ترجمة

الجمعة، 9 يوليو 2010

مات اللى مات فليحيا الحى....!!!

أحبائى...
دوما ما أردد عند معرض الحديث عن ميّت بالسوء عنه أو حتى بالحسن تلك المقولة والحكمة "مات اللى مات فليحيا الحى وفق شرع الله ومنهجه وبما يحقق له الغاية والهدف من الوجود".،ولذا ومن هذا المنطلق كان تعليقى التالى على مقالة الدكتور عمرو الشوبكى والتى تجدونها على هذا الرابط...
فى معرض ردى على مقالة الدكتور /عمرو الشوبكى والتى نشرت اليوم الخميس 8/7/2010 تحت عنوان "ورحل نصر حامد أبو زيد" أقول وبالله التوفيق....
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول المولى الكريم فى كتابه العزيز( ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) الحجرات 11
حسنا يا دكتورنا العزيز...رحم الله موتانا وموتى كل المسلمين...،وبعد التحية الواجبة لك ...،
وإبداء أمنية ورغبة فى النشر ليس فقط إعمالا لحق الرد ولكن أيضا إستجابة لطلبك بدعوة للنقاش...،
ولذا دعني أولا وقبل البدء فى الرد والعرض والسرد أن أوضح أنه لابد لنا من تصحيح بعض المفاهيم والتعاريف التي إلتبست علينا عن قصد البعض مع سبق إصرار وترصد لهذه الأمة من خارجها وبمعاونة شرزمة من داخلها ..،ومن غير قصد من البعض على طريقة أنا لا أكذب ولكنّي .! في هذا العصر وفي هذه الأمة التي أصبحت فيها الهزيمة والإنكسار ...حكمة وانتصار .،والإنقلاب لدى البعض ...ثورة .،والثورة فى مفهوم الآخر .،حتى صار الطبال ... ضابط .،والعري والسفور والفجور... حرية شخصية.، والكفر والإلحــــــاد حرية فكر وإبداع.، والرشوة ... هدية وإكرامية .، والإستبداد...أمن واستقرار.، والفساد والإحتكار ...شطـــــارة رجال أعمال.،والإهمال والعجز....إنجازات.،
والآن إلى الرد على ما يثار حول د/نصر أبو زيد بين الحقيقة والخيال:- في صباح الرابع عشر من يونيو عام 1995 قضت محكمة إستئناف القاهرة بأعتبار الدكتور/ نصر حامد أبو زيد مرتدا عن الإسلام .، ووجب التفريق بينه وبين زوجته السيدة/ إبتهال يونس .، وذلك لأنه لا يجوز لها كمسلمة أن تبقى فى ربقة الزواج من كافر طبقا لشرائع ملتنا وعقيدتنا الإسلامية التى تحرّم ذلك .، حيث إعتبرت هيئة المحكمة كتابات الدكتور المذكور ليست فقط إهانة للعقيدة الإسلامية بل وخروجا عنها.،خاصة بعد أن رفض حتى مجرد التلفظ بالشهادتين عندما طلب منه ذلك عزة بالنفس قبل الإثم منتهجا نهج المبطلين من لدن إبليس وحتى يوم الدين وسنة الله واقعة وحكمة نافذ (وخسر هنالك المبطلون) فخسر قضيته !!!
وهنا هاجت الأرض من مشرقها إلى مغربها وأنتفضت وهبت كل الهيئات والمنظمات المعنية بالأمر وغير المعنية.، وتحركت كل القيادات الشيوعية، والعلمانية، والليبرالية، وأحزاب الإشتراكية فى تضامن مع كل القوى والمذاهب الفكرية التقدمية التعبوية الراديكالية ذات الرؤى المشتركة متسارعة نحو هدف نهضوي توحدي ثابت من وجهة نظرها مرتكنة على تيارات متغلغلة داخل الفكر الإسلامى مثل المستشرقين والقرآنيين معلنة رفضها للحكم .، وإعلان الحرب ضد كل قوى الشر التي تريد أن تعود بهذا الوطن إلى عصور الجاهلية ،وأطروحاتها المظلمة من السلفية الرجعية الإسلامية على حد زعمهم وإيمانهم بنرهاتهم وأباطيلهم.،
نعم قامت كل القوى المذكورة بعاليه بمساندة الدكتور/ نصر حامد أبو زيد لنقض ذلك الحكم المتخلف الرجعي الصادر ضده .،فماذا كانت النتيجة؟؟ في أغسطس عام 1996 أيدت محكمة النقض بالقاهرة الحكم السابق الصادر من محكمة الإستئناف وأصبح الحكم باتا لا رجعة فيه .،والآن مع السؤال الأهم لماذا كتبت لكم كل ما سبق ؟؟ لأن الآخرون يريدون لنا بعد الآن وبعد أن قضى الرجل نحبه وذهب لخالقه إن شاء عذبه ، وإن شاء تركه أن نشترى بضاعته الراكدة، و نأكل من هذا الطعام الفاسد فيعيدون الكتابة عن د/ أبو زيد .،وليتهم ليناقشوا فكره المنحرف بل ليفخرون به ويتدلهون عشقا فى مساندته ودعمه حتى بعد موته فهل تعود الحياة لجسد وفكر ميّت هكذا بجرة قلم؟؟
والسؤال الأخطر الذى يبتعدون عنه من الذي حكم على د/نصر أبو زيد بالكفر ؟؟ أليس القضاء المصرى الحر النزيه الشريف।،وقضاة مصر كما يعلم الجميع أبعد ما يكونون عن السلفية الرجعية ، والوهابية والأصولية المتخلفة.،وأيضا لا يسألون أنفسهم لماذا اصدروا هذا الحكم القاسي على الرغم من الضجة العارمة التي أثيرت حول هذه القضية داخليا وخارجيا؟؟؟أم ياترى هذا فقدان ثقة فى إستقلال القضاء وتشكيك فى نزاهته ومن قبل مدنية الدولة المصرية إبان الحكم وحتى اليوم والتى يدافعون عنها بكل سبيل ، ويحاربون من أجلها كل جماعة وفصيل؟؟؟لقد كانت حيثيات الحكم في هذه القضية.، والتى وردت في 34 صفحة بالتمام والكمال وكلها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة قرائن ثابتة لا يمكن الحياد عنها وردت في كتابات الرجل وأفكاره أدت إلى صدور هذا الحكم عليه.،
ومنها على سبيل المثال لا الحصر:-هذا الرجل ينكر الوجود العيني للملائكة، والجن والشياطين، والسحر، والحسد، ويعتبرها مجرد ألفاظ فى نص القرآن الكريم مرتبطة بواقع ثقافي معين "خرافات وأساطير الأولين بحسب نصه وفهمه وظنه".،و يدعو إلى إعتبار القرآن وهو الوحى المنزل من السماء نصا تاريخيا لا أكثر ولا أقل.، و ينبغي فهم نصوصه في إطارها التاريخي والإجتماعي التى نزلت فيه .، وبناءا على ذلك فهو كان يدعو الدولة إلى إصدار قوانين تمنع وتجرّم تعدد الزوجات.،و يطالب بالمساواة بين حق الرجل والمرأة في الطلاق وفي الميراث على الإطلاق .،و يطالب بإعتبار شهادة الرجل مثل شهادة المرأة سواءا بسواء فى كل الأحوال والشهادات.،وكان يعتبر أن العورة للإنسان ذكرا أو أنثى هي الأعضاء التناسلية فقط.،هذا غيض من فيض د/ نصر أبو زيد وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لذكره .،والملاحظ أن هذه المطالب هى نفسها الآن شروط وبنود" إتفاقية السيداو" التى وقعت عليها حكومة مصر وتعمل عليها لتنفيذها بحزافيرها الآن المنظمات والتوجهات والتيارات المريبة والمشكوك فى أمرها .!!!
وهنا تتبادر إلى الأذهان هذه الأسئلة الآن :هل ثمة علاقة بين فكر د/ نصر أبو زيد وبين الفكر الإسلامى.، أم أنه له علاقة بفكر آخر ؟؟وهل هكذا وببساطه يصبح نصر حامد أبو زيد هو منتهى الفكر الإسلامى المستنير وما عداه ظلامى ورجعى ؟؟
و هل هكذا وببساطه نتجاوز كل هذه السنين .، ونعبرفوق حكم قضائى بات ونهائى .، ونسمح لشرزمة ما أن تخرج لنا فكر هذا الرجل من متاحف الغبار، وبعد أن مات؟؟بل وتحوّل قضية تكفيره التي نظرها القضاء المصري بكل الحياد والموضوعية إلى معركة بينه وبين خصومه السلفيين الرجعيين ؟؟
يا دكتورنا العزيز ويا كل من يشاركونك هذه الهبة والإنتفاضة كفاكم خلطا للأوراق .، ونبشا فى قبور مظلمة لفكر منحرف .،!!!
وما علاقة السلفيين بالموضوع ؟؟ ولماذا يصر البعض على إقحامهم في كل شاردة وواردة .، حتى لدرجة إعتبارهم سبب العقاب الإلهي الذي يحل بالمسلمين فى كل الكوارث والأزمات ..لكونهم في حالة حرب معلنة مع الله ورسوله كما يزعم أحمد صبحى منصور شيطان من شياطين الإنس فى جماعة القرآنيين ؟؟
ولا يبقى غير القول حسبنا الله ونعم .،وإن عدتم عدنا.، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
الذى يقول ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما*إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما )خاتمة سورة الأحزاب، صدق الله العظيم
*****

ليست هناك تعليقات: