم الملتهمة من طرف الحيوانات- يحدث أن يسقط المطر وتتطاير بعض نقاط الماء على أحجار أعمدة المعبد، فيتهيأ من خلال ذلك أن الأرض قد بكت، لعدم قدرتها على تحمل التدنيس الذي تكبده المؤمنون. بإيجاز، يتميز الاستشهاد المسيحي برفض الانصياع إلى القيصر فيما يخص الموضوع الديني، وتكون النتيجة هي الموت العنيف من طرف السلطة. مع ذلك، وكما هو الحال في كل موقف مؤدي إلى الموت، يطرح سؤال المرور إلى النهاية. فليس الموت بتاتا نتيجة لا مباشرة للخرق، فهو يصبح غاية في حد ذاته ويتحول إلى أمل في الاختفاء. إنه يشهد ليس فقط على رفض دين غير أصيل، بل أيضا على "رغبة حادة" )يوجد التعبير عند الشهداء المسيحيين للقرون الأولى بالقدر نفسه لدى شهداء الشيعة الإيرانيين للقرن العشرين( في مغادرة هذا العالم، الذي ليس سوى نهرا للدموع، هناك حيث يجب ممارسة "احتقار العالم" )9( والهروب من مظاهره الخادعة. وإن تعبير "شهوة الموت" نجده كذلك لدى الشهداء الإيرانيين. إن تحول المعنى مسجل إذن وبشكل ما في الاستشهاد. فمن الموت الممكن لكن اللامرغوب فيه لصالح نموذج مثالي ديني، يمكن التحول رويدا رويدا إلى موت مرغوب فيه بهدف تحقيق مقام عظيم في الجنة. وإن التبرير المقدم هنا هو تقريبا دائما تفاهة هذا العالم، عدم ثباته، عدم رغبة المكوث فيه والتطلع إلى مغادرته للالتحاق بالسعداء في مكان آخر. جنة الذين اختارهم الله. إن ما كان في البداية، معارضة لمشروعية الشرك الروماني من طرف المسيحي أو لنظام سياسي مضاد للدين الأصيل )الاستشهاد الشيعي الثوري بإيران( قد تحول إلى بحث عن الانتحار بواسطة فاعل خارجي )السلطة الرومانية لدى المسيحي، الجيش العراقي لدى الإيراني( . فهذا الأخير قد أصبح شيطانيا، خبيثا، لكن هناك تواطؤ يربطه بالشهيد الذي يسهر بنفسه على موته.

وهى من كتاب : شهداء الله الجدد لفرهاد خوسغوخافر Farhad Khosrokhavar ...

مع الأخذ فى الإعتبار أن ما ذكر عن عداء قابيل وهابيل أمر لاعلاقة له بالدين وتلك قصة أخرى فى تعليق آخر إن نشر هذا التعليق،
وقد نشر التعليق وأردفت بتعليقين آخرين عن مفهوم الجهاد فى الإسلام و مفهوم الشهادة وقصة قابيل وهابيل وطبيعة قتالهما..
والتعليقان تجدونهما على تعليقات المدونة و الموضوع وجملة التعليقات على هذا الرابط..

هناك تعليقان (2):

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

تعليقى الثانى..عقيدة الجهاد فى الإسلام..قبل قصة قابيل وهابيل!!!!!
تعليق د/محمد عبد الغنى حسن حجر تـاريخ ٢٦/٨/٢٠٠٨ ٨:١٧
إن الجهاد والعزة قرينان، كما أن ترك الجهاد وذل الأمة بتكالب الأعداء عليها ونهبهم لخيراتها قرينان، وإنما سُلط الذل على الأمة عقوبة من الله تعالى، لا لأن الكفار أقوى من المسلمين في العدد والعدة ولكن لركون المسلمين إلى الدنيا وانغماسهم في المحرمات كالربا والإباحية والفجور وتركهم للواجبات كالدعوة إلى الله أولا بالحسنى (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)وكالجهاد في سبيل الله إذا فرض علينا (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)(قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)( وأعدوا لهم ما ستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم)...ولتتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم)).تجد أن هذا الحديث يصور واقع الأمة المرير، لتركها لرسالتها وانشغالها بالدنيا وارتكابها للمحرمات، فكانت النتيجة العقوبة من الله تعالى بتسليط الذل عليها الذي لا ينزعه الله تعالى ويرفعه إلا بعودة الأمة إلى دينها وشريعة ربها التي لا صلاح لها ولا فلاح في الدنيا والآخرة إلا بهذا الدين العظيم الذي من عظمته وكمال أحكامه أن شرع الله فيه الجهاد بمعنييه وقسميه جهاد الأعداء وجهاد النفس الأصغر والأكبر!!!!لمنع الفساد في الأرض.ولهذا نبه الله تعالى إلى هذا الفضل بقوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات يذكر فيها اسم الله كثيراً}. وقال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.وهنا يتضح أن حب الموت ليس شهوة بل فريضة وكتاب من الله !!!ثم إن الضعف وترك الجهاد مطمعة للأعداء في خيرات الأمة وأراضيها، فعندما سرى الوهن في قلوب كثير من المسلمين فأحبوا الدنيا وكرهوا القتال دفاعا عن الدين والأرض والعرض!!!!تكالب عليهم الأعداء من كل صوب يأخذون خيراتهم وديارهم ويسومونهم سوء العذاب.وانظروا لفلسطين والعراق وكل بلدان المسلمين التى تحتل وتغتصب!!!كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)) قيل: يا رسول الله أمن قلة يومئد؟ قال: ((لا.. ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب أعدائكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت)).وفي رواية: قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((حبكم للدنيا وكراهيتكم للقتال)).وفي هذا الحديث وسابقه أن الوهن الذي ألقي في القلوب هو عقوبة من الله تعالى لميل الأمة إلى الدنيا وتخليها عن حمل الرسالة والجهاد في سبيل الله لا لأن الكفار سبقوها بالعدة والعدد. إن الأمة الإسلامية تملك مقومات النصر، وعندها أسبابه ولكنها لم تعمل بها ولم تقم بها حق القيام، فالنصر لا يُنال إلا من عند الله، فقد قال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}، وقال تعالى: {وما النصر إلا من عند الله}. والله تعالى وعدنا بالنصر إذا قمنا بأسباب النصر حق القيام ؛ فنصرنا دين الله تعالى وحكمنا شرعه في أنفسنا وأهلينا وفي جميع شؤون حياتنا، قال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}، وقال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم..}.فإذا أقمنا شرع الله فينا كما أمر الله تعالى وكما عاش به الصحابة والخلفاء الراشدون فى دولة مدنية التعامل دينية الأخلاق سامية الأهداف والغايات منضبطة الوسائل حينئذ يتحقق لنا ما وعدنا ربنا تبارك وتعالى من النصر والتمكين.قال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

تعليقى الثالث والأخير...مفهوم الشهادة وقصة قابيل وهابيل.......!!!!!!!
تعليق د/محمد عبد الغنى حسن حجر تـاريخ ٢٦/٨/٢٠٠٨ ١٧:١٩
أولا مفهوم الشهادة ودرجة الشهداء:-يقول تعالى(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) يُخْبِر تَعَالَى عَنْ الشُّهَدَاء بِأَنَّهُمْ وَإِنْ قُتِلُوا فِي هَذِهِ الدَّار فَإِنَّ أَرْوَاحهمْ حَيَّة مَرْزُوقَة فِي دَار الْقَرَار . قَالَ مُحَمَّد بْن جَرِير : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَرْزُوق حَدَّثَنَا عَمْرو بْن يُونُس عَنْ عِكْرِمَة حَدَّثَنَا إِسْحَق بْن أَبِي طَلْحَة حَدَّثَنِي أَنَس بْن مَالِك فِي أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ نَبِيّ اللَّه إِلَى أَهْل بِئْر مَعُونَة قَالَ : لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ أَوْ سَبْعِينَ وَعَلَى ذَلِكَ الْمَاء عَامِر بْن الطُّفَيْل الْجَعْفَرِيّ فَخَرَجَ أُولَئِكَ النَّفَر مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَوْا غَارًا مُشْرِفًا عَلَى الْمَاء فَقَعَدُوا فِيهِ ثُمَّ قَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ أَيّكُمْ يُبَلِّغ رِسَالَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْل هَذَا الْمَاء فَقَالَ - أُرَاهُ أَبُو مِلْحَان الْأَنْصَارِيّ أَنَا أُبَلِّغ رِسَالَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى حَوْل بَيْتهمْ فَاجْتَثَى أَمَام الْبُيُوت ثُمَّ قَالَ يَا أَهْل بِئْر مَعُونَة إِنِّي رَسُول رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ إِنِّي أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْده وَرَسُوله فَآمِنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُوله فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُل مِنْ كَسْرِ الْبَيْت بِرُمْحٍ فَضَرَبَهُ فِي جَنْبه حَتَّى خَرَجَ مِنْ الشِّقّ الْآخَر فَقَالَ : اللَّه أَكْبَر فُزْت وَرَبّ الْكَعْبَة فَاتَّبَعُوا أَثَره حَتَّى أَتَوْا أَصْحَابه فِي الْغَار فَقَتَلَهُمْ أَجْمَعِينَ عَامِر بْن الطُّفَيْل وَقَالَ اِبْن إِسْحَق : حَدَّثَنِي أَنَس بْن مَالِك أَنَّ اللَّه أَنْزَلَ فِيهِمْ قُرْآنًا بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ ثُمَّ نُسِخَتْ فَرُفِعَتْ بَعْد مَا قَرَأْنَاهَا زَمَانًا وَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِنْد رَبّهمْ يُرْزَقُونَ " وَقَدْ قَالَ مُسْلِم فِي صَحِيحه : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُرَّة عَنْ مَسْرُوق قَالَ : إِنَّا سَأَلْنَا عَبْد اللَّه عَنْ هَذِهِ الْآيَة . " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِنْد رَبّهمْ يُرْزَقُونَ " فَقَالَ : أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " أَرْوَاحهمْ فِي جَوْف طَيْر خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيل مُعَلَّقَة بِالْعَرْشِ تَسْرَح مِنْ الْجَنَّة حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيل فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَبّهمْ إِطْلَاعَة فَقَالَ : هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا ؟ فَقَالُوا : أَيّ شَيْء نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَح مِنْ الْجَنَّة حَيْثُ شِئْنَا ؟ فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاث مَرَّات فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا قَالُوا : يَا رَبّ نُرِيد أَنْ تَرُدّ أَرْوَاحنَا فِي أَجْسَادنَا حَتَّى نُقْتَل فِي سَبِيلك مَرَّة أُخْرَى فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَة تُرِكُوا "...تفسير بن كثير...ثانيا:- قصة قابيل وهابيل...يقول تعالى(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) يَقُول تَعَالَى مُبَيِّنًا وَخِيم عَاقِبَة الْبَغْي وَالْحَسَد وَالظُّلْم فِي خَبَر اِبْنَيْ آدَم لِصُلْبِهِ فِي قَوْل الْجُمْهُور وَهُمَا قَابِيل وَهَابِيل كَيْف عَدَا أَحَدهمَا عَلَى الْآخَر فَقَتَلَهُ بَغْيًا عَلَيْهِ وَحَسَدًا لَهُ فِيمَا وَهَبَهُ اللَّه مِنْ النِّعْمَة وَتَقَبُّلِ الْقُرْبَان الَّذِي أَخْلَصَ فِيهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَفَازَ الْمَقْتُول بِوَضْعِ الْآثَار وَالدُّخُول إِلَى الْجَنَّة وَخَابَ الْقَاتِل وَرَجَعَ بِالصَّفْقَةِ الْخَاسِرَة فِي الدَّارَيْنِ فَقَالَ تَعَالَى " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ اِبْنَيْ آدَم بِالْحَقِّ " أَيْ اُقْصُصْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْبُغَاة الْحَسَدَة إِخْوَان الْخَنَازِير وَالْقِرَدَة مِنْ الْيَهُود وَأَمْثَالهمْ وَأَشْبَاههمْ خَبَر اِبْنَيْ آدَم وَهُمَا هَابِيل وَقَابِيل فِيمَا ذَكَرَهُ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف وَقَوْله " بِالْحَقِّ" أَيْ عَلَى الْجَلِيَّة وَالْأَمْر الَّذِي لَا لَبْس فِيهِ وَلَا كَذِب وَلَا وَهْم وَلَا تَبْدِيل وَلَا زِيَادَة وَلَا نُقْصَان كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَص الْحَقّ " وَقَوْله تَعَالَى" نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْك نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ " وَقَالَ " ذَلِكَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم قَوْل الْحَقّ " وَكَانَ مِنْ خَبَرهمَا فِيمَا ذَكَرَهُ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف أَنَّ اللَّه تَعَالَى شَرَعَ لِآدَم عَلَيْهِ السَّلَام أَنْ يُزَوِّج بَنَاته مِنْ بَنِيهِ لِضَرُورَةِ الْحَال وَلَكِنْ قَالُوا كَانَ يُولَد لَهُ فِي كُلّ بَطْن ذَكَر وَأُنْثَى فَكَانَ يُزَوِّج أُنْثَى هَذَا الْبَطْن لِذَكَرِ الْبَطْن الْآخَر وَكَانَتْ أُخْت هَابِيل دَمِيمَة وَأُخْت قَابِيل وَضِيئَة فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَأْثِر بِهَا عَلَى أَخِيهِ فَأَبَى آدَم ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يُقَرِّبَا قُرْبَانًا فَمَنْ تُقُبِّلَ مِنْهُ فَهِيَ لَهُ فَتُقُبِّلَ مِنْ هَابِيل وَلَمْ يُتَقَبَّل مِنْ قَابِيل فَكَانَ مِنْ أَمْرهمَا مَا قَصَّهُ اللَّه فِي كِتَابه . [ ذِكْر أَقْوَال الْمُفَسِّرِينَ هَهُنَا ] قَالَ السُّدِّيّ فِيمَا ذُكِرَ عَنْ أَبِي مَالِك وَعَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَنْ مُرَّة عَنْ اِبْن مَسْعُود وَعَنْ نَاس مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ لَا يُولَد لِآدَم مَوْلُود إِلَّا وَمَعَهُ جَارِيَة فَكَانَ يُزَوِّج غُلَام هَذَا الْبَطْن جَارِيَة هَذَا الْبَطْن الْآخَر وَيُزَوِّج جَارِيَة هَذَا الْبَطْن غُلَام هَذَا الْبَطْن الْآخَر حَتَّى وُلِدَ لَهُ اِبْنَانِ يُقَال لَهُمَا هَابِيل وَقَابِيل وَكَانَ قَابِيل صَاحِب زَرْع وَكَانَ هَابِيل صَاحِب ضَرْع وَكَانَ قَابِيل أَكْبَرَهُمَا وَكَانَ لَهُ أُخْت أَحْسَنُ مِنْ أُخْت هَابِيل وَإِنَّ هَابِيل طَلَبَ أَنْ يَنْكِح أُخْت قَابِيل فَأَبَى عَلَيْهِ قَالَ هِيَ أُخْتِي وُلِدَتْ مَعِي وَهِيَ أَحْسَنُ مِنْ أُخْتك وَأَنَا أَحَقّ أَنْ أَتَزَوَّج بِهَا فَأَمَرَهُ أَبُوهُ أَنْ يُزَوِّجهَا هَابِيل فَأَبَى وَأَنَّهُمَا قَرَّبَا قُرْبَانًا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَيّهمَا أَحَقّ بِالْجَارِيَةِ وَكَانَ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام قَدْ غَابَ عَنْهُمَا أَتَى مَكَّة يَنْظُر إِلَيْهَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هَلْ تَعْلَم أَنَّ لِي بَيْتًا فِي الْأَرْض قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ إِنَّ لِي بَيْتًا فِي مَكَّة فَآتِهِ فَقَالَ آدَمُ لِلسَّمَاءِ اِحْفَظِي وَلَدِي بِالْأَمَانَةِ فَأَبَتْ وَقَالَ لِلْأَرْضِ فَأَبَتْ وَقَالَ لِلْجِبَالِ فَأَبَتْ فَقَالَ لِقَابِيل فَقَالَ نَعَمْ تَذْهَب وَتَرْجِع وَتَجِد أَهْلك كَمَا يَسُرّك فَلَمَّا اِنْطَلَقَ آدَم قَرَّبَا قُرْبَانًا وَكَانَ قَابِيل يَفْخَر عَلَيْهِ فَقَالَ أَنَا أَحَقُّ بِهَا مِنْك هِيَ أُخْتِي وَأَنَا أَكْبَرُ مِنْك وَأَنَا وَصِيّ وَالِدِي فَلَمَّا قَرَّبَا قَرَّبَ هَابِيلُ جَذَعَةً سَمِينَةً وَقَرَّبَ قَابِيلُ حُزْمَةَ سُنْبُل فَوَجَدَ فِيهَا سُنْبُلَة عَظِيمَة فَفَرَكَهَا وَأَكَلَهَا فَنَزَلَتْ النَّار فَأَكَلَتْ قُرْبَان هَابِيل وَتَرَكَتْ قُرْبَان قَابِيل فَغَضِبَ وَقَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ حَتَّى لَا تَنْكِح أُخْتِي فَقَالَ هَابِيل إِنَّمَا يَتَقَبَّل اللَّه مِنْ الْمُتَّقِينَ . رَوَاهُ اِبْن جَرِير ....تفسير بن كثير....بقى القول أن مفهوم الشهادة فى سبيل الله وحب الموت لهذا الغرض النبيل الذى يستتبعه كل فعل للخير وموت الإنسان فى سبيله ورغم أنفه دون ذنب أوجريرة اللهم إلا نصرة الحق والدفاع عن المظلومين ...مطلب عادل وغاية سامية أيضايطلبها كل مؤمن بالله فى كل الديانات وصدق الله العظيم إذ يقول(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148))سورة آلعمران