ترجمة

الخميس، 17 يونيو 2010

أيها المواطن المطحون..لا تتنـــــحى...!!!

أحبائى..
فى ظل هذه الأيام التى نحياها وسط كل هذا الحراك السياسى والجدل الإجتماعى... أصبح لزاما حتى على المواطن المطحون وليس فقط النخب ودعاة الإصلاح والتغيير داخل الأنظمة والحكومات قبل المعارضة والحركات والجماعات والجمعيات الوطنية والمنظمات الأهلية والمدنية لأننا جميعا كلنا راع وكلنا مسئول عن رعيته أن لايتنحى أحد منا ويترك مسؤلياته أيا ما كان موقعه ومكانه قبل خبرته ومكانته.،
ولهذا أكتب اليوم..
التنحى... أم الإنتحـــــــار...
أيهما أصعب قـــــرار.....؟؟؟
ليس ذلك منى إستفسارا إنكاريا أو حتى أو سؤالا... أقدمه لقارىء أيا ما كان موقعه وثقافته ومكانته بين النخب المثقفة أو حتى العامــــــة من البشر ..أو أيا ماكان رئيسا كان أو مرؤسا ..، ولكن كان ذلك سؤالا جال بخاطرى ، ويجول كلما مرت بأسمعى وشاهدت أعينى أنباء تنحى مسؤل عن مكانه وهذا نادر الحــــــــدوث .، أو سماع عن إنتحار نفس تركت مكانها فى الحياة الدنيا وهذا للأسف أصبح واقع ملمــــــــــوس.، إما يأسا وقنوطا من صلاح الحال أو هدوء البال ...فى إستقرار حقيقى وليس موت إكلينيكى كذاك الى نعيشه ليس فقط فى مصرنا الحبيبة بل وفى كل أوطاننا وبلداننا العربية والإسلامية.،
المهم وحتى لايضيع منى الكلام وحتى لاأستغرق فى جو السؤال والإستفـسـار عن الحال التى أوصلتنا لهذا أو ذاك... دعونى أبدأ الكلام حول خاطرى هذا من حيث نطق الرئيس عبد الناصر بكلماته تلك "لقد اتخذت قــــرارا وأرجــــــو أن تعينـــــونى عليه .." وكان هذا ما صدّر به قرار التنحى .، ولست أكون فظا أو جاهلا حتى إذا إعتبرت أن تلك الدخلة لجـــو خطاب التنحى كانت تيمة ولوجو وكاريزما الخطاب السياسى فى القرار رهانا من كاتبه والناطق به ومجلس مشورته فى غرفة المشورة الإستراتيجية لأى نظام وحكومة أوحزب وحركة وجماعة ..على حد ســـواء على شىء مكــنـــون فى صدور النفــوس البشرية وبخاصة العربية المسلمة منها وبأخص الخصوص النفس البشرية فى الشخصية المصرية ، والتى غالبا ما تتحكم فى قراراتها فعلا أو ردة فعل العواطف والمشاعر والأحاسيس وهذا قد حدث حتى من الكارهين لعبد الناصر.، والتى وإن كانت لاتعيب القرار جملة إلا أنها تبقى عيبا تفصيليا فى تنفيذ هذا القرار سواءا من متخذه فاعلا كان أو رد فعلا منه إذ كان مفعولا به أو لأجلـــــه.،
وليس ها فقط عيبا إنسانيا أو قانونيا ودستوريا بل يعد أيضا عيبا شرعيا حيت أنه وفى ظل تداخل المشاعر وارتباط الأحاسيس بين الفاعل والمفعول حبا أو حتى كرها تجعل فى كثير من الأحوال والأوقات القرارات غير عادلة وظالمة إما للنفس أو للمجتمع وفى كل شر مستطير يودى بالأمن والسلام الإجتماعى الذى يخلق حالة من اليأس والقنوط تدعوا ليس فقط للتنحى بل للإنتحار.، ولا يشترط فقط أن يكون الإنتحار ماديا بما يعنى قتل النفس حقيقة بل يكفى فيه المعنى إذ يعيش الإنسان وكأنه ميت.، بل هو ميت بالفعل إذ لايقوى على إحداث فعل أو رده وهنا يستوى كون الحالة التى دعت إلى ذلك سياسية أو إقتصادية أو حتى عاطفية وربما تكون كروية أو فنية.، غير أن ما يعنينى فى ظل تواجد هذا الخاطر يجول بخاطرى هو قرارات التنحى عن المشاركة السياسية إما تركا لموقع تنظيمى فى نظام وحكومة أو حركة و جمعية وطنية أو حزب معارض ..حيث أن هذا القرار فى تلك الحالة لايعبر عن رأى أغلبية وجماعة فى غرفة مشورة إستراتيجية تراهن على مكنون فى صدور نفوس بشرية .، لأن فى الأولى والثانية وفى هذا الوقت غير معنية بأى قرار ولا يفرق معها كونه تنحيا أو إنتحارا.. لأن الغالب على الجميع هنا وهناك وفى كل مكان شعور باليأس والإحباط من صلاح الحال أو حتى هدوء البال!!!
فى ظل طول فترة الإستبداد السياسى، والفساد الإقتصادى، والإنحدار الأخلاقى، وإصابة المجتمع بما يسمى" إيدز العلاقات الإنسانية" وهو البخل بالمشاعر والأحاسيس ..فأصبح المجتمع مصابا بحالة العوز المناعى الذى يجعله غير قادر على مواجهة أى مرض ولو دور برد عابر بسيط!!!
فهل نترك تلك الأنا نيات والعنتريات ونبتعد عن هذه التهديدات بالإنسحاب والتنحى حينا..أو تقليص الأدوار والإكتفاء بالمشورة والخبرات حينا..، أو العزوف والإمتناع أحيانا كثيرة كحال
الأغلبية المقهورة تحت وطأة العوز والإحتياج المادى قبل المعنوى!!!

أرجو وأأمل ذلك ..وستحيا مصر رغم أنف الجميع حرة ومستقلة وشقيقة كبرى لكل العرب والمسلمين ، وأم للدنيا بأسرها!!!
******

ليست هناك تعليقات: