ترجمة

الأربعاء، 14 أبريل 2010

إنى مسلم وكفى....!!!

أحبائى...
فى أيام نحسات فى صورة عرض مستمر يعمد الكثير من الناس إلى الخلط بين بعض المفاهيم الحديثة والتعابير المطاطة وصحيح الإيمان والعقيدة فى تصور منهم أنهم يحسنون صنعا أو بلغتهم يجملون صورة الإسلام التى قبحها بعض المتدينيين .، وبعيدا عن التشدد والتطرف فى فهم بعض الجماعات والذى يمكن مراجعته وتعديله بالصحيح المنقول وليس بما تستحسنه العقول .، فإن هذا الخلط وتلك المفاهيم والمصطلحات إذا لم تتقيد بحدود الشرع وصحيح الدين فإنها حتما ستؤدى إلى تطرف أشد وتفسد أكثر مما تصلح .. ولذا.،
لهذا وذاك أكتب هذه الأرجوزة!!!
إنى مسلم وكفى...!!!
(1)
عجبت لمن يزعم أن يستقيم الظل والعود أعوج ..
فكيف لمؤمن بعقيدة أن يطبق كل
ما جاء فيها وهو يزعم صدق غيرها ..،
وأنّى يستقيم فهما لها وهو يجحد بعض نصوصها .،
وكيف لفرع يستغنى عن جزع كان منه نبته ...
بل كيف لشجرة أن تصلب فى
وجه ريح بعد قطع جذروها.. ،
وأنى لها تحيا والماء المالح ريّها ...،!!!
(2)
عجبت لمؤمن بالكتاب والسنة ينكر بعضها...
فكيف لأمة أنكرت قول رسولها..
يوما تقابل فيه وجه ربها .،
وهو القائل من أطاعه أطاعنى
ومن عصاه عصانى والنار مثوى له.،
وأمرنا بالإيمان بالكتاب كله.،
ونهانا عن الإستغناء ببعضه عن بعضه. ..
وذم فيه قوم حرّفوا قاسية قلوبهم ...
آمنوا بالبعض وللبعض أنكروا...
وقام فيهم كل عالم تبعا لظن
أوهوى يضاهى قول الله تعالى بقوله...،!!!
(3)
عجبت لمن يشابه مسيحى بوضع صلبانه ..
على صدر أو بوشم وحتى فى بيته على جدرانه...
فكيف لمسلم يخالف آية فى قرآنه ..
ماقتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم ..،
وكيف له أن يغفل عن قوله لكم دينكم وله دينه...
ومن لم يسلم فهو كافر وليحيا
على أى دين شاء له ...
غير أن أمة الإسلام أبدا
لاتقر بصحيح عقيدة له....
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وله ..،!!!
(4)
عجبت لمن يربط المواطنة بتغيير
سنة الله فى كونه بحق الإختلاف ...
فكيف يتحقق فى زعمه وهو يريد
كل الناس تقول قوله وتنتهج نهجه .، !!!
فيا أيها الناس إنى مسلم وكفى...
لا ليبرالى ولا علمانى.،
ولا سنى ولا شيعى ولا قرآنى .،
ولا أدين بشىء غيره...،
فالله فى دينى يأمرنى بالحب
والمودة والسلام والإخاء .،
والتعايش فى سعة إختلاف مع كل خلقه..،
وكرّم الإنسان بعقله ليميز بين ما ينفعه وما يضره .،
وشرع الشرائع والملل ليلتزم الناس بالدين ويحتموا بشرعه ..،
وأمر أمة الإسلام بالإيمان بكل ما سبق من شرائع أنبيائه ..،
حين نزلت عليهم وليست بعد أن حرفت
من أمة كل نبى خالفته بعد أن إرتقى لربه.،
لايضرهم أبدا ضلال من ضل إذا إهتدوا بهديه....
يسالموا من سالموهم ولايعتدوا...
إلا على من البغى والعدوان كان نهجه وشرعه !!!
(5)
ولم يبقى لى إلا التأكيد على ما سبق أن أعلنته مرارا وتكرارا
(((
فرق شاسع بين الإيمان بصحيح الدين والعقيدة ..
وبين الإيمان بضرورة وحقوق المواطنة والتعايش السلمى ..
فهى فرع من أصل الإسلام وظل من ظله.،
ولا يستقيم أبدا ظل والعود أعوج.،
ولا يستغنى فرع عن أصله
))) !!!
نكتة وطرفة:-
كيف تعرف أن فى بيتك مدمنا؟؟؟
كان هذا سؤال فى إحدى الحملات القومية لمحاربة الإدمان للمخدرات .،
وكانت إجابته كمايلى:-
(1) أشياء عديدة من البيت تختفى!!!
(2) نائم بالنهار.، ويقظان بالليل !!!
(3) عصبى المزاج يتشاجر لأتفه الأسباب !!
(4) لايرى غير مايريد ولايعرف غير الكيف !!!
(5) لايصاحب غير أصدقاء السوء!!!
وعلى غرار هذا الكلام دعونى أصحبكم لنتعرف سويا على مدمنى" التنطع فى الدين" إما غلوا وتطرفا وتشددا وإما تساهلا وانحلالا ..من رويبضات هذا الزمان من المتطرفين .، والقرآنيين.، والعلمانيين .،والليبراليين.، وكل فصيل سوّد أيامنا وجعلها كماء البرك وهباب الطين.،
ونسأل كيف تعرف أن محدثك مدمنا؟؟؟
وستكون الإجابة كما يلى :-
(1) شرائع عديدة من الدين تختفى من فكره وعقله وأيدلوجياته وثقافته الفكرية والسياسية وحياته الإجتماعية!!!
(2) نائم بالنهار عن المشكلات الهامة والعاجلة وضروريات الحياة .، ويقظان بالليل يبحث عن الغريب .،والشاذ .،والمرجوح .، والضعيف من أقوال وآراء العلماء ليفتن بها الناس ويرضى بها غروره تبعا لوساوس شيطانه ونفسه وهواه!!!
(3) عصبى المزاج يتشاجر لأتفه الأمور ويقف عند الأمور البسيطة والمسكوت عنها ... ليعلن فيها عن جهاده .، فيفتعل معارك طاحنة وكأنه عنترة بن شداد ، أو أبوزيد الهلالى فى زمانه !!!
(4) لايرى غير مايريد لنفسه ورأيه من حب الظهور والشهرة .، ولا يعرف غير ما يزيد غروره ويفتن به الناس ظنا .، وهوى متبع فى شح مطاع مادى ومعنوى جاهلا جهولا!!!
(5) لاتجد حوله ولا أمامه ولا خلفه غير أصدقاء وبطانة سوء تزيّن له كل قبيح .، وتقبّح له كل حسن.، وتصفق له وكأنه أراجوز فى سيرك.، أوكالذى يتخبطه الشيطان من المس!!!
أخيرا بقى أن نعلم ..
(((أن الطريق إلى الله وهو الإسلام بقيادة القرآن والسنة وإجماع الأمة قياسا واسنادا . وإن كانت وجهته واحدة إلى الحق غير أنه رحب واسع فسيح به حارات متعددة تحمل وتسع كل المؤمنين الموحدين بالله على إختلاف مشاربهم وتعدد مذاهبهم .، به من يسير فى الوسط معتدلا .، وبه من يجنح إلى اليمين لكن عليه أن يحذر ما وضع له من علامات إراشادية.، وخطوط طولية تحدد له نهاية الطريق فى جانبه حتى لايغلو فى دين الله ولا يتشدد ولا يتطرف ولا يقول على الله إلا الحق .، وبه من يجنح جهة اليسار ولكن أيضا عليه أن يحذر ما وضع له من علامات إرشادية .، وخطوط طولية تحدد له نهاية الطريق من جانبه حتى لايضل ولايخزى.، وعلى الجميع مراعاة آداب هذا الطريق ويحترموا قواعده فيما بيّن الله لهم ورسوله صلى الله عليه وسلم من حلال بيّن وحرام وبيّن .، ويجتنبوا ما بينهما من مشتبهات لايعلمها كثير من الناس ..فمن اتقى الشبهات كالراعى يحوم حول الحمى يواشك أن يواقعه ..ألا وإن لكل ملك حمى.، وحمى الله فى أرضه محارمه سواءا من الحلال أو من الحرام فلا إسراف ولا تقطير .، ولا إفراط ولا تفريط "الحسنة بين السيئتين" هذا ديننا ))) !!!

اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد
*****

هناك تعليقان (2):

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

إن جمال الصورة أو قبحها ليس مرده إلى جانب منها فقط.، بل يرجع إلى كل مشاهدها خاصة وإن كان الجانب الذى ينظر إليه من خلال عيون البعض إنما هو بعض خيط أو خط بلون معين متعلق ومرتبط بخطوط ومتشابك مع خيوط أخرى بألوان متعددة .، فالإحتقان الطائفى هو جزء أوجانب أو بعض خيط وخط من حالة إحتقان عام يعيشها المجتمع بأسره فى ظل حالة من الإستبداد السياسى والفساد الأخلاقى والإدارى والإقتصادى يتردى فيها النظام والحكومة من خلال توارث مفاهيم وقيم لاترقى لما تتطلبه الحياة الحياة المدنية الديموقراطية السليمة .، والتى ليس منبعها أو مجريها تعاليم الدين وومفردات الأخلاق السامية ومفاهيم القيم المثلى له التى أبدا لا تجيز ولا تحض على كل هذا الإستبداد والفساد حتى ولو التحفت بأى عباءة وتدثرت بأى أيدلوجية فكرية ثقافية وسياسية لأى جماعة حتى ولو كانت متشددة .،ومرد ذلك ثلاثة أمور:-

أولهما..أن هذه الجماعات لاتحكم ولا تملك القدرة على التأثير مطلقا فى المجتمع .، اللهم إلا فيما يزعم البعض من ترهات وأباطيل وأمور غير ذات جدوى كأعمال السحر والشعوذة.، أو أفعال صبيانية طائشة يبالغ فيها أحيانا كثيرة من أجل علة وغاية لتبرير تمديد حالة الطوارىء.، أو ترهيب الناس من الحكم الإسلامى تحت زعم الخوف منه بما يعرف بفوبيا الدولة الدينية والتى تضاد مفهوم الدولة المدنية فى زعم كل خائف ومرجف فى الدولة ، وفى يقين ولسان حال كل فاسد مستبد يرتع ويخوض ويلعب فى ظل دولة شرطية وبوليسية تضاد بالفعل واليقين مفهوم الدولة المدنية!!!..

وثانيهما:- أن الحزب الحاكم والحكومة فى ظل هذا النظام الفاسد والمستبد يتحجج ويفند منطق تلك الجماعات فى نقدها ومعارضتها للحكم بأنه غير إسلامى أنه يتخذ الشريعة الإسلامية مصدرا للتشريع وهذا ليس فى مواد الدستور فحسب بل فى لائحة الحزب الوطنى ذاته.، والأنكى والغريب أنه يرفض تكوين أى حزب على أساس دينى ومرجعية فقهية!!!..

وثالثهما:- أن الفقه والفكر الإسلامى بالفهم الصحيح والذى يعد أساسا للحل ليس حكرا على أى جماعة أيا كانت .، واختلاف الآراء وتعدد الرويات ووجهات الآيات التى تحملها معانيها والأحاديث بمتونها واسنادها وشرحها المتعدد الفهم والفكر مع رحابة وسعة كل إختلاف من خلال الصحيح المنقول من قول الله والرسول وليس بما تستحسنه العقول عبر القرون والأزمان فى ظل حكم إسلامى رشيد بمقتضى إيمان حقيقى بصحيح الإسلام وليس مجرد إفلاس نظم وحكومات لم تجد غير الإلتجاء والإحتماء بالشرع فى وجه كل معارض أو منتقد لها كحال البعض من النماذج الحالية والسابقة الفاسدة والمستبدة .، لهو خير مثال ودليل وبرهان على مدنية الدولة الإسلامية منذ حكم الرسول صلى الله عليه وسلم والذى حدث على عهده وفى حضرته الإختلاف والإجتهاد فى النص بفهم ورؤى وفقه متعدد ومع ذلك أجاز الجميع .، بل ونزل أحيانا أخر فى تطبيق للشورى المفقودة والموءودة فى أيامنا هذه.، والتى أمره بها رب العالمين (وأمرهم شورى بينهم ) على رأى الغالبية .، وترك الأمر مرات عديدة لأهل الخبرة والإختصاص وليس أهل الثقة والحظوة .، وأوكلهم إلى ذلك "أنتم أعلم بشئون دنياكم" "وأهل مكة أدرى بشعابها" وسار على ذلك السلف الصالح فى ظل الخلافة الإسلامية الرشيدة !!!

المهم وحتى لاأطيل أو أخرج عن مضمون الكلام أعود وأقول أن تجميل الصورة لايكون بإقتطاع جانب أو الإمساك بخيط أو خط بلون معين .، ومحاولة النظر إليه منفردا ومحاولة تقويمه وتعديله بل يجب أن تكون كل الجوانب منظورة .، ونقطة البداية تكون بالأساس محور الإهتمام مع تصحيح الخلفية أو المرجعية وفق رأى الأغلبية الحقيقية من خلال الصناديق وليس أغلبية المماليك !!!
بمعنى موجز "القضاء على الإستبداد والفساد بتعديل الدستور والقانون بما يضمن التعددية الحزبية الحقيقية وضمانة كل فرد أن يحصل على حقه فى المباشرة السياسية .، وتتحقق العدالة والمساواة الإجتماعية فى حرية وديموقراطية حقيقية .، وهذه هى المرجعية الإسلامية(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وتكون المواطنة بمفهومها الصحيح " لايكونن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت .، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا، وإن أساءوا فلا تسيئوا" .، وساعتها لن يكون هناك أى إحتقان لاطائفى ولا مجتمعى "!!!

إعدل ......الصورة تطلع حلوة....!!!!

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

ولما كان العدل مفقودا ...ساد الظلم ...وعمّ البلاء، وطمّ الفساد ، وطال الإحتقان جموع الشعب الذى يئن من هذا كله فى ظل إهمال وعجز وإحتكار ثلة منفردة بمقاليد الأمور فى كل مناحى الحياة .، فكان الإستغباء وليس الغباء "لأنى أبرىء الشعب كله بما فيه هذه الثلة منه"مسيطرا على كل الأفعال .، وذلك لأن الجميع يعى ما فيه ويعلم مايريده .، ويغلب عليه الظن فى فلاحه ونجاحه فى أى عرض وسرد يمكن به أن يمرر أو يبرر أى فعل يحدث منه .، وأى شىء يريده.، غير أن ذلك كله مرهون أيضا بأحد أمور ثلاث ...الأول... العلم....الثانى...المعرفة....الثالث ...الوقفة...وتلك هى تراتب الملكات البشرية التى يمكن بها إحداث أى تغيير وإصلاح يرتحى بحق وعن حق بالإرادة والعزيمة المطلوبة ..ولذا نجد جانب النظام والحكم يأبى أن تتم هذه الملكات للشعب ويصارع فى سبيل ذلك بكل ما أوتى من قوة وبطش وقهر وكبت .، اللهم إلا فى حدود دنيا لاتمكن أى فرد أو مجموعة وحتى حزب أو حركة من القيام بأى شىء .، وحتى يعلن للآخر أنه لم يقصر .، والغريب بل والمؤسف أننا نجد جانب الشعب بداية من نخبه المثقفة والواعية والتى تتجرع كأس الأنانية والفرقة والتشرزم حتى الثمالة أفراد وجماعات وأحزاب وحركات .. والتى تعلن فى كل يوم أنها مهمومة وفاهمة وواعية وتعلم ما تريد وما ينبغى ..وهى للحق كذلك غير أنها وإن كانت صريحة فى إعلانها ذلك لكنها ليست صادقة فيه.، اللهم إلا بما يحقق لكل فرد أو جماعة وحزب وحركة مكسبا يجعلها ويجعله فى المقدمة وعلى رأس الأمر كله أو على أقل تقدير ينسب لها وله وحدها ووحده دون الآخرون الفضل فى ذلك...وانتهاءا بالغالبية العازفة عن أى مشاركة سياسية لاتقوم بما يجب أن تقوم به لتحقيق وامتلاك تلك الملكات الثلاث ..اللهم إلا فى حدود دنيا أيضا تمكن البعض منهم على اللحاق بركب السلطة والنظام حينا.، وحينا آخر تمكنهم من الحصول على مكاسب مادية وشخصية تحقق لهم الرضا والحياة المستقرة فى عيشة طبقية وأحيانا طائفية" أحلام وأمانى زائفة".، أو على أقل تقدير يكون فى جانب المعارضة المستأنس المرضى عنه وليس المغضوب عليه!!!
وعلى ذلك لم يبقى أى أمل إلا فى قضاء عادل مستقل يقضى بالحق وعلماء دين مستنيرين بنور الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ينيرون الطريق بالصحيح المنقول وليس ما تستحسنه العقول .، وإعلام حر ونزيه وشريف ..لا يرث أى غباء ولا يتعرض للأمر بإستغباء ... يعرض الأمر ويسرده ليس بحيادية شيمفونية ، ولكن بحيادية موضوعية .، ومهنية محترف بعقل مهموم وقلب واع يحترق شوقا لتكوين اللحمة الوطنية طبقا لمعايير القيم السامية والأخلاق العليا المستمدة من الدين لتستقيم الأفكار والرؤى التى تتوافق وصالح الوطن والمصلحة العامة للشعب ..بعيدا عن أى حسابات ولا مواءمات ولا أيدلوجيات مستوردة ..ويكون مقصده وجود السلطان" الحكم والنظام" العادل...ولا يبقى لى إلا أن أكرر تلك المقولة.. (((إن الله يزع بالسلطان العادل مالا يزع بالقرآن....ومن أمن العقاب أساء الأدب)))...واعدل....الصورة تطلع حلوة..!!!