ترجمة

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

نهر النيل من المنبع حتى المصب.....!!!

أحبائى...
إن الناظر لحال نهر النيل العظيم ذلك النهر الخالد بمنزلته وعظم فائدته دنيويا وأخرويا حيث أنه من أحد أنهار الجنّة على أشهر الروايات وأصدقها ।!يجد أن حاله مع الدول التى تعتاش عليه وهو شريان الحياة لها لايسر العدو قبل الحبيب نظرا للتعامل السلبى معه بل التعامل الغير آدمى والغير محترم من قبل الناس لايفرق بينهم سواءا كانوا حكاما أو محكومين ،دول منبع أو مصب الجميع فى التفريط بل اللامبالاة والتقصير والإهمال والعجز فى فساد واستبداد منقطع النظير مما دفع ليس فقط البعض منا للجور عليه وتلويثه دون إكتراث بل دفع أيضا الأعداء للطمع فيه ومحاولة الإستئثار بمياهــــه وإقصــاء أهله وحرمانهم منه ।،وهذا كان دافعى لكتابة مقال بجريدة الشروق نشر فى 1६/६/२०१० بعنوان(هلمّــــــــــــوا لنعيد إلى النيل مجده।،واغدوا لنفاخر الأمم بلونه )।،خاصة فى ظل حال شقاق وفراق بدا مع حال إهمال وعجز وتقصير كائن ولهذا اليوم أعيد نشره هنا مع تحقيق ودراسة جمعتها من جملة تقارير إخبارية وبيئية صدرت ونشرت فى السودان الشقيقة وفى مصرنا الأبية ।،والعجيب أننا إذا ما استبدلنا إسم كليهما مكان الآخر فى أى تقرير وجدنا الكلام لا ينفصل والحال لايختلف।،غير أننا بمصر يحق لنا التساؤل إذا كان مـــاء النهر لا يصل إلينا عذبا فراتا سائغا للشاربين فكيف بنا نقبل بذلك بل كيف يحق لنا زيادة تلوثة ؟؟ بل كيف يعمد الناس هنا وهناك إلى ذلك التلوث ويرونه ويشاهدونه دون إكتراث أو إهتمام وعمل جـــاد لمحاربة ذلك।، وفى هذا أقدم هذا النشر متضمنا تشخيصا وعلاجـــا للمشكلة لعلى أكون أعذرت فى جانب نهرنا الخـــالد وفى جانب مصرنا الحبيبة وطنا وبشرا ، ولعلنا نجد أذن صاغية وقلوب حية وعقول واعية।،
مخـــــــــــــــــــــــاطر تلوث نهر النيل وطرق تفاديها ..!!!
أعتقد أنه لم يكن من قبيل المصادفة، ولا الغناء على النفس ،ولاحتى من باب الإبداع بما يعنى الخروج عن المألوف للتعبيرعن شهوة فى النفوس أن يتغنى أجدادنا بتلك الأغانى عن النيل كأسمر ملك روحى لسلطانة الطرب منيرة المهدية ، والنيل نجاشى لمحمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال ، ولكن كان ذلك مبعثه وهدفه التعبير عن مافى الشخصية المصرية من ملكات، وسمات إكتسبتها بفعل وفضل تأثرها بالنيل حالا ومآلا ،وهذا قطعا لم يكن خصيصة للمصريين وحدهم بل هو حال كل أهل البلاد التى تعيش على ضفتيه من بدايته وحتى منتهاه.،أو بلغة أخرى من المنبع وحتى المصب.، وهذا إن دل فإنما يدل على وحدة من نوع متفرّد ومتميز .،لايضاهيها إلا وحدة الدين والدم والعرق ، وحتى فى هذه فإن معظم دول حوض النيل تتشارك فيها .، ولعل هذا كان مبعث أجدادنا فى دول المصب على التواصل والتقارب مع دول المنبع.،غير أننا وفى أزماننا وأيامنا النحسات هذه ،أبتلينا بخلف لم يراعى ميراث السلف ولم يرعى صلة وحرمة لجوار ووحدة متفرّدة ومتميزة هكذا.،وفى ظل إستبداد سياسى وفساد إقتصادى عمد هذا الخلف ليس فقط إلى تغيير التعابير ونمط الكلمات فى الأغانى بل عمد إلى تغيير جلده ولونه.،فغيّر اللون الأسود للنيل بلون زرايبى له رائحة منتنة.،بفضل القاذورات ومياه الصرف الصحى والصناعى .،والأنكى والمؤسف أنه بدأ يفاخر دول المنبع بلون آخر أبيض حينا ،وأزرق أو أحمر حينا آخر حتى أضطرت هى الأخرى لتسايره ..بل وحتى تحاول أن تسبقه فارتمت فى أحضان أصحاب هذه الألوان الأصليين.،فكانت مشاكلنا المؤسفة معها .،ومشاكلنا مع مخاطر ثلوث مياه النيل .،
ولا حل ولا أمل فى بادرة طيبة.... إلا إذا حاولنا جميعا نحن وهم وبجد وإخلاص ..
أن نعيد إلى النيل مجده ... ونفاخر الأمم بلونه.،
لأنه وبحق النيل نجاشى....... أسمر ملك روحنا جميعا..!!!!
ومن هذا المنطلق وحرصا على بقية باقية فى هذا الأمل نتحدث اليوم عن مخاطر تلوث مياه النيل وأقول بداية لله در القائل..
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها فى خير عافية
والنفس من شرها فى مرتع وخم .،

وهذا يعزونا إلى ضرورة التمسك بالأخلاق العليا والقيم السامية الذى تعيدنا إلى فطرتنا السليمة التى خلقنا الله عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم.،وهذا بالضرورة سوف يؤدى بنا إلى إصلاح ما بنا من عيوب ونغير ما بأنفسنا وأوطاننا من شرور ليغير الله ما بنا من مذلة وهوان وفساد وإهمال وعجز .،
فمياه النيل تتعرض للكثير من مصادر التلوث، التي تعد نتيجة مباشرة للتوسع في مشروعات التنمية الصناعية والزيادة السكانية وغياب التخطيط البيئي، وقبل أعوام هدد شبح تلوث المياه حياة المواطنين بظهور حالات وبائية من الإسهالات المائية (الكوليرا।،والبورسيلا)،مما حدا بوزارتى البيئة و الصحة لإصدار قرار بإيقاف قمائم الطوب الموجودة على امتداد النيل،باعتبارها سبباً مباشراً للتلوث،إلا أن شبح التلوث المائي أطل بوجهه من جديد بظهور حالات إسهال ونزلات معوية، بكل من البرادعة ، وغيرها فى بعض المناطق ، مما حدا بوزارة الصحة لتحذير المواطنين من مخاطر الشرب المباشرمن مياه النيل. ،والمياه الملوثة من الصرف الصحى .، حيث أن البيئة الموجودة على ضفاف النيل الآن بعد كثرة المشاريع التجارية والإقتصادية تعد مصدر رئيسي للتلوث البيولوجي!!
وعلى ذلك فلابد من أن نتخذ من التدابير الكافية لمنع التلوث الآن أو سندفع الثمن باهظاً فيما بعد حيث يتحول النيل من من نعمة إلى نقمة! فالماء عصب الحياة.، مقولة لا يختلف على صحتها اثنان، وقد أنعم الله على الشعب المصرى بأن مده ووهبه بنيل يجري على أراضيه، تحسده عليه الكثير من شعوب العالم التي لا تجد مصدراً طبيعياً يوفر لها مياه شرب نقية، ولكن شبح التلوث الذي لا ينفك يطل برأسه على مياه النيل النقية، فيحولها من نعمة إلى نقمة، ومن مصدر للحياة إلى بؤرة مليئة بالأوبئة والأمراض، ويقضي على أهم مصدر للماء العذب بالشرق الأوسط، مخلفاً خطراً صحياً واقتصادياً واجتماعياً على البلاد والعباد،
ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه لابد من معرفة المصادر الرئيسية لتلوث مياه النيل والأضرار الناجمة عن ذلك التلوث، بالإضافة إلى الخطوات التي يجب إتباعها اجتماعياً ورسمياً للحد منه ودرء المخاطر التي تنجم بسببه.
مصادر التلوث:-هنا ك الكثير من الممارسات السالبة التي اعتبرها خبراء البيئة مصادر أساسية لتلوث مياه النيل،وهى ليست خافية على كل عين ترى بداية من قمائم الطوب وانتهاءا بأى فرد غير مبالى يلقى بمخلفاته فى النيل .، ومرورا بكل المصانع والكازينوهات التى تقام على ضفتى نهر النيل دون حسيب أو رقيب .،وعدم مراعاة خطورة هذا الأفعال الشائنة التى تنبع من إهمالنا وفساد بعضنا .،
والسؤال الآن من المستفيد؟
بالقطع هم أصحاب هذه المشاريع وأصحاب النفوس الخبيثة من راغبى المكسب الشخصى فى ظل فساد إدارى ، وانحدار أخلاقى ينعم فيه بعض أصحاب الضمائر الخربة .، ويقف على الجانب الأكبر من المسؤلية فى هذا الحكومة متمثلة فى المحليات التى تعطى التراخيص لهذه المنشآت.، ولا نبرىء أنفسنا فالسلوك الاجتماعى من بين الأسباب الجوهرية لتلوث مياه النيل، فالمواطنون يرمون الأوساخ (النفايات)على ضفاف النيل وتفرعاته المنشرة بأرجاء البلاد.،مما يشكل خطرا داهما تتحقق أضرار ناجمة من واقع الحال حيث تصير هذه النفايات والمخلفات إلى مصدر للتلوث البيولوجي بكافة أشكاله، لتسبب الإسهالات المائية والنزلات المعوية والتيفويد وحتى الحمى المالطية. وتشير بعض المصادر بـ(الطب الوقائى )عن إمكانية كبيرة جداً لأن تأتي جرثومة الجمرة الخبيثة من مناطق القمائم والتلوث الصناعى .
ناهينا عن التسمم ।، وأيضا تراكم المواد العضوية التي تعمل على استهلاك الأكسجين يؤدي إلى موت الأسماك، وكذلك يؤدي إلى تراكم الجراثيم الممرضة (البكتريا، الفطريات، البروتوزوا والفيروسات ،التى تسبب الكوليرا والدسنتاريا والبلهارسيا)، وإلى ظهور المواد العالقة التي تحد من نفاذ الضوء، مما يقلل عدد النباتات والطحالب، وبالتالي يقلل إنتاجية النهر وعذوبة مياهـــــه.
سبل الحــــــــــــــــل والعلاج :-
(1) الوقاية من التلوث، حيث أنها مبدأ عام للحماية، ومن أفضل السبل للحد من التلوث،فالوقــــــــــــــاية دوما خير من العلاج.،
(2) إنشاء هيئة عليا ومستقلة لمراقبة تلوث النيل تتبع جهة رسمية في الدولة ذات سلطات واسعة وسيادة تتعدى كل الوزارات والهيئات ، لتوفير الدعم المالي والمعنوي لها، يكون من مهامها إنشاء معامل مركزية مرجعية فى محافظات رئيسية ، ومعامل فرعية أخرى تنتشر فى أرجاء الجمهورية لتحليل عينات مائية بصفة دورية ومستمرة من محطات مختلفة ومناطق متعددة ،ولا يكتفى بالجهود المبذولة من وزارة الصحة فى هذا الشأن .،
(3) متابعة وتفتيش المصانع وما يلقى من مخلفاتها فى النيل من غير معالجة، كذا كل المنشآت والمشاريع التجارية والإقتصادية التى تقام على ضفتى النيل.،
(4) الملاحقة القانونية للمخالفين مع ضرورة وجود تشريعات جديدة قوية وصارمة ।،
(5)تشكيل هيئة نيابية ، وأخرى قضائية تعنى بشئون البيئة ، يعاونها جهاز شرطى متخصص( شرطة البيئة) على غرار شرطة السياحة.،
أخيرا وليس آخرا الإهتمام بالتوعية، وزيادة التثقيف البيئى والصحى والذى يجب أن تتعاون فيه كل الوزارات متضامنة مع وزراتى الصحة والبيئة من خلال هيئة النيل العليا المقترحة فى البند الأول.، وبمسؤلية مشتركة تضطلع فيها وزارتى الإعلام والثقافة بالدور الأكبر نظرا لما لهما من إنتشار وامتلاك مع حق رقابة وسلطة على كل وسائل الإعلام لتتحقق المشاركة المجتمعية والتى هى الضمانة للإستمرارية وعدم الإنفلات.!!!!!
وساعتها سوف نعيد إلى النيل مجده ... ونحافظ على أنفسنا وبيئتنا المحيطة من خطر تلوثه قبل أن نفاخر الأمم بلونه.،لأنه وبحق النيل نجاشى... أسمر ملك روحنا جميعا..!!!!
مع خالص تحياتى وأمنياتى بموفور الصحة والعافية لتزدهر بنا مصرنا الحبيبة هبة النيل الذى هو هبة من الله سبحانه وتعالى ونعمة منه يجب علينا الحفاظ عليها وأداء حق شكرها بالحفاظ عليه.،
والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء السبيل!!!
*****

هناك تعليق واحد:

أحمد مخيمر يقول...

تحية طيبة د. محمد حجر .. نداءك مستمر عبر الاجيال "هلموا لنعيد للنيل مجده" واجتمعت اليوم مع التلوث ندرة المياة ذاتها مما ينذر بتعاظم الخطر .. الامر يحتاج لمبادرات للحماية والوعي .. وقد وجدت واحدة من هذه المبادرات كمحاولة لاتفاق دول حوض النيل
https://mo8adrat.blogspot.com/2018/08/blog-post.html