ترجمة

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

إشتباك الأخين الحلوين..جمال البنا وتامر أمين !!!!

أحبائى...
فى برنامج "مصر النهار ده" دار حوار ونقاش بين الأخين الحلوين وهذا التعبير كان أول رد فعل لى بعد مشاهدة الحلقة وخاصة تلك الفقرة "إشتباك" والتى عمد فيها معدوا البرنامج مع المذيع لتقديم فكر جمال البنا وحسبوا أنهم يأتون بجديد ولم يدروا أنه مجرد إفلاس منهم.، وعلقت بمثل هذا المعنى على موقع البرنامج مطالبا بتحويل الحلقة والمذيع إلى لجنة تقييم إعلامى إسوة بما حدث مع الأستاذ/محمود سعد فى حلقة المستشار والكابتن وأتبعت بهذا التعليق...

يشرفنى أن أكتب إليكم بما أفاض الله على من علم تشربته على يد رجال الأزهر الشريف وعلماؤه ، ردودا على كل النقاط التى وردت بحوار الأستاذ / تامرأمين مع المدعو الموتور /جمال البنا فى فقرة "إشتباك" أول أمس.،
ولقد راسلت موقع البرنامج به لعله ينشر ...!!
إنطلاقا من القاعدة الفقهية والشرعية الأصيلة والتى تنص على أنه "لايجوز تأخير بيان الحال عن حال وقوعه".، واستنادا للقاعدة الفقهية و الشرعية الأصيلة أيضا والتى تنص على "أن الله تعالى واجب عبادته بالصحيح المنقول وليس بما تستحسنه العقول"!!!
أقول بعد حمد الله والثناء عليه.، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم .، والترضى على السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعا ...

(1) قضية إمامة المرأة فى الصلاة للرجال..
إنه مما تعارف عليه ونقله لنا السلف الصالح رضوان الله عليهم .، واجتمع عليه وارتضاه الخلف من علماء الأمة وفقهاؤها قدامى ومحدثين أن الصلاة والتى هى عماد الدين وركن من أركان الإسلام الخمس عبادة وفريضة أمرنا بها المولى الكريم ولكن دون أن يحدد لنا كيفتها ولا عدد ركعاتها ولاصفتها ولا مايدور فيها قياما وقعودا .، ركوعا وسجودا.،صفا للصفوف وتشهد وختم للصلاة بالسلام والتسبيح .، وكان إدراك الناس لكل ذلك منها إنما بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله "صلوا كما رأيتمونى أصلى" ومن كان يستريب فى أمر أو يداخله شك وحتى يغيب عنه فهم كان يسأل النبى صلى الله عليه وسلم حتى تم الأمر ونعمة الإسلام .، وكمل الدين وارتضاه الله لنا على الصورة التى تركنا عليها فيها النبى صلى الله عليه وسلم .، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم لافى خبر متواتر" أى تناقل عبر جماعات" وهو ما يقبل به جمال البنا وجماعته ومن على شاكلته.، أو حتى خبر آحاد "أى روى مفردا بالعنعنة ..راوى عن راوى حتى ينتهى إلى النبى صلى الله عليه وسلم " والتى يهاجمها جمال البنا وكتب فيها كتبا ومقالات تحت عنوان "جناية قبيلة حدثنا .." وسار على نهجه كثيرون ممن يسمون أنفسهم بالقرآنيين ...أقول لم يرد لافى هذا أو ذاك أنه صلى الله عليه وسلم أمر إمرأة لتؤم الرجال حتى ولو كانت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها .، والتى قال عنها خذوا نصف دينكم عنها أو أى واحدة من زوجاته صلوات ربى وتسليماته عليهن والذى قال الله لهن بل أمرهن بقوله(واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة)!!
فلماذا يرتد البنا الآن على ما ارتضاه سلفا؟؟؟
و يجتهد فى أمر قضى وارتضاه الله والرسول صلى الله عليه وسلم!!!؟؟
أم أنه والعياذ بالله يتهمهم بالغفلة أو التدليس على الأمة حاشاهما .، كما يتهم السلف الصالح رضوان الله عليهم وعلماء الأمة والصحب الكرام!!!
والأنكى والغريب أننا نسمع منه ونطلب محاورته ومناقشته!!!
غفر الله لنا جميعا!!

(2) قضية الحجاب للمرأة..
وأكتفى فيها بما ورد من الكتاب والسنة...
وفي هذه الأدلة برهان ساطع على وجوب الحجاب، وإفحامٌ واضح لمن زعم أنه عادة موروثة أو أنه خاصٌّ بعصور الإسلام الأولى.
أولاً : أدلة الحجاب من القرآن الدليل الأول : قوله تعالى { وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن } إلى قوله: { وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ} [ النور:30 ] .قالت عائشة رضي الله عنها "يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن شققن مروطهن فاختمرن بها" [ رواه البخاري ] .الدليل الثاني : قوله تعالى : { وَالقَوَاعِدُ مِنَ النسَاء اللاتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِن جُنَاحٌ أَن يَضَعنَ ثِيَابَهُن غَيرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُن وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ } [ النور : 60 ] .الدليل الثالث : قوله تعالى :{ يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً } [ الأحزاب : 59 ] .الدليل الرابع : قوله تعالى :{ وقَرنَ فِي بُيُوتِكُن وَلاَ تَبَرَّجنَ تَبَرجَ الجاَهِلِيةِ الأولَى } [ الأحزاب : 33 ] . الدليل الخامس : قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلتُمُوهُن مَتَاعاً فـاسـأَلُوهُن مِن وَرَاء حِجَابٍ ذلِــكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقـُلُوبِهِن} [ الأحزاب : 53 ] .
ثانياً : أدلة الحجاب من السنة : الدليل الأول : في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله، احجب نساءك . قالت عائشة : فأنزل الله آية الحجاب . وفيهما أيضاً : قال عمر : يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب . فأنزل الله آية الحجاب . الدليل الثاني : عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "المرأة عورة" [ الترمذي وصححه الألباني ] وهذا ليس من باب إنتقاص المرأة والتقليل من شأنها بل هو من باب فرض الستر لها ووجوب الحفاظ عليها ومن باب هذا قوله صلى الله عليه وسلم فيما معناه " الأكل والنوم عورتان فاستروهما ". الدليل الثالث : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فقالت أم سلمة رضي الله عنها : فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال : "يرخين شبراً" فقالت : إذن تنكشف أقدامهن . قال : "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه" [ رواه أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح ] .
توضيح بسيط لقوله تعالى : { وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن} [ النور : 30 ] . قال العلماء "فإن الخمار ما تخمِّر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدقة، فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها" فتحة الصدر "كما أكد هو نفسه كانت مأمورة بغطاء الشعر أصلا وزاد من يرى فرضية النقاب وجوب تغطية الوجه معهم .ثانياً : قوله تعالى : { يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ…} [ الأحزاب : 59 ] . قال ابن عباس رضي الله عنهما : "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلاليب" .
وتعقيب بسيط على ما يراه دعاة المدنية ...
يرى دعاة المدنية أن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف، وأنه يمنع المرأة من الإبداع والرقي، وهو عندهم من أكبر العقبات التي تحول بين المرأة وبين المشاركة في مسيرة الحضارة والمدنية، وفي عملية البناء التي تخوضها الدول النامية للوصول إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة من رقي وتمدن !!ونقول لهؤلاء : ما علاقة الحجاب بالتقدم الحضاري والتكنولوجي؟ !هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تخلع المرأة ملابسها وتتعرَّى أمام الرجال؟ !هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تشارك المرأة الرجل متعته البهيمية وشهواته الحيوانية؟ !هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تكون المرأة جسداً بلا روح ولا حياء ولا ضمير ؟ !هل الحجاب هو السبب في عجزنا عن صناعة السيارات والطائرات والدبابات والمصانع والأجهزة الكهربائية بشتى أنواعها؟! لقد تخلت المرأة المسلمة في معظم الدول العربية والإسلامية عن حجابها، وألقته وراء ظهرها، وداست عليه بأقدامها، وخرجت لتعمل مع الرجل، وشاركته معظم ميادين عمله !!.فهـل تقدمت هذه الدول بسبب تخلِّي نسائها عن الحجاب؟! وهـل لحقت بركب الحضارة والمدنية بسبب اختلاط الرجال بالنساء؟!وهـل وصلت إلى ما وصلت إليه الدولُ المتقدمة من قوة ورقيّ؟!وهـل أصبحت من الدول العظمى التي لها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ؟! وهل تخلصت من مشاكلها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والأخلاقية؟!
الجواب واضح لا يحتاج إلى تفصيل . فلماذا إذن تدعون إلى التبرج والسفور والاختلاط يا دعاة المدنية والحضارة؟!!

(3) قضية القبلة واللمم..
من أفحش الفواحش وأحط القاذورات على وجه الأرض جريمة الزنا ولذا حرمه الله تعالى فقال (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) [الإسراء:32]، ولنلاحظ هنا أن التحريم كان ابتداءا بالنهى عن كل ما يقرب من هذا الفعل ومنه القبلة والضمة التى اعتبرها جمال البنا من اللمم .، وهو قول حق ولكن يراد به باطل حيث أن صغائر الذنوب تشكل وترقى للكبائر بالتعود عليها والتعمد لها. وليس الخطأ والجهل أو النسيان فكل هذا مرفوع عن الأمة متجاوز عنه إذا أجتنبت الكبائر!!!
(4) شرب السجائر فى نهار رمضان..
وهنا نعود على البند الثالث هنية فنقول أن من وجهة نظر هذا الدعى لتحليل هذا الفعل وهو القبلة أو ذاك الإثم وهو شرب السجائر فى نهار رمضان إنما هو من باب إرتكاب أخف الضررين والترخص لعدم الكلفة والمشقة .، وهنا يرد عليه بأنه وأمثاله ومن على شاكلته ليسوا أرحم من الله و الرسول صلى الله عليه وسلم .، ولا أعلم ولا أحرص على هذه السعة وهذا الترخص .، وفى هذا وذاك كانت الحلول الشرعية ففى الأولى "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "أى وقاية.، وفى الثانية (وعلى الذين يطيقونه فدية )أى يطيقون الصوم ولكن بصعوبة ومشقة فعليهم الإ فتداء بالمال أو عدل ذلك صيام حين الإستطاعة بسهولة ويسر(وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) صدق الله العظيم !!
فهل بعد ذلك أى ترخيص بعيدا عن كون السجائر محرمة من عدمه!!!

(5) أمر السنة النبوية المطهرة..
أولا تعريف السنة ومحتواها ومكوناتها وخصائصها...
السنة في اللغة: ما يتخذه الإنسان لنفسه أو لغيره من طريقة في السلوك، محمودة كانت أو مذمومة.
وفي الاصطلاح: ما صدر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قول و فعل و تقرير وتشمل أيضا صفاته وشمائله وسيرته. فالسنة إذن هي المنهاج النبوي العملي الميسر لفهم الدين والمفصل لتطبيقه في كافة شؤون الحياة.
* مكونات السنة النبوية:
- السنة القولية: ويقصد بها كل ما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم) من غير أن يكون مقترنا بفعل منه: كالإخبار أو التوجيه أو الحوار أو الدعاء....
- السنة الفعلية: ما صدر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من فعل عل وجه البيان عن الله تعالى، أي كل أفعال النبي (صلى الله عليه وسلم) العملية في حياته الخاصة والعامة والدينية والدنيوية.
- السنة التقريرية: يقصد بها سكوت النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قول أو فعل صدر عن الصحابة، ويعد سكوته وعدم إنكاره إقرارا لهن لأنه (صلى الله عليه وسلم) لا يسكت عن منكر. - صفته صلى الله عليه وسلم: من السنة التي اهتم بها المسلمون شمائله (صلى الله عليه وسلم) والتي تشمل أوصافه الخلقية والخلقية، وجانبا من أفعاله وأقواله المجلية لخلقه العظيم.
- سيرته صلى الله عليه وسلم: من السنة أيضا الأحداث والوقائع الثابتة بالنقول والروايات الصحيحة المتعلقة بسيرته وسيرة الواقع من حوله من قبل الولادة إلى ما بعد الوفاة.
* خصائص السنة:
خاصية الشمول: يتميز منهج الهداية النبوية بشموله لحياة الإنسان كلها من الولادة حتى الوفاة، وبحضوره في مختلف مجالات الحياة: البيت والسوق والمسجد... وبإحاطته بكل أبعاد حياة الإنسان: الجسم والعقل والروح والقول والعمل والنية... خاصية التوازن: يتميز ا لمنهج النبوي للهداية منهجا وسطا لأمة وسط يوازن بين الروح والجسم، وبين العقل والقلب، وبين الدنيا والآخرة. أي منهج متوازن لا إفراط فيه ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير. ومثاله إنكاره (صلى الله عليه وسلم) على الثلاثة الذين تقالوا عبادته، فعن أنس النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأقطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني".
خاصية اليسر: يتميز ا لمنهج النبوي للهداية باليسر والسهولة والسماحة فلا يوجد في سنته (صلى الله عليه وسلم) ما يحرج الناس في دينهم أو يرهقهم في دنياهم. يقول ( صلى الله عليه وسلم) " إنما أنا رحمة مهداة " وقال " إن الله لم يبعثني معنتا ولا معنتا ولكن بعثني معلما وميسرا" ويقول معلما أمته: " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا" * مقاصد السنة النبوية: تتحدد هذه المقاصد من خلال المهام المنوطة بالرسول ( صلى الله عليه وسلم) .
- تبليغ القرآن الكريم: وهي مهمة أمر بها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في كثير من آيات القرآن بلفظ البلاغ ومشتقاته، يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } المائدة 67 -البيان للبلاغ القرآني: البلاغ يكون بتفصيل مجمل القرآن، وتفسير إشاراته، وبسط كلياته، وتخصيص عامه، وتقييد مطلقه... وأيضا بتوقيت الشعائر والفرائض والمناسك، وبيان مقادير ها وشروطها وأركانها. يقول تعالى: َ{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون } النحل 44. ويقول أيضا َ{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} النحل64. والبلاغ يكون بتفصيل مجمل القرآن، وتفسير إشاراته، وبسط كلياته، وتخصيص عامه، وتقييد مطلقه... وأيضا بتوقيت الشعائر والفرائض والمناسك، وبيان مقادير ها وشروطها وأركانها.
- التجسيد العملي للبلاغ القرآني: تشكل حياة الرسول( صلى الله عليه وسلم) وسيرته معالم النموذج التطبيقي حول المنهج الإلهي عقيدة وشريعة وقيما وأخلاقا يقول تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا} الأحزابً21
- التعليم والتربية والتزكية: من مهام الرسول ( صلى الله عليه وسلم) تعليم الجماعة المؤمنة الكتاب والحكمة حيث يقوم بتزكيتهم وتربيتهم على فهم الدين والإيمان به إيمانا يدفع للعمنل به والعمل له. يقول تعالى: { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164
ثــانــيا: السنة النبوية مصدر للمعرفة والتشريع في الإسلام السنة مصدر رباني للمعرفة مكمل للقرآن وتال له: تستقي السنة النبوية أهميتها ومكانتها كمصدر للمعرفة والتشريع والتوجيه من الاعتبارات التالية:
- السنة وحي من الله تعالى: الوحي إما قرآن أو سنة، فالقرآن وحي من الله بلفظه ومعناه متلو ومنقول بالتواتر، بينما أغلب السنة وحي من الله غير متلو أبرزه رسول الله إلى الناس بألفاظ من عنده، وبعض السنة اجتهاد من الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أقره ربه عليه بالموافقة أو بالتصحيح ( يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك)!!!.
- السنة قرينة للقرآن: السنة كلها متصلة بالقرآن باعتبارها مبينة له أو داعية إليه أو اجتهادا في إطاره أقره القرآن. - السنة المصدر الثاني للأحكام الشرعية: وحجيتها ثابتة بدليل من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} وقوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} النساء 59.وقوله تعالى (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ).، وبدليل من السنة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه" وبدليل من الإجماع حيث أجمع الصحابة على اعتبارها مصدرا للأحكام الشرعية مع القرآن الكريم.
- السنة تطيبق نموذجي للبلاغ القرآني: السنة هي منهج النبوة النظري والعملي الذي جسد البلاغ القرآني، وأحال كلمات الله واقعا وحضارة يحياها الناس. السنة ترسم المنهاج التفصيلي للحياة: يعد القرآن بمنزلة الدستور لأنه يضع القواعد العامة والمبادئ الكلية ويرسم الإطار العام ويحدد بعض النماذج لأحكام جزئية لابد منها. والسنة بمنزلة القوانين والمذكرات التفسيرية المبينة لأنها تفصل ما أجمله القرآن وتقيد مطلقه، وتخصص عامه، وتوضح مشكله، وتبين مبهمة، وتضع الصورة التطبيقية لتوجيهاته.
ثــالــثــا: مبادئ الفهم وضوابط العمل بالسنة النبوية هناك جملة من الضوابط المنهجية يعتبرها أهل الاختصاص مبادئ أساسية ينبغي أن يلتزم بها الفقيه ومن أهم تلك الضوابط ما يلي:
- أن يستوثق من ثبوت السنة وصحتها حسب الموازين العلمية الدقيقة: كصحة السند والمتن وشروطه.
- أن تجمع الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد: وهذا شرط لازم لفهم السنة فهما صحيحا.
- حسن فهم النص النبوي وفق دلالات اللغة العربية: أي لابد من إتقان اللغة العربية وعلومها لكي يسهل التمييز بين صريح الكلام وظاهره وحقيقته ومجازه، ومنطوقه ومفهومه...
- التفريق بين ما كان من السنة تشريعا وما ليس بتشريع وما له صفة العموم وما له صفة الخصوص: أي لابد من معرفة المناسبات التي قيلت فيها والإطار الذي صدرت فيه، فقد تكون صادرة من الرسول(صلى الله عليه وسلم ) على سبيل التبليغ، أو سبيل الإمامة، أو سبيل القضاء، وقد تكون خاصة به أو منسوخة....
- التمييز بين الوسائل المتغيرة والمقاصد الثابتة: أي عدم التركيز على الوسائل باعتبارها مقصودة في ذاتها، في حين أنها تتغير من عصر إلى عصر ومن بيئة على بيئة، ومن ذلك مثلا تعيين السواك لطهارة الفم. - فهم السنة في ضوء القرآن: لا يتصور عقلا أن توجد سنة صحيحة ثابتة تعارض محكم القرآن، لأن السنة قد تكون غير صحيحة، أو يكون فهمنا لها غير صحيح، أو يكون التعارض ظاهريا.وهذا هو الأرجح!!
وعلى هذا يحرم على كل مسلم غير مختص أن يرد حديثا صحيحا بدعوى معارضته للقرآن بناء على ما توهم من معنى.
الشروط العلمية والمنهجية للاستدلال بالسنة شروط الاستدلال بالسنة
1- صحت الدليل :- وهى ثبوت سندها إلي النبي صلى الله عليه وسلم , لأن الأحاديث منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف .
- 2 صحت الاستدلال :- لأن المستدل بالسنة يحتاج إلى ثبوت دلالته على الحكم كما هو الحال في القرآن الكريم .
هناك جملة من الضوابط المنهجية يعتبرها أهل الاختصاص مبادئ أساسية ينبغي أن يلتزم بها الفقيه ومن أهم تلك الضوابط ما يلي:
- أن يستوثق من ثبوت السنة وصحتها حسب الموازين العلمية الدقيقة: كصحة السند والمتن وشروطه.
- أن تجمع الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد: وهذا شرط لازم لفهم السنة فهما صحيحا.
- حسن فهم النص النبوي وفق دلالات اللغة العربية: أي لابد من إتقان اللغة العربية وعلومها لكي يسهل التمييز بين صريح الكلام وظاهره وحقيقته ومجازه، ومنطوقه ومفهومه...
- التفريق بين ما كان من السنة تشريعا وما ليس بتشريع وما له صفة العموم وما له صفة الخصوص: أي لابد من معرفة المناسبات التي قيلت فيها والإطار الذي صدرت فيه، فقد تكون صادرة من الرسول( صلى الله عليه وسلم) على سبيل التبليغ، أو سبيل الإمامة، أو سبيل القضاء، وقد تكون خاصة به أو منسوخة..!!
- التمييز بين الوسائل المتغيرة والمقاصد الثابتة: أي عدم التركيز على الوسائل باعتبارها مقصودة في ذاتها، في حين أنها تتغير من عصر إلى عصر ومن بيئة على بيئة، ومن ذلك مثلا تعيين السواك لطهارة الفم.
- فهم السنة في ضوء القرآن: لا يتصور عقلا أن توجد سنة صحيحة ثابتة تعارض محكم القرآن، لأن السنة قد تكون غير صحيحة، أو يكون فهمنا لها غير صحيح، أو يكون التعارض ظاهريا.
ويحرم على كل مسلم غير مختص أن يرد حديثا صحيحا بدعوى معارضته للقرآن بناء على ما توهم من معنى. فلا يملك هذا إلا من كان عالما بالقرآن والسنة علما يؤهله لذلك بمعرفة علوم الشريعة دراسة وفهما يجيزه به أهل الإختصاص!!!

(6) أخيرا ما ورد بشأن حد الردة..
يقينا إن العقوبات الدنيوية فى الإسلام لم تكن أبدا لجرح المشاعر الإنسانية ولا للتقليل من شأن الإنسان آدميا وروحيا بل هى محض كفارات عن الذنوب وتحذير من الله العلى القدير الذى لايزيد فى ملكه عذاب مقصر عاص أو ينقصه تنعيم مطيع.، ولكن كل شىء عنده بمقدار ليميز الخبيث من الطيب وتتحقق العدالة فلا يستوى هذا مع ذاك .، لذا تنوعت العقوبات مابين كفارات للذنب وحدود مشمولة بالإستغتفار والتوبة على الجرم. وقبل البدء للتحدث عن حد الردة دعونى أستأنس معكم بداية فى ردى بهذه القصة عن الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ...فقد حدث أن دخل عليه جماعة من الأعراب فقالوا له:- يا أمير المؤمنين كنا قوم أصحاب جاهلية لانؤمن بالله والرسول صلى الله عليه وسلم وكان أحدنا إذا ظلم رفع أكف الضراعة إلى السماء فدعا على الظالم فتنزل الصاعة بالظالم فتأخذه أو تهدّه .، ولكننا اليوم ونحن نؤمن بالله ورسوله فيظلم أحدنا الآخر فيرفع المظلوم أكف الضراعة إلى الله ويدعوه ولا يحدث شىء!!!! فقال الفاروق عمر إن الله تعالى لما أرسل رسوله بالهدى ودين الحق أنزل معه الكتاب فحد فيه الحدود وفرض القوض والقصاص ..أوكل الناس إلى ذلك .، وتلا قول الله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها إسم الله كثيرا)وقوله تعالى (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإن هم فعلوا ذلك وأعيتهم الحيل ورأى فيهم الله الصدق والإخلاص جاءهم نصر الله وحل عذابه بالظالمين!!!
الغريب إذا حاولت الرد على بعضا مما ينكرون حدا من حدود الله تعالى تحججوا بفعل سيدنا عمر مع حد السرقة فى عام القحط والجدب عندما عطّله فى حق السارق ، وكذا حاله عندما عطّل نصيب المؤلفة قلوبهم فى الزكاة والصدقة .، وبعيدا عن جهلهم بعدم الفارق بين التعطيل والإنكار والفارق بينهما كبير إضافة لحال المعطِّل فأى الناس عمر رضى الله عنه!!!
فالسؤال الذى يجب أن يرد عليه هؤلاء والمشكلة الكبرى التى يجب عليهم أن يجدوا لها حلا عندما يقررون أو يقرّون بعدم وجوب إقامة حد الردة على المرتد أو إنكاره .، وهى ما أجمع عليه جمهور العلماء من ضرورة وجود ضمانة لما يلى:-
1- عدم حجية الأدلة الشرعية الواردة فى الكتاب والسنة .أما القرآن يقول الله تعالى في كتابه العزيز " ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر......." سوره البقرة الايه 217.ومن هذه الآية يمكن معرفه دليل حد الردة في القران ولكن قد يعترض البعض على هذه الآية على إعتبار أنها تدل على دليل على ثبوت حد الرده ولكنها لاتحدد العقوبة إلا في الآخرة. ويمكن الرد على هذا بان حكم الردة من ناحية ثبوتها يستفاد من الدليل وبناء عليه نجد أن الردة تم النص عليها في كتاب الله. يقول الله تعالى " قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقتلونهم أو يسلمون............" الايه 16 سوره الفتح. والآية نزلت في أهل الردة من بنى حنيفة... قال ابن كثير: أن هذه الآية نزلت في أهل الردة من بنى حنيفة وقد بين الله تعالى أنهم ليس لهم عقد ذمه وإنما لهم الدخول في الإسلام أو القتل. ويقول الله تعالى" يأيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم و يحبونه أذله على المؤمنين أعزه على الكافرين........." الايه 54 سوره المائدة.،
أما فى السنة ويقول الرسول – صلى الله عليه وسلم- في الإستتابة مارواه الدارقطنى عن جابر رضى الله عنه : أن أمراة يقال لها أم رومان فارتدت ، فأمر النبى- صلى الله عليه وسلم – أن يعرض عليها الإسلام فأن تابت وإلا قتلت.،وفى تركه ثلاثة أيام، يكرر عليه الطلب بألاستتابه لقول عمر رضى الله عنه في مرتد قتل ولم يمهل :أفلا حبستموه ثلاثا لعله يتوب و يراجع أمر الله تعالى ؟ ثم قال عمر : اللهم أنى لم أحضر ، ولم أمر ولم أرضى إذ بلغنى . رواه الدارقطنى(3/118) وقد ورد حديث في ذات المعنى في سنن الترمذى ، ج5، كتاب الحدود عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم ، باب 25 ما جاء في المرتد.، والذى رواه الشيخان البخارى ومسلم وكثير من أصحاب الكتب الصحاح "لايحل دم مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس ، والثيّب الزانى، والتارك لدينه المفارق للجماعة" ولذلك تجدهم يشككون فى البخارى ومسلم حتى يسهل لهم التشكيك فيما سواهما !!!
2- عدم ترتيب أى أثر سلبى على ردة المرتد إلا على نفسه دينيا بمايعنى أنه لايدعو إلى ردة أحد لاسرا ولاجهرا ، ولايحمد له أحد فعله ولايقره عليه أحد، ويوصف بأنه مرتد كافر صفة يعرف بها بين الناس فلا ينخدع به أحد ولايجيبه إلى طلبه أحد!!!
3- عدم ترتيب لأى أثر سلبى على ردته مجتمعيا بمعنى أنه يفرق بينه وبين زوجه ويترك أولاده للطرف المسلم فلا ولاية له عليهم ولا شىء له عندهم إلا بر أولاده فى حدود ما أمر به الشرع من بر لأحد الوالدين الكافر!!!
4- عدم ترتيب لأى أثر إيجابى أو سلبى على ردته إقتصاديا بمعنى أنه لايرث من أى مال مسلم ، ولا يورّث ماله لمسلم وتنفض أى شراكة ماليه مع مسلم أو تجارة كان قد عقدها وهو مسلم .، ثم إن أراد بعد ذلك فعليه المشاركة ولكن برضى المسلم وفى حدود ما أمر وأوصى به الشرع!!!
5- أنه لايغسّل ولا يكفّن ولا يدفن فى مقابر المسلمين مثل حاله إن مات أو قتل محاربا كافرا لاحدا!!!
6- إن ضمن ما سبق يكون له حق التعايش والمواطنة دون حيف على حق أو إنكار بر فى حدود ما أمر وأوصى به الشرع حاله من حال كل كافر ومشرك يعيش فى بلاد المسلمين!!!
فمن يضمن ذلك له أن يعطّل الحد.،
ولكن ليس لأحد إنكاره جحودا وكفرا وهو ثابت وومعلوم من الدين بالضرورة نقلا عن النبى وفعلا من صحابته رضوان الله عليهم وهذا ثابت من حروب الردة وإجماع علماء الأمة التى لاتجتمع أبدا على ضلالة!!!
اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد!!!!
****

ليست هناك تعليقات: