ترجمة

الجمعة، 12 يونيو 2009

تعليقا على حوار هيكل فى الشروق!!!

أحبائى..
فى ظل الزخم الذى حدث فى حواراتنا كمصريين خاصة وعرب ومسلمين عامة حول خطاب "أوباما"الذى ألقاه من القاهرة ورغم الصدمة التى حدثت لى عند أوّل وهلة لمشاهدتى الخطاب عندما رأيت المنصة التى شيدت فى جامعة القاهرة وتحت اشراف واعداد جامعة الأزهر راعية الخطاب حيث تزينت المنصة وعلاها شعار البيت الأبيض فى دلالة واضحة فجة وكأنه يلقى الخطاب من واشنطن أو الكونجرس ولن أقول جامعة فى أمريكا لأنه لو كان لحملت المنصة شعار هذه الجامعة فخرا واعتزازا وتكريما!!!
المهم الصورة أصابتنى بصدمة لعلها كانت سببا رئيسيا لعدم الإنصات والإستماع الجيد ورغم تحليل الخبراء وقول السفير إبراهيم يسرى أن هذا الخطأ خطأ بروتوكولى إلا أننى لازلت عند صدمتى وفجيعتى فى جامعتى جامعة الأزهر وأيضا جامعة القاهرة بل والقاهرة نفسها .،غير أنه وبعد ما سبق لى من نقد وتحليل لخطاب "أوباما" وتعليقى بنشرى السابق هيروشيما وقيّم أوباما وأيضا نقدى لبعض الصغار الذين عابوا فى كبار إذ ارتأوا فى الخطاب مالا يسمن ولا يغنى من جوع واعتذرأحدهم عن لقاء هامشى أعد لملاقاة" أوباما" لسبع صحف منها واحدة اسرائيلية ولست أدرى إن كان الخطاب عاما للعالم العربى والإسلامى والحوار الخاص لبعض صحفه لماذا يجتمع ممثلوا الصحف و"أوباما" فى حضرة صحيفة اسرائيلية بل لست أدرى لماذا أصلا يكون هناك حوار خاص أو سبع خاص يفتخر به بعضا من مدعى المهنية والحرفية والحرص الصحفى فى ظل اعلان "أوباما" نفسه أنه لن يكون هناك حوارا خاص داخل الغرف المغلقة غير ما جاء بالخطاب!!!!؟؟ وكان هذا من خلال نشرى زعيط ومعيط ونطاط الحيط !!! وكنت قد أعددت نفسى لطى هذه الصفحة وغلقها خاصة فى ظل تواضع قدرى ومعلوماتى وتأثيرى فى الجو العام للحوار غير أن جريدة الشروق الجديد نشرت حوارا مفصلا مع الأستاذ/هيكل حول هذا الخطاب ودعتنا جموع القرّاء للتعليق على هذا الحوار فكان تعليقى الذى ستجدونه الآن والذى أرسلته إلى الجريدة ولكن فى وقت متأخر بالأمس وكان مطولا كعادتى فلهذا لم يلحق بتعليقات قرّاء الجريدة والتى تجدونها على هذا الرابط
الموضوعية بين العقوق وإهدار وضياع الحقوق!!!
مما لاشك فيه ولا جدال ولا نقاش أن من سنن الله الكونية الإختلاف فى المطلق والعموم وخاصة فى العقيدة والفهم ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .، ومن سننه التشريعية أن جعل التوبة والإنابة والعود من الخطأ إلى الصواب ومن الباطل إلى الحق منهج المؤمنين وسلوك الطائعين فكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .، ومن سننه فى هذا التشريع السماوى أيضا البر والإحسان بالوالدين وتوقير الكبير ورحمة الصغير ضمانة لأداء الحقوق فى مودة ورحمة تجمع ولا تفرّق توحّد ولا تشتت ليكون المجتمع الإنسانى فى مثالية يعبر عنها بليبرالية التقوى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) والملفت للنظر أن هذه الآية واحدة من ثلاث استشهد بها "أوباما" فى خطابه الذى أتى ليخاطب به العالم الإسلامى من القاهرة غير أن تفاوت العقول وقسم الله لها فى الفهم جعل التباين وعدم القدرة على تحصيل المعانى كاملة ومستقيمة مع المرجو والمأمول فى ظل واقع مشاهد لايعبر صراحة عن هذه القيمة الإنسانية وهذه السنن الكونية والتشريعية فى الخطاب الذى أعد ليكون بمثابة أضغاث أحلام وأمانى لاتسمن ولا تغنى من جوع .، فبدا كل حوار ونقاش حول الخطاب يمثل رؤية وفكر كل متحدث فيه وكأنه الصواب والطريق الأوحد يتبنى فيه الغالبية منطق فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) منكرا على الآخر مهما علا قدره أو ارتقت منزلته ودعمته خبرته وعلمه فهم قد يكون صوابا ورؤية قد تكون حقا متحججا بأن هذا الآخر مرهون بفكر قديم وثوابت تاريخية وسياسية تبدلت وقد يكون فى هذا الرأى جانب كبير من الحق لكن شكلا لاموضوعا حيث أن الواقع المعايش والمشاهد والسياسات الأمريكية المنحازة لإسرائيل والمعادية للإسلام لازالت مستمرّة ودائمة ومحصلة إيجابية يشهد بها ما يحدث فى فلسطين والعراق وأفغانستان ومن قبل لبنان والصومال وأمثلة كثيرة تضيق المساحة لذكرها والأنكى والأغرب أن بعضا من الكتّاب المنصفين فى أمريكا يشهدون ببقاؤها ودوامها واستمرارها على الحالة المنكرة التى تستدعى عدم التصديق للخطاب الأوبامى جملة وتفصيلا والأمرّ أن نطق بها "أوباما" نفسه صراحة "علاقتنا وروابطنا مع اسرائيل غير قابلة للكسر والمبادرة العربية ليست سوى بداية والعرب عليهم تقديم ما هو أكثر من ذلك"!!!غير أن الجائع الذى يحلم دوما برغيف العيش يفرح بحبة قمح تلقى فى أرض جرداء مالحة والظمآن يحسب السراب والوهم ماءا فيبدأ فى تكسير أوعيته وأوعية أخيه وأبيه طمعا ورغبا حلما وأملا لتسلم وحمل أوعية" أوباما" الوهمية التى ألقى بيانها فى خطابه الذى قاله ومشى وبقينا سهرانين ما بنمشى حيارا بين العقوق وإهدار وضياع الحقوق فى فرقة وأنانية وتشرزم !!!
يشكك بعضنا فى بعض ويعق الصغير الكبير جهلا وتجاهلا ويحمل الكبير على الصغير دون رحمة كبرا وتعاليا متناسين وجاهلين سنة كونية وسنة تشريعية تقضى أن كل انسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا الرسل المعصومون لأنهم كذلك ويوحى إليهم و"أوباما" وكل من تلقى الخطاب وحلله وأبدى رأيه فيه كذلك ليسوا من الرسل وليس لهم عصمة أو يوحى إليهم من قبل الله رب العالمين غير أنه يبقى لكل قول حقيقة وكل ادعاء يلزم له ما يؤيده ويصدقه من الواقع والحال المعايش سلبا أو إيجابا دون عقوق أو إهدار وضياع للحقوق أو تنازل عن مبادىء وقيم ثابتة يعززها السنن الكونية وتغذيها الشرائع السماوية والقوانين والدساتير والأعراف الإنسانية .، وعلى هذا فإننى أعلن قبولى واتفاقى لما ورد بحوار الشروق مع الإستاذ/هيكل جملة وهذا ليس عنادا أو مكابرة بل بواقعية قراءة وفهم للخطاب من خلال الواقع والحال المعايش .، وأعلن رفضى واختلافى لما ورد ببعض جوانب الحوار تفصيلا وهذه ليست سفسطة أو فزورة بل على أساس وفرضية أن الأستاذ لو كان فى موقع المسؤلية ومقربا من السلطة كما كان فى عهود مضت لاختلف فى تحليله ونقدة لبعض هذه التفصيلات وفى هذا يشهد لى ويؤيدنى أداؤه مع الرئيسين عبد الناصر والسادات وخاصة فيما يتعلق بقضية الحريات والقضية الفلسطينية.،
وهذا لايمنع الأخذ من كلامه كما لايمنع الرد عليه وليس وحده بل هذا فى حق الجميع غير أنه يبقى لنا ضرورة القبول والتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وليكن شعار الجميع العمل بموضوعية وواقعية تضمن عدم العقوق للرموز والقامات الفكرية والدينية والسياسية وعدم إهدار وضياع الحقوق وهدم القيم الدينية والإجتماعية وكذا الثوابت الوطنية التاريخية والسياسية ولا ننساق خلف أوهام وأضغاث أحلام سيقت فى خطاب نوايا أعد جيدا لدغدغة مشاعر واستقطاب ضعاف النفوس الجائعين الظمآنين الذين فتنوا بشخص"أوباما"وكاريزمته وفصاحته وبلاغته فحسبوا الوهم والسراب فى خطابه ماءا ولكن إذا أتوه فلن يجدوه شيئا وهذا لايمنع أنه ذاقدر ومكانة وقيمة لكن يظل عندنا مجرد صورة وخيال ظل لشىء جميل نوده ونرغب حدوثه عندنا لكن بأيدينا وبقدرنا حسب ما يفى بآمالنا وتطلعاتنا ويحقق لنا كل أحلامنا دون عقوق أو إهدار وضياع حقوق !!!

***********

ليست هناك تعليقات: