ترجمة

الخميس، 12 مارس 2009

وجه إكرام لمعى الآخر....

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبائى .....
يقول المولى الكريم( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن)ويقول( ولا تسبوا الذين دعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) صدق الله العظيم...ولأننى من أنصار الحوار الهادىء والنقاش الهادف بعيدا عن التعصب والتسفيه والتحقير والتشدد والغضب فى غير موضعه الذى يجب أن يكون فرضا وواجبا شرعيا بل وإنسانيا حين تنتهك حرمات الله ويعتدى على الإسلام والمسلمين بتحقير وتسفيه أو بتجاهل وجهالة عمدت إلى التعليق على مقال للقس /إكرام لمعى أستاذ مقارنة الأديان نشرت فى الشروق الجديد تحت عنوان "المنولوج والديالوج "تجدونه على هذا الرابط..

http://vb.arabseyes.com/t95681.html
وقد نشرت الشروق مقتطفا من التعليق فى عدد لاحق لنشر مقال القس الدكتور ولست أدرى لماذا يتجاهل صفته الدينية عندما يكتب!!!


واليوم وبعد نشر مقال آخر له تحت عنوان " الخلفية الدينية للسياسة الأمريكية"تجدونه على هذا الرابط..
http://www.shorouknews.com/Column.aspx?id=13942
وقد عمد فيه لنفس الأخطاء والأخطاروالألغام التى زرعها فى مقاله الأول حيث عمد للتنظير والتشبيه وأيضا التسفيه والتحقير من الحوارات الدينية بزعم أنها تماثل المنولوج الذى كان يؤديه إسماعيل يس واستشهد بحال رجال الدين المسيحى ورجال الدين الإسلامى بزعم منه مغاير للحقيقة لأنه وإن كان صادقا فى زعمه بشأن الدين المسيحى رغم تبرأ جموع المسيحيين منه ومن كلامه ويعتبرونه معاديا لهم وليس أهلا لحمل المسيحية على الرغم من كونه المستشار الإعلامى للطائفة الإنجيلية وصاحب درجة كهنوتية ...فهو خاطىء فيما يخص الدين الإسلامى لأنه ليس فى الإسلام رجال دين بل علماء مفكرين ومجتهدين وقد ذكر صراحة اسم الدكتور /محمد عمارة وألمح إلى الدكتور/ أحمد عمر هاشم بمقاله الأول وهنا أعتب وألوم على جريدة الشروق لأنها لم تستكتب الإثنين للرد عليه وبنفس القدر أعتب وألوم عليهما لأنهما لم يبادرا إلى ذلك .، المهم أنه فى المقال الجديد" الخلفية الدينية للسياسة الأمريكية " لم يتورع عن الكشف عن وجهه الآخر كرهه للتدين وحبه للشهرة !!
ويقدم نصف الحقيقة ويتجاهل النصف الآخر بل أقول أنه أغفل الحق كله إذ عمد تجاهل الإسلام والمسلمين وإن كان ذكر المسلمين على استحياء فى نهاية المقال بقوله"هو ما لم نستوعبه حتى اليوم كمسلمين ومسيحيين."مع أنه لم يعرج على الإسلام مطلقا طوال المقال بل كان كل حديثة وافتراءاته محورها التفضيل والمفاضلة بين المسيحية بكل مللها وعقائدها وكتبها وبين اليهودية والصهيونية المسيحية الأمريكية والأوروبية والثقافات العلمانية الملحدة بكل الأوطان والوثنية الكافرة بالصين والشيوعية المنكرة للديانات بالإتحاد السوفيتى وزاد فى مفاضلاته بين الملل المسيحية أن جعل الطائفة" البروستانتية" أقرب الملل وأفضلها لتناول الحريات والديموقراطية وهى ما حدت بأمريكا وأوربا للسير نحو ما يسمى ب" ليبرالية التقوى "حسب تعبيره وهو بذلك تناسى وغفل بل تجاهل وعمد إلى فخاخ نصبها للقارى ء وخاصة المسلم وإن كان القارىء المسيحى هو الأخر ينكر عليه ذلك فى مقاله " واللى فى القلب فى القلب يا كنيسة" وهذا لايعارض المواطنة والتعايش السلمى بيننا أوضحها فيما يلى وبالله التوفيق من وجهة نظر إسلامية.....
1- لسوف أبدأ بما تجاهله فى مقاله وهو الحق المبين وليس بعد الحق إلا الضلال أن الإسلام وكتابه المقدس القرءان الكريم والذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه( تنزبل من لدن حكيم خبير) وأوجب الله على نفسه حفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) هو من نادى وأوجب على البشرية والإنسانية جمعاء ليبرالية التقوى بحسب تعبيره الذى أفرده للتيار البروستانتى وأنكره على باقى الملل المسيحية واليهودية وتجاهله على الإسلام وقد أتى فى القرءان دون تبديل أو تحريف أو حتى تشكيك أو تأويل حيث يقول المولى الكريم فى كتابه العزيز (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )ويقول(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا فاتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)ويقول(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)ويقول (الأخلاءيمئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)وهو القائل (واتقوا الله ويعلمكم الله)(فاتقونى يا أولى الألباب لعلكم تتذكرون)والذى لاشك فيه ولا ريب أن الإسلام هو دين الفطرة التى فطر الله عليها الإنسان(فطرة الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)وهو الدين عند الله منذ خلق آدم وحتى يرث الله الأرض ومن عليها(إن الدين عند الله الإسلام)( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ) صدق الله العظيم!!!!!
2- وما غفل عنه وتناساه أن الدين و التدين للناس ليس رفاهية أو وسيلة للتكسب والإستعلاء والإستعباد للعباد بل هو بل هو خلافة فى الأرض وعبادة لله رب العالمين وفق منهجه وشريعته التى شرعها لخلقه فأرسل بها الرسل وأنزل بها الكتب(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)وهو ما يعلم ما يصلح به خلقه(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)صدق الله العظيم!!!
3- أما ما نصبه من فخاخ ووضعه من ألغام فهو جملة ما ذكر إضافة لبعض حقائق وضعها بمقاله بغية التنظير والتنكيل بالمتديينين وكذا غير المتدينيين فى صورة حق أراد به باطل وهو رفض ما عدا ما يمليه هو وفرض الإيمان بما يؤمن به وتعظيم فكره المنكر منا وغير المرغوب فيه من قبل الآخرين حتى من ينتسب إليهم من إخواننا المسيحيين..مثل ماجاء بمقاله عن الأرض المقدسة وأرض الميعاد وشعب الله المختار وكاريزما المتدينين بما أسماه الفوران العاطفى فى العبادة والطاعة لله والممارسات الدينية لدينا ولدى الآخر والتى حاول فيها إلصاق التخلف فينا بسبب ممارساتنا الدينية وجعل التقدم لدى الآخر بفضل هذه الممارسات والتى تنبثق من ضغوط شعبية لديهم وليس من قبل رجال الدين وعلماؤه كما هى لدينا .، وهنا نجده ألصق الإتهام ووجهه صراحة لرجال ومؤسسات الدين المسيحى بكنائسة ولم يتطرق للدين الإسلامى مطلقا غير أنه أنهى مقاله بهذه الجملة " فالنزعة نحو التنوير المستمر أو استمرارية عملية الإصلاح دون توقف هما ما شكلا نظام الحكم ومدد الرئاسة، وهو نفس النظام داخل الكنيسة، والتنقل من تقليد لآخر كاستمرارية لعملية الإصلاح، هو ما لم نستوعبه حتى اليوم كمسلمين ومسيحيين. ويعتقد كثيرون أنه ليس من حضارتنا، فحضارتنا ديكتاتورية سياسية دينية. وهكذا يبدو حوارنا معهم بلا جدوى، لا فهم ولا تفهم؛ إنه حوار الطرشان، فهل هناك من حل لهذه المعضلة يبدو فى الأفق؟!"وهنا يتضح خبث نيته وسوء مقصده حيث جهل وتجاهل حقيقة الدين الإسلامى الذى هو شريعة لكل الملل وأصل كل العقائد والأديان السماوية والتى تدعوا لتدين الإنسانية جمعاء دون احتكار فئة للدين أو تقديس جماعة وبعض رجال بسبب علمهم بالدين وحفظهم للكتب المقدسة وعلم معانيها والتكفل بنشر شرائعها وبيانها للناس (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون بالبيانات والزبر)( الرحمن فسئل به خبيرا)(إنما يخشى الله من عباده العلماؤا)صدق الله العظيم!!
وبقى القول له ليس معنى أن نعجب بإنكارك للصهيونية المسيحية والتى تتبنى فكر الصهيونية العالمية وتبرر الإحتلال وقتل البشر فى بلداننا العربية والإسلامية أن ننساق خلف ترهاتك وأباطيلك وزعمك عن الدين والتدين لدينا نحن المسلمون ونترك شأنك مع المسيحيين لهم!!!
**********

هناك تعليق واحد:

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

فى موضوع ذو صلة كتب كاتب بجريدة الشروق تحت عنوان "لماذا يرفض داعاة الدولة الدينية مبدأ المواطنة؟؟"
تجدونه على هذا الرابط
http://www.shorouknews.com/Column.aspx?id=14852
وكان هذا ردى وتعليقى عليه...


تعقيبا على مقالة الأستاذ/ كمال مغيث اليوم بجريدتكم تحت عنوان المواطنة والأغلبية الدينية!!

أزعم أن الكاتب رغم جهده فى العرض والسرد بموضوعية واجتهاده فى الإستدلال على وجهة نظره غلب عليه خطه السياسى وفكره العلمانى وطغى على حياديته كرهه لأشكال التدين مما جعله يخطىء فى الإستدلال ويجافى الواقع فى العرض ويعمد إلى الخلط بين مفهوم الإسلام عن الدولة وفكر المسلمين عنها بكل طوائفهم مما جعله يضع الجميع فى بوتقة واحدة ليصهرهم فى مسخ كئيب لايحب أحد النظر إليه ويمقته وذلك حين وضع المعتدلين والمتشددين وأيضا المتساهلين إذ جمع بين علماء الأزهر الشريف والإخوان والجماعات الدموية على حد تعبيره متناسيا وجاهلا بالفروق الجوهرية بين الأشتات والفرق والجماعات والتى هى فى الأصل ليست حجة على الخلفية الدينية بل على العكس تماما حجة للإسلام والتدين الذى يسع الأضاد فى الفكر والرؤى ويكون الكتاب والسنة مرجعا لهذا الخلاف (ولو ردوه إلى الله والرسول لعلمه الذين يستنبطونه منهم)إذ أن تلك الفروق والخلافات التى جعلت المسلمون يختلفون بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم وجعلت بعضهم يقتتلون فى عهد عثمان وعلى رضوان الله عليهم تحسب للإسلام وفكره عن الدولة وإن كانت مأخذا على فكر المسلمين أو بعضهم ممن ينادون بالدولة الدينية حيث جعل الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم وهو المشرع احترام الوطن ومدنية الدولة أصلا للحياة والتعايش السلمى " لهم مالنا وعليهم ما علينا " بإحترام لحقوق الأقلية فى مواطنة قلما نجد مثيلا لها إلا عندما نحتمى بصحيح الدين الذى يبنى على الوسطية والإعتدال فى عدل ومساواة بما يعبر عنه البعض بأنه "ليبرالية التقوى "مستمدة من قول الله تعالى(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقوله (يا أيها الناس اتقوا ببكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا فاتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)هذا إن علمنا وآمنا أننا ما خلقنا إلا لغاية وهدف هما عبادة الله تعالى وخلافته فى أرضه وفق منهجه وشريعته التى شرعها لكل الأمم ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)(إن جاعل فى الأرض خليفة)(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) تلك الأمانة هى العبادة والخلافة وفق المنهج والشرع (شرع لكم من الدين ما وصينا به نوحا وماأنزلنا على ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) هذا الدين هو فطرة الله( فطرة الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) وعلى هذاتكون المقاصد الدنيوية والأهداف الحياتية وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها وإن كانت مقاصد انسانية يسعى الناس ويتغالبون عليها وهنا تكون مساحة البوح والسعة للإختلاف ولكن مرجعية كل خلاف هى المقاصد السامية والحياة الآخرة جزاءا لعبادة الله وخلافته فى أرضه بشرائعه وكتبه التى أرسل بها رسله مبشرين ومنذرين ( ولكن الذين كفروا بربهم يعدلون ) أى يحيدون عن الحق ولهذا جعل مايسمى بالحسبة ودفع الناس بعضهم ببعض وفى هذا يقول المولى الكريم(ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا).!!! وليت هذا وفقط ولكن الأستاذفى مقاله عمد إلى مغالطة أخرى فى الإستدلال حيث عبر عن توافق الأغلبية على امتلاك مقاليد الأمر فى البلاد على أنه مبدأدينى وهو فى الأصل انسانى وديموقراطى عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "أهل مكة أدرى بشعابها"وقوله "أنتم أعلم بشؤن دنياكم"وإننى فى هذا أستغرب من منعه هذا الحق على الإسلام فى حين يعجب به فى دول الغرب والشرق الذين يعملون به حين يمنعون الأقليات الدينية الأخرى من حتى الترشح للقيادات المؤثرة عندهم ولدينا الأمثلة متعدد ومتكرره فى أمريكا وكل أوروبا والهند وحتى الإتحاد السوفيتى الذى يتبنى الكاتب مبدأ اشتراكيته فهل عهدنا قبلا ترشح شخصية اسلامية لرئاسة حتى مجلس مدينة أو عموديتها فى تلك البلاد وهل رأينا حزب اسلامى بها وصدق الله العظيم إذ يقول( ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) (واتقوا الله ويعلمكم الله)!!!

د/ محمد عبد الغنى حسن حجر

بسيون/غربية