ترجمة

السبت، 3 أبريل 2010

همسة يتيم...فى يومه !!!


أحبائى..
مما لاشك فيه أن إفراد يوم أو أيام للإحتفاء باليتيم قد يكون مقبولا شرعا ومستساغا لدى الكثيرون ومنهم شخصى الضعيف ،
ولكن ذلك كما أردد دوما فى كل مناسبة يعتبرها البعض بدعة ليست من الإسلام فى شىء أن هذا الأمر مقبول وأن مرد القبول وعدم وجود حرج أمرين:-
أولهما:- أن يكون التخصيص للذكرى التى تنفع المؤمنين والتنبيه الذى ينبه الغافلين ،
ثانيهما :- أن يكون الإحتفاء والإحتفال لايقتصر على الشكل والمظهر دون الجوهر والمضمون، ويكون ذلك مدعاة للديمومة دون إنقطاع !!
وذلك لضمان عدم تشويه المعانى الجميلة وهدم القيم السامية والأخلاق العالية ، وتقويض الفرائض العظيمة التى فرضها الله حقوقا لبعض عباده مثل الأم واليتيم .،
واليوم ونحن نعلن الإحتفاء والإحتفال بيوم اليتيم علينا ضرورة المعرفة والتأكيد على عدة أمور منها:-
1- أن كفالة اليتيم وإن كانت فرض كفاية كما أقرها الشرع واجتمع عليها جمهور علماء الأمة ، بمعنى أنه إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، فإنه بجانب ذلك هى بالأصل واجب إنسانى وتكافل إجتماعى يحث عليه الشرع وتضمنه الدساتير والقوانين ، كما أنه فى حال عدم قيام البعض بحقوق هذا الفرض الواجبة كما يجب أن تكون فإنه يأثم الجميع ولا ينفعهم تخصيص يوم أو أيام أو حتى عدة شهور وتكوين جمعيات ومنظمات أهلية ومدنية تعنى بهذا الشأن لأنها ومهما قامت بأفعال وحققت من إيجابيات فلن تكفى كل يتيم ولن تنجز المفروض ماديا ومعنويا!!!
2- أن حق اليتيم لايقتصر فقط على واجب مادى وكلفة مالية عينية أو نقدية تقدم له بل هو أيضا حقا معنويا يقتضى الإنفاق وببذخ فى الإحساس والشعور على عكس الإقتصاد فى الإنفاق المادى .، ناهينا عن أن هذا الحق هو بالأساس إنسانى وشرعى لضمان سوية العلاقات الإنسانية والمجتمعية حتى لايصيبها فيروس العوز المناعى الذى يقضى عليها والمتمثل فى الشح المعنوى وهو البخل بالأحاسيس والمشاعر الطيبة والصادقة!!!
3- أنه وإذا كانت البسمة فى وجه إنسان عادى صدقة ، فهى فى حق اليتيم ليس فى يوم معين أو وقت محدد واجب وفرض حتى أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل فى المسح على رأس اليتيم بكل شعرة تلامسها يد ماسح برقة وحنيّة جارفة وحب أكيد بمشاعر صادقة دون تكلّف أو تزيّد أو حتى تزيّن بغير هوى فى النفس تكفير ذنوب وزيادة فى الحسنات تضمن دخول الجنة والبعد عن النار!!!
4- أن كفالة اليتيم لابد لها وأن تتزامن وتتصاحب فى تلازم مفروض مع التراحم للأرملة والدة هذا اليتيم لنكفيها شرور العوز والإحتياج أيضا ماديا ومعنويا !!!
5- أخيرا وليس آخرا هذا الفعل ليس منا منّة وفضل يمن به مانح أو معطى بل هو أداء حق فرض وواجب سوف نحاسب على منعه والتقصير فيه ، وسوف نجازى على عدم نيل الرضا من نفسية اليتيم والأرملة التى هى أصل وباب من أبواب نيل الرضا من الله رب العالمين ورسوله صلى الله عليه وسلم!!!
وأختم حديثى فى هذا الأمر بقصة لعلها تكون أهون القصص فى هذا الشأن بل لعلها تكون أقل تحريضا وحثا عليه من أوامر لله ورسوله فى حقوق وواجب كفالة اليتيم والرحمة بالأرملة والمسكين التى لانعلمها فقط بل ويحفظها الكثيرون منا ولكننا نعيش فى تيه وغفلة، فقد روى الإمام الذهبى وابن حجر الهيثمى فى باب الزواجر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله إنى لأول الناس دخولا الجنة غير أننى وجدت إمرأة صفعاء الخدين"أى على خديها كمدة من كثرة الحزن والهم الذى عانته" ترافقنى الدخول فقلت لها من أنت يرحمك الله ؟؟ فقالت أنا الأرملة التى تأيمت على أطفالها الأيتام فلم ترضى لهم زوج أم ولم تعيى لها حيلة حتى ربيتهم فكبروا وعالوا أنفسهم وكفيتهم شر السؤال والحاجة !!!

وفى هذا روى أيضا أن إمرأة علوية تنتسب إلى الإمام على كرّم الله وجهه كانت تعيش مع زوجها وأطفالها الصغار فى قرية "بلخ" وهى فى إيران بلاد فارس فى سعة من العيش ، ثم مات عنها زوجها ففقدت العائل وضاق بها الحال فعكفت على تربية أولادها ولكنها خشيت عليهم المعرة من أهل القرية فذهبت بهم إلى قرية أخرى مجاوره ولكنها تبعد قليلا لتحتال على رزقها دون أن يصيبها أو يصيب أولادها أى أذى من متفضل أو متصدق كان يعلم حالهم قبل تبدله وتغيره.، وعندما دخلت القرية أودعت أطفالها مسجدا هجره الناس لبعده عن المساكن ودخلت القرية على أكبر أهلها قدرا ومكانة وكان مسلما ، فحكيت له حالها وعرفته بنفسها غير أنه قابلها بنوع من الإستهزاء وشكك فى نسبها إلى الإمام على وقال لها أقيمى عند على البينة على صدق ماتقولين!!!
فوقع فى نفس المرأة الحرج فخرجت من عنده مسرعة نافرة حزينة مكتئبة فمرت بمجوسى يعبد النار فرق لحالها وسمع منها حكايتها فأرسل معها زوجنه وأولاده ليحضروا أطفالها وقال لها أنت عندى وأولادك بمثابة زوجتى وأولادى و بمأمن على رزق وحال حتى تستغنين !!!
وفى هذه الليلة دخل كبير القرية المسلم فى فراشه لينام فرأى فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم يشرف على إعداد قصر فى الجنة ليس أجمل منه ولا أفضل من الياقوت والزمرد والمرجان تنبعث منه كل رائحة طيبة ويخدمه من الحور العين والولدان المخلدون الكثير والكثير مالا يعد ولا يحصى من عدد فسأل النبى صلى الله عليه وسلم لمن هذا القصر يا رسول الله؟؟ فقال النبى لمؤمن موحد بالله !!! فقال الحمد الله أنا كذلك!!
فقال له النبى صلى الله عليه وسلم أقم عندى البينة على صدق ماتقول!!!
فوقع فى نفس الرجل ماوقع فى نفس المرأة وتذكر كلامه لها وقد جاءته هذه الليلة فكذبها فيما تقول وتدعيه وسخر منها وطلب منها ما طلبه الرسول صلى الله عليه وسلم فاستيقظ من نومه وخرج من بيته مسرعا يبحث عنها فى كل مكان ويسأل عنها كل مار حتى دله أحدهم أنه رآها تدخل عند المجوسى !!
فطرق عليه الباب وقال أعطنى المرأة التى لديك هى وأطفالها فأنا أحق بها منك !!!
فقال الرجل لن أعطيها لك فلست تريدها ولا أولادها ، ولكنك تريد القصر الذى رأيت الرسول يشرف على إعداده فى الجنة فقد رأيت ما رأيت!!!
فقال الكبير المسلم للرجل ولكنك مجوسى تعبد النار!!!
فقال الرجل والله ما نمنا هذه الليلة أنا وأولادى حتى أسلمنا على يديها وأصبحنا مؤمنين موحدين بالله!!!
هذه للذكرى والعظة والعبرة فاعتبروا يا أولى الأبصار ولنتذكر جميعا حق اليتيم والأرملة والمسكين طوال حياتنا وفى كل أحوالنا ، وليس فقط فى يوم أو أيام أو حتى بواسطة جمعيات ومنظمات وفى حال الغنى فقط!!
فكلنا آثمون إن لم يقم أحد بهذا الحق وأداء هذا الفرض بواجباته اللازمة وقطعا لن يفى فالحقوق والواجبات كثيرة ومتعددة ولكن قبلا يجب أن يفيق كل كفيل لليتيم من عم وخال وجد ووصى فيحفظ له ماله ويرق لحاله .،
وصدق الله العظيم إذ يقول(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)!!!
اللهم إنى أعوذ بك من أن أذكر به وأنساه
اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد!!!
******

ليست هناك تعليقات: