ترجمة

الأربعاء، 20 أغسطس 2008

ما بين حريق القاهرة وحريق مجلس الشورى!!!!!!!!!!

أحبائى...
لست أدرى لماذا يراودنى شعور بوجود تشابه بين حريق القاهرة الذى حدث للقضاء على ثورة المصريين التى بدأت تتنامى وتشتعل جذوتها وتتراكم دوافعها إذحدث وإزاء الثورة العارمة لأبناء مصر في "القاهرة" والأقاليم أدركت بريطانيا أن خطتها الثانية محفوفة بالمخاطر، وأن دخول قواتها إلى "القاهرة" أضحى مغامرة وخيمة العواقب، بعد أن صار الوجود البريطاني في منطقة القناة كلها مهددًا بالخطر، نتيجة العمليات الفدائية المستمرة التي أقضت مضاجع البريطانيين.وكذلك فإن قيام الملك بانقلاب عسكري بمساعدة المخابرات البريطانية ليطيح بحكومة الوفد أصبح أمرًا غير ممكن، خاصة بعد أن تنامى العداء للملك في داخل الجيش الذي أصبح يحمّل الملك مسئولية النكبة التي مني بها في حرب (1367هـ=1948م) بسبب الخيانة وقضية الأسلحة الفاسدة.ولم يبق أمام البريطانيين سوى البديل الثالث، ووجد البريطانيون الفرصة سانحة لتنفيذ مؤامراتهم وحرق "القاهرة" مستغلين المظاهرات التي عمت العاصمة.

يغالبنى الشعورأن هناك أياد خبيثة وعقول مريضة داخل الحكومة استاءت مما يحدث من تنامى ثورة الشعب ضدها فى القاهرة والأقاليم وتتضافر بعض قوى المعارضة ووجود تيار إصلاحى ونور خافت بين القوى الوطنية ولا أنكر أنه يوجد مؤيدون له من داخل الحكومة ولكنها القلة التى لا تمسك بمقاليد الأمور والثلة التى لايمثل رأيها إلا الأقلية بدواوين الحكومة وأمانات الحزب والتى اسشعرت الغضب كما الشعب والمعارضة وقوى الإصلاح مما يحدث من أزمات ونكبات وفساد واحتكار واهمال وعجز !!!!....فخططت تلك الأياد الخبيثة وأعملت عقولها المريضة لفعل وعمل تنتهج به سياسة القوات البريطانية الغازية والمحتلة والتى تدافع عن وجودها غير الشرعى !!!!فكان حريق مجلس الشورى الذى تشابه مع حريق القاهرة فى كل شىء إلا أنه تحدد فى مكان واحد يمثل مصر كلها ويهدد تاريخها النيابى ويستر ما يريدون ستره وقديما قالوا " النار تداوى العوار"...أما حريق القاهرة فتعددت الأمكنة.... ووقف الشعب مزهولا وغير مصدق تنتابه مشاعر الخوف والضيق ووضع كل يده على قلبه وارتكنوا إلى الحائط وأمسك أحدهم محموله ليصور المشهد والجميع لا يدرى أشر أريد بمصر أم أراد أحدهم دفع شراعن نفسه ولكن الشاهد تماثل المناظر وتوافق الساعات والظروف فى الحريقين ففى حريق القاهرة كان.....
ففي ساعات قلائل التهمت النار نحو (700) محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة.ففي الفترة ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا والساعة الحادية عشرة مساءً التهمت النار نحو (300) محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر، و(30) مكتبًا لشركات كبرى، و(117) مكتب أعمال وشققا سكنية، و(13) فندقًا كبيرًا منها: شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا، و(40) دار سينما بينها ريفولي وراديو ومترو وديانا وميامي، و(8) محلات ومعارض كبرى للسيارات، و(10) متاجر للسلاح، و(73) مقهى ومطعمًا وصالة منها جروبي والأمريكين، و(92) حانة، و(16) ناديًا، وقد أسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل (26) شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور (552) شخصًا.كما أدت إلى تشريد عدة آلاف من العاملين في المنشآت التي احترقت، وفى نفس ذات الساعات تقريبا احترق مجلس الشورى بكامله وإن كانت الإصابات والوفيات لاتمثل ذات القيمة لكن يبقى وجه الشبه والكاريزما واللوجو فى الأذهان وحتى أننا نتوقع جزاء سمنارليس لرئيس الوزراء كما النحاس ولكن للشعب ومقدراته وحريته والديموقراطية التى ينشدها...!!!!
جزاء سِنِمَّار
وفي نفس ليلة الحريق قدم "النحاس" –رئيس الوزارة- استقالته، ولكن الملك رفضها، واجتمع مجلس الوزراء، وقرر مواجهة الموقف بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، ووقف الدراسة في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى.
وتم تعيين "النحاس" حاكمًا عسكريًا عامًا في نفس الليلة، فأصدر قرارًا بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وأصدر أمرًا عسكريًا بمنع التجمهر، واعتبار كل تجمع مؤلف من
خمسة أشخاص أو أكثر مهددًا للسلم والنظام العام يعاقب من يشترك فيه بالحبس. وكانت تلك الأحداث كلها هي الشرارة التي أشعلت الثورة، ودفعت الضباط الأحرار إلى التعجيل بثورتهم ضد الملك والإنجليز بعد أقل من ستة أشهر على حريق القاهرة.

والسؤال الآن هل تتشابه النهاية وتحدث حقا ثورة وإن لم تكن بمفهومها القديم ورجالها الضباط وتكون ثورة لتصحيح المسار نحو الإصلاح السياسى والإقتصادى بحق وإقصاء الفاسدين والمحتكرين والمزورين والبلطجية الذين لاأبرئهم من هذا الحريق!!!!
يا رب العالمين رحمة بمصر وبشعبها وهىء لها أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويزل فيه أهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكرواكفنا به وفيه شرور الخبثاء وضمائرهم الميته وعقولهم المريضة إنك ولى ذلك ومولاه وأنت على كل شىء قدير...

آمين يارب العالمين!!!!!!!!!!!!!

هناك 4 تعليقات:

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

تعليق رائع وصلنى على البريد..
أسفٌ علي المبني .. و ليس علي الشوري

رأيت الكثيرين الذين هالهم أمر حريق مبني مجلس الشوري ، و لكن معظم أسفهم كان علي المبني ، و ليس علي المعني ، فما وجدتُ مَن حَزِنَ و تأَسَّفَ علي أن مهمة مجلس الشوري قد تتأخر أو تتعثر نتيجةً لحريق المبني ، و ما وجدتُ من استغرب كيف ستسير الأمور في البلاد إذا توقفت اجتماعات مجلس الشوري نتيجة لتهدم أجزاء المبني ، أو الحالة النفسية التي قد تنتاب أعضاءه مما أصاب مبني مجلسهم ، بل رأيتُ هذا الأمر غيرَ واردٍ علي الإطلاق ، فالجميع يكاد يُجمعُ علي أن هذا المجلس لا تأثير له ، و أن البلادَ تسير به و بدونه ، و ربما بدونه أفضل ، أو أوفر علي أقل تقدير ، و هذا ليس انتقاصاً من أمر البحوث و الدراسات ، و جهود بعض المخلصين فيه في إعداد تقاريرهم ، و لكن ما قيمة الرأي إن كان لا يُعتدُّ به .. أو حتي يستأنسُ به ؟! ، و هناك أغلبيةٌ في المجلس المقابل تُمضِي ما يُملَي عليها و تفرضه علي الناس . و هذا الأمر جدَّدَ الحزن عندي ، ربما بمثل ما أصابني من حزنٍ علي المبني أو أشد .

تذكرتُ انتخابات الشوري و التي كان يجب أن تُحترم فيها معاني الشوري عند الناس ، و تذكرتُ لجنةً انتخابيةً مررتُ بها ساعتها ، و وجدت أعداداً كثيفة من الجنود يُحيطون بها إحاطة السوار بالمعصم ، و راقبتُ الموقف .. فإذا هؤلاء الجنود يمنعون كلَّ داخلٍ للإدلاء بصوته ، إلا من تبدو عليه إمارات الحزب الوطني ، و يبدو أنَّ لهم سيما تميزهم ، و قلت في نفسي إنهم ألغوا الإشراف القضائي ، و أتوا بموظفين يطيعونهم في استخراج النتائج التي يريدونها ، فلماذا لا يسمحون للناس بالدخول و التصويت تجميلاً للمنظر العام ، و لكني تذكرتُ أن الجانيَ يحاول غلق كلِّ الأبواب دونما تفكير ، و اللص يحاول سدَّ كلِّ المنافذ كي يحكم التدبير ، و أعتذر للقارئ عن هذا اللفظ ، و لكني أستشعر أن سرقة إرادة الناس هي أسوا أنواع اللصوصية ، فبموجبها تتم سرقاتٌ أكبر ، و لكنها تلبس ثوب القانون و النزاهة ، و ينسي الناس المصيبة الأولي .. و هي التزوير ، كبري الكبائر في شريعتنا الإسلامية الغراء ، و قد تذكرتُ و قلتُ لو أنَّ عُشر هؤلاء الجنود شاركوا في إطفاء الحريق ، لربما تداركوا الأمر قبل استفحاله .

إن أمر الشوري الحقيقية غاب في البلاد علي كل المستويات ، و حلَّ محله التعيين المباشر ، أو التزوير السافر ، فعمدة القرية يتم تعيينه و لا يُستشار أهل القرية في انتخابه ، و إن قال البعض إن هؤلاء بسطاءُ ، لا يستطيعون اختيار من يمثلهم ، فما قولهم في أساتذة الكليات الذين يُعَيَّنُ لهم عميدُ كليتهم ..و عمداء الكليات الذين لا شوري لهم و لا رأي في اختيار رئيس جامعتهم ، و قِس علي هذا علي جميع المستويات .

إن الرسول صلي الله عليه و سلم ، و هو بالمنطق العقلي أغني الناس عن الشوري ، لأنه مؤيدٌ بالوحي ، ينزل الوحي له بالآية الكريمة " و شاورهم في الأمر " ، ربما ليُعَلِّمَ كلَّ مسئولٍ و كلَّ راعٍ من بعده ضرورة الشوري ، و الرسول نفسه ينزل علي رأي صحابته في كثيرٍ من المواقف ، من أشهرها مطاوعة الشباب المتحمس في المدينة المنورة في الخروج لملاقاة قريش خارج المدينة في غزوة أحد ، رغم أن رأيه في البداية هو و أبو بكر و عمر كان الانتظار و التحصن داخلها ، و يأخذ عليه الصلاة و السلام بمشورة زوجته في موقفٍ صعبٍ شديدٍ في صلح الحديبية ، إن الشوري الحقيقية هي ضرورة و ليست صورة ، و حزنُنا علي حريق المبني جدَّد حزننا علي ذهاب المعني ، و غياب الشوري يَسُرُّ كلَّ مستبد ، و هو سببٌ أصيلٌ في معظم ما نشكو منه من مشاكل فرعية كالغلاء و البطالة و العنوسة و غيرها ، و أعتذر للقارئ عن تقليب المواجع ، و لكني أومن أن التشخيص الصحيح أولي من التيه في دروب العلاج العشوائية .

أحمـــد بلال ahmadbelals@yahoo.com

غير معرف يقول...

ربنا يسمع منك وتكون دي شرارة الثورة القادمة يارب وده نفس التفكير الذي راودني وانا ارى المنظر المخيف وشعرت اني رجعت إلى ما قبل ميلادي بسنوات لارى بعيني هذه النيران ولكن الفرق ان هناك كان يوجد رجال عندهم من العزيمة والاصرار والاحساس بالانتماء فهل يشبه اليوم البارحة وتنعدل الصورة المقلوبة ربنا يسهل.

غير معرف يقول...

حرائق قوم عند قوم فوائد...باشا

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

وبعدهالك يا باشا..إنته وصالح وأحمد ..!!!
ماصدقتم خلاص !!
يعنى الواحدميعرفش يهزر مع... !!!
شوية