ترجمة

الأحد، 23 أغسطس 2009

إنى صائم مرتين!!!

أحبائى...
هل فكر أحدنا يوما فى مقولة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إن صائم مرتين" متحدثا عن الصائم عندما يجد نفسه فى مشاجرة أو مزاحمة موجبا عليه أن يتذكر أنه صائم ويردد القول مرة وأخرى !!
إنى صائم ..إنى صائم.. فلابد وأن يكون هذا لحكمة وغرض يتحدد من معانى الصوم المجملة والتى تنبثق من التقوى المفروضة والمرجوة فى قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)!!!
لأنه غير خاف على أحد أن الله عز وجل لم يشرع العبادة ويوجبها على عباده لحاجته إليها ، فهو الغني سبحانه ، وإنما شرعها لحكم ومعان عظيمة ، ومقاصد جليلة, تعود على العبد نفسه بالنفع في دينه ودنياه .وعاجلة أمره وآجلها!!
وإذا كان المقصود الأول من العبادة هو الاستسلام والانقياد والعبودية والإذعان ، وقدم الإسلام لا تثبت إلا على ظهر الاستسلام لله سبحانه ، فلا يعني ذلك خلو هذه العبادات عن الحكمة القدرية المقدرة للصالح العام والخاص ، وأن لا يبحث المسلم عن المعاني والأسرار الكامنة وراء الأوامر والنواهي التى تحدد الحلال والحرام مابين افعل ولا تفعل ولكن دون إفراط أو تفريط!!!
والصيام شأنه شأن سائر العبادات والقربات له معانٍ وأسرار عظيمة يمكن تلمسها والوقوف عندها لمعرفة الحكمة من مشروعية هذه العبادة الجليلة فى معانى كثيرة نوجزها فيما يلى:- .....
(1) أن الصوم فيه تربية على العبودية والاستسلام لله جل وعلا , فعندما تغرب الشمس يأكل الصائم ويشرب امتثالا لأمر الله , وإذا طلع الفجر يمسك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات , فهو يتعبد الله عز وجل في صيامه وفطره , فإذا أمره ربه عز وجل بالأكل في وقت معين أكل , وإذا أمره بضد ذلك في وقت آخر امتثل ، فالقضية إذاً ليست قضية أذواق وأمزجة , وإنما هي قضية طاعة واستسلام وانقياد لأمر الله ويشترك فى هذا جميع الطاعات وكل العبادات!!!.
(2) و الصوم كذلك يربي في النفس مراقبة الله عز وجل , وإخلاص العمل له , والبعد عن الرياء والسمعة , فهي عبادة بين العبد وبين ربه جل وعلا , ولهذا جاء أن الصوم عبادة السر , فإن بإمكان الإنسان ألا يصوم , وأن يتناول أي مفطر من المفطرات من غير أن يشعر به أحد من الناس, بل إنه بمجرد تغيير النية وقطعها يفطر ولو لم يتناول شيئا من المفطرات طوال يومه , فامتناعه عن ذلك كله على الرغم من أنه يستطيع الوصول إليه خفية , دليل على استشعاره اطلاع الله على سرائره وخفاياه , ومراقبته له , ولأجل هذا المعنى اختص الله جل وعلا عبادة الصوم من بين سائر العبادات , ولم يجعل لها جزاء محدداً , قال صلى الله عليه وسلم " كل عمل ابن آدم يضاعف , الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , يدع شهوته وطعامه من أجلي " أخرجه مسلم . فقوله جل وعلا "من أجلي " تأكيد لهذا المعنى العظيم .والصوم يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة , وانتظار ما عند الله عز وجل , حيث يتخلى الصائم عن بعض شهوات النفس ومحبوباتها , تطلعا إلى ما عند الله عز وجل من الأجر والثواب , وفي كل هذا توطين للنفس على الإيمان بالآخرة , والتعلق بها , والترفع عن عاجل الملاذ الدنيوية , التي تقود إلى التثاقل إلى الأرض والإخلاد إليها .!!
(3) و الصوم يربي النفس على الصبر , وقوة الإرادة والعزيمة , فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم , والمقصود من الصوم إنما هو حبس النفس عن الشهوات , وفطامها عن المألوفات , ولهذا كان نصف الصبر , والله تعالى يقول : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ( الزمر :10) .!!
(4) و في الصوم كذلك تربية للمجتمع ، وتنمية للشعور بالوحدة والتكافل بين المسلمين , فالصائم حين يرى الناس من حوله صياما كلهم , فإنه يشعر بالترابط والتلاحم مع هذا المجتمع , فالكل صائم , والكل يتذوق لذة بالجوع في سبيل الله ، والكل يمسك ويفطر دون تفريق أو امتياز , لا يستثنى من ذلك أحد لغناه أو لجاهه أو منصبه , فأكرمهم عند الله أتقاهم , وأفضلهم أزكاهم .فما أعظمها من صورة معبرة عن وحدة المجتمع في ظل العبودية لله جل وعلا .والصوم يضيّق مجاري الدم , ويخمد نيران الشهوات , !!
(5) و الصوم يقلل فرص إغواء الشيطان لابن آدم , فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم , ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح " يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء وفى رواية "الصوم جنة " ، أي وقاية يتقي به العبد الشهوات والمعاصي , ولهذا أمر صلى الله عليه وسلم من اشتدت عليه شهوة النكاح مع عدم قدرته عليه بالصيام ، وجعله وجاءً لهذه الشهوة ومخففا من حدتها .!!
(6) ومن معاني الصوم أن يتذكر الصائم بصومه الجائعين والمحتاجين , فيتألم لآلامهم , ويشعر بمعاناتهم , فالذي لا يحس بالجوع والعطش قد لا يشعر بمعاناة غيره من أهل الفقر والحاجة , وإذا كان أحدنا يجد ما يفطر عليه من الطعام والشراب , فغيرنا قد لا يجد شيئا من ذلك .تلك هي بعض معاني هذه العبادة العظيمة , وقد جمعها الله عز وجل في قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( البقرة : 183)!!

إذا فالحكمة التي شرع الصوم من أجلها هي تحقيق تقوى الله عز وجل, وهي ثمرة الصوم الشرعي ونتيجته , ومالم يكن الصوم طريقا لتحصيل هذه التقوى فقدْ فَقَدَ الغاية والمعنى الذي شرع لأجله , فليس المقصود من الصيام هو مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والجماع فقط دون أي أثر لهذا الصوم على حياة الإنسان وسلوكه , ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " وقال " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش " رواه الإمام أحمد وابن ماجه بسند صحيح , قال جابر رضي الله عنه:
إذا صمت فليصم
سمعك وبصرك
ولسانك عن الكذب والمآثم ,
ودع أذى الجار ,
وليكن عليك وقار
وسكينة يوم صومك ,
ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء "
فينبغي للمسلم الحق أن يستحضر هذه المعاني وهو يؤدي عباد ة الصوم , حتى لا تخرج العبادة عن مقصودها , وحتى لا تتحول إلى عادة يؤديها مسايرة للبيئة والمجتمع وكذا كل العبادات من صلاة ة وزكاة وحج وأى شعيرة من شعائر الإسلام ينبغى أن تكون خالصة النوايا موافقة لما شرع الله وأمر وحد رسوله صلى الله عليه وسلم ونزلت بكتابه ..!!!!
حتى نجد ذلك المسمى الضمير الإنسانى الذى يفرض رقابة ذاتية صارمة لاتفسد مهما غرها شيطان الإنس أو الجن ووسوس فيتسلط الضمير على النفس ليجعلها تتفانى فى أداء كل ما يسند إليها من مهام ليس فقط لإعجاب البشر وتقدم الحضارة ونيل المكاسب المادية بل لإعجاب سيد البشرصلى الله عليه وسلم والملائكة وجبريل وتقدم المسلمين والأهم نيل الرضا والمحبة من الله رب العالمين!!!!!!!!!
ولم يبقى إلا القول اللهم إنى أعوذ بك من أن أذكر بهذا الأمر وأنساه فانت ولى أمرى وكل أمر ومولاه .
اللهم آمين وتقبل منا يارب العالمين!!!!!!!!!
***********

هناك 3 تعليقات:

asmaamosad يقول...

كووووووووووووووووووول سنه وحضرتك طيب يادكتور والأمة الإسلامية جمعاء

والقمرات التلاته دائما بخير ويارب يطيل لك فى عمرك مع حسن عملك حتى تراهن فى أحسن المراكز

رمضان ملئ بالحكم ولو قعدنا نعد مش هنخلص

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك


كل سنه وانت طيب

رمضان كريم

حنين

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

ياسلام..
مدونتى لما تسعد تزورها
أسماء وحنين فى وقت واحد!
كل عام وأنتما خير!!