ترجمة

السبت، 1 نوفمبر 2008

العلم فى الراس والكرّاس.....!!!!

أحبائى...

استكمالا وإيضاحا لنشرى السابق وتبيان مقصودى من التحذير من السباحة فى بحور أمانى الشيطان أحاول فى هذا النشر شرح مفهوم العلم بين الراس والكراس وهذا انطلاقا من الإنسانية والخليقة التى وجدت بحسب الغرض والغاية التى من أجلها خلقت ولأن ما يعنينا الإنسان وما ندور فى فلك شرائعة وابداعا ته حيث يضل وينسى أن العلم الذى يكتسبه والمعرفة كلها مستمد من اللوح المحفوظ ومن علم الله الخالق القادر الذى يقول ( ويخلق مالا تعلمون)ويقول(ما فرطنا فى الكتاب من شىء)ويقول(مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)ويقول( وكل شىءخلقناه بقدر)ويقول (وإلينا ترجعون)صدق الله العظيم أعود فأقول...

العلم فى الراس قبل الكراس...!!!

أمر عجيب وغريب أن ينكر انسان حق آخر فى ابداء رؤيته ووجهة نظره لمفهومه عن علم ما أو نظرية ما!!!! لا لسبب إلا لكونها تخالف ما تعارف عليه وعهده وعلمه من الكراس وكتب وأفكار سابقين والأنكى والمؤسف أن يكون هذا الكلام والإنكار فى حق العلوم الدنيوية أكبر وأشرس من أن يكون فى العلوم الدينية والتى جاء بها الشرع فى تنزيله الحكيم (تنزيل من رب العالمين)وفى كلا الأمرين نتناسى جميعا أن مصدر العلم دينى ودنيوى من الله رب العالمين حين علّم آدم الأسماء كلها(وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضها على الملائكة فقال أنبأ ونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين* قالوا لاعلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) فكان كل علم مكتسب أو فكر موروث هو بعض من كل وقطرة فى بحور علم العلى القدير(وفوق كل ذى علم عليم)و الذى بيده الفهم يفهمه من يشاء ويعمى من يشاء عن علمه ولا فرق فى ذلك بين صغير وكبير أو عالم وجاهل بداية (ففهمناها سليمان)ونهاية تعوق المعاصى تحصيل العلم !!!!ولهذا كان قول الإمام الشافعى...

شكوت إلى وكيع سوء حفظى

فأرشدنى إلى ترك المعا صى

وأخبرنى أن العلم نو ر

ونور الله لايهدى لعا صى

وعلى ذلك فإن أهل العلم والإختصاص إذ قدر لهم أن يكونوا مرجعا (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) فإنما ذلك يكون بقدرالله الذى حدده وبشريعته التى شرعها المولى الكريم ليكون الإنسان أهلا لخلافته فى أرضه ويستطيع عبادته وفق منهجه ويتحمل الأما نة التى رفضت السماء والأرض والجبال تحملها وحملها الإنسان(إنه كان ظلوما جهولا)!!!

ومن خلال هذه المقدمة نستطيع القول أن أيا من العلوم الدنيوية خاصة وكل العلوم عامة يستطيع كل انسان أوتى قدر من العلم فيها أن يدلى بدلوه فيها غير ملزم بعلوم سابقيه وغير ملزم للآخرين بقوله اللهم إلا فيما ثبت صدقه وعلمت نتائجه التى تحقق الصالح العام للإنسانية وتقدم الخير للمجتمعات والأوطان ودون افتراء واعتداء على الشرع بزيادة أو نقصان ودون حجر على أحد أو تحقير وتسفيه جهد سبق وليكن المقياس إستباق الخيرات (فاستبقوا الخيرات لعلكم تفلحون) كما أن اتخاذ العظات والعبر من تجارب الآخرين وتغيير النظريات والأفكار إذا تعارضت مع الواقع وتضادت مع المصلحة هو أمر شرعى أصيل "أنتم أعلم بشؤن دنياكم " وواجب انسانى تفرضه مفاهيم القيم والحضارة وتلزمه المصالح الكونية التى تتسق وتتناغم مع الطبيعة التى أوجدها الله لصالح البشرية والمفترض أن يقومها الدين الذى شرع ويعظمها العقل الذى ميز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات تكريما له لكونه خليفته!!!

أما بعض التفريعات والتفريدات والنظريات التى قد يعمد البعض إلى إخراجها من هذا السياق معتمدا على كونها أمور محدثة وتطور لم تشهده فترات نزول الوحى فهذا أمر مغلوط وفكر خاطىء إذ قال المولى الكريم (ما فرطنا فى الكتاب من شىء) وبقوله (سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لايعلمون)وأفرد لنفسه وذاته العلية وهو أقدر بذلك علمه بخلقه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)ومن لطفه بالعباد ترك لهم مساحة من التفكر وإعمال العقل وبخبرته فى غواية الشيطان وهوى النفس وضلالها شرع من الدين مايقوّم ذلك( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذى أوحينا إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى) وجعل بعض العباد رقباء على بعض ودفع بعضهم ببعض( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)وهذا بكل مناحى الحياة دينيا واقتصاديا واداريا واجتماعيا سلوكا وشريعة" دستورا" تقوم به الدنيا أوطانا وبشرية فى مساواة حقيقية وعدالة(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)التقوى التى هى الخوف والعمل مع الرجاء بالقبول استجابة للغرض والهدف وضمان الرزق والأجل وعدم غواية النفس وضلال العقول ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)وهذه الضمانة فى الأرزاق والآجال وعدم غواية النفس وضلالة العقول لاتكون إلا بالإحتماء والرضاء بالقضاء إيمانا وتسليما لله ورسوله(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)وأن يكون قول المؤمنين بذلك (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) وعندها تتحقق العبودية لله رب العالمين ويستحق الإنسان شرف خلافته لله فى أرضه ويكون من رسله الذين قصدهم فى قوله (كتب الله لأغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز)وهؤلاء كنههم وكينونتهم أن يكونوا حزب الله اسما وفعلا (لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)والفلاح هنا دنيا وآخرة مستمدا من العلم والمعرفة التى اكتسبوها من الراس والكراس((نقلا وعقلا))لا استغناء بأحدهم عن الآخر ولا تعظيم جانب على آخروإن غلّب جانب فيكون الشرع نقلا وعقلا والتزام الأوامر وآداؤها قدر المستطاع مع ترك النواهى قدر المستطاع طمعا فى الوصول للكمال البشرى الذى يستحقه الإنسان ليكون خليفة الله فى أرضه وهذا لايتحقق إلا بإنسانية افتقدناها وخليقة تناسينا الغرض التى من أجلها خلقت إذ عظمنا عقولنا على جانب الشرع وتعالى عالمنا على جاهلنا واغتصب كبيرنا حق صغيرنا وقوينا حق ضعيفنا وأصبحنا نعيش فى بهيمية لا يحدها شرع ولا يصوبها عقل أشتاتا وفرقا (كل حزب بما لديهم فرحون)!!!!

ليست هناك تعليقات: