ترجمة

الأحد، 14 فبراير 2010

شعب مصر خلاص حيفيّص....!!!!


أحبائى..
فى يوم الجمعة الماضية وبالتحديد بعد الصلاة خرجنا جميعا إلى ساحة كبيرة بالقرية لنصلى صلاة الإستسقاء طلبا للسقيا والغوث من الله العلى القدير بعد أن ضنت السماء علينا بمطرها، وأصبحت المحاصيل الزراعية مهددة بالنضوب والأرض بالبوار والقرى بالجدب والقحط رغم وجود إمكانيات الرى الحديثة ووفرة المياه حتى ولو كانت ملوثة بمياه الصرف الصحى إلا أنه ولحكمة العلى القدير تبقى الأرض وكذا الزروع بل والبشر والبهائم بحاجة للقطر" المطر" ينزل من السماء لما فيه من مآرب أخرى غير الرى منها ما نعلمها ومنها مالا نعلمها ولكن يكفى فيها الإيمان بعلم الله الذى
يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير!!!
المهم ونحن فى انتظار إعداد الساحة للصلاة وتجهيز الإمام نفسه وصف الصفوف إقترب منى واحدا من أبناء القرية على إستحياء وهو يقول لى بصوت خافت"أنا مش عاوزها تمطر يادكتور محمد".!!!
فقلت له لماذا ؟؟
فقال "ما انته عارف إنى معنديش أرض ولا بهايم وكمان الدار زى ماانته عارفها مفتّحة من كل جهة والمطر بيبهدلنا ".!!
فقلت له معلهش بس المطر ده نعمة كلنا بحاجة إليها وكمان ما تنساش إن حال الغالبية ومصلحة الجماعة تقدم على مصلحة الفرد وياسيدى شوية مطر ويعدوا وعلشان كمان نلاقى محاصيل وفيرة وبسعر كويس نشتريها!!
فضحك ضحكة سخرية أعرفها جيدا نظرا لعلمى بضيق ذات يده وفقره .، فطبطبت عليه وربت على ظهره ويبدوا أنه أحس بتعاطفى معه ورقتى لحاله فخشى أن يبدر منى كلاما آخر.،
فقال "على رأيك وكمان يمكن تيجى سيول زى اللى حصلت فى الصعيد وسينا ونلاقى التعاطف وترق لنا الحكومة والناس الأغنية معاها ويجيبولنا بطاطين وأكل ويبنوا لينا بيوت جديدة وحلوة أحسن من بتاعتنا ويمكن كمان يجيبولنا أنابيب بوتجاز معاهم ويرحمونا من الطوابير والزحمة والعركة ".، وقهقه بالضحكات عاليا وقال" اشتى يادنيا وقلبك حامى... شتا سيول... شتا مش عادى... غرقينا وهدى البيوت ...هيه فيها إيه يعنى نبكى عليه"!!
وتركنى وذهب مسرعا يدخل فى الصلاة ودخلت معه والله أعلم بما فى النوايا وما خفى فى الصدور ، ولما انتهينا وعدت إلى البيت جلست أفكر فيما قاله وشغلنى حاله فتذكرت قصة إمراءة ريفية بسيطة فى العهد البائد وهو بالطبع عصر الملكية لأنه الوحيد الذى نال هذا اللقب بجدارة قصها على أبى أطال الله فى عمره حيث أنها وذات يوم شب حريق بالقرية وكان بجوار منزلها الملاصق لمقام ولى من أولياء الله الصالحين وقضى على منازل كثيرة فنادت بعلو صوتها "حوش يا مغربى" وهو إسم الولى وتابعت " إبعد النار عن بيتى لأنه لو انحرق حتطولك النار وما يبقالكش كرامة ولا مقام أجاورك فيه" وبالفعل إقتضت حكمة الله التى لايعلمها إلا هو أن تقف النار على حدود منزلها وبيتها البسيط ولم تقربه حتى استطاع الناس إطفاؤها ولكن بعد أن أتت على منازل أخرى عديدة وكانت كارثة بكل المقاييس إستدعت من أولى الأمر أيامها أن يرسلوا معونات من غذاء وكساء ومعونات مادية للمتضررين كما ساعد فى ذلك الموسرين والأغنياء من أبناء القرية والقرى المجاورة حتى أصبح حال المتضررين أحسن مماكانوا عليه قبل الحريق .، وعندما رأت هذه السيدة ذلك ذهبت تطلب المعونة مثل المتضررين فأخبرها القائمون على الأمر أنها لا تستحق لأن منزلها لم تطاله النار وعبثا حاولت معهم تخبرهم أنها ورغم ذلك هى بحاجة للمعونة والمساعدة ولكن أحدا لم يجيبها!!
فعادت ووقفت على باب مقام الولى تعاتبه وتقول له..
"بقى كده يا مغربى ...جاى فى دى وتتصدر...ياشيخ لما انته عارف إن فيها بطاطين وسكر وزيت ودقيق وفلوس وكل الحاجات الحلوة دى كنت سيبها تتحرق... هيه فيها إيه يعنى أبكى عليه"!!!
وعندما تطابقت القصة مع حال الرجل وجدت نفسى دون وعى أصرخ ولكن فى داخلى وقلبى ينبض.. بم...بم ...بم .!! حتى لايقول عنى والدى وزجتى وبناتى إتجنن ده ولا إيه.. " إلحق الشعب قبل ما يفيّص ياريس ..بم...بم ...بم ..حال الشعب مابقاش كويس" مع الإعتذار للنداء الذى تفاعل وانفعل معه" الوريث وأخيه" وسط اللاعبين بعد فوز المنتخب "منتخب مصر كويس..بم...بم ...بم ...زى ماقال الريس"فى ظل هذه السياسات والحكومات المتعاقبة طوال عهد ولايته وتذكرت قصة أخرى لنفس السيدة الريفية البسيطة كان والدى أيضا حكاها لى حيث أنها و ذات ليلة من ليالى الشتاء وعلى غرار سريرفاطمة وأبو العلا فى فيلم الزوجة الثانية "الفرن"شعرت هذه السيدة أن الكتاكيت سقعانه وبحاجة للدفء فأخذتها ووضعتها على عرصة الفرن وأشعلت النار وعندما رأتها تتنطط وتصرخ ظنت أنها سعيدة وفرحة بالدفء فنادت على زوجها... عوض تعالى بس شوف الكتاكيت بترقص إزاى !!!!
فقال لها يا ولية طلعى الكتاكيت قبل أن تشوى بالنار..ولكنها لم تعبأ بكلامه وجلست تنظر إليها وهى سعيد ة..ثم زادت إمعانا فى التدفئة بأن أغلقت عليها الفرن ووضعت العرصة القديمة على بابه وما لبثت حتى شعرت أن شيئا ما يحدث ..فصوت الكتاكيت إختفى فأسرعت لتفتح الفرن ولكنها وجدتها جميعا قد ماتت وشويت ...فنظرت لزوجها بحسرة وألم وأخذت تبكى...فرق لحالها و قال لها
عليه العوض ومنه العوض...!!
والشاهد فى هذه الحكاية أن حكومتنا فعلت مثل هذه السيدة وضعتنا على عرصة الفرن فى سياساتها المنحازة للأغنياء ورجال المال والأعمال فأشعلت نار الغلاء التى تحميها بالفساد والإهمال والعجز..وعندما أخذنا نتنطط ونصرخ منّت نفسها أننا نرقص طربا!!!
وإمعانا فى تدفئتنا فتعمل على إغلاق الفرن علينا بتمديد قانون الطوارىءوتشريع قانون الإرهاب الجديد ثم هى تحكم الغلق علينا بقانون الضرائب العقارية الجديد الذى ظاهره الرحمة وباطنه العذاب حيث لن يكتوى بناره إلا الكتاكيت الصغيرة أماالديوك والبرابر الكبيرة سوف تطير ولاتوضع على عرصة الفرن ولا تشعر بنار الغلاء ولاترقص ..
والأنكى أنها لن تفتح الفرن علينا لترانا حتى وإن متنا أو شوينا...ولن نجد حتى من يقول عليه العوض ومنه العوض...!!!!
فهل يسمع الريس الصراخ ويرق لحال الشعب ويجيب هذا النداء منى ؟؟!!
" إلحق الشعب قبل ما يفيّص ياريس ..بم...بم ...بم ..حال الشعب مبقاش كويس" !!!

*********

ليست هناك تعليقات: