ترجمة

السبت، 9 يناير 2010

السد العالى والسد الواطى!!!

أحبائى..
فى مثل هذا اليوم 9 يناير منذ عقود مرت كانت شرارة البداية لبناء السد العالى رحلة الكفاح الطويلة ومشروع مصر القومى الذى إلتف فيه الشعب خلف القيادة السياسية فى ملحمة لازلنا وسنظل نتغنى بها على مدار الأيام وتعاقب الأجيال .، وقد كنت أحب أن يكون حديثى عن هذه المناسبة فرحا مسرورا مفاخرا ومباهى الأمم غير أن الحال وما أتت به هذه الآيام جعلنى أكتب هذا النشر ولست أحجر على أحد يخالفنى فى زعمى وإعتقادى غير أننى أعبر عن مشاعرى وأحاسيسى وخواطرى التى تلم بى اليوم والحكم متروك لكم فى عقد هذه المقارنة بين سدنا العالى وسد نظامنا الواطى!!!
سد أسوان العالي أو السدّ العالي هوسد مائى على نهر النيل في جنوب مصر، أنشئ في عهد الرئيس/ جمال عبد الناصر وكان معظم تكويل السد من الإتحاد السوفيتى بعد رفض البنك الدولى وأمريكا . ساعد كثيرا في التحكم في تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل. يستخدم لتوليد الكهرباء في مصر. طول السد 3600 متر ، عرض القاعدة 980 متر، عرض القمة 40 مترا، و الارتفاع 111 متر. حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من إسمنت و حديد و مواد أخرى، و يمكن أن يمر خلال السد تدفق مائي يصل إلى 11,000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة. بدأ بناء السد في عام 1960 و قد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتي. عمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي و أكمل بناؤه في 1968. ثبّت آخر 12 مولد كهربائي في 1970 و افتتح السد رسمياً في علم 1971. ولكن أدي السد العالي إلي تقليل خصوبة نهر النيل وعدم تعويض المصبات في دمياط ورأس البر بالطمي مما يهدد بغرق الدلتا بعد نحو أكثر من مائة عام وبسبب بعض العوامل الأخرى مثل الاحتباس الحراري وذوبان الجليد بالقطبين الشمالي والجنوبي بتأثير سلبي من طبقة الأوزون . وتجدر الإشارة هنا إلى أن أول من اشار ببناء هذا السد هو العالم العربى المسلم الحسن ابن الحسن ابن الهيثم-(ولد عام 965م وتوفى عام 1029م). والذى لم تتح له الفرصة لتنفيذ فكرته وذلك بسبب عدم توفر الآلات اللازمة لبناءه في عهده,
أما السد الواطى أو الجدار العازل أو المانع السفلى هو سد فى باطن الأرض يتم بناؤه فى عهد الرئيس /حسنى مبارك ويسمى الجدار الفولاذى على طول الخط الفاصل بين غزة ومصر بطول من 9 إلى عشرة كيلو متر تحت الأرض بعمق يتراوح 20 و 30 متر ويساهم فى تمويله أمريكا .، وذلك لمواجهة الأنفاق التى شيدتها القبائل والعشائر العربية على طول الحدود فى سيناء وغزة بدعوى حماية الحدود المصرية من مخاطر الإرهاب والتهريب كما يزعم المؤيدين للفكرة أو لأنه بغرض التغلب على الحصار الذى ترفضه الحكومة المصرية على الأهل فى غزة كما يزعم الرافضين .، ويرافق هذا الجدار أنبوب لسحب المياه المالحة من البحر المتوسط مزود بفتحات تجاه غزة ليغرق باطن الأرض ويعرض من يحاول إنشاء نفق للدفن حيا تحتها!!!
وليت هذا وفقط ولكن المؤسف والغير مفهوم والعجيب والغريب أن أحدا لم يذكر تأثير هذه المياه المالحة على المياه الجوفية والتى تعد المصدر الوحيد للزراعة والشرب سواءا فى رفح الفلسطينية وشقيقتها المصرية. كما تجدر الإشارة إلى أن فكرة بناء هذا السد ترجع للعدو الصهيونى والذى لم يكن يحلم يوما أن يراه واقعا ملموسا لولم يجد الممول المعتوه والمنفذ المخدوع بل الخانع المستسلم حتى فى ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على الولايات المتحدة الأمريكية وحال مصر الذى لايخفى على أحد والذى هو أسوأ حالا من أيام بناء السد العالى ماديا ومعنويا.، وشتان بين السدين والغرض من بناء أيهما والحاجة إليه بل والموافقة والرضا الشعبى متوجا برضا الله جلّ وعلا!!!
الآثار السلبية للسدين:-
أولا :- السد العالى:-
1- زيادة منسوب المياه فى بحيرة ناصر والذى أدى إلى غرق قرى نوبية كثيرة في مصر واكثرها في شمال السودان ، مما أدى إلى ترحيل أهلها، بما يسمى بالهجرة النوبية.
2- حرمان وادي النيل من طمي الفيضان المغذي للتربة.
3- زيادة النحر Erosion حول قواعد المنشآت النهرية.
4- تآكل شواطئ الدلتا.
5- تشير بعض التقديرات إلى أن كمية التبخر في مياه بحيرة ناصر خلف السد العالي كبيرة جداً باعتبار أنها تعرض مساحة كبيرة من المياه للشمس في مناخ حار جداً، ويقدر حجم الخسارة ما يماثل حصة العراق من نهر الفرات. إضافة إلى انتشار بعض النباتات وتأقلمها مع الظروف الجديدة وإسهامها في عملية النتح وبالتالي مزيدا من الخسارة في المياه.
6- يرى البعض بأن السد العالي يمثل تهديداً عسكرياً لمصر، إذ يصعب تخيل النتائج التي يمكن أن تترتب على تفجير السد، وحجم الفيضان الذي سيصيب المدن المصرية الواقعة على مسار النهر والتي ستكون أمام طوفان خطير.
ثانيا :- السد الواطى:-
1- زيادة فى مقدار الإحتقان ومشاعر الكره لدى الرافضين لفكرة المشروع والذى يمكن أن تؤدى إلى هجرة المشاعر والأحاسيس نحو من يدعمون المقاومة الفلسطينية ويقدمون العون لها.
2- حرمان مصر من دورها التاريخى والقدرى نحو شقيقتها الصغرى فلسطين.
3- تآكل كل مشاعر الحب التى تولدت نتيجة للدعم المادى والمعنوى من مصر لأهل فلسطين وخاصة أهل غزة فى ظل الحصار والعدوان وإحتلال الأرض وهتك العرض وتدنيس المقدسات التى تقوم بها إسرائيل بدعم من أمريكا.
4- زيادة النحر حول مصادر المياه الجوفية فى مصر وفلسطين "رفح المصرية ورفح الفلسطينية"والذى قد يؤدى إلى جفاف وموت الزراعات وتهديد حياة البشر.
5- تشير الأحداث التى اندلعت فى قافلة شريان الحياة 3 وكذا مقتل الجندى المصرى إلى أن كمية النحر فى العلاقات الإنسانية وتبخر العلاقات الدبلوماسية وهدم أواصر مشاعر الإخوة الوطنية والقومية والإسلامية بل والإنسانية كبيرة جدا ولن يمكن تدارك آثارها السلبية ولو بعد سنوات.
6- يرى الكثيرون أن السد الواطى لايمثل تهديدا لحماس فقط بل يمثل تهديدا لمصر أيضا إذ تظهر أمام العالم وكأنها تفضل إنقاذ الكيان الصهيونى وتقدمه على حساب إنقاذ أهل غزة المحاصرين والمعتدى عليهم من هذا الكيان الصهيونى العنصرى النازى!!!!!
الآثارالإيجابية:-
*- الآثار الإيجابية للسد العالى فحدث عنها ولا حرج ولن تجد مشكك أو ظان أو متهم.، فى حين أن الآثار الإيجابية للسد الواطى كما يزعم المروجون والمؤيدون ففيها كل الحرج والتشكيك والريب والظن والتهمة!!
ولم يبقى غير القول بعد عقد هذه المقارنة فى هذا اليوم التاسع من يناير والذى يمثل عيدا قوميا لمصر حيث أنه وفى هذا اليوم ومنذ عقود وأعوام قاربت الستين عاما "فرق شاسع بين السد العالى والذى به علت مصر وبين السد الواطى الذى به تنحدر مصر فى ظل هذا النظام والحكومة التى لاترعى بالا لشأن مصر أم الدنيا ولا تقدرها حق قدرها"!!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل
*****

ليست هناك تعليقات: