حسن الأداء وحسن الطلب!!!!!!

أحبائى...

فى ظل تواصل التناحر والتنابز والتصارع بين فتح وحماس على الشرعية الفلسطينية تحت وطأة الإحتلال وقسوة الحصار ورفض الحوار موضوعا مع قبوله شكلا إذ يعمد كل فريق إلى وضع عراقيل من شأنها إفساد الحوار ووأده فى بدايته .، وبعيدا عن من منهم يجافى الصواب والحق أو يوافقه إذ أن لكل منهم دفوعاته التى تشتت الرأى ويتوه معها العقل وفى ذات الوقت تتسم بشىء من الموضوعية !!!، ولأن الحق أحق أن يتبع يجب على الوسيط أو المتداخل معهما أو بينهما أن يقف على مسافة متساوية من كل فريق حتى يكون لتداخله موضوعية وحيادية تحترم ويصدق فى نواياه ويخلص فى عمله ويصدّق فى ما يدعيه على كل فريق بعيدا عن الحسابات والمواءمات والإتفاقات والتخوفات التى قد تكون صوابا حينا وترهات وأباطيل وزعم مرفوض أحيانا أخرى.، هذا من جهة ومن جهة أخرى حتى لا يكون ممن أصيبوا بداء الفصام الذى تحدثنا عنه سلفا والذى يصيبنا بالتوتر والضلال والتشنج والعصبية التى تجعلنا نحيد عن جادة الحق والصواب والموضوعية والحيادية والمهنية ولا نعتبر أن خطايانا كنز سمين يجب الحفاظ عليه والدفاع عنها بالباطل والحق فى خلط بين الأوراق والمعلومات!!!!

ومن متطلبات الموضوعية والحيادية والوساطة بالخير أن لانعتمد على كنز الخطيئة ولاعلى ترهات وزعم العدو ونثق فى وثائقه ونقدم أطرحاته وتحليلاته على أنها الحق والصواب وأنها لاتقبل النقاش كما حدث فى لقاء الأستاذ/خيرى رمضان مع اثنين من مفكرينا وكتّابنا(د/ عبد المنعم سعيدرئيس المركز الإستراتيجى للدراسات بالأهرام ود/سمير مرقص مدير مركز مقدس للدراسات)اللذان كالا اتهامات وسباب وشتائم لحماس وسوريا وإيران .، ردا على الرعونة وسوء الطلب الذى كان من هؤلاء الفرقاء والأخوة الأشقاء عروبة وإسلام وجوار بسبب الحصار الجائر والظالم الواقع على قطاع غزة وكان هذا بالأمس الثلاثاء 23/12/2008 فى البيت بيتك واعتمدا على وثائق اسرائيلية تصف حماس بأنها كانت فى بدايتها عميلة للإحتلال وترفض الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيونى الغاصب الكاذب فى كل ادعاءاته والمضلل فى وثائقة وأطروحاته والذى لايرقب فى مؤمن إلاّ ولا ذمة وليس له عهد أو ميثاق!!!وأن سوريا وإيران أصحاب أجندات إقليمية مشبوهة فى المنطقة..، وهذا زعم ترفضه العقول قبل القلوب ولا تستسيغه الأفئدة وتأباه النفوس الذكية الطاهرة ويقف على أبواب الآذان و الفكر المستنير لا يقوى على الدخول لأنه يخالف الأعراف والشرائع وينتقده الواقع المعايش والمشاهد وحتى إن كان يمكن درئه وصده بحسن آداؤنا ونجدتنا لجيراننا وعروبتنا واسلامنا!!!!..ومعتمدين على علاقة حماس بالإخوان المسلمين فى إيحاء فاضح وتخوف مريع من هذه العلاقة وتجريمها متناسين علاقة فتح بالإخوان سلفا وجاهلين عالمية الإسلام قبل عالمية فكر الإخوان كتنظيم سياسى ترفضه الأنظمة الحاكمة والعلمانية المغرضة بل ترفضه الغالبية التى تطمع وتطمح فى حكم ديموقراطى سليم ولكل امرؤ منهم شأن يغنيه وحاجة فى نفسه !!! .،وهذه العالمية الإسلامية هى التى تفرض الحقوق والواجبات الإسلامية لكل مسلم وحقوق الجوار بل والإنسانية لكل البشر على حد سواء بإعتبار أن رسولناالكريم صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).،كما أن عالمية إسلامنا وموضوعيتنا وحيادنا ومهنيتنا وديموقراطيتنا تفرض علينا المطالبة بحسن الأداء مع المطالبة بحسن الطلب!!!!يعنى المطالبة بأداء الحقوق والواجبات الإسلامية والإنسانية وحقوق الجوار بفك الحصارمع المطالبة للفرقاء والأشقاء بحسن الطلب بعيدا عن الوقاحة والصفاقة وسوء الأدب الذى بدا فى المظاهرات!!!! وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال للفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما هم بقطع رقبة يهودى أغلظ فى القول له مطالبا إياه بحق له لم يحن وقته "أعطنى حقى يا بن عبد المطلب فنحن نعرفكم قوم مطل تأكلون الحقوق"فقال الحبيب يا عمر أولى بك أن تطالبنى بحسن الأداء وتطالبه بحسن الطلب إذهب معه لبيت المال واعطه حقه وزد عليه عشرون درهما فقال عمر حقه أعلمه فلماذا الزيادة ؟؟فقال لأنك روعته!!
ومن قبل وبعد صدق الله العظيم إذ يقول(إدفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم) ويقول مخاطبا سيد المرسلين وقدوة المسلمين(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)!!!
ولعل هذا الفرض هو مادعانى للتعليق على سابقة فى ذات البرنامج بهذا التعليق تحت عنوان ..
(مواطن بدرجة وزير)
فى بداية تواجد الأستاذ/خيرى رمضان ببرنامج البيت بيتك قدم فقرة إستحدث فيها نظاما جديدا على سياسة البرنامج بل كل البرامج الحوارية والمقدمة على شاشات القنوات التليفزيونيةوخاصة الفضائيات والأرضية التابعة للتليفزيون المصرى الناطق بإسم الحكومة والإعلام الرسمى .،قدم فى هذه الفقرة محاورة بين مواطن ووزير ولعل المصادفة أو القدر هى التى جعلت الإختيار فى الجهتين موفقا إلى درجة القناعة بأن هذا اللقاء لم يكن معدا له أو مقدرا سلفا بحسب ماظهر على الشاشة إذ ظل المواطن الذى بدأ بدرجة وزير يرسم السياسات ويقدم الحلول والرؤى للإصلاح وينتقد قرارات الحكومة ويعمد إلى التصويب والتصحيح ويرسم الخطى نحو قرار سليم يعتمد على الإحتكام إلى الشعب وخاصة من يطالهم مثل هذه القرارات فى تفعيل جاد للديموقراطية والإحتكام للإقتراع الحر النزيه واطلاق الحريات وليس الإحتكام لفرض الإملاءات وسياسة فرض الأمر الواقع بالإستبداد والفساد.،، وانتهى الأمر بأن كان محاورا جيدا للوزير ولا أكون مبالغا إذ قلت أنه وصل لدرجة النزال والندية مع الوزير خاصة فى وجود الأستاذ/خيرى رمضان الذى كفل الحرية واعطاء مساحة مناسبة للمواطن الذى عزز ببعض الإتصالات ورغم براعة وزير الإستثمار بكاريزمته المعهوده بالبساطة وقدرته الحوارية المفوّهه إلا أن المواطن ظل بقناعته أن الحكومة على خطأ ورغم كل ماقدمه الوزير من إقرار بالخطأ أحيانا وإن كان على استحياء وما قدمه من تبريرات غير مقنعة إذ أن العين أسيرت ما تراه كما يردد سيادة الوزير دوما ولكنه قدمها على مضض حتى بدا عليه الضيق من الفقرة والتى عبر عنه بعفوية وشىء من النكتة بعد ذهاب الأستاذ/خيرى رمضان وظل الوزير فى الفقرة التالية مع الحاج تامر وما أدرنا بالحاج تامر ..الذى أزعم أنه يصدق فيه وبعض رجال الحكومة والحزب من وزراء وكبار المسؤلين اللذين تحوم حولهم الشبهات والذين حجوا هذا العام والأعوام السابقة بأموال الشعب قول الشاعر...
حججت البيت وكأنك لم تحج
والبيت من أفعالك كاد يهج
ذهبت إليه بزمبيل من المعاصى
فعدت منه بزمبيل وخرج!!!
ولكن ليس هذا مجال كلامنا الآن!!!فقال الوزير الحمد لله الذى خلصنا من خيرى رمضان وبدا مرتاحا باشا فى جلسته وهو يحاور بطلات العالم فى الإسكواش!!!!المهم أن الكلمة التى اختتم بها المواطن الذى كان بدرجة وزير فى بداية الفقرة وانتهى محاورا وعبر بها عن عدم رضائه ورضائنا وعدم قناعته وقناعتنا بأداء الحكومة وهى " أفلح إن صدق"!!!تمثل لنا معظمنا وخاصة المعنيين بالشأن العام سواء كان الأمر سياسيا أو اجتماعيا أو حتى دينيا أو فنيا وكرويا هى ما يلهج ويلهث بها حالنا ولسان كلامنا على كل قول يصدر عن حكومة الحزب الوطنى الديموقراطى التى لم تفلح جتى الآن لأنها لم تصدق فى كل ما تقول وما تعد به اللهم إلا فى اليسير الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع ولا يعد عملا تمتدح به حكومة ارتضت الفساد وتعانقت فى سفاح شاذ بين السلطة ورأس المال فى احتكار مادى بكل صوره وفى كل المجالات ومعنوى فى أقبح صور الإستبداد السياسى والإستئثار بالسلطة ورفض كل النصح المقدم لها من المعارضة الحزبية والمستقلة وما تفتأ تصف معارضيها بالعمالة وتتهمهم بالتخوين والتهويل أو فى أقل الصور تتهمهم بالجهل والتغرير.، وعلى هذا ورغم الإيجابية التى أسعدتنى بالحوار الذى تم يبقى فى ذهنى وفى عقيدتى إيمانى بأن الحكومة لا تؤمن إلابديموقراطية رغيف العيش الذى أجلسوا جائعا إلى كومة منه وقالوا الرغيف السليم لاتكسره والمكسور لاتقربه وكل حتى تشبع!!!!أو أنها متمثلة فى وزرائها وكل مؤيدوها تؤمن بمقطع فى أغنية يقول " خدوا عينى شوفوا بيها"!!!والسؤال الآن للأستاذ/ خيرى رمضان هل لا زلت تؤمن بجدوى التحاور بين المواطن والوزير وخاصة وإن لم يحالفك الحظ ويساندك القدر ووقعت مع وزير آخر لا يملك كاريزمة وزير الإستثمار أو المالية!!!؟؟
وهل يمكن أن يأتى مثل هذا التحاور بنتيجة تضمن الرأى والرأى الآخر الذى يكفل الصواب والقرار السليم فى ظل امتناع صارخ من حكومة الحزب وحزب الحكومة عن الإعتداد والسماح للمعارضة الحزبية والمستقلة بالإدلاء بآرائهم ودلوهم وتمثيلهم فى الوزارات والهيئات وتبوئهم صدارة بعض المصالح والمحافظات حتى تتنوع المصادر وتتوزع المسؤلية وتكون الحكومة متمثلة من كل ألوان الطيف السياسى الذى يقر التعددية ويحتمى بالدستورية ويحقق مبدأ المواطنه فى ظل إسناد الأمر لأهل الإختصاص والخبرة وليس أهل الثقة والحظوة!!؟؟
وإجمالا للقول أتسائل هل من فائدة فى تحاورنا وكل منا يؤمن بأفكاره ومعتقداته وليس لديه أدنى استعداد لقبول الآخر منا والتنازل بعض الشىء والتى قد يكون مستقيها من ترهات وأباطيل وزعم الأعداء أو المنتفعين وأصحاب الحسابات والمواءمات والمكاسب الشخصية حتى عمّنا البلاء وطالنا الغلاء وأصبحنا نعيش فى خزى وعار وداست فوقنا ماشية اليهود والصهيونية العامية متمثلة فى بوش وحلفاؤه واسرائيل ومعاونوها والمحتكرين والفاسدين منا؟؟؟!!!
******