ترجمة

السبت، 7 أغسطس 2010

هلمّـــــــــوا لنتدارس القرآن....!!!


أحبائى ...
إستكمالا وبناءا على ماورد فى نشرى السابق هلمّـــــــــوا إلى موائد الرحمن أكتب اليوم هلمّـــــوا لنتدارس القرآن فى شهر رمضان.، لأنه فى زعم الكثيرون وأفكارهم من نخبة المثقفين والمبدعين لدينا عن الثقافة أطروحات وأفكار تعرض لحال فلاسفة ومفكرين من بنى البشر إذ يعمدون إلى استحسان فكرة من عقل أو جملة تترى على لسان بعض فى قول مبدع ساقه فى مألوف أو جاء على غيره .،

وفى هذا لايمكن المخالفة ظنا بترهات وزعم هؤلاء بل يقينا لأنهم نسوا أو تناسوا أن جل ما يتأتى هو محض إختيار من الله الواحد القهار إذ جبل النفس البشرية على ما فيها من صنعة وفطرة وزكاها بعقل يمايز قبل أن يفكر فيبدع بين حال وحال ترضيه لنفسها فإما رضى من الله فتتحقق الغاية من الخلق .، وإما سخطا فتكون الهاوية وصدق الله العظيم إذ يقول(قد أفلح من زكاها *وقد خاب من دساها )!!!
والآيات تتحدث عن النفس البشرية وقدر الله لها وصنعته تعالى فيها .، وما تعتبره النفس فتعمده أو تنكره وترفضه فيما يبدو لها أنه صلاحا أو إفسادا فى محل إختيار قدّره لها العزيز الجبار فقال (ونفس وما سواها*فألهمها فجورها وتقواها *قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها) وفى ظلال الآيات نستطيع أن نحدد تكوينات الثقافة وما تمتاز به داخل النفس البشرية لأنها أى الثقافة ظاهرة إنسانية، وهى فاصلٌ نوعيُّ بين الإنسان وسائر المخلوقات، لأنها تعبيرٌ عن إنسانيته، كما أنها وسيلتُه المثلى للالتقاء مع الآخرين।،وأنها تحديدٌ لذات الإنسان وعلاقاته مع نظرائه، ومع الطبيعة، ومع ما وراء الطبيعة، من خلال تفاعله معها، وعلاقاته بها، في مختلف مجالات الحياة.وأنها قوام الحياة الاجتماعية وظيفةً وحركةً، فليس من عمل إجتماعي أو فنّي جمالي أو فكري يتم إنسانياً خارج دائرتها. وهي التي تيسر للإنسان سبل التفاعل مع محيطه وما يوجد فىدوائر تواجده مادة.، وبشر.، فى بناءات ومؤسسات بل فى حياة يعيشها.
وعلى ذلك فهى عملية إبداعية متجدّدة، تُبدع الجديد والمستقبلى من خلال الأطروحات والأفكار التي تتمثلها وتعبر عنها، فيكون التفاعل مع الواقع فقبولا ورضى تام فيكون تعايشا سليما ।، أوناقص فيكون تكيّفا ।،أو رفضا وإنكار فيكون تجاوزا نحو المستقبل.، أو إنعزالا وعيش فى الحاضر ولكن فى تيه وتفاخر بالماضى الذى يقف عند حده ، ولذا هى من الوظائف الحيوية له .، ذلك لأنها إنجاز كمّى وتراكمى مستمر تاريخيا، فهي بقدر ما تضيف من الجديد، تحافظ على التراث السابق، وتجدّد قيمه الروحية والفكرية والمعنوية، وتوحد معه هوية الجديد روحاً ومسارا ومثلا فى صورة أخلاق وقيم إنسانية ومن هنا خلط بين مسماها ومسمى الدين، وهذا هو أحد إن لم يكن الأوحد لمحركات الثقافة فى الأساس، كما أنه بُعد أساسى من أسس أبعادها.
والثقافة كلمة عريقة في اللغة العربية ، فهي تعني صقل النفس والمنطق والفطانة، وفي القاموس المحيط : نجد ثقف ثقفاً وثقافة،أى صار حاذقاً خفيفاً فطناً، وثقَّفه تثقيفاً سوَّاه، وهي تعني تثقيف الرمح، أي تسويته وتقويمه.،وفى هذا نجدها ليست فقط تساير وتماشى معنى الآيات بل تحدده تحديدا.،وهذا للناس كافة.،
أما عن حالنا نحن العرب بل المسلمون تحديدا مع الثقافة وسنينها فللأسف ومما يدعو للحسرة وأيضا قد يدعو للتفاؤل .، فلكل قول وجهتى نظر إن لم يكن ثلاثى الأبعاد و مربع الإتجاهات تتعدد فيه الرؤى والأطروحات والأفكار ما بين التفاؤل والتشاؤم وما بين بين .، المهم المثبت تاريخيا والذى لاينكره إلا جاحد أنه لما استلم العرب زمام القيادة الفكرية والثقافية والعلمية للبشرية في القرن السابع للميلاد، واستمروا في مركزهم المتميز إلى القرن الخامس عشر منه، عرف العالم الثقافة العربية الإسلامية في أوج تألقها، حتى إذا ما تراجع العرب والمسلمون عن مقدمة الركب ودبّ الضعف في كيانهم، وتوقفوا عن الإبداع في ميادين الفكر والعلم والمعرفة الإنسانية، انحسر مدّ ثقافتهم، وغلب عليهم الجمود ولما يكن أمامهم غير التقليد، فضعفوا أمام تيارات الثقافة الغربية العاتية التي أثرت بقوة في آدابهم وفنونهم وفى طرق معيشتهم بل فى كل مظاهر حياتهم.،ولم يكن هذا بسبب مكر الآخر بهم وخداعهم ومحاربتهم بالأساس بل كان نتيجة مبنية على قاعدة إذ نسوا أو تناسوا .، جهلوا أو تجاهلوا ما نزل فى كتابهم على رسولهم.، ونسوا الله فنسيهم وأنساهم أنفسهم وهو المنزل عليهم قوله(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون).،
وهنا قد يعنّ لقائل قول ولمستفسر أو مستسهل سؤال .، لماذا تقدم الغرب وتأخرنا وهم أصلا كانوا معنيون أو بعضهم بما سطر.، وهنا لن أقول غير مقولة الإمام محمد عبده (((رأيت فى الغرب إسلاما ولم أرى مسلمين.، ورأيت فى بلاد الإسلام مسلمين لكنى لم أرى الإسلام)))।،وكفى.،
المهم نعود للثقافة ومعانيها ومقوماتها فى العصر الحديث حيث استعملت الثقافة في العصر الحديث للدلالة على الرقى الفكري والأدبى.، والسلوك الإجتماعى للأفراد والجماعات. فالثقافة ليست مجموعة من الأفكار فحسب، ولكنها نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالا، وبما يتمثّل فيه الطابع العام الذي يتطبع عليه شعب من الشعوب، ولهذا نجدهم قالوا((الطبع يغلب التطبع))وهي الوجوه المميّزة لمقوّمات الأمة التي تُمَيَّزُ بها عن غيرها من الجماعات بما تؤمن به من العقائد .،وتقيمه من القيم واللغة والمبادئ، وبما تسلكه من السلوك وتقدسه من المقدّسات ،وما تفرضه الدساتير والقوانين وأيضا تثبته التجارب والخبرات. وفي الجملة فإن الثقافة هي الكلُّ المركَّب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات.، وهذا كله نجده فى الكتاب (مافرطنا فى الكتاب من شىء)القرآن الذى نسناه وجعلناه خلف ظهورنا ونحيناه عن حياتنا .،
واليوم وهانحن على أعتاب شهر رمضان هلا تدارسناه بحق وتلوناه عن قصد وجد فأقمناه حكما بيننا وعلى أنفسناأولا؟؟؟
نرجو ذلك وكل عام والجميع بخير .،
فاللهم بلّغنا رمضان وعلمنا القرآن .،
اللهم آمين
***

ليست هناك تعليقات: