ترجمة

الأربعاء، 14 يوليو 2010

أمة القرآن وعيش " السبهللة".....!!!

أحبائى...
كثيرا ما تداول هذه الكلمة بين الناس على إعتقاد أنها مصطلح عامي .، أو من المصطلحات الشبابية الدارجة في هذه الأيام ، وكنت أعتقد الأمر مثلهم حتى صادفتني الكلمة بأحد مشتقاتها في هذا الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم "لايجيئن أحدكم يوم القيامة سبهللا"أى تائها على غير هدى ।،وفي كلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنى لأكره أن أرى أحدكم سبهللا ، لا فى عمل دنيا ولا فى عمل آخرة " فعرفت حينها انها كلمة فصيحة معنى ومخزى ॥ولعل هذا يكون معنى مشتق لقول الله تعالى(واقصد فى مشيك واغضض من صوتك)سورة لقمان.،
فعمدت الى أصول هذه الكلمة وما كتب عنها لاستبيان معانيها التي شرحها علماءالأمة।،
ومن نبع شروحاتهم أنقل إليكم مايلى :-
فكان من هذه المعاني أن "السبهلل" هو وصف للشخص الذى لايعمل شيئًا، ومع ذلك يبدو نشيطًا فرحًا مختالاً فى مشيته ، مع أنه فارغ وضال الإتجاه لايدرى إلى أين يتوجه.
و"السبهللة" فى فصيح اللغة أيضًا : الضلال والدلال والتبختر ، مع خلو البال والفراغ حتى وإن بدا مهموما بتوافه الأمور أو عظائمها من غير إدلاج أو إيلاج بفهم وشرح قياسا وإسنادا متبعا فيه نهج السلف ،ومرتكزا على إجماع الأمة।أو حتى يأتى بجديد يقدمه دون تسفيه أو تحقير لما مضى ومنه تعلم وعليه نشأ وتربى।،
قطعا ليس هدفي من هذا شرح هذه الكلمة وبيان معانيها وارتباط الفصحى والعامية فيها كبيان أو مدلول على عظمة اللغة العربية واستيعابها لكل منطوق لفظى أو حتى محاولة لضم المفهوم الشعبى للمفهوم الشرعى فى الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم ।،أوقول الفاروق عمر رضى الله عنه فقط॥،بل وانما المراد أن أشير الى أن السبهللة في الماضي والحاضر وفى المستقبل والتىــــقد تشكل نهجا للحياة عند بعض البشر ॥ بل هي اليوم تشكل نهج كثير من الناس في بلادنا .. أو بالأحرى الغالبية منهم .. ولولا خطأ التعميم الذي قد نقع به في هذا السياق لقلت أن منهج "السبهللة"هو المنهج السائد لدى جميع الناس في هذه البلاد الا ما رحم الله رب العالمين ..،
وللتدليل على ذلك على سبيل المثال لا الحصر ولا القصر॥فنجد أننا صرنا ننفق على فواتير الموبايل أكثر ما تنفقه الدولة على التعليم ॥ ومنها أننا ننفق على مظاهر الموضة العصرية أكثر مما ننفق على دراسات البحث العلمي ॥ ومنها أننا نُعنى بتوافه الأمور بدلاً من الاستجابة للمؤشرات القوية الدالة على إنهيار أحوال الأمة الاسلامية، ومنها أننا نعرف أن العالم يتغير بسرعة ولا نفكر أبداً فى تغيير أنفسنا ... ومنها أننا نقيم الدنيا ولا نقعدها لأن حكم المباراة الفلانية ظلم الفريق الذى نشجعه في حقه بضربة جزاء أو فاول وأفصايت، ولا نهتم فى الوقت ذاته بضياع الأقصى الذي بات وشيكا إن لم نتداركه ।، ولعل هذا يكون من الأمثلة فى جانب الفرد والشعب المحكوم أقل كثيرا مما يمكن أن يكون فى جانب الحكومة والنظام الذى يحكمه والذى باتت "السبهللة" ليست فقط منهج حياة، بل هى أيضا طريق منجاة له من كل شدائد وعظائم الأمور والطبق غير مستور ...!!والأشد من ذلك وأنكى المتنطعون فى الدين ।،ولا نملك إلا أن نقول هلك المتنطعون وهلك معهم كل الهالكون في الفلسفة المادية من سقراط وحتى غوتيه وراسيل و سارتر وهم يناقشون بكل بساطه ( أنا مين ؟ أنا فين ؟ ) وماتوا وهم لا يعلمون هم مين ولا هم فين ؟!! وذكر أن إعترف سارتر لأحد أصدقائه أن الوجودية وفلسفتها لم تكن إلا أكل هواء ؟! والغريب أن خرج من رحم هذه الأمة رجال يحسبون أن الغرب محق دائما وكانوا من أتباعه وأشياعه وولست هنا أقول عبدوا الغرب ولكنهم عبدوا أنفسهم إذ وجدوا اللذة في ضلال الغرب والهمجية الروحية لديه ।، وجاءوا إلينا ليعلموننا كيف نضل ونشقى ॥ وكانوا قسمين : قسم شرب من الوحل فكفر بالله العظيم فكان "لا ديني" يسمون أنفسهم علمانيين وهؤلاء ككلاب رقمية تنبح بالديجيتل ॥ أكرمكم الله ॥ يعني متطورين جدا ! و قسم لم يشرب من الوحي ولا من الوحل ! فصار عليماني " نسبة إلى " واحد عليمي "جاهلا أنه فوق كل ذى علم عليم هو الله اللطيف الخبير فنشا مذهب أخبث من اللادينية وهو مذهب" العليمانية" وهو أقرب لما يدعون أنفسهم بالقرآنيين وقرناء للعقلانيين ।،والذي ينبني على أن للكل الحق في إصدار القرارات وتنظير كل شئ بأي شئ لأي شئ مع أن المتحدث لا يفهم من ما يقول شئ ! تجده يتمحك بالعلمانية حينا ويدعي أنه ملحد ويحاول إظهار ذلك وهو مؤمن بها كبديل وحل।، وحينا يؤمن بالله وبأن الدين هو الحل لأنه هو الرأي الأعلى من صانع الكون وخبيره॥ فصار حاله كما قال عليه الصلاة والسلام " يمسي أحدكم।كافرا ويصبح مؤمنا ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا " قاعدته الوحيدة في هذه الحياة ونهجه"
السبهللة " إستهتر بنفسه ومصيره وتقلص عقله فلم يعد يفكر بما وراء الموت لأنه يرى بهائم الغرب لا تفكر فيه ..ولا فيما بعده ويخشون ذلك ولا يقبلون الحديث فيه لأنهم كفروه .،ولا يوجد لديهم مصدر علمي تجريبي أو فلسفي أو حتى ديني موثق مقنع و مؤكد يشرح لهم ما وراء الموت.، ونسى أو تناسى أننا نحن عندنا قرانا نؤمن بأنه من عند الله وأنه لم يحرف وفيه كل شئ من قبل أن نخلق وحتى ندخل الجنة أو النار .حتى أن أحداث الساعة في كل زمان تجدها مشار إليها و بعضها مذكور بالنص في الكتاب والسنة .،وهؤلاء قال عنهم رب العزة ( وأتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فإنسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض وإتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآيات الله وأنفسهم كانوا يظلمون) دائمي اللهاث والهلع والحيرة والضياع .. سيعيشون ويموتون أشقياء .،
والسؤال الآن سؤال بسيط : هل تريد أن تحيا سعيدا وتموت سعيدا وتقابل ربك سعيدا أم تريد لذة دنيوية وفى دولة ممسوخة لا هوية لها ولا رب منفتحة على كل الجهات كبرميل القمامة تدخلها حتى الغربان والكلاب والكل فيها يفعلون مايشاؤون ؟ المسألة ببساطة ليست مصير جماعي فى الآخرة حتى وإن بدا فى الدنيا كذلك بل مصير فردي ... أنت ستموت وحدك وستحاسب وحدك ॥ المجتمع لن يموت معك !! إذن فأولى شئ بالنسبة للانسان هو أن يضمن أنه سينجوا بجلده لو حدث وغرقت السفينة ...؟ ! فقبل أن تنتقد الإسلام وتدعوا الى تصحيحه كما تزعم أيها العليماني الكريم।، وهنا لن أقول لعلى أو إياك لفى هدى أو ضلال مبين بل أقول لعلى وإياك نهتدى إلى صراط الله المستقيم.، عليك أن تتعلم دينك وتقرأ كتابك المنزل اليك من ربك و تضمن نجاتك الشخصية وتفكر في مصيرك الشخصي أولا ॥ دع عني وعنك الصياح والصراخ بمشاكل الأمة والبحث في حلها وأنت تارك للصلاة معرض عن الدين مطبوع على قلبك لو مت وأنت على هذه الحال ما أفلحت ولا شممت ريح الجنة وكنت من الذين تلقتم ملائكة الموت يضربون وجوههم وأدبارهم ...أفق يا رجل ! فكر في مصيرك أولا و أصلح شأنك ثم فكر في حال الأمة أما إن كنت على بينه من دينك ومطبقا له ومؤدي حق ربك لا اقول بكمال ولكن بما يشفع لك عند ربك لو مت في اي لحظه بعدها فكر في مصائر الناس العامه ومصيرك معهم كفرد في المجتمع ولكن لا تنس ذلك المصير الأخص والأهم وهو المصير الكلي أي الكوني المرتبط بالموت هذا مصير يخصك انت بمنئا عن الأمة ومشاكلها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " من حسن إسلام المرئ تركه مالا يعنيه " وشأن الأمة من الأمور التي تعنيك بالتأكيد ولكن دع عني وعنك الدخول والجدل في كل شاردة.، و واردة وأنا أو أنت غافل كل منا عن أمره ومصيره وعلاقته الخاصة بالكون وبربه قبل أن نبني علاقتنا العامة كأفراد في المجتمع । وهذا ليس إشغال بالنفس عن الآخرين ولكنه إصلاح لى ولك قبل الآخرين فكيف نطالب الحكام بالأمانة وحقوق البشر وأنا وأنت أطغى وأظلم منهم لأن كلانا مضيع لحق رب البشر !! على الأقل هم ظلموك وهم أقوى منك ولهم عليك سلطان أما أنت فظلمت نفسك وطغيت على ربك بل وربما أهنته وأنت مجرد نطفة كبرت فإذا أنت لربك خصيم مبين !!
أخي الكريم أقم الاسلام في صدرك يقوم على الأرض أما العقل المجرد والمنطقيه فلا تحل لا لى و لك ولا للكون كله ففكر البشر متوارث منذ آدم الى يومنا هذا ونحن نفكر ونستنتج ونجرب ونورث أبنائنا نتاج فكرنا التراكمي على مر مليارات السنين ومع هذا مازالت دول العقل والمنطق والفكر الحر تتكبد ويلات إجتماعية، و تكبد العالم الظلم والقهر والعهر والمصير الأسود فلو كان في العقل خير لكان حل مشكلة العالم والحروب والمجتعات العقلانية بشكل أخص ... لم يذق العالم العدل والأمان والسعادة إلا على أيدي الرسل والأنبياء وهذا لا ينكره إلا جاهل بتاريخ الانسانية । عندما تحاذقنا على الله سبحانه و دسترنا من دونه الدساتير ! عندما رمينا الكتاب وراء ظهورنا كما فعل اليهود والنصارى و قلنا " ربنا لم يعد عصري و علينا ان لا نعتمد على هذا الرب التقليدي " ॥! عندما عبدنا العقل وهو عاجز عن فهم نفسه ناهيك عن فهم الكون والتصور المطلق له ( قدوم ॥ حياة ॥ ثم ما بعد الموت ॥!) عندما تركنا الوحي و العلوم العلوية و نعتنا الغيب بالوهم والجن والملائكة بالشحنات الكهربائية والموجات المغناطيسية !!
و الايمان بالخنوع فاستعلينا على الله و نفخ فينا الشيطان كبره حتى عتونا عتوا كبيرا ! عندما عبدنا المسطرة والقلم و رسمنا بهما حياتنا و لقنـّـا أبنائنا جدول الضرب قبل الفاتحة كي يفهموا الحساب ( ويحسبوها صح !!) . وقعت حجة الله على أمة الوحي وحق عليها القول ( نسوا الله فنسيهم )( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )
فسبحان الله !
ومن الآخر وحتى تلك الكلمات بمفهومها الشعبى لم تكن تعنى الفوضى ولا تشجع عليها حسب ما تستعمل ويشار إليها وبها لهذه الفوضى غير أن فوضى التسهل والترخص والإنحلال طالتها فأصبحت على الصورة التى ذكرتها وهى:-
1- السبهللة:- وهى فى الأصل كانت تعنى "سيبها على الله أو لله "بما يعنى التوكل على الله وليس التواكل "إعقلها وتوكل" أدى ماعليك واترك النتائج لمسبب الأسباب وهى ما تفيد حسن الظن بالله الذى قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم "مابال أقوام جلسوا وقالوا إنا نحسن الظن بالله أما والله لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل"!!!غير أن الفوضى كما قلت وذكرت مالبثت فى ظل التسهل والترخص أن جعلتها "سبهللة" والأنكى والمؤسف أنها طالت كل جوانب الحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وحتى دينيا !!!
2- الجلجلة:- وكانت فى الأساس" الله جل جلالة" بما يفيد لا تعظيم ولا توقير ولا تبجيل إلا للخالق جل جلاله فلا أحد عظيم ولا غيره قدير ولا رئيسه مهاب وجليل لأن كل عظمة وتبجيل هى من حق الواحد الأحد الواهب لكل فرد ومجتمع ما يستحقه من عظمته وتبجيلة وتقديره غير أن الفوضى فى ظل الترخص والتسهل إضافة لما نمتاز به من صناعة وتأليه الفراعنة بموروثنا الجينى منهم غيّبت عنا معنى الجلال الجقيقى فأعطيناه لمن يستحق ومن لايستحق ونازعنا فيها الله تعالى فكانت جياتنا كلها "جلجلة" على غرار وما يفيد الدروشة والتمايل فى حلقات الذكر للعامة من المريدين والمحبين لأهل البيت وليس العارفين بالله جل جلاله والأمرّ أن هذ أيضا فى كل جوانب الحياة لدينا !!!
3- الصهللة:- وأصلها "صهيل خيل فى سبيل الله" بما يفيد حسن النية وسمو الغاية لتكون حتى أصوات الخيول وصهيلها فى سبيل الله وليس لمجد دنيوى فقط يزول وقد تفتر الناس عنه زهدا أو جهلا أو تكاسلا استغناءا وتشبعا أو تعبا وجهدا من حصول على مكافأة أو كأس ومركز متقدم غير أنه وكما ذكرت وقلت الفوضى فى ظل الترخص والتسهل جعلتها "صهللة" كما تكون فى حفلات اللهو والسمر بصوت عال مرتفع ودون غاية اللهم إلا المتعة الزائلة وقضاء الأوقات وأيضا لم تكن الكرة بأسعد حالا من جوانب الحياة المتعددة فطالتها هذه الصهللة!!
وإذا ما عدنا إلى ديننا الحق وتركنا الباطل ساعتها يكون حظنا من "كرم الله" وليس "الكرمللة" تلك الجملة التى نالها حظا ونصيبا من الفوضى فى ظل الترخص والتسهل!!!
فهل ننتقل مع قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة ونحن على أبواب شهر القرآن شهر رمضان الكريم।،ونتدرج معهما من التلاوة والقراءة إلى التدبر ومن ثم إلى التأثر فنعمل بجد ونعمد إلى قصد ولا نعيش فى تيه وسبهللة؟؟؟
فالله تعالى سن فى عباده أنه لايغير ما بهم حتى يغيروا ما بأنفسهم(إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم
****

ليست هناك تعليقات: