ترجمة

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

ليس كل ما يبرق ذهبا..!!!

أحبائى..
بالأمس وعلى صفحات المصرى اليوم كتبت الأستاذة/فاطمة ناعوت وهى كاتبة ثأثرك بأسلوبها البليغ وتعبيراتها السلسة الرقيقة مقالا عبرت فيه عن كحال سلسلة مقالات سابقة عن الحاجة إلى التعامل مع الأشياء بعيدا عن الموروثات الشعبية والنصوص النقلية وعدم الإكتراث بالخبرت السابقة ليكون لنا فضل التجربة ونحتفظ ببكارة الفكر والعقل للتعلم من خلال العلم الملائكى النابع من الفطرة .، وقد يكون لهذا الكلام أساس من المنطق وأصلا فى الشرع غير أنه يبقى لنا ضرورة الإيمان أن قصص وخبرات السابقين فيه العظة والعبرة وقد يكون فيها الغنى عن التيه والضلال واهدار الوقت للوصول إلى نتائج هى محتومة ومقدرة لاتتغير كما أنه ليس كل الموروثات الشعبية هراء وكل النصوص النقلية واجب الإيمان بها وتصديقها فمثلا عندما يخبرنا الحق تبارك وتعالى إن الشيطان عدو لنا فلا يجب أن نختبر هذه العداوة وعندما يخبرناالآباء و الأجداد والسابقون أن الصرصار والفأر فيهما ضرر بالغ أن نصدق دون الحاجة لخبرة ذلك بالتجربة التى قد تكلفنا الكثير ومن هذا المنطلق كان تعليقى على مقالها "ياصغيرتى ليس كل فأر"جيرى" الذى تجدون على هذا الرابط
ولكن للأسف تعليقى لم ينشر لذا أعمد لتدوينه هنا ردا وتعليقا من باب النقاش الهادف والتواصل والتناصح وكان تحت عنوان..
ياسيدتى ليس كل مايبرق "ذهبا"!!!
وهذا نصه..
الأستاذة العزيزة الرقيقة /فاطمة ناعوت بعيدا عن التفتيش فى النوايا ومحاولة التشكيك فى مقاصد المقال وأخذه على علته وكما أوردتيه وأقر وأعترف بأن كل ما جاء به ليس هرطقات زنادقة أو إرهاصات متنبأ أو حتى غلو فى العلمانية واستعظام الفكر بتغليب العقل على النقل لكن..!!!!
لتعلمى أن العلم الملائكي يسمى عند أهل العلم بالداعي فإذا توافرت معه القدرة استلزم ذلك وجود المقدور، ومن المقدور ما قُدِّر له من خير في الدنيا والآخرة، وكان بذلك ذاهبا إلى كمال، ومنتقلا من علو إلى عُلُوٍّ وارتفاع، حتى يبلغ تمام حقيقته الإنسانية التي بها يفضل الحقيقة الملائكية الثابتة على صورة واحدة من الكمال.وأن الله تعالى خالق الأسباب كلها لم يجعل شيئا منها مستقلا بنفسه، مستغنيا عن غيره في تحصيل مطلوبه، فلكل سبب معاون له من جنسه وشريك، كما أن له ضدا وخصيما من غير جنسه، فإن لم يعاون السبب شريكَه، ولم ينصرف عنه خصيمه وما هو من أضداده لم يحصل المطلوب، وذلك كالمطر الذي لا سبيل له منفردا إلى الإنبات بغير التربة والهواء، وامتناع العواصف المفسدة والمدمرة، وكل سبب معين هو جزء من المقتضي للمطلوب، فليس في الوجود مقتضى قائما بنفسه، بل المقتضي للمسبب هو مجموع الأسباب، مع انتفاء أضدادها ومفسداتها.ولهذا كان قوله تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف- 179)، وقوله {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} (البقرة-171).
فهؤلاء عميت قلوبهم، وبكمت أفواههم وصمت آذانهم عن الحقيقة كما قال تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج-46).
وقد قال الإمام ابن تيمية: ومن الناس من يقول: إنهم لما لم ينتفعوا بالسمع والبصر والنطق جُعِلوا صما، وبكما، وعميا، أو لما أعرضوا عن السمع والبصر والنطق صاروا كالصم العمي البكم، قال: وليس كذلك، بل نفس قلوبهم عميت، وبكمت، وصمت كما قال تعالى {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} (الحج: 46).
وأصل السعادة أمران:
1- سلامة الفطرة.وهى ما عنيتها بمقالك من بكارة الطفولة
2- تمام الهداية.ولا تكون إلا بالشرع عقلا ونقلا أمرا ونهيا واعتبارا بما كان للأمم السابقة (لقد كان فى قصصهم عبرة )!!
كما أن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين:
1- فساد العلم.
2- وفساد القصد.
وعلى ذلك فكمال المخلوقات هو في الهدى والتعليم الجامعين لأطراف الطريق من بداية الخلق إلى نهاية الرحلة عند {الأكرم} جل جلاله. حيث بين سبحانه في أول ما أنزله أنه سبحانه هو الخالق الهادي {الذي خلق فسوي، والذي قدر فهدى} إن لفظ "الكرم" هو لفظ جامع للمحاسن والمحامد، ولا يراد به مجرد الإعطاء، بل الإعطاء م تمام معناه، فإن الإحسان إلى الغير تمام المحاسن، والكرم كثرة الخير ويُسرته، ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما أخرجه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة (رضي الله عنه) "لا يقولن أحدكم الكرْمَ، إنما الكرمُ قلب المؤمن" وفي لفظ "لا يقولن أحدكم للعنب الكرمَ، إنما الكرم الرجل المسلم" .فقد شبه الحق جل جلاله إنزال القرآن الذي به الهدى من السماء بإنزال الماء الذي به النفع والحياة من السماء كذلك، كما شبه ورود القرآن على أسماع الناس بالسيل الذي يمر على مختلف الجهات عند نزوله، حيث يمر على التلال، والجبال، فلا يستقر في التلال والجبال؛ ولكنه يمضي إلى الأودية والوهاد، فيأخذ كل من الأودية والوهاد ما يناسب سعته واستعداده، وهذه السيول في حال نزولها تحمل على متنها الزبد الذي هو رغوة الماء التي تربو وتطفو على سطح الماء، فيذهب الزبد غير منتفع به، ويبقى الماء الخالص الصافي ينتفع به الناس للشراب والسقيا.
ثم شبهت هيئة نزول الآيات وما تحتوي عليه، من إيقاظ النظر فيها فينتفع به من دخل الإيمان قلوبهم على مقادير قوة إيمانهم وعملهم، ويمر على قلوب لا يشعرون به، وهم المنكرون المعرضون، ثم يخالط قوما فيتأملونه ليأخذوا منه ما يثير لهم شبهات وإلحادا وهذا ما يفيده قوله تعالى {أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله، كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} (الرعد-17).
أى أن من سبل التعلم والمعرفة واكتساب الخبرة ضرب الأمثال وصدق الله العظيم إذ يقول(وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(ابراهيم من الآية25)..وإذاكان هذا من الخالق الذى جبلنا على الفطرة فمن الفطرة المحكاة ولهذا فإن الأب أو الأم حين ينهران الصغير بنهى أو يثقلان عليه بأمر فهو من هذا الباب إعمالا للعقل وتنفيذا للشرع ومضاهاة للفطرة ولاعجب إذ يمنعانه من اللعب مع الصرصور لنجاسته وتلوثه والفأر لضرره الذى هو معلوم!!
وكل هذا لاينافى ولا يجرح البكارة الطفولية لأنه من أساس تكوينها إستنانا بسنة الله فى خلقه (ولن تجد لسنة الله تبديلا ) (ولن تجد لسنة الله تحويلا)صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم إذ يقول عن النعمان بن بشير _رضي الله عنهما_عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا:لوأنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"نسأل الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة..!!!
ملحوظة :-ما ورد بعاليه اقتباسات من أقوال العلماء السابقين الذين سبقونا منذ قرون عدة ردا على مثل كلماتك وأفكارك!!!!
***********

هناك تعليقان (2):

asmaamosad يقول...

أعتقد بداية يادكتور أن سبب عدم نشر التعليق هو الطول فى الكلمات

لذا احرص دائما على ما قل ودل
ومش أنا اللى هقول لحضرتك كده

دا حضرتك ماشاء الله حولك وحواليك تتمتع بقدر كبير من الثراء اللغوى

وقدرا أكبر من حفظ القرآن بالتالى استخدامك للآيات يأتى فى مكانها الصحيح دائما ولاتحتاج منك لشرحها

بس فاطمة ناعوت دى أنا سمعت عنها من حد من أصحابى هى صديقه ليه ومكنتش فاكرة إنها صحفية ودكورة يعنى أنا فاكراها حد قدنا

عموما انا لا أقرأ قصاصة صحفية منذ 3 سنوات كل ما أقرأه على الشبكة

وحتى لم يعد لدى وقت لتصفح الصحف على الشبكة

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

شكرا لمرورك أسماء!!
وشكرا للنصيحةالغالية!!!
بس جائنى الرد من شخص له صلة بالجريدة أن الحجب بسبب أنهم ظنوا أننى أرمى الكاتبة بالزندقة وأفتش فى نواياها!!
لأنك لو تتبعت الرابط ستجدين تعليقات بنفس المساحة ويمكن تزيد!!