ترجمة

الأحد، 28 مارس 2010

ميراث المتقين....!!!!

أحبائى..
من سنة الله فى خلقه الإختلاف حتى فى عبادته وعلى هذا جعل لكل أمة شرعة ومنهاجا وأرخى ستائر المغفرة للعاصين والمذنبين منهم ليتوبوا، وأمهل الكافرين ليوم الحساب ليعلم الناس السىء من المحسن.، اللهم إلا إذا بغوا واعتدوا على المؤمنين وحاربوا شرع الله فى عباده ومنعوهم منه وجب عليهم القتل ولكن دون بغى وإثم فى حدود ما أمر به ونهى عنه(ولاتقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق)!!
غير أن البعض منا يتوه فى حقيقة أخرى وسنة كونية من سنن الله فى عباده فيقول
لماذا يمهل الله الكافرين ويمد للعاصين؟؟؟
وبقدر ما وسعنى الله بفضله ورحمته من علمه أجيب
فإن أصبت فبتوفيق من الله وإن أخطأت فمن نفسى والشيطان!!!
قال تعالى في محكم تنزيله(فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) لنتأمل جميعا هذه الاية بالغة الحكمة والتي تفسر لنا كثيراً مما يجري حولنا اليوم وهي سنة الله في خلقه. فالله سبحانه وتعالى يبين لنا هنا أنه قد يبتلي أقواماً بشتى أنواع الإبتلاءات حتى يذكرهم به ويعودوا إليه بالتضرع والدعاء والتوبة،فإن عادوا لما أمروا به كانت سنة الله الأخرى فى التغيير وإصلاح ما فسد فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وإن لم يعودوا قد يكشف الله عنهم هذه الإبتلاءات ويفتح عليهم من أبواب الرزق ما يشاء وينعم عليهم ويغدق عليهم ولكن حتى يستدرجهم والقوم فرحون بما آتهم الله ونسوا حظا مماذكروا به فغرقوا في ملذاته وشهواتهم ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ومن قبل وبعد نسيهم .،
وهم في هذه الحالة من الفرح بالنعمة يأخذهم الله بغتة وهم لايشعرون.!!!
وهذه سنة كونية فى الخلق عامة فما بالنا بالمسلمين ؟؟
وهم أصحاب الدين القويم والرسالة الخاتمة التى أتى بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين ، وهذه السنة أيضا تفسر لنا تماماً ما يحدث على أرض العرب والمسلمين اليوم بداية من لبنان وانتهاءا بالعراق ومرورا بمصر وسوريا والسودان وكل الأقطار والأمصار العربية والإسلامية التى يبتليها الله بالحروب تارة وبالقحط والجدب تارة وبالفقر تارة، وأيضا بفساد حكامها وأنظمتها السياسية تارات أخرى.، وكذا بالخيرات تترا من باطن الأرض وظاهرها (ونبلوكم بالشر والخير فتنة لعلكم ترجعون) لعلهم يتذكرون فيعودون إلى الله ويتوبون إليه ويدعونه رغبا ورهبا كرها وطواعية طمعا فى النعيم وخوفا من الجحيم لتتحقق الغاية من وجودهم (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)ويؤدون حق ما حملوا من أمانة"خلافة الله فى أرضه وفق منهجه وشريعته" فحملوها ظلما لأنفسهم وجهلا بقدرها(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)غير أن رب العزة الذى خلقهم ويعلم من خلق وهو اللطيف الخبير كرمهم بالعقل وأنزل إليهم الرسالات والشرائع والملل لتكون هادية لهم قيمة على خلاقهم وأخلاقهم ليتحقق لهم غاية ما أمروا به وترك لهم الفرصة وحرية الإخيار ليكون ذلك منهم حكما على أنفسهم وشاهدا على أعمالهم فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حى عن بينة فيعذب المنافقين والمنافقات والكافرين والكافرات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات لبعض ظلم أصابوه وجهل حدث منهم وغفلة عاشوا فيها وهم يتيهون فى الأرض أعواما يلهثون خلف دعاة قادهم ظنهم ووساوس شياطينهم إلى غواية وحافة الهاوية فلم يدروا أن مدنية الحياة الدنيا إنما هى بقدر الله وعلمه وفى حدود شرعه الذى أتاح للمؤمنين به فرصة للإبداع وحرية الإختيار فى ظل ما يؤمنون به من دين قويم وفطرة سليمة لاتأمر إلا بخير ولاتنهى إلا عن شر فى دعوة إستباق إلى فعل الخيرات التى ليس منتهى أملها أبدا حضارة ورقى وتقدم وإنما هى وإن عدت غايات شرعية محترمة إلا أنها لاتعدوا كونها وسائل لغاية سامية ونهاية محتومة لغاية أمنية الخلق أجمعين هى الخلد فى جنة عرضها السموات والأرض ولكنها أعدت فقط للمتقين .،
الذين يخشون الله حق خشيته فيحسنوا الظن بالله ويحسنوا العمل وتتوحد مصالحهم وغاياتهم على كل مافيه الخير ، ولايشعر غنيهم بطمع فقيرهم فى ماله ولا فقيرهم بإستعلاء غنيهم عليه بماله وكذا الحال بين كل رئيس ومرؤس ،والناس أجمعين قبائل ودول عظمى ونامية غنية وفقيرة.، جماعات وأشتات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) .،
فالكل مستخلف فيما أوتى غير أن رفع الله بعضهم فوق بعض درجات وفضل بعضهم على بعض ليبلوهم فيما آتاهم ويتخذ بعضهم بعضا سخريا أى معاونين وخدم لمصالحهم وغاياتهم التى لها خلقوا ،
وليس خدم وإمعات بعضهم يستعبد بعضا، ويظلم بعضهم بعضا بل ويتخذ بعضهم بعضا ومصالحهم الدنيوية أربابا من دون الله !!
وعلى هذا يرث أهل الجنة مقاعد أهل النار فيها وصدق الله العظيم إذ يقول
(وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون)( ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)!!!
، ويرث أهل النار مقاعد أهل الجنة فيها ولا يظلم ربك أحدا!!
(وما ربك بظلام للعبيد*يوم نقول لجهنم هل إمتلأت وتقول هل من مزيد)صدق الله العظيم!!!
فليبحث كل منا عن ميراثه الذى يحرص عليه أين يكون من أهل الجنة أم من أهل السعير!!!
اللهم اجعلنا من المتقين!!!!!!

*****

ليست هناك تعليقات: