ترجمة

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

وأن تعفوا أقرب للتقـــــــــــــوى.....!!!


أحبائى....
عود على ما سبق فإن الإحساس بالظلم والاضطهاد يتراكم في النفوس حتى يتحول إلى حلم بالخلاص منه ।، ومن ثم يتحول إلى قول أو فعل فى محاولة لرفعه أو الثأر ممن كان سببا فى هذا الشعور .، والإدعاء بهذه المشاعر والأحاسيس (( ولا زلت عند قولى فإن كل قول للتعبير ولو عن مشاعر وأحاسيس هو مجرد إدعاء من قائله واجب عليه فيه إثباته بالبينات الظاهرة وليس بما يختلج ويضيق به صدره)) فلا يملك أحدنا الكشف عن مافى القلوب أو التفتيش فى النوايا ومعرفة حقيقة المشاعر والأحاسيس إما حبا أو كرها أوحتى عفوا وصفحا .، فهذا غيب يعلمه الله العلى القدير.،

وعموما حتى لاأكون منظرا أوحتى متداخلا غتتا يصر ويلح على فتح أمر ينكره أو يرفضه البعض أو حتى يود البعض غلق صفحاته।، وذلك مرده لعلمى بحالى الذى أوقنه وأعلمه وسبق لى طرحه ((أننى أقل الناس هنا منزلة وأحطّهم قدرا، ولست بأعقل من أحد فيهم أو حتى على علم ولو قليل مثلهم وإنما أستند وآوى إلى ركن رشيد وهو قول السلف فيما يعن ويمر بنا من محدثات أمور .، أخاطب بها أناس أحبهم بقدر ما أود أن يحبونى ،وأعاملهم بما أحب أن يعاملونى به ،أو أحب أن يتعاملوا به فيما بينهم)) فليس كل علاقة مفردة بين إثنين رجالا كانا أم نساءا أم خلط بين الإثنين فى صداقة أو علاقة زواج.، أو حتى جماعة فى مجموعة بريدية أو على صفحة تعليقات فى تفاعلى منتدى أو صحيفة تجمعهم صداقة كيبوردية صمّاء عمياء .!

أو جماعة فى وطن أو قطر تجمعهم مشاعر وأحاسيس مثلما يجمعهم وطن يعيشون فيه وقطر يسعون لإصلاحه وتغيير ما فيه من فساد واستبداد ومشاعر وأحاسيس ظلم طالت أيامه وأظلمت لياليه .، أو جماعة من قبل وبعد يجمعهم دين واحد .، أو حتى جماعة إنسانية تجمعهم علاقات بشرية على مستوى سياسى أو إجتماعى .،فليس ذلك كله إلا لبنات لبناء مجتمع سليم ورأى عــــام رشيد قوامه الحب والود فى مشاعر وأحاسيس بكر وثيبة قادرة على العفو والتسامح قبل الثأر والعقاب.، وتتعامل فيه بإخلاص حتى تكون فيه كل الأوانى والكؤس غير قابلة للكسر أو التحطيم ليس لأننا ملائكة تسير على الأرض بل لأننا بشر نحافظ على إنسانيتنا ونتعامل سويا بليبرالية التقوى(إن أكرمكم عند الله أتقاكم) والتقوى كما نعلم هى الخوف من الله الجليل.، والعمل بالتنزيل ، والرضا بالقليل مع الإخذ فى الإعتبار الإستعداد ليوم الرحيل .، وكما قيل فيما سبق عندما سئل أحد سلفنا الصالح عن التقوى فقال ((أما سلكت طريقا ذا شوك؟؟؟ فقال السائل نعم!! قال فماذا تفعل ؟؟ أجاب السائل أشمّر عن ساقى وأجتهد.، وما يصيبنى من شوك لايقعدنى عن إستكمال السير ولكن أكون على صبر وحذر !!!)) وفى كل ما سبق وما يلحق ليس لنا إلا الإقتداء بالسلف الصالح رضوان الله عليهم ،وخيرهم وخير الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى فى حقه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)21 الأحزاب
التأسي بالنبي :
وقد أمر الله نبيه بالعفو وأكد عليه بقوله عز وجل(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)199 الأعراف .
وقال تعالى(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) 159/آل عمران .
وبشكل عام قال تعالى(وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) 40/ الشورى .
(إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) 149/ النساء .
وفى ختام القول حول هذا الأمرأترككم مع نقل لو تعلمون عظيم على أمل التواصل والتناصح فى أمر بمعروف ونهى عن منكر رجاء الخير لى وللجميع।!!!
*- معنى العفو:-
هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب .
قال ابن الأثير: وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه ، وأصله المحو والطمس :
فالعفو : محو الذنوب .
والعافية : أن تسلم من الأسقام والبلايا ، وهي الصحة وضد المرض ،
والمعافاة : هي أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك : أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم .
وقيل : هي مفاعلة من العفو ، وهو أن يعفو عن الناس ويعفو هم عنه .فالعفو هو التجافي والتجاوز عن الذنب ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ) وأن تعفوا أقرب للتقوى .
والعفو هو الإعفاء عن الذنوب ومحوها .
معنى العفو من الله
فالعفو هو إعطاء العبد من الذنب وتركه بلا ذنب أي محو ذنوبه .
والمغفرة - هي ستر - المولى على عبده فمفهوم العفو يختلف عن مفهوم المغفرة في الجانب الذهني والتصوري والمغفرة متفرعة عن العفو قال تعالى ) وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ) 286 /البقرة . وقال تعالى)فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) 99/ النساء . حالات العفو والمغفرة
1- العفو والمغفرة كما ينسبان إلى الله أيضاً ينسبان إلى غير الله سبحانه قال تعالى : ).. إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ....( 237/ البقرة . وقال تعالى )قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ) 14/ الجاثية .
وقال تعالى) فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) 159/ آل عمران .
فأمر الله نبيه أن يعفو عنهم وليستغفر لهم ولا يرتب الأثر على معصيتهم من المؤاخذة والعتاب .
2- أن معنى العفو والمغفرة يمكن أن يتعلق بالآثار التكوينية قال تعالى)وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير) 30/ الشورى .
3- أن معناهما يتعلق بالآثار التشريعية .
4- أن معناهما يتعلق بالآثار الدنيوية والأخروية : قال تعالى حكاية عن آدم وزوجه حواء)قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)23 الأعراف .
5- القرب من الله :
القرب من الله والزلفى إليه يتوقف على سبق العفو والمغفرة منه للعبد وإزالة رين الشرك والذنوب بالتوبة ونحوها قال تعالى(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) 14/المطففين . وقال تعالى( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) 11/التغابن
بل إن الله سبحانه أوعد المظلوم أن لا يتجاوز عن الظالم إلا أن يقتص منه ويأخذ حق المظلوم منه مهما كانت الأسباب والمبررات . فكيف بغير الله ؟
قال تعالى(وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)
وقال تعالى(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ)126/النحل .
وقال تعالى( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) 194/ البقرة .
الخلاصة أن العفو لا يتنافى مع إجراء القوانين ومسايرة الأعراف والدساتير الإنسانية التى تصون الحقوق بما يتفق مع الشرع الحكيم .،وصاحب الحق له أن يأخذ حقه في أى إجراء يراه مناسبا ومتفق مع مع ما ذكر .،ولكن الصبر والتقوى والعفو هو أفضل من العقاب وأكثر فائدة للعافي وللمجتمع
المصدر: أم الدنيا - من قسم: العقيدة
وفى النهاية ليكن هذا نداء كل منا ومناجاته لربه بمثل هذا القول لأبى العتاهية:-
إلاهى لاتعذبنى فإنى مقر بالذى قد كان منى
ومالى حيلة إلا رجائى لعفوك وحسن ظنى
فكم من ذلة لى فى المعاصى تسترها وتغفرها
بعفوك وعفـــــــــــــــــوك حسن ظنى.!
يظن الناس بى خيرا وإنى
لشرهم إن لم تعفو عنى .!
*****
والسلام ختام

ليست هناك تعليقات: