ترجمة

السبت، 1 أغسطس 2009

شكرا يا أم هاشم!!!!!!!!!!!

أحبائى..
وبعد حكايات عمى "السودانى" الذى استطاع بفطرته وطيبته أن يحقق التوازن بين الفهم والوعى المطلوب للإستفادة من تجارب الآخرين والعمل الدؤوب للإستفادة من تجاربه الشخصية دون الحاجة إلى تيه وجدال لا يسمن ولايغنى من جوع ويدخل دوما فى صلب الموضوع بأقل الكلمات المعبرة دون تكلف أو تنطع ليصل إلى حقائق الأشياء خاصة إذا كان العلم بها سلفا لاينفع إلا فى حدود والجهل بها لايضر عامة وقد عجبت من بعض الناس حين فهموا من كلامى السخرية من الثلة الحاكمة وتبشيع فعل عمى" السودانى" وهذا لم يكن أبدا فى زعمى ومقصدى جملة بل حقا أقول أننى قصدت فعلا السخرية من الثلة الحاكمة وأيضا النخبة المثقفة والتى رغم مالديها من علم ومعرفة وآليات دراسة وتطبيق لم تستطع التوصل إلى نتائجه ولكنى أبدا لم أعنى تبشيع أفعال عمى " السودانى" من خلال قص حكاياته ومن هذا المنطلق أعمد اليوم لسرد هذه الحكايات
لأعمام مصريون!!!
(1) عمى عبدالفتاح وزوجته !!!!
عمى "عبدالفتاح" رجل من نفس عمر عمى "السودانى" ومن ترتيبات القدر أنه كان جار له فى السكن بالقرية لهما نفس الكاريزما فى الطيبة والفطرة السليمة تزوج من عمتى "آمنة" التى لاتفرق عنهما شيئا من إمتلاك تلك الكاريزما التى نفتقدها اليوم ولعل هذا كان سمة أبناء هذا الجيل الذى عاصر جزءا من الملكية وأياما من عهد الثورة المهم أن عمى"عبدالفتاح" لم يكن على علم إجتماعى أو شرعى بما تتطلبه الحياة الزوجية من تفاهمات وتقديم تنازلات حتى تستقيم وتمتد اللهم إلا بما عهده من خلال مشاهداته لحياة والدية وأعمامه وأخوالة وأقرانه ومعاصريه كما أن زوجته لم تكن تعى حقوق المرأة بمفهومها الذى تتغنى به كل المنظمات المدنية والأهلية لامحلية ولا عالمية وكل خبرتها هى ماوجدت عليه أمها وعماتها وخالاتها وقريناتها ومع ذلك كانا يعيشان حياة هادئة هنية بمفهومها القروى البسيط لايعكر صفوها إلا ضيق ذات اليد وظلم وقسوة الحياة فى هذا العصر ومع ذلك كانا يتغلبان على ذلك كله بالطيبة والفطرة السليمة حتى حدث ذات يوم أن تملك الغيظ من زوجها بها نتيجة بعض أفعال وطلبات بالغت فيها مع شعور بالعجز والضيق ببعض تجاوزات حدثت معه من عمدة القرية فما كان منه إلا أن لطمها على وجهها لأوّل مرّة وبعض زواج دام ما يقرب من ربع قرن أنجبا خلاله بنين وبنات أصغرهم فى سن الزواج ....فلم تستطع أن تغفر له هذا التطاول ومد اليد فذهبت غاضبة إلى بيت أسرتها وعندها وقع فى نفس عمى "عبدالفتاح" أنه أخطأخطئا لا يمكن غفرانه ولا يستطيع الإعتذار عنه ومشكلة لايمكن حلها إلا بمعجزة إلاهية أو واسطة كبيرة فلم يجد غير السيدة "زينب" أم هاشم أم العواجز فطفق يسعى بين جنبات البيت وفى ظلمة الليل يدعو "يا أم هاشم يا أم العواجز يا بنت بنت رسول الله توسطى لى عند" آمنه" واجعليها تسامحنى على ما كان منى ...آآه يا أم هاشم لو تجيبيها دلوقتى وألاقيكى داخله عليا بيها ندر عليا لأولعلك دستين شمع وأقرالك الفاتحة ليل نهار"والعجيب فى الأمر أن عمتى "آمنة " كانت تتسلل إلى البيت فى غيابه وتعد الطعام وتقوم بكل الأعمال حتى سمعته وهو يجأر بهذا الدعاء فما كان منها إلا أن خرجت إلى الباب ورددته خلفها وأخذت تردد" لا.. لا.. يا أم هاشم لايمكن أبدا أسامحة .لا... لا... متزقنيش أنا لايمكن أبدا أعود إليه متحاوليش " وهنا سمعها فخرج مسرعا وأمسكها وأدخلها إلى البيت وهو يحمد الله ويشكر أم هاشم "شكرا يا أم هاشم ..شكرا يا أم هاشم.."!! وعاشا بعدها كما كانا ولم يحدث أبدا أن أغضبها أو ضايقته ..
والشاهد فى الحكاية بعيدا عن ما يمكن أن يقال من عدم جواز النذر لأولياء الله الصالحين أو التضرع بهم وشد الرحال إلى مساجدهم وقبورهم لأنه "لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد النبوى والمسجد الأقصى"فك الله أسره وطهره من دنس اليهود .. كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ..أن الطيبة والفطرة السليمة أساس كل حياة هنيئة ومستقرة لايفسدها إلا التنطع والأفكار والمعتقدات الفاسدة التى جعلت المودة والرحمة والسكن فى الحياة الزوجية مناكفة ومشاكسة وصراع ديكة وليس ذكرا وأنثى (وليس الذكر كالأنثى) وصدق الله العظيم إذ يقول (ولاتتمنوا مافضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا من فضله إن الله كان بكل شئ عليما)!!!.
(2)عمى ممدوح وأمه!!!!!!!!
هو الآخر من أتراب عمى " السودانى " وعمى "عبد الفتاح"علاقته بأمه علاقة وطيدة ومميزة بطريقة تجعل الفراق بينهما صعبا ونهاية الكون لأحدهما !!! ولما لاتكون كذلك وهو ولدها الوحيد على بنات ووالده توفى وهو صغير وأنكفأت عليه لتربيه وتكبره هو وأخواته وفعلت كل ما تستطيعه فى ظل الظروف والمناخ الذى يوجد فى هذه الأيام حتى كبر وتزوج ولكنها بقيت له أما وأبا وصاحبة يقدمها على زوجته وأولاده حتى أتى اليوم الذى وافتها فيه المنية وتوفيت فكان هذا اليوم له بمثابة النهاية التى لايستطيع العيش بعدها أبدا فكان تعبيره وهو واقف على قبرها يبكى بكل طيبة وفطرة سليمة "مع السلامة يا مة ياترى حقدر أعيش بعدك إزاى" وهنا تدخل أحد أقرانه بنفس الطيبة والفطرة السليمة ليواسيه وقال له "قوى ياممدوح حتعيش وتاكل بكاكيم وفطير ورقاق وعسل" ورد عليه عمى "ممدوح"<طيب لما أشوف>!!!!وشاءت الأقدار بعدها بشهور أن جمعت الرفيقين على أكلة فطير ورقاق وعسل فأخذا فى الضحك ثم البكاء وقال عمى "ممدوح"" الفراق صعب يامة الله يرحمك بس احنا لازم نعيش"..
والشاهد فى الحكاية أن الفطرة السليمة والطيبة فى العلاقات الأسرية أساس لحياة هنيئة مستقرة تسودها المحبة والإحترام والإجلال عملا بقول الله تعالى (وصاحبهما فى الدنيا معروفا) وبعد الممات (وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا)صدق الله العظيم
فرحم الله عمى السودانى وعمى عبدالفتاح وزوجته وعمى ممدوح وأمه!!
ورحمنا الله جميعا من تغول المدنية وبلادتها التى عصفت بقيم المحبة والود والرحمة والسكينة!!
وأعادنا إلى طيبة أجدادنا والفطرة السليمة( فطرة الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) صدق الله العظيم!!!
اللهم آمين
********

ليست هناك تعليقات: