ترجمة

الاثنين، 6 أكتوبر 2008

طبعا لازم كله ينزل.........!!!!!!!!!!

أحبائى..
فى مقالة تصف واقع حكومتنا الرشيدة وحالها مع الناس وحالهم معها مع اختلاف بسيط فى القيد والتوصيف وتجنيب للسائق فى غير محله وبعيدا عن أرض الواقع كتب الأستاذ / محمد بغدادى هذا المقال الرائع الذى أشرف بوضعه على مدونتى وهو على الرابط خلف الإسم لمن أراد الرجوع إليه فى مكانه..
فيه حد «نجس» في العربية بقلم محمد بغدادي ٥/ ١٠/ ٢٠٠٨
زمان كان لدينا سائق أتوبيس عجوز في هيئة النقل العام، وكانت سيارته كثيرة الأعطال، وكلما تعطل الأتوبيس بالركاب، ينزل ويحاول إصلاحه، وعندما تفشل كل المحاولات ينظر داخل الأتوبيس ساخطاً ويتوجه للركاب قائلا: «يا جماعة الأتوبيس خارج من الصيانة من ساعتين ومش معقول يعطل من غير سبب،
لازم فيه حد نجس في العربية انزلوا كلكم لو سمحتم، وكل واحد يدور علي مواصلة تانية، يمكن العربية ربنا ينفخ قي صورتها وتمشي
». والعجيب في الأمر أنه بعد نزول الركاب،
كان الأتوبيس يعود لحالته الطبيعية وينطلق به السائق كالصاروخ، وعندما نلتقي بعم حسين السائق العجوز في المساء علي المقهي، كنا نداعبه ونسأله عن حكاية ( النجاسة ) وعلاقتها إيه بأعطال الأتوبيس؟!
ويصمت عم حسين قليلاً قبل أن يعتدل في جلسته، ويتهيأ للحديث بحكمة ثم يقول:
«فيه ناس والعياذ بالله بتخرج الصبح من بيوتها من غير ما تستحمي.. والناس دي كل ما تخطي خطوة علي الملايكة بتلعنهم في الأرض والسما، وكل ما يمشوا يتكعبلوا في مصيبة.. تحصلهم كارثة..
وكل ما يمسكوا شغلانة تخرب.. وكل ما يركبوا مواصلة تعطل.. الخلاصة إن المنطقة اللي يدخلها نجاسة عمرها ما تشوف خير لأن الملايكة بتلعنهم ليل ونهار.. ويبقي معاهم زي ما تقول عكس.. ولو مسكوا الدهب في إيدهم يبقي تراب..
والنجاسة ــ لا مؤاخذة ــ أنواع. يعني فيه منهم الحرامي والخاين والقواد واللي لا مؤاخذة مشيه بطال واللي مشيها بطال.. واللي معندهوش ضمير والظالم ابن الحرام
».
ولست أدري لماذا تذكرت عم حسين وأنا أتأمل ما يحدث لحكومتنا الرشيدة من كوارث.. وأتمني ألا ينزعج إخواننا في الحزب الوطني ويطلعوا علينا بالبيانات والخطب والمانشيتات ويتهمونا بالشماتة عندما نقول هذا الكلام.
فيبدو والله أعلم إنه فيه حد نجس في العربية بتاعة الحكومة لأن حجم الكوارث زاد علي الحد المسموح به دوليا.. فالقطارات لما أتحرقت بالناس قلنا إن الحكومة ستهتم ولكن لم يهتز لها رمش، لأنها بتعاملنا علي أننا مجموعة من الرعاع والسوقة والغوغاء،
وأن الموت والحرق بالنسبة لنا نعمة لا يلقاها إلا كل ذي حظٍ عظيم، وعندما غرقت العبارة، قلنا الحكومة ستصلح ما فسد من ضمائر رجالها، ولكنها للأسف عالجت الموقف ولسان حالها يقول: آهم غاروا في ستين داهية، المهم إن ممدوح بيه إسماعيل لم يصبه أي مكروه.
وعندما سقطت صخرة المقطم علي رؤوس الغلابة وحصدت أرواحهم، نواب الحكومة قالوا ياما حذرناهم وقلنا لهم الجبل حيتهد علي دماغ أهليكم، لم يسمعوا الكلام، نعملهم إيه هم اللي غاويين يموتوا أو ينتحروا.
ولما الحكومة بكل أجهزتها الإلكترونية الحديثة فشلت في رفع الصخرة من فوق من ظلوا أحياء واتصلوا بأهاليهم بالهواتف المحمولة وحددوا أماكنهم، قالت الحكومة اردموا عليهم بلا وجع دماغ، إحنا حنجيب مدافن صدقة لكل دول منين!!يندفنوا مطرح ما ماتوا حيلاقوا مقبرة شرحة وجماعية أجمل من دي فين.
ونبقي نعملهم بعد كده نصب تذكاري نلهف لنا فيه قرشين كويسين، ونكتب عليه شهداء الصخرة ونعملهم مهرجان دولي كل سنة، ونسميه المهرجان الدولي الأول للعشوائيات، وأهو منه تكريم للضحايا، ومنه سبوبة حلوة نقلب منها قرشين حلوين.
كما احترق من قبل مسرح بني سويف وراح ضحيته أكثر من أربعين ناقدا ومخرجا وفنانا مسرحيا من خيرة أبناء مصر، ولم يتحرك للحكومة ساكن، وعندما احترق مجلس الشوري وأعلنت جريدة الأهرام صباح اليوم الثاني علي صدر الصفحة الأولي بالبنط العريض: احتراق أول دستور مصري ووثائق المجلس ومخطوطاته منذ ١٦٠ عاما، خرج علينا الأشاوس معلنين أن كل شيء سليم، وكله تمام يا ريس، وأهم شيء أن الجلسات ستعقد في موعدها، لكي تصرف بدلات الحضور والمكافآت في موعدها طبعا !!
أما أن يختطف بعدها السائحون الأجانب، ثم يحترق المسرح القومي الذي أقامه الخديو إسماعيل في القرن التاسع عشر ويعد أقدم مسرح في أفريقيا والشرق الأوسط، فهنا لابد أن نتوقف قليلا لنقول للحكومة: انزلوا جميعا، أكيد فيه حد نجس في العربية.
فليس من المعقول أن تخرج الحكومة من حفرة لتقع في دحديرة، وليس معقولا أن نطفئ حريقا ليشتعل الآخر، و ما إن ننته من أنفلونزا الطيور حتي تعود من جديد، ونخرج من أزمة العيش لندخل في أزمة شنطة الإسعاف وقانون المرور، ومنها إلي أزمة البنزين والأسعار والبطالة، وكأننا في طاحونة مشاكل لا تتوقف عن طحن عظام الغلابة، وسحق مشاعرنا القومية تجاه تراثنا الوطني، الذي نفتخر به بين الأمم.
وإذا كانت الحكومة لا يعنيها التاريخ ولا الجغرافيا، ففي هذا البلد يوجد من يهمه التاريخ والتراث والجغرافيا لذلك ننصح الحكومة بأن تفعل مثل عم حسين، الذي كان يصر علي إنزال جميع الركاب لأن بينهم واحد ــ لا مؤاخذة ــ نجس يمكن ربنا ينفخ في صورتكم،
وربنا يسهل الصعب بين أيديكم ويفتحها علينا وعليكم، لأن ما يحدث لكم من كوارث أمر غير طبيعي، وأكيد فيه حد نجس في عربية الحكومة ولازم ينزل علشان العربية تمشي، والنجاسة زي ما قال عم حسين أنواع وأنتم أدري، مش انتم الحكومة وعارفين كل حاجة، اتصرفوا بقي، دوروا علي اللي مشيه بطال ونزلوه من العربية.

هناك تعليق واحد:

عقارات يقول...

الف شكر على المنتدى الرائع
نحو جيل افضل !!

مشكور