ترجمة

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

إغتصاب المشاعر البكر ، ومكـــابدة الإنسانية....!!!!

صدق الله العظيم
أحبائى...
فى رحـــــــــاب آية يكون لنا اللقاء لنكمل موضوعنا السابق حول العشم الزائد وسوء التفاهم فى العلاقات الفردية والمجتمعية وحتى الدولية :-
يذكر البعض هذه الآية أحيانا ليدلل على معاناة الأنقياء وهذا رغم وإن كان جانب من الحقيقة فهو ليس كل الحقائق لأن جميع البشرية تكابد وتعانى حتى غير الأنقياء.، ولذا أعمد اليوم بل أحاول فى نشرى هذا أن أسبح معكم و أحتمى بظلال التفسير كى نعيش معا فى ظلال ورحاب هذه الآية..
(لقد خلقنا الإنسان في كبد). .
أى في مكابدة ومشقة , وجهد وكد , وكفاح وكدح . . كما قال في سورة أخرى وموضع آخر (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه). .
فالخلية الأولى وهى ما تعرف بالبويضة الملقحة أو المدعوة العلقة لا تكاد تستقر في الرحم حتى تبدأ في الكبد والكدح والنصب لتوفر لنفسها الظروف الملائمة للحياة والغذاء ( بإذن ربها ).،وما تزال كذلك حتى تنتهي إلى المخرج(لحظات الولادة) , فتذوق من المخاض إلى جانب ما تذوقه الوالدة ما تذوق . وما يكاد الجنين يرى النور حتى يكون قد ضغط ودفع وكاد يختنق في مخرجه من الرحم !
ولله در القائل فى هذا..
ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا والناس
من حولك يضحكون فرحا وسرورا
فاعمل ليوم أن تكون فيه ضاحكا وهم
من حولك يبكون جزع ويلا وثبورا.!!!

ومنذ هذه اللحظة يبدأ الجهد الأشق والكبد الأمر .، فيبدأ الجنين ليتنفس هذا الهواء الذي لا عهد له به , ويفتح فمه ورئتيه لأول مرة ليشهق ويزفر في صراخ يشي بمشقة البداية ! وتبدأ دورته الهضمية ودورته الدموية في العمل على غير عادة وأمر سبق عندما كان داخل الرحم فى ظلمات ثلاث!
فيعاني في إخراج الفضلات حتى تروض أمعاءه على هذا العمل الجديد ! وكل خطوة بعد ذلك كبد , وكل حركة بعد ذلك كبد . ،والذي يلاحظ الوليد عندما يهم بالحبو وعندما يهم بالمشي يدرك كم يبذل من الجهد العنيف للقيام بهذه الحركة الساذجة .
وعند بروز الأسنان كبد .، وعند انتصاب القامة كبد .، وعند الخطو الثابت كبد . ، وعند التعلم كبد . ،وفى التفكر كبد . ،وفي كل تجربة جديدة كبد!
نعم تفترق الطرق , وتتنوع المشاق ; هذا يكدح بعضلاته . ،وهذا يكدح بعقله فى فكره .، وهذا يكدح بروحه ونفسه ليزكيها أو يدسيها.، وهذا يكدح للقمة العيش وخرقة الكساء .، وهذا يكدح ليجعل الألف ألفين وعشرة آلاف . . .، وهذا يكدح لملك أو جاه , وهذا يكدح ليملك ناصية أمر أو ينال إستحسانا عند الناس.!
والكدح الأكبر يكون فى كبد الإنسان بكل ما أوتى من جوارح ونفس وروح لينال رضى الله تعالى ويدخل جنته .، أو ينال السخط ويدخل النار ولهذا كان قول الله تعالى ليس فقط ليعلى شأن الإيمان بل يعلى شأن الإنسان وهو أن يعبد هذا الإنسان ربه كأنه يراه فإن لم يكن يراه فهو تعالى يراه.!
فهذا يكدح لعقيدة ودعوة، وهذايكدح لنزوة وشهوة.،
.، والكل يحمل حمله لايضره من ضل إذا اهتدى.!
ولهذا كان القول كن أنت هذا الإنسان التقى النقى الورع .، إذ عرفت فالزم.، ولا يجرمنّك شنئان قوم على أن لاتعدل فى الفعل والقول على حد سواء فى ليبرالية التقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).!!!
ولا يمنع هذا الإنتصار للحق "الدين"، ودفع الظلم عن النفس والأهل والولد والأوطان والبلد .،بل يوجبه ويفرضه ذلك الإيمان وتلك الروح فى مكابدة أخرى هى ذروة سنام الإسلام "الجهاد".، والحكم لله ورسوله فى كل أمر .!
حتى يحيى من حى عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة .، ولذا كان الأمر بالتوطين حيث الحسن من الناس بالقول والأفعال .، والبعد عن غير ذلك "وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا وإن أساءوا فلا تسيئوا" وليس فى هذا أى دعوة للإنكسار أو الإنحسار والرضى بالذل والخضوع والإستسلام .، بل محض عقيدة بضرورة الفخر والإعتزاز أننا قوم ننصر أنفسنا وأهلينا ظالمين ومظلومين .، مظلومين بالدفاع والنصرة .!
وظالمين بالردع والمطالبة بالعود والإنابة والتوبة الخالصة لله تعالى ثم الإعتذار للناس فى ذلة بين أنفسنا وعزة على أعدائنا (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحمــــــــاء فيما بينهم).!
بل نحن قوم مطالبين بأن نكون شهداء على كل الناس ليس بالقول فقط بل بالفعل الحسن أيضا منا ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين).،
وكما ثبت وفي الصحاح وغيرها ولمّا جعل الله هذه الأمة وسطاً خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب كما قال تعالى(هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).، وروى أبان وليث عن شهر بن حَوْشَب عن عُبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أُعطيت أُمتي ثلاثاً لم تُعط إلا الأنبياء، وكان الله إذا بَعث نبيّاً قال له أدعني استجب لك وقال لهذه الأمة ادعُوني أستجب لكم وكان الله إذا بعث النبي قال له ما جعل عليك في الدِّين من حَرَج وقال لهذه الأمة وما جعل عليكم في الدِّين من حَرَج وكان الله إذا بعث النبي جعله شهيداً على قومه وجعل هذه الأمة شهداء على الناس» خرّجه الترمذي في (نوادرالأصول).
وقال عزّ وجل في الثناء على أمة سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: «الخير فيَّ وفي أُمتي إلى يوم الدين». فهذه الأدلة صريحة في فضل الأمة الإسلامية وعظم قدرها. ، ولهذا فلتسمحوا لى بالتعليق على أمر يذكره البعض وهو يعلن صدمته فى آخرين حين يجد منهم إيذاءا لمشاعره وأحاسيسه حقيقة أو حين يظن هو ذلك .، وهو إغتصاب العاطفة والمشاعر و الإعتداء على بكارتها .،
فنحن هنا أمام موضوع لا يقل أهمية عن فض غشاء العذرية واغتصاب البكارة الجسدية .. ولكى لانكون في حيرةٍ من أمرنا .. أنكون فى صف المدعى ذلك ونطالب بعدم تكرار الفعل أو القول معه حفاظاً على مشاعره وأحاسيسه ومنعاً لإهدار كرامته .. أم نقف وننحاز الى صف المدعى عليه ونقول أنه من حقه عمل ذلك ولو حتى من باب حرية الرأى والتعبير والرضا والقبول فى سعة لكل خلاف ((ليطمئن قلبه وتطمئن معه قلوبنا إذا ننعم بذلك معه دون أن يكون له أو لنا أى داع لنكران مثل ما كان منه أو معه !))..!!!!!!
فلو أن كل منا تعرَّض لمثل هذا الطلب أو الإدعاء من قبل أحد ما لما وجد فى نفسه أى حرج وداع للإنكار أو الإقدام على مثله..، وكل من تعرضت لمثل هذه الإهانه والجرح لكرامتها لا تصدمنا بواقع مرير نكرهه ونأباه(( وهو أن كل الناس ترفض وتأبى أى خلاف بل وتتنكر لكل جميل صار معهم من قبل .، وتمن على بعضها بما سبق من فضل علاقة إجتماعية أو شعور إنسانى صار بينهم))، وفى هذا تضيق بنا الحياة ونكون كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا وتتخذ أيمانها دخلا بينها أن تكون أمة هى أربى من أمة ويكفر كل منا بالعشير.!
أم نتخذ جانب المصلح ونتساءل الى متى سيبقى احد الطرفين يوِّجه الإتهامات والشك بأخلاق الطرف الآخر لدرجة الإدعاء بإغتصاب العاطفة البكر ؟؟؟!!!!!! ولماذا الإعتقاد السائد بيننا أن لأحد ما فضل على الآخر وله السبق فى العلم والمعرفة والخبرة والدراية ؟؟؟!!!
نعم قد يكون يكون هناك تفاوت فى حدود ليس فقط الدين والأخلاق بل والعلم والمجتمع بما يميّز بعضنا على بعض ويرفع بعضنا فوق بعض درجات و يسمح أن يتخذ بعضنا بعضا سِخريا من دون الله وهذا من سنن الله فى خلقه لتستقيم الحياة وفق تفاوت العقول وقسم الله لها فى الفهم كما قسمه فى الأرزاق!!! .،
ولكن أبدا لايسمح لأن يسخر أحدنا من الآخر أو حتى يتعالى عليه ويحقّره أو يتأفف منه ويبتعد عنه دونما أى دليل على عظم فعل منه أو قول اللهم إلا ما يدعيه بظنه وزعمه ، وحتى فى هذا يكون العفو دليل خيرية تنبع من إيمان وقوة بعزيمة سريرة صادقة تأخذ بالعفو وتأمر بالمعروف وتعرض عن الجاهلين.،
وبرأيي كل من يقول مثل هذا القول يجب أن توَجه له تهمة سب وقذف وتحقير وتشهير بالناس مالم يكن يملك البينة القاطعة على ذلك ويطلع الشهود والمحكمين عليها ..!!!
إنها لكبيره من الكبائر أن توَّجه الشكوك بل وتلصق التهم بأحد من الناس دون بينة وكما يقولون البينة على من ادعى واليمين على من أنكر والمتهم برىء حتى تثبت إدانته وحتى فى هذا ((ثبوت الإدانة)) فإن العفو قبل العقاب من شيم وأخلاق المؤمنين (وأن تعفوا أقرب للتقوى)( ولا تنسوا الفضل بينكم)...!!!!
وفي نفس الوقت لا ننسى أن الطرف الآخر أيضاً له مشاعر وأحاسيس ولا يقبل ان يكون موضع إتهام وشكوك كما لا يقبل بما يرفضه ويأباه الطرف الأول ..!!!!
وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به وخالق الناس بخلق حسن"أو كما ورد عنه.، ومن قبل وبعد صدق الله العظيم إذ يقول(ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم)!!!!!
ولا ننسى أن كل هذه المشكلات بسبب الإنفتاح الزائد في المجتمع والبعد عن الدين والأخلاق بما يضمن ويصون كل علاقاتنا التى يشوبها العشم الزائد عن الحد الذى يسمح بهذا الخلاف وينتج سوء الفهم .!
ولا أنسى أن أذكّر نفسى قبلكم بأن هذه الآفة((إغتصاب العاطفة والمشاعر و الإعتداء على بكارتها .، )) التي نتمنى جميعا أن لا تتفشى أكثر في مجتمعاتنا لأنها أشد نكالا وأكثر وطأة وأعظم خطورة من إغتصاب الجسد والإعتداء على بكارته إذ تصيب مجتمعاتنا بإيدز العلاقات الإنسانية وهو ((البخل بالأحاسيس والمشاعر)).، وواجب على المعلقين (((الأفاضل))) هنا التطرق الى الحلول بأطروحات ومبادرات يجب البحث عنها ، لا أن ننتقد فقط أو ننحاز لطرف على حساب الآخر ونركن عقولنا الى جنب ونستهزء بكل ما يطرح .. أو نشكك فى بعضنا .!!
اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد!!
وتحياتى للجميع
***

ليست هناك تعليقات: