ترجمة

الأربعاء، 16 فبراير 2011

مابين العوز المناعى..، والفلس الإحتجاجى...!!!!

أحبائى الأعزاء..
بعد التحية والتقدير الواجب لكم جميعا....
أود الآن فتح قلبى معكم وترك العنان لمشاعرى وأحاسيسى وأجعلها تنطلق لتشدو دون قيد أوشرط أو خوف من زلات اللسان أو سوء فهم للألفاظ والتعابير فى الخطاب .،فالحكمة تقتضى أن يكون الناقد بصيرا كما أن المستشار مؤتمن!!

ولذا أكتب ...
العوز المناعى هو مرض يسببه فيروس قاتل مدمر لكل الجهاز المناعى داخل الجسم فيجعله فى حالة لاتمكنه من مقاومة أى مرض حتى ولو كان نزلة برد عابرة ، ولكنى أعنى به فى مقالى هذا الشح المعنوى أى البخل بالإحساس والمشاعر الذى أصاب مجتمعنا على مدار أعوام وعقود حكم سابقة لنظام لأعمل فينا كل وسائل الفساد والإفساد تحت ظل وفى حماية استبداد يعمل بمبدأ إمبريالى استعمارى ((فرّق تسد)) ، وبمنطق فرعونى ( ما أوريكم إلا ما أرى) ، ولم يألوا أى جهد لذرع أسافين الشك ،وإشعال نار الفتن بين كل فئات وطوائف الشعب ليضمن لنفسه بقاؤه وتفرده بحال يظهر فيه للعيان أنه متفرد فيه .،وهو على عكس ما يظهر وكأنى به يصدق فيه قول الحق تبارك وتعالى ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)، وهذا ما أظهرته الثورة ونتج عن نجاحاتها المتوالية الممتدة بإذن الله تعالى وقدرته ومشيئته ،ووضوح صورة منكسرة ذليلة خانعة خاضعة لكل تابع وكل مناصر ومؤيد سابق ، حتى ولو بدا أن متماسك ولديه مقدرة على الوقوف مرة أخرى أو ظن أحد أن ما كان ليس إلا محاولة خداع ومراوغة وعجول الفساد مع عقول الإستبداد وأبواقه مازالوا خلف الكواليس يمسكون بخيوط اللعب كما يروج البعض إما عدم ثقة وتصديق لنجاح الثورة أو تخويفا وتحذيرا من حال الإفراط فى الأمانى والمنى.، وإما بسبب معلومات خفية ، أوشواهد فى صورة صور كاريزمية وقرائن واقعية لبقية فلول لازالت فى سدة الحكم وعلى رأس نظام المرحلة الإنتقالية بحكومة تسيير الأعمال وما يستتبع تواجد مثل هؤلاء من حواشى وبطانات سوء لازالت فى مواقع متقدمة استراتيجية وإدارية واقتصادية مهمة قد تدعم توجه أوتبشر بعودة ما كانت فى نعيم فساده وظل استبداده ترتع وتلعب .!
وفى ظنى أن هذا أحد أسباب ما نقبع فيه من مظاهر إسهال نفاقى فى صورة مدح وتهانى ممن كانوا منذ أياما معارضين للثورة ومتهمين لشبابها بالعمالة والخيانة ، وفى أقل تقدير بالجهالة وعدم تقدير المواقف ،أو حمق وسفاهة تؤهلهم ليركب ظهورهم أصحاب أجندات خاصة و تعبث بنياتهم أيادى أجنبية.!
وهو أحد أسباب الفلس الإحتجاجى الذى خرج أصحابه ليعلنوا عن رغبات وأمنيات بتطلعات بل مطالبات بعضها حق وواجب، و بعضها خرج نفاقا للثورة ، أو بعضا خرج كعرض غير مرغوب فيه لعلاج الثورة لما يعرف بالعوز المناعى المجتمعى ((الشح المعنوى)) البخل بالإحساس والمشاعر تجاه كل المصريين ووفاءا لطليعة الثائرين.!
وعلى ذلك فإننى كمدعى يزعم أنه يرى فى ذلك شرا علينا الحذر منه بل ومجابهة أصحابه بما يليق فيردع ويخوف، أو يبتر فيعافى بقية الجسد ، أو يجبر كسرا فى عظام فتلتئم ومعها كل الجروح ، وأيضا بما يشرح فيفهم ويوعى فينصح.، ويرجع ويرد ويتوب ، وينوب كل دعى وموتور وكل جاهل أحمق مغرور غرته حالة فوضى بعد الثورة .، أو غره حلم وصبر قوات العبور ..
فخرج علينا متبع لهواه أو وساوس شيطان له من الجن أوالإنس .،
أو مطيعا لشح فى نفسه فيرغب فى نيل ليس فقط قطعته من التورتة ..بل التورتة بأكملها إن استطاع ووجد إلى ذلك سبيلا غير عابىء حتى بدماء الشهداء .،
بل ومعجبا بنفسه مزهوا خرج فى كبر يبطر الحق ويغبط الباطل أنانيا نرجسيا لايرى إلا تحت رجليه وحتى هذا يتعامى عنه ويتعالى عليه ...والأنكى والمؤسف أنه سلفا كان عييا متمارضا، وتنبلا كسولا .، وكأنى مثله كمثل حمارا مكارا لا تظهر قوته وشدته وبأسه إلا آخر النهار .!!
فيارب قنا واصرف عنا شر ماقضيت من كل مفلس محتج ، وكل مسهل منافق.، وكل معوز محتج..متبع لهواه ومطيعا لشح نفسه ومعجبا بها.!!!
وقنا يارب شر كل زعيط ومعيط ونطاط الحيط... وتلك حكايتهم..
يروى أنه كان لأحد البسطاء حمارا و كلبا و قطا.. الف منهم شبه عائلة فأعتني بهم و اهتم بأمرهم ..فكان ينفق علي عليق الحمار مبلغا لا يقل عما ينفقه علي قوته الشخصي . اما الكلب فكان عزيزا لديه بهذا المقدار حتي كان يربض بجانبه علي المائده و لقمه في فمه و الأخري في فم الكلب . اما القط فكان مدللا لحد انه يجلس معه فوق المائده يأكل أطايب الطعام .
و كان الرجل كبير الثقه برفاقه الثلاثه . فلما وافت ليلة جلوس الملك و أعتزم الناس السهر طوال الليل يترقبون مرور موكب الحاكم الذي اعتاد في مثل هذه الليله ان يحقق لكل ذي طلب مطلبه إذا بصاحب الثلاثة يمرض فيوكل لهم الأمر و طلب منهم السهر حتي إذا ما أبصروا الحاكم يبلغوه بما يتمناه كل واحد منهم لنفسه ولصاحبهم .،
و نام مطمئنا علي وسادة من الثقه .!
فلما أقترب الملك من الثلاثة قاموا بصوت واحد يطلبون و لكن لمن طلبوا ؟ و ماذا طلبوا ؟
طلب الحمار لنفسه أن يكون واليا علي بعض البلاد .،و أما الكلب فطلب أن يصبح وزيرا .،و القط أكتفي بأن يكون كبيرا للقضاة .،
و هنا سألهم الحاكم اذا كانوا يريدون أن يطلبون شيئا أخر لأنفسهم أو لغيرهم فأجابوا بالنفي فلم يمر سيدهم علي بالهم فلم يطلبوا له شيئا حتي الصبر علي غدر الزمان . !
وعندما استيقظ صاحبهم من نومه و نزل إلى أصحابه و كله أمل فيهم ليسألهم ماذا طلبتم من الملك ؟
فأبتدر حماره بالسؤال : ماذا طلبت لى يا حماري المحبوب ؟ فما كان من الحمار إلا أن أجابه في رفسه كادت تؤدي بحياته و قال (صه) لا تدعنى من الآن فصاعدا بالحمار لأنني طلبت من الملك أن أكون واليا علي بعض البلاد . ،و الآن أنا صاحب الأمر و النهي . فإن شئت أميتك و إن شئت أحييك .!
فأرتد الرجل إلي الخلف مذهولا . و عندما أفاق نظر قليلا الي كلبه و قال : و أنت أيها الصاحب ماذا طلبت لي؟؟؟
فأجابه في نباح و خربشه لا تقل كلبا لأني طلبت أن أكون وزيرا و ها أنا اليوم لى تصاريف الأمور و بيدي أن أنفيك من البلاد و أجعلك شريدا طريدا فأسقط في يده، و كاد اليأس يقتله لولا قليل من الأمل في القط الذي عندما تقدم اليه في تأدب قائلا : و أنت يا قطى الجميل ماذا طلبت لصديقك الحميم .؟؟
فما كان من القط إلا أن تنمر و زام زومته و قفز في وجهه قفزته و قال:إياك أن تدعونى من الآن وصاعدا قطا لأني أصبحت قاضى القضاة، و لي المقدرة أن أحكم عليك بالسجن أو الإعدام .!!
فما كان من الرجل المسكين إلا أن رفع بصره الي السماء و صرخ صرخة مدوية، و قال :..
كفي يا ربى و خذ نفسي عندك ،
و لا تسمح لي أن أحيا مره أخرى في هذا الزمان والمكان الذي يحيا فيه زعيط و معيط و نطاط الحيط . !!!
و جري هذا القول مجري المثل يضربونه كلما أرتفع الأراذل بين الناس و أنقلبت الأعمدة، وكان نكران الجميل والإفتياء على أصحاب الحقوق ، وشيوع الأنانية وحب الذات ، وعمّ الشح نفوس الناس ليس فقط بالمال والجهد والعرق والدماء بل وأيضا بالمشاعر والإحساس।!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .،
وحسبنا الله ونعم الوكيل.!!!
*****

ليست هناك تعليقات: