ترجمة

الثلاثاء، 16 مارس 2010

ممنوع دخول الكلاب...!!!

أحبائى..
لست أكتب ولا أدافع هنا اليوم عن شاعر قد يكون عليه ما عليه وله ماله، ولكنى أدافع عن شعور وكيان أمة خنعت وخضعت طواعية وكرها ، طواعية فى فعل حكامها وكرها لإرادة شعوبها حتى صرنا رغم الكثرة كغثاء السيل فقاقيع هواء فى مياه راكدة بل ونتنة من كثرة ما رضخت ورقدت جثة هامدة تفعل بها القردة الخاسئين وكلاب الصهاينة المحتلين ما تشاء، على أمل العودة وأخذ منحنى جديد فى حياتنا لعلنا يختم لنا بصالح الأعمال مثل هذا الشاعر ولعل الصورة بعاليه تكون أولى هذه الخطوات وهى صورة وضعها التجار فى الأردن على أبواب وناصية محلاتهم التجارية تفيد أنه "ممنوع دخول الكلاب والإسرائيليين"!!!

فبعد نكسة حزيران 1967 أخذ نزار قباني يتجه في شعره الى منحى ثان, فخرج الينا يلبس حلة جديدة التزم فيها قضايا أمته العربية وهمومها التي اثرت فيه أيما تأثير, فاستطاع بإبداعه الكبير أن يطرح مشكلات المواطن العربي وهمومه وطموحه إلى الخلاص من الإستعمار وقلما نجد مدينة عربية لم يكتب فيها شعراً جميلاً سحرنا نحن القراء, فنزار قباني يهاجم القراء الذين أنكروا شعره الغزلي وهاجموه وتقولوا عليه فهو يحاول أن يثبت لهم براءته قائلا:‏‏ ..
ويقول عني الأغبياء /
إني دخلت الى مقاصير النساء ..
و ماخرجت /
ويطالبون بنصب مشنقتي /
لأنني عن شؤون حبيبتي .. شعراً كتبت /
أنا لم أتاجر - مثل غيري –
بالحشيش ..ولاسرقت /
ولا قتلت !!!
وأزيد على كلامه....
ولا طبعت..
ولا بعت ولا اشتريت
مع الصهاينة الكلاب
ولا حاصرت
ولا خنت
إخوة الدم والعروبة
ولا افتريت على المقاومة
ولا تحالفت
على الأشقاء
ولا عشت حتى
ترى بناء كنيس الخراب
وضم الحرم الإبراهيمى
ومسجد بلال
وتدنيس الكلاب
للأقصى الأسير
مسرى سيد الخلق وأحب الأحباب!!!


إذاً فهو يدافع عن شعره بقوة لأنه يكتب الشعر العربي فهو لم يقترف ذنباً خطيراً مثل غيره من المجرمين الذين لارقيب عليهم .وربما كتب باكراً قبل غيره من الشعراء عن اليهود الذي زرعوا كخنجرا في خاصرة الأمة العربية فكتب قصيدة بعنوان (قصة راشيل شوا رزنبرغ) عام 1955 يقول فيها :
‏‏ جاؤوا الى موطننا المسالم الصغير /
فلطخوا ترابنا /
وأعدموا نساءنا /
ويتموا أطفالنا /
ولاتزال الأمم المتحدة /
ولم يزل ميثاقها الخطير /
يبحث في حرية الشعوب /
وحق تقرير المصير..!‏‏
فهو يعترف أن المصائب التي حلت بالوطن العربي حولته من شاعر عربي كسول لايهتم بغير شعر الغزل والغناء الى شاعر ثائر يكتب بدمه .‏‏ وها هو يقول"هوامش على دفتر النكسة":-
ياوطني الحزين /
حولتني بلحظة /
من شاعر يكتب الحب والحنين /
لشاعر يكتب بالسكين .‏‏ !!!
فنزار قباني مثل غيره كان شاهداً على كثير من الأحداث التي حلت بالوطن العربي ولكنه لم يقنع مثلهم بأن يكون فى محراب الإبداع متخنث أو متعدى على الذات الإلاهية أو مستهين بالمقدسات فهو يعترف بالهزيمة في نكسة1967لأننا لم نكن جاهزين للحرب ولأننا لم نعد العدة فالحرب تحتاج الى عزيمة وإصرار لا أن ندافع عن حقوقنا بالهتافات والصراخ فجعل يقول:‏‏ -
إذا خسرنا الحرب ،لاغرابة /
لأننا ندخلها /
بكل مايملكه الشرقيُّ من مواهب الخطابة /
بالعنتريات التي ماقتلت ذبابة /
لأننا ندخلها /
بمنطق الطبلة والربابة !!!
فقد كان نزار قباني من الناس المحبين للوحدة والمرحبين بها و الانفصال أحزنه وجعله يائساً من تكرار المحاولة التي قامت بها سورية مع مصر فهو يعترف بأنه لولا الإنفصال لما قدر علينا الإحتلال فأخذ يقول:‏‏ -
لوأننا لم ندفن الوحدة في التراب /
لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب /
لوبقيت في داخل العيون والأهداب /
لما استباحت لحمنا الكلاب !!!
فالشاعر غاضب جداً من جيله الذي ألف السكوت على الهوان فأراد أن يكون هناك جيل في المستقبل يستطيع أن يفعل مالم يفعله أبناء جيله فطفق يحدد طبيعة هذا الجيل, يقول:
نريد جيلاً غاضباً /
نريد جيلاً يفلح الآفاق /
وينكش التاريخ من جذوره /
وينكش الفكر من الأعماق /
نريد جيلاً قادماً مختلف الملامح /
لايغفر الأخطاء لايسامح ../
نريد جيلاً رائداً ،
عملاق ..!‏‏
فتحول نزار لشاعر ثوري يرغب أن يفعل العرب شيئاً تجاه اليهود الذين تسربوا الى بلادنا كالجراد فأخذوا ينشرون الموت والفساد بعد نكسة حزيران لذلك فهو يتألم لحالنا المزري ويقول:-
‏‏ حرب حزيران انتهت ../
فكل حرب بعدها ،ونحن طيبون ../
أخبارنا جيدة /
وحالنا - والحمدلله - على أحسن مايكون ../
وصوت فيروز / من الفردوس يأتي /
«نحن راجعون » تغلغل اليهود في ثيابنا /
و« نحن راجعون »!!!
صاروا على مترين من أبوابنا /
و«نحن راجعون» !!!
ناموا على فراشنا ../
و«نحن راجعون» !!!
وكل مانملك أن نقوله: « إنا لله وإنا إليه راجعون » !!!
ثم يخاطب نزار شعراء الأرض المحتلة وهولايملك الا أن يتحدث لهم عن هزائم العرب المتوالية وكيف نحن العرب لانملك إلا اللهو واللعب يقول:-
محمود درويش...سلاما/
توفيق الزياد...سلاما/
يا فدوى الطوقان...سلاما/
يا من تبرون على الأضلاع الأقلام.../
نتعلم منكم،كيف نفجر في الكلمات الألغام../
شعراء الأرض المحتلة...ما زال دراويش الكلمة/
فى الشرق،يحشون حماما/
يحسون الشاي الأخضر...يجترون الأحلاما.../
لو أن الشعراء لدينا..يقفون أمام قصائدكم/
لبدوا..أقزاما..أقزاما..!!!
ثم يقول أيضا مابعد النكسة..
مازلنا منذ حزيران ..نحن الكتاب /
نتمطى فوق وسائدنا /
نلهو بالصرف وبالاعراب /
يطأ الارهاب جماجمنا /
ونقبل أقدام الارهاب /
نركب أحصنة من خشب /
ونقاتل أشباحاً ...وسراب.!!!

ثم يعود نزار فيصف لنا حالة العرب غير المكترثين لما يحصل ولما يفعله اليهود وكأن الأمر لايعنهم فهم مشغولون بأمورهم التافهة التي حجبت عيونهم عن ضوء الحقيقة المرة يقول:‏‏ في قصيدة جريمة شرف أمام المحاكم العربية :‏‏
مازال يكتب شعره العذري قيس /
واليهود تسربوا لفراش ليلى العامرية /
حتى كلاب الحيّ لم تنبح /
ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقية ..!!!‏‏
ثم يعود في نفس القصيدة ويصف لنا حالة العرب وشعور الناس بعد القصف الذي طال مدنهم ولم يبق على شيخ ولاطفل ولاامرأة والكل غير مكترث .‏‏
الشمس تشرق مرة أخرى ../
وعمال النظافة يجمعون أصابع الموتى ../
وألعاب الصغار /
الشمس تشرق مرة أخرى ../
وذاكرة المدائن مثل ذاكرة البغايا والبحار /
الشمس تشرق مرة أخرى /
وتمتلئ المقاهي مرة أخرى /
ويحتدم الحوار......!!!!
فنزار لم يترك مدينة عربية منكوبة إلا وأرسل لها من عذب أشعاره يرثيها ويشجب كل من تقاعس في الدفاع عنها يقول عن القدس :‏‏ ياقدس يا منارة الشرائع /
ياطفلة جميلة محروقة الأصابع /
حزينة عيناك يامدينة البتول /
ياواحة ظليلة مرّ بها الرسول /
حزينة مآذن الجوامع /
حزينة حجارة الشوارع ../
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران ؟ /
من ينقذ الانجيل ؟ /
من ينقذ القرآن ..!!!
ثم يخاطب بيروت بعد الحرب الأهلية يقول:‏‏
ياست الدنيا يابيروت /
قومي من تحت الردم ،
كزهرة لوز في نيسان ../
قومي من حزنك ان الثورة..
تولد من رحم الاحزان ../
قومي إكراماً للإنسان /
إنا أخطأنا يابيروت وجئنا نلتمس الغفران ..!!!!
أما قصيدة "المهرولون"والتي إنتقد فيها وشجب إتفاقية أوسلو عام 1995،فيقول فيها:
سقطت اخر جدران الحياء/
وفرحنا...ورقصنا.../
تباركنا بتوقيع سلام الجبناء.../
لم يعد يرعبنا شيء...ولا يخجلنا شيء/
فقد يبست فينا عروق الكبرياء/
ثم يمضي قائلا ومتبئا وكأنه يتلو فى نبوءة كنيس الخراب غير أنه لم يجمع الكل فى مأوى الكلاب !!!
بعد خمسين سنة.../
جلس الالاف على أرض الخراب.../
مالنا مأوى/
كألاف الكلاب!!../
ما تفيد الهرولة؟/
عندما يبقى ضمير الشعب حيا/
كفتيل القنبلة/
لن تساوي كل توقيعات أوسلو.../
خردلة...!!!‏‏
وفي عامه الأخير قبل رحيله عام 1998...صرخ نزار قباني"متى يعلنون وفاة العرب؟" تللك القصيدة التي توقف عندها الكثيرون وصرخوا أو احتجوا وقالوا بأنهاتهزم الشعور القومي وتضرب الشموخ وتحطم الكبرياء الوطنية القومية..! في هذه القصيدة لا يكفر نزار العرب بل يراهم هم الذين يكفرون أنفسهم تكفيرا ضد العروبة ويرى من خلال كلماتها خيانة التاريخ...ولا يرى نزار في كلمات تلك القصيدة بأنه قطع علاقة العرب بالعصر الحديث فهو يرى أنه لا علاقة لهم بهذا العصر من الأساس..!
فعلا إن كلمات هذه القصيدة كلمات لا تعرف الرحمة ولكنها من هول ما فرط حكام العرب ومن هول كؤس المرارة والذل والخزى والعار التى يجرعونها إلى الشعوب أراها وأتمناها لهم بمثابة رصاصة الرحمة فيقول:-
أنا منذ خمسين عاما/
أراقب حال العرب/
وهم يرعدون،ولا يمطرون.../
وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون.../
وهم يعلكون جلود البلاغة علكا /
ولا يهضمون...!!!
ثم يمضي قائلا:-
أنا منذ خمسين عاما /
أحاول رسم بلادا ..
تسمى"مجازا"بلاد العرب!!!
أنا بعد خمسين عاما /
أحاول تسجيل ما قد رأيت.../
رأيت شعوبا تظن بأن رجال المباحث/
أمر من الله...مثل الصداع...ومثل الزكام../
ومثل الجذام...ومثل الجرب.../
رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم.../
ولكنني...أبدا بعد ما رأيت العرب....!

ولكن رغم هذه الاشعار الرائعة التي وبخّ فيها العرب الذين تقاعسوا عن رد العدوان إلا أن الأمل كان حاضراً أيضاً في قصائده قائلاً :
ياآل اسرائيل ،لايأخذكم الغرور /
عقارب الساعة إن توقفت /
لابد أن تدور /
إن اغتصاب الأرض لايخفينا /
فالريش قد يسقط من أجنحة النسور /
والعطش الطويل لايخيفنا /
فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور /
هزمتهم الجيوش إلا أنكم لم تهزموا الشعور /
قطعتهم الأشجار من رؤوسها /
وظلّت الجذور..‏‏ !!!
وأخيراً يتحدى نزار اليهود بالرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين وبأنهم سوف يخرجونهم من كل مكان ليقاتلوهم ويطردوهم من الأراضي الفلسطينية وكأنه يقرأ نبوءة الرسول فجعل يقول :
‏‏ رجالنا يأتون دون موعد /
في غضب الرعد وزخات المطر /
يأتون في عباءة الرسول /
أو سيف عمر /
نساؤنا يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر /
يقبرن أطفال فلسطين بوجدان البشر /
نساؤنا يحملن أحجار فلسطين الى أرض القمر !!
ولعل أجمل بيت قاله نزار في هذا الخصوص:
‏‏ كل ليمونة وزيتونة ستنجب طفلاً/
ومحال أن ينتهي الليمون...
وأشجار الزيتون!‏‏
فيا أيها الشاعر العظيم: -
لو ما زلت حيا بيننا في هذه الأيام
ورأيت الى اين وصلنا!!!
وصرنا كالأيتام /
على موائد اللئام!!!
لكتبت الكثير الكثير عنا...
وماذا يفعل الشعر فينا
وكيف له أن يوقظ
النيام!!!
لا...لا..بل وابتلينا بحكام
بعضهم يذيقنا فى الذل
طعم المرار
وحكام يقاوموا مقاومة
سناكس وفيشار
لاتقوم صلب عود طفل
ولا تسمن وتغنى من جوع
ولا تهش ذباب عن الديار !!
وهاهم الصهاينة الكلاب
دشنوا موقع كنيس الخراب
ولم نسمع منهم
حتى مجرد كلام تنديد
أو شجب واستنكار!!!

*****

هناك تعليق واحد:

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

طعنوا العروبة في الظلام بخنجر


- 1 -
لا تَسأليني،
يا صديقةُ، مَنْ أنا؟
ما عُدْتُ أعرفُ...
- حينَ اكتُبُ -
ما أُريدُ...
رَحلتْ عباءَاتٌ غزَلتُ خُيُوطَها...
وتَمَلمَلَت منّي
العُيُون السُودُ...
لا الياسمينُ تجيئُني أخبارُهُ...
أمَّا البَريدُ...
فليسَ ثَمَّ بَريدُ...
لم يَبقَ في نَجدٍ... مكانٌ للهوى
أو في الرَصَافَةِ...
طائرٌ غِرِّيدُ...


- 2 -
العَالَمُ العربيُّ...
ضَيَّعَ شعرَهُ... وشُعُورهُ...
والكاتبُ العربيُّ...
بينَ حُرُوفِهِ... مَفْقُودُ!!


- 3 -
الشعرُ، في هذا الزمانِ...
فَضِيحةٌ...
والحُبُّ، في هذا الزمانِ...
شَهيدُ...


- 4 -
ما زالّ للشِعر القديمِ
نضارةٌ...
أما الجديدُ...
فما هناكَ جديدُ!!
لُغةٌ... بلا لُغةٍ...
وجوقُ ضفادعٍ...
وزوابعُ ورقيّةٌ
ورُعُودُ
هم يذبحونَ الشِعرَ...
مثل دجاجةٍ...
ويُزّورونَ...
وما هناكَ شهودُ!!


- 5 -
رحلَ المُغنون الكِبارُ
بشعرِنا...
نفي الفرزدقُ من عشيرتهِ
وفرَّ لبيدُ!!


- 6 -
هل أصبحَ المنفى
بديلَ بيُوتنا؟
وهل الحمامُ، مع الرحيلِ...
سعيدُ؟؟


- 7 -
الشعرُ... في المنفى الجميلِ...
تحرّرٌ...
والشِعرُ في الوطنِ الأصيلِ...
قيودُ!!...


- 8 -
هل لندنٌ...
للشعرِ، آخرُ خيمةٍ؟
هل ليلُ باريسٍ...
ومدريدٍ...
وبرلينٍ...
ولُوزانٍ...
يبدّدُ وحشتي؟
فتفيضُ من جسدي
الجداولُ...
والقصائدُ...
والورودُ؟؟...


- 9 -
لا تسأليني...
يا صديقةُ: أين تبتدئ الدموعُ...
وأين يبتدئ النشيدُ؟
أنا مركبٌ سكرانُ...
يُقلعُ دونَ أشرعةٍ
ويُبحرُ دون بُوصلةٍ...
ويدخُلُ في بحار الله مُنتحراً...
ويجهلُ ما أرادَ... وما يريدُ...


- 10 -
لا تسأليني عن مخازي أُمتي
ما عدتُ أعرفُ - حين أغضبُ -
ما أُريدُ...
وإذا السيوفَ تكسرت أنصالُها
فشجاعةُ الكلماتِ... ليس تُفيدُ...


- 11 -
لا تسأليني...
من هو المأمونُ... والمنصورُ؟
أو من كان مروانٌ؟
ومن كانَ الرشيدُ؟
أيامَ كان السيفُ مرفوعاً...
وكان الرأسُ مرفوعاً...
وصوتُ الله مسموعاً...
وكانت تملأ الدنيا...
الكتائبُ... والبنودُ...
واليومَ، تختجلُ العروبة من عروبتنا...
وتختجلُ الرجولةُ من رجولتنا...
ويختجلُ التهافتُ من تهافتنا...
ويلعننا هشامٌ... والوليدُ!


- 12 -
لا تسأليني...
مرةً أخرى... عن التاريخ...
فهو إشاعةُ عربيةٌ...
وقصاصةٌ صحفيةٌ...
وروايةٌ عبثية...
لا تسألي، إن السّؤَالَ مذلةٌ...
وكذا الجوابُ مذلةٌ...
نحنُ انقرضنا...
مثل أسماكِ بلا رأسٍ...
وما انقرضَ اليهودُ!!


- 13 -
أنا من بلادٍ...
كالطحينِ تناثرَت...
مِزَقاً...
فلا ربٌّ... ولا توحيدُ...
تغزو القبائلُ بعضها بشهيةٍ
كبرى...
وتفترسُ الحُدودَ... حدودُ!!


- 14 -
أنا من بلادٍ...
نكّست راياتها...
فكتابُها التوراةُ... والتلمودُ...


- 15 -
هل في أقاليم العروبةٍ كُلّها...
رجلٌ سَوِيُّ العقلِ...
يجرؤ ان يقول: أنا سعيدُ؟؟...


- 16 -
لا تسأليني من أنا؟
أنا ذلك الهِندي...
قد سرقوا مزارعهُ...
وقد سرقوا ثقافته...
وقد سرقوا حضارتهُ...
فلا بقيت عظامٌ منهُ...
أو بقِيت جُلودُ!!...


- 17 -
أنيابُ أمريكا
تغوصُ بلحمِنا...
والحِسُّ في أعماقنا مفقودُ...


- 18 -
نتقبلُ (الفيتو)...
ونلثمُ كفَّها...
ومتى يثورُ على السياطِ عبيدُ؟؟


- 19 -
والآن جاؤوا من وراء البحرِ...
حتى يشربُوا بترولنا...
ويبدّدوا أموالنا...
ويُلوّثوا أفكارنا...
ويُصدِّروا عُهراً الى أولادنا...
وكأننا عربٌ هنودُ!!


- 20 -
لا تسأليني. فالسؤالُ إهانةٌ.
نيران اسرائيل تحرقُ أهلنا...
وبلادنا... وتُراثنا الباقي...
ونحنُ جليدُ!!


- 21 -
لا تسأليني، يا صديقةُ، ما أرى.
فالليلُ أعمى...
والصباحُ بعيدُ...
طعنوا العروبةَ في الظلام بخنجرٍ
فإذا هُمُ... بين اليهودِ يهودُ!!