ترجمة

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

من أجل بناتى على الطريق.....!!!


أحبائى..

فى مفاجئة سارة وجدت اليوم مدونتى على جريدة الطريق فى عرض لبوست " حجة البليد مسح التختة " وذلك فى صفحة ميدان التحريريعرض الناشر فيها وجهة نظرى فى كتابات ومشروع جمال البنا ذلك المشروع الذى أزعم عنه أنهم مشروع هدم وليس بناء ...إماتة وليس إحياء للدين كما يزعم صاحبه إذ يعظم فيه العقل على النقل ويعمله فى تعديل كل ماجاء به الشرع وينكر السنة فى صورة إنكاره للرواة واعتراضه على تعريف مفهوم الصحابى الذى تعارف عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم واكباره لأن يكون بعض الرواة أطفال الصحابة مع أنهم شهدوا جميع المشاهد مع الرسول وكان منهم قتلة أبوجهل وسيدا شباب أهل الجنة وحبر الأمة وترجمانها وأمين الأمة ومن دعا لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالفضل والعلم أو صحابى عن صحابى حتى ينتهى السند لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذى قال عنهم خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم ..ثم !!!

كما أنه يعمد إلى الخلط بين الأثر والحديث واستخدام الروايات الشاذة والمنتقدة قبلا من قبل السلف والغير معترف بها منهم والغير مقر لها بالصدق والنسب للرسول صلى الله عليه وسلم اللهم إلا فى بعض روايات ضعيفة ذكرت وضعّفت من قبل المحدثين وتركت سندا ورواية تمايز بين الصحيح والموضوع... حاله فى ذلك كحال المستشرقين ودعاة الفتنة والكائدين للإسلام ويعمد إلى تزيين زعمه بالإنكار والجحود بأنه يرغب فى تنقية السنة كحاله دوما حين يغلف أباطيله وترهاته بقول حسن وجميل وزعم للحق ولكنه يراد به باطل ولو كان صادقا فى زعمه لوضّحهاوبينها وركز عليها دون تقول بالإنكارعلى الإطلاق وتعظيم لعقل قاصر وعاجز عن الفهم والإدراك اللهم إلا إذا أراد الله له ذلك متناسيا وجاهلا بما فعله العقل مع ولد نوح إذ قال ( سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء) مع أنه لاعاصم من أمر الله إلا من رحم ..وما فعله العقل بالنمرود إذ حاجّ إبراهيم فى ربه فقال( أنا أحيى وأميت) وما كان العقل سائغا ومرشدابه لفرعون إذقال مغرورا بملك مصر والإنهار التى تجرى من تحت قصره (أنا ربكم الإعلى) وهو ذات العقل الذى دفع بنى اسرائيل وقوم فرعون لعبادته من دون الله (فاستخف قومه فأطاعوه)وهو ذات العقل الذى ضل به قارون فقال(أوتيته على علم عندى) وهو ذات عقل إبليس الذى جعله يأبى السجود والإنصياع لأمر الله فقال (أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)فكان الجميع من المبطلين (وخسرهنالك المبطلون) الذين يعملون العقل فى أمر الله دون وازع أورادع أو إيمان يقضى بالتسليم لأمر الله تماما أيضا كحال أصحاب يوم السبت من بنى إسرائيل إذ أعملوا عقولهم للتحايل على أمر الله ( إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لايسبتون لاتأتيهم) وكان الله قد حرّم الصيد عليهم يوم السبت فقالوا بمنطق جمال البنا الحكمة هى خروج السمك من الماء يوم السبت فلو وضعنا الشباك يوم الجمعة ثم أخرجناها يوم الأحد نكون قد حققنا أمر الله وتحققت مصالحنا ولكنهم استحقوا اللعن والطرد من رحمة الله وقال الله لهم ( كونوا قردة خاسئين) لأنهم افتاؤا على أمر الله وأعملوا فيه عقولهم الضالة والغاوية والقاصرة والتى لاتعى حكمة الله التى يكفى أن تكون أوامره ونواهيه التى يجب أن تنفذ طبقا لما أمرالله!! الله الذى أوجدالعقل فى الإنسان ليكرّمه به على سائر خلقه ليعمله الإنسان الذى هو بنيان الله فى أرضه فى الإحسان إلى نفسه ويكون جديرا بالخلافة لخالقه وهذا الإحسان يعرف ب " أن يعبد الإنسان الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله الذى علّمه الأسماء كلها وفضله بالعقل وأوجده ليكون خليفة له يراه"!!!!

تماما كما يعمد إلى انكار جهد المفسرين ورغبته فى أن يمحى جهدهم وكل قول لهم أو على الأقل يوضع فى متحف مركونا على الرف وتعلوه أتربة العقول العلمانية واليسارية وعفاريت العلبة وعجول السامرى الذى تتفاخر بأنها بصرت بما لم يبصربه السلف وملكت علم لم يتوفر لهم فى خداع زائف للنفس وغواية شياطين الجن والإنس يوحون لبعضهم زخرف القول غرورا ويتناسون آفة العلم الإعجاب بالنفس والغرور وآفة العقل الإفتيات على أمر الله(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)!!!والعجيب والغريب أنهم يدعون فى تخبط وخلط خرف إلى تعددية فكرية وسياسية وحرية وقبول للآخر فى حين لا يتورعون فى الحجر على ماسبق وحب تملك الحاضر وأمل فى أن يكون المستقبل لهم ويعمدون فى صفاقة وصلف وغرور إلى إعلان أنهم بذلك يحافظون على النص من التأويل والإفتيات بالتفسير ثم نجدهم يعمدون إلى ذات ما يرفضونه وينكرونه!!!

والأنكى أن نجدهم يغايرون أقوال السلف بأقوالهم ويستبدلون تفاسيرهم وتأويلاتهم وفهمهم بتفاسيرهم وتأويلاتهم وفهمهم تحت زعم الخروج من الخلاف وعدم التيه فى كثرة الأقوال والأراء ويتحججون بإسرائليات وردت ووضحها القدماء وعرفوها بأنها إسرائليات وأحاديث موضوعة وأوقوال مرفوضة ولكنهم ذكروها للتوضيح والتمايز والأمانة العلمية المقتضية فى السرد والشرح فى حين أن هؤلاء المفكرين الجدد وأصحاب مشاريع الإحياء الزائفة والبناء من غير أساس أنفسهم لايعتدون بأقوال بعضهم بعضا ويتركون العامة فى حيرة أكثر وتيه أكبر وكان حريا بهم أن يضيفوا ويفاضلوا ويرجحوا وينقحوا بفضل علم يتفاخرون به وحسب ظروف المجتمعات والأوطان بعيدا عن إعمال العقل فى النص الأصيل أو حتى يستأنسوا بها إذا هم فعلوا ذلك ليدعوا لنا الفرصة للقبول أو الرفض ويكون لدينا جملة بدائل تترك لنا فرصة الإختيار وإعمال العقل دون تعديل وافتيات على الشرع والنص الإلاهى وما تركه لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من سنة فعلية وقولية واقرار ولا يكون الأمرمحصورا فى فهمهم إذا هم نجحوا فيما يذهبون إليه ويبغونه!!!!

والغريب أن هذا المنطق منهم هو نفسه ذات منطق السلفية الوهابية التى تغزو مجتمعاتنا اليوم والتى تقضى بحصر الأمة وقصرها على رأى واحد ومذهب واحد وهو قول الإمام بن عبد الوهاب بما استحسنه الإمام بن تيمية من أقوال الإمام أحمد بن حنبل ضاربين عرض الحائط بباقى الآراء والأقوال للشافعى وأبو حنيفة ومالك والليث بن سعد وغيرهم كثر وحتى يضربون عرض الحائط بفضل آراء وأقول لإبن حنبل لم يستحسنها بن تيمية وفضل آراء وأقول لإبن تيمية لم يقل بها الإمام محمد بن عبد الوهاب وإن كنت أعد هذا من السلفية الوهابية" ضيق أخذ من ضيق ويقدم لأضيق "فإننى أعد ما يذهب إليه جمال البنا ومن يوافقونه " عفاريت علبة وحجج بليد وعجول للسامرى"تضل وتغوى ومشاريعهم مشاريع هدم وليس بناء و إماتة وليس إحياء فلا يكون بناء دون أساس ولا إحياء دون وجود سابق!!!

وإذا كانت البعرة تدل على البعير والسير يدل على المسير فإن ماذهب إليه هذا البنا فى بعض آرائه وأفكاره من تحليل وتحريم وافتيات على أحكام شرعية وفرائض اسلامية ثابتة ومقرة بالكتاب والسنة أمر ليدل على بطلان مذهبه وفوات مشروعة ويثبت ترهاته وأباطيله والأمثلة كثيرة..منها ما ذهب إليه من انكار للحجاب وهو واجب وفرض ثابت بالكتاب ووالسنة يقول الله تعالى ( يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) وقوله( وليضربن بخمرهن على جيوبهن)وقوله (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا بلغت المرأة المحيض فلا يظهر منها إلا هذا وذاك وأشار إلى كفيه ووجهه الشريف "...ومنها ما ذكره عن إمامة المرأة للرجال فى الصلاة وعدم ثبوت ذلك نصا أو فعلا للرسول الذى قال "صلوا كم رأيتمونى أصلى"ثم نجد حمال البنا يبرر عدم ورود ذلك بأن الأمر ربما فات الرسول وهذا اتهام بالغفلةمن جانب المشرع والقدوة وهو إتهام جائر وخطيروافتيات على المعصوم صلى الله عليه وسلم....ومنها ما ذكره عن تحليل السجائر فى نهار رمضان للصائم الذى لايستطيع البعد عن السجائرعلى اعتبار أنه لن يطيق الصوم إلا بذلك ومع كون السجائر ليست من المباحات وليست من الطيبات إلا أننا لو سلمنا بأنها مرض يصيب الإنسان وعادة سيئة تضعف قوته وتفت إرادته فلا يباح شربها ويكون الصوم صحيحا بل يمكن أن تكون من الأمراض التى ذكرها الله فى تيسيره على الصائم الذى يجد صعوبة فى الصوم معها ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) وهنا نبتعد عن الإفتيات على الشرع وتتحقق مصلحة مزدوجة للشرع والإنسان مفطر ومسكين ولا نخل بخصوصية الفرض وهو الصوم وتتحقق التقوى( لعلكم تتقون)...ومنها ما ذكر عن تحليل القبل بين الشباب فتيانا وفتيات لمن لا يستطيع الزواج وجعلها من اللمم ومع أن اللمم وهو صغائر الذنوب والتى ترتكب اضطرارا أو خطئا وليس تعمد وافتياتا يمكن حلها بالتيسيرفى أمر الزواج والمشاركة المجتمعية فى ذلك (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)وإعلاء شأن الدين والحلال والحرام الذى ورد فى ذلك قرآنا وسنة فيقول تعالى (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب من استطاع البائة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أى وقاية وصدق الله وصدق رسوله وكذب البنا ورفاقه ومؤيدوه وأتباعه...
بقى ما يتقوله عن إسلام الإنسان واسلام السلطان فى جدلية سفسطائية وفلسفية غير منطقية يفرّق فيها بين إسلام الإنسان واسلام الحكم مع أن الدين عند الله الإسلام للإنسان والسلطان والجن وكل المخلوقات ولا صلاح حال للدنيا إلا بالإسلام !!!
ربنا لاتؤاخذنا بما يقول ويفعل السفهاء منا..اللهم آمين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل

هناك تعليق واحد:

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

حتى لاأكرركلا مى السابق لهذا الدعى والمفكر أقوم بنقل هذا المقال.. منقول من...http://muntada.islamtoday.net/t43559.html

المفكرون في كل أمة، هم الشمعة التي تضيء الدروب للناس، ليسلكوها. لكن هل يسلك الناس طريقا لأنها مضاءة فقط؟ بالتأكيد لا. فقد تكون الطريق مضاءة لكنها غير سالكة، أو مضاءة لكنها وعرة، أو مضاءة لكن فيها مهالك راجحة. فالمسألة فيها من التعقيد والنسبية ما تقصر عنه رؤية انقدحت في رأس مفكر. مع أنني أتحفظ تحفظا شديدا في إطلاق هذا الوصف على كثير ممن يطلق عليهم اليوم. فكل من عرفت عنه الأفكار الغريبة، أو الآراء الشاذة، والثورة على السائد، بحق أو بباطل، وصفه الإعلام بأنه مفكر. خاصة إذا كانت عنده حصيلة لغوية، تسعفه في رصف الكلام المزوق، ونجح في إيهام مريديه بأنه توصل إلى تلك الرؤية بعد نظر ثاقب، وتمحيص دقيق. ولن أتجنّ كثيرا على هذا الوصف، فهناك من يحمله بحقه، ويؤدي مستحقه. وإن كانوا هم القلة دائما.

لأن المفكر الحقيقي، هو الذي يحترم التخصصات، ولا ينازع المتخصصين في تخصصاتهم. المفكر الحقيقي، يبني رؤاه على قواعد وأصول التخصصات التي تأسس وتأصل عليها. فإذا لم يكن له أصول واضحة يسير عليها، ولا مدارس راسخة ينتمي إليها، فإنه سيتخبط لا محالة، ويصبح كالذي يشيد بنيانا عاليا لا أساس له (ما له من قرار). ولك أن تتصور خطورة دخول الناس في مبنى كهذا، يهدده الانهيار في كل لحظة.

ويخسر المفكر قيمته، حين يتحول إلى عابث، ينازع أهل التخصصات في جزئيات وفرعيات تخصصاتهم. ويخون رسالته حين يعمد إلى استغلال مسائل الخلاف، ويأخذ من كل مدرسة ما يناسب رؤيته. لأنه إن فعل، سينتج مسخا، لا يقره مذهب، ولا يرضاه دين.

ولا يدعي أنه يدور مع الدليل حيث دار، فهو ليس مجتهدا في التخصص أصلا. فالذي يدور مع الدليل حيث دار في مسائل الفقه، هو الفقيه. والذي يدور مع الدليل حيث دار في مسائل العقيدة، هو المتخصص فيها، الذي جمع الأدلة ودرسها، ويمتلك القواعد التي تساعده في الترجيح.

هل من المعقول أن يقوم المفكر بالترجيح في مسائل الفقه والعقيدة والحديث واللغة والتاريخ؟! هذا مستحيل قطعا. فالمتخصص في فن، يكون عالة على غيره في بقية الفنون. فإذا نازع في تخصص من التخصصات، وخالف أهل الفن، سألوه في استغراب: ما هو تخصصك الذي تتقنه؟ وما هي القواعد والأصول التي تناقش بناء عليها؟ وإذا وصل إلى هذه المرحلة، فلن يسعفه اطلاعه الواسع، ولن تنقذه ثقافته المتنوعة. وسيكون في موقف محرج جدا، وسيضطر إلى البحث عن أسماء لامعة، من هنا وهناك، ليلصق بها رؤيته، حتى تقل بشاعتها في عيون الناظرين، وتستسيغها عقول المتلقين. أو يتهرب، ويتعذر بأن رؤيته كانت فكرة عابرة، وليست بحثا، وأنها كانت مقارنة وليست تقريرا. وكان في غنى عن ذلك لو احترم أهل التخصصات، ولم ينازعهم في المسائل التي سهروا عليها، وأفنوا أعمارهم في دراستها واستقصائها.

وإذا قارنا بين المتخصصين وبين المتفننين (وهذا الوصف يشمل المفكرين والمثقفين) الذين يرتشفون من كل تخصص رشفة، سنجد أن أهل التخصص أكثر عمقا في التحليل، وفهما للدليل، وبعدا في النظر. وأذكر أن الدكتور حاتم العوني (عضو مجلس الشورى السعودي) قارن في كتابه "نصائح منهجية.. لطالب علم السنة النبوية" بين المتخصصين وبين المتفننين، وأطال في المقارنة. ثم قرر أنه لو لم يكن لأهل التخصص، من فضل، غير أنهم يحفظون للمتفننين والمثقفين قدرهم، ويثمنون جهدهم. في الوقت الذي يلومهم فيه المتفننون والمثقفون، ولا يرون لهم قدرا، ولا يعترفون لهم بدور، ولا يقدرون لهم جهدا. بل يكثرون عليهم من المناوشة، ويجادلونهم في صلب تخصصاتهم، التي قضوا في ضبط أصولها، وتحرير فروعها، السنون الطوال.. لو لم يكن لأهل التخصص من فضل إلا هذا لكفاهم.